-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 33 - 2 - السبت 22/6/2024

  قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الثالث والثلاثون

2

تم النشر يوم السبت

22/6/2024

بعد مرور عِدة أيام 

بالمشفى 

أنهى إسماعيل ذلك الكشف الطبي وذهب الى مكتبه يقوم بتدوين أسباب وفاة ذلك الشخص 

أثناء ذلك سمع صوت طرق على باب الغرفه سمح بالدخول، رفع نظره عن ذلك ونظر نحو الباب، سُرعان ما خفق قلبه لكن تمثل بالبرود قائلًا: 

خير يا دكتورة أي خدمة أقدر أقدمها لك.... 


من نبرة صوته شعرت بالتوتر وهي تنظر له بعشق وإشتياق لكن إنحشر صوتها... تذمر إسماعيل ببرود قائلًا: 

من فضلك أنا مش فاضي وقتي...


قاطعته بتسرع وحشرجة صوت:

وحشتني يا إسماعيل.


خفق قلبه،لكن أخفي مشاعره خلف تصنُع البرود قائلًا وهو ينظر لها بحنق:

بجد...واضح إنك فاضيه وجايه تتسلي،وأنا زي ما إنتِ شايفه ورايا تقارير لازم تتسلم،جثث بني آدمين لازم تنكرم وتروح لمثواها  عشان أصحابها يخدوا العزا، ويتفاجئوا بعد كده إن اللى دفنوه أغلي من العايشين قريبين منه. 


فهمت تصريحه الواضح، شعرت بخزي، هي حقًا غاب عقلها فى لحظة وإمتثلت لرغبة والدها ونسيت قيمة حُزنه ووجعه لفراق والده بهذه الطريقه الشنعاء، ما كان عليها الإستماع الى والدها بهذا الشآن حقًا تلك الوضيعة عمته تطاولت عليها لكن كان لابد ان لا تُعطي لحديثها أهميه بهذا الوقت العصيب...وكان عليها البقاء جوار زوجها تواسيه،لكن هي أخطأت،والدليل مجيئها إليه وتخليها عن الكبرياء،بعد أن تجاهل إتصالتها الهاتفيه ورسائلها التى كانت تُرسلها له بالايام الماضيه...تحاملت على نفسها وإقتربت من مكان جلوسه وإنحنت تمسك يدهُ تنظر ألى وجهه وكادت تتحدث،لكن إسماعيل نهض وقفًا وسحب يدهُ منها بقوة وقبل أن يتحدث سمع طرقًا على باب الغرفه،لم يهتم بوجودها  دلف أحد العاملين نظر نحو إسماعيل قائلًا: 

فى جثة وصلت المشرحة والنيابة عاوزة تقرير سبب الوفاة بأقصي سرعة. 


نهض إسماعيل  قائلًا: 

تمام أنا جاي وراك. 


غادر العامل، نظر إسماعيل  لـ قسمت قائلًا: 

نأجل كلامنا يا دكتورة زي ما أنتِ شايفه، عن إذنك... إبقى أقفلي الباب وراكِ وإنت خارجه. 


غادر إسماعيل  بينما فرت الدمعة من عيني قسمت آسفًا وندمً لكن لن تيأس ولن تستسلم. 

❈-❈-❈

بتلك البقالة 

تبسم فتحي لـ ممدوح الذي أقبل عليه يُلقي التحية، ردها عليه ثم سأله: 

جاي منين دلوق. 


أجابه ممدوح: 

إتأخرت فى المدرسة عشان تجهيزات امتحانات نص السنه قربت. 


إبتسم له فتحي قائلًا: 

آه فعلًا، دي رغد بتذاكر  لأخوها بقالها يومين، كويس إنه هيخلص إمتحانات قبل ما هي تمتحن.


أومأ ممدوح قائلًا:

بدل ما تعطل نفسها عن المذاكرة إبعتوا ليا وانا أذاكر له وهي تركز فى دراستها.


وضع فتحي يده على كتف ممدوح قائلًا:

كتر خيرك يا ولدي، شوف مواعيدك فاضي ميتي، وأنا لما أرجع الدار  هقوله.


أومأ ممدوح موافقًا

بنفس الوقت آتت سيدة الى البقالة تُلقى السلام،رد عليها الإثنين،إبتسم لها فتحي بقبول وهي تقترب منه بعشم قائله:

ها يا حج فتحي،أم رغد جالتلى إنك هترد علي طلبي.


نظر فتحي نحو ممدوح الذي تجنبوا عنه قليلًا،ثم أجابها بهدوء:

إنتِ عارفة إن رغد فى الجامعه والفترة الجايه هتمتحن إمتحانات نص السنه وانا مش عاوز أشغل عقلها بالموضوع ده دلوق لحد ما تخلص الإمتحانات.


تهكمت السيدة قائله:

والموضوع ده هيشغل عقلها ليه،الموضوع لسه هيبجي مجرد خطوبه لحد ما تخلص السنه و...


قاطعها فتحي قائلًا:

مش هيجري حاچه لو أجلنا الموضوع كام يوم.


تذمرت السيدة قائله:

لو هى رافضه قول،بس هتلاقي أحسن من ولدي...ده بيشتغل فى قطر والحمد لله ربنا رازقه من وسع.


أجابها فتحي:

ربنا يزود رزقه،ومش هيجري حاچه لو أجلنا الموضوع، بس عشان  تركز وعقلها مينشغلش، واللى فيه الخير ربنا يقدمه. 


زفرت السيدة نفسها بضجر وأومأت راسها بحنق: 

وماله مش هتفرق كام يوم، عن إذنك هرجع داري سايبه الصنايعيه بيركبوا النجف فى الشقه. 


أومأ له وهي تغادر ثم تنهد بإرتياح، عاود يقترب من ممدوح عن قصد قائلًا: 

الحمد لله الست ربنا هداها ومشيت. 


لم يكُن ممدوح يُركز جيدًا وظن انها تود منه بضاعة، فسأله: 

هي كانت عاوزه إيه؟. 


عن قصد أجابه فتحي: 

جايه طالبه يد رغد لولدها. 


تحشرج صوت ممدوح سائلًا بتوجس وترقُب: 

وإنت وافقت؟. 


أجابه فتحي  بلؤم مُترقبًا: 

قولت لها تديني مدة لحد ما رغد تخلص إمتحانات نص السنه. 


تحشرج صوت ممدوح بتسرع سائلًا: 

يعني هتوافق. 


ببسمه خاصه أجابه: 

مش مهم أنا اوافق المهم صاحبة الشأن هي اللى تقرر... وأنا لسه مقولتلهاش مستني تخلص إمتحانتاها.


شعر ممدوح بغصة فى قلبه... بينما تبسم فتحي بخفاء.. وتأكد من حدسه، لكن لابد أن ينطق ممدوح...   بعد قليل بمنزل ممدوح بغرفته تمدد فوق الفراش يشعر بغصة قوية فى قلبه  يفكر بعقله يشعر بالخسارة والإستقلال من شآن نفسه حتى وإن كان أصبح مُدرسً بمدرسة ذو مكانة  لكنه مازال ببداية الطريق، والعريس الآخر له مُميزات منها 

شقه خاصه به بمنزل والده، هو ليس لديه ذلك، يعيش بمنزل مع والدته دور واحد يعيشان به معًا، المقارنه خاسرة والقلب يعيش الأسي يخشى سقوطه فى المقارنة . 

❈-❈-❈

بـ دار ولاء كانت تستشيط غيظًا

وهي تجلس مع إيناس تنظر لها بعقلها تنعتها بالبلهاء بسبب غيرتها المفضوحة وعقدة النقص التى أصبحت تُسيطر عليها، وضعت الخادمة  صنية القهوة ثم غادرت بنفس الوقت جاء قابيل... جلس معهن فى البداية شعر بشمت فى ولاء فهي تقريبًا خلال بضع أيام فقدت جزء كبير من مكانتها وسط العائله، وربما فقدتها كلها هي من كانت ذات الشآن،وذات القيمة العالية،العقل الراجح   ، لها مشورة بكل شئ يخص العائله، لكن بعد أن تولى سراج هو شؤون العائله لا يُعطيها قيمة مثلما كان يفعل عمران،كلمته واحدة دون رجوع لأحد،كذالك ما حدث بليلة مقتل عمران والعائلة فقدت الكثير من الأشخاص،عمران كان ضعيف عكس سراج كلمته نافذة بوقت قصير أيام معدودة إستجمع العائله قبل أن تتشتت،رغم شعوره بالغِيرة والحقد... من مكانة سراج الذي كان هو الأحق بها،لكن يخفف من ذلك أن سراج عكس عمران لا يعطي مكانه لتلك الصفيقة المُتعالية الوضيعة،

جلس بالمقابل لها يتذكر قبل أيام ليلة مقتل عمران 

حين أخذته وخرجت الى أحد الاماكن المُظلمة بالحديقة وصفعته على وجهه وحدثته بإستهجان: 

قولت لك تجتل سراج، إيه الغباء اللى  إنت عملته ده. 


وضع يده على مكان الصفعة ينظر لها مثل الذئب الغاضب بصعوبة سيطر علي غضبه وهو يقبض على يديه كي لا ينهش وجهها فى الحال، وتفوة بغضب: 

مش أنا اللي  خططت للهجوم ده. 


نظرتها كانت غير مُصدقة، بغضب تفوهت: 

ولما مش إنت يبقى مين؟.


اجابها ببساطه زادت من غضبها: 

معرفش مين، ممكن يكون  الشبح اللى سرق الاثار من المخزن،أنا كنت مأجر مجرم يقتل سراج،لكن الهجوم مش من تخطيطي. 



فزعت قائله بسؤال:

ومين الشبح الخفي ده وإيه مصلحته فى الهجوم اللى حصل...إنت لازمن تعرف مين الشبح ده.


أومأ لها براسه غاضبًا من تلك الصفعه يحلف ذات يوم سيردها صفعات...كان هدفه مثل غيره يود معرفة من هو الشخص الذي يساندها ويعطيها معلومات تُدير بها هؤلاء الرجال الاشقياء،وأصبح هو الآخر يعلم هوية ذلك الشخص،بعدما راقبها تلك الليله وذهب خلفها كظلها...لمعت عينيه بدهاء وهو يتخيل بعدما يتخلص من سراج سيأخذ ليس فقط مكانته وسط العائله  ويفوز بـ "الثريا" من ثم سيفضي لها ويرد صفعاتها بأن يأخذ مكانتها هي الأخري لو وصل به الامر بقتلها لن يتردد، وكذلك سيتخلص من بلهاء حياته "إيناس" يضعها مشفى عقلي يُطيح بالباقى من عقلها... 


فى ذلك الأثناء صدح هاتف إيناس نظرت له ثم نظرت حولها بترقب ثم نهضت قائله: 

ده الجواهرجي كنت موصياه على طقم دهب 

هطلع ارد عليه من الجنينه الجو فيه هوا جامد والشبكه إهنه بتقطع.


بالفعل وقع بصر قابيل على شاشة هاتف إيناس وقرأ هوية المتصل...خرجت إيناس وتركتهم معًا،تبادل الإثنين النظرات فيما بينهم،نظرات حارقه،مليئه بالبُغض لكليهما...

بينما إيناس خرجت الى الحديقة قامت بالرد وتبسمت حين أخبرها الجواهري قائلًا:

كل اللى أمرتي بيه أنا عملته هستني تشرفيني وتاخديه.


ردت ببرود ونبرة تعالي:

تمام بكره آخر النهار هاجي أشوفه،بس لو طلع مش نفس اللى على ذوقي مش...


قاطعها بتأكيد:

لاء متأكد هيعجبك أوي.


-تمام.   


بنفس الوقت رأت حنان وهي تسير نحو الخارج، لاحظت بطنها المُنتفخة قليلًا.. التى بدأ يظهر عليها علامات الحمل شعرت بغضب من ذلك وهي تضع يديها فوق بطنها تشعر بخواء، كآن أنوثتها إنتهت، ثار عقلها، لكن سُرعان ما ضحكت وهي تتذكر ثريا التى علمت بوجود خِلاف بينها وبين سراج  وأنها تركت المنزل وسط توقع بطلاقهما قريبًا، هذه المرة ستخرج من العائلة خالية الوفاض.

الصفحة التالية