رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 33- 4 - الأربعاء 5/6/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثالث والثلاثون
4
تم النشر الأربعاء
5/6/2024
بعد عدة ساعات تأهب الجميع بخروج الطبيب الذي توقف وعيناه على جواد الذي مازال جالسّا من يراه يزعم أنه يتسلح بالبرود والقوة، ولكن كيف لقلب الأب أن يجد القوة للوقوف ونبضاته تصم اذنه، لقد خانته ساقيه على الوقوف، فابتلع ريقه الذي جُف كالتائه بصحراء جرداء بإحدى فصول الحرارة المرتفع، حاول السيطرة والتحكم بقوته عندما ترقرقت عيناه بالدموع من نظرات الطبيب، تعلقت عيناه بأعين الطبيب منتظر حديثه
-زي ماقولنا من شوية العملية كانت خطيرة، الرصاصة كانت في مكان مؤثر
توقفت غزل واستندت على كتف جواد
-قول من الاخر يادكتور، مبحبش المقدمات، ابني كويس ولا لا
❈-❈-❈
-إن شاءالله هيكون كويس يادكتورة، بس..توقف عن الحديث فاتجهت إليه غزل وأشارت بكفيها صارخة به:
-إنت هتقعد تبسبس، بقولك قول من الاخر ابني ..دفعت الدكتور وثارت بغضب
-أنا بسالك ليه اصلا، قالتها وتحركت متجهة إلى حيث وجوده
-ماما قالها أوس
-محدش يكلمني مش عايزة نفس، انا هدخل لابني علشان اعرف ابني حصله ايه
اقترب الطبيب من جواد
-أنا عاذر الدكتورة، لكن العمليات دي بتكون خطيرة ومقدرش اقول كل حاجة على مايرام إلا بعد تمانية وأربعين ساعة
اومأ جواد متفهمًا، ليتحرك الطبيب مغادرًا..اتجه صهيب وجلس بجواره من جهة وسيف من الجهة الأخرى
-جواد !!..رفع عيناه لصهيب وأردف
-نصيب،مش عايز صوت، نصيبه كدا، يعني مكتوب يحصل كدا حتى لو في حضني، قدره بقى عند ربنا ياصهيب، روح شوف بنتك لتضيع منك زي ماقولت..ربت صهيب على كتفه
-متقساش عليا ياجواد، جاسر ابني زي ماجنى بنتي، لاحت ابتسامة ساخرة على وجهها
-أيوة فاهم واهو ابني في اوضة وبنتك في التانية، تسائل سيف
-لو اللي فهمته صح تبقى غلطان ياصهيب..نهض صهيب متنهدًا
-ابنك يفوق بالسلامة وهبعتلك حاجة يبقى شوفها واحكم ياجواد..قالها وتحرك متجهًا لغرفة ابنته
مر الوقت ثقيلًا على قلوبهم ...حتى توقف جواد عندما ثار قلبه بالقلق ..توقف صهيب متجهًا إليه
-جواد رايح فين؟!
أشار بكفيه لتوقفه
-داخل لابني ياصهيب..تحرك بخطوات بطيئة ورغم بطئها إلا أنه كأنه يسير فوق نيران جحيمية
دلف للداخل وجد غزل تجلس بجواره تحتضن كفيه..ربت على كتفها
-غزل قومي ارتاحى..بصوت مفعم بالبكاء والانتفاضة ورعشة بجوفها المتألم
-ارتاح ازاي وابني تعبان، انحنت تلثم كفيه ..وتابعت مستطردة:
-جاسر افتح عيونك ماما وطمن قلبي
قالتها بدموع الوجع، أوقفها جواد لترتمي بأحضانه تجهش بالبكاء، بكاء ام غرس قلبها بسكين بارد خوفًا على فلذة كبدها
-هيفوق ياجواد، قول أنه هيفوق ويبرد نار قلبي ..قبل جبينها ثم اتجه بنظره لأبنه متحدثًا:
-إن شاءالله ياغزل ادعي له، ياله تعالي علشان نصلي وندعي له ، عايزاه يفوق ازاي واحنا ناسين فرض ربنا، ياله حبيبتي تعالي نصلي من الصبح وأنتِ في مكانك مصلتيش ..تجولت عليه ببصرها للمرة الأخيرة ثم تحركت للخارج وهو محاصر أكتافها
مرت عدة ساعات أخرى ، بغرفة جنى استيقظت وجدت والدتها تحتضن كفيها، فاعتدلت سريعًا
-ايه اللي حصل ، قالتها وهي تنزل من فوق فراش المشفى ، توقفت نهى أمامها:
-جنى رايحة فين إنتِ تعبانة، تحركت للخارج
-رايحة اشوف جوزي ياماما، قالتها وتحركت للخارج بخطوات مبعثرة، وزاغت ابصارها على الجميع فتحركت من بينهم متجهة لغرفة العناية:
-جنى ..قالها عز ، ولكنها تحركت حيث جلوس الممرضة
-عايزة أشوف جوزي ..
تجهزت واتجهت للداخل ..تسلطت عيناها على تسطحه كالجثة لايشعر بمن حوله، اتجهت إليه بخطواتها المتمهلة ..وعيناها تسبح على جسده بالكامل ، وصلت إليه ..ظلت للحظات وهي تقف وعيناها تتجول على ملامح وجهه الشاحبة، دنت وابتسمت بدموع عيناها وهي تحرك أناملها على وجهه مرة وعلى رأسه مرة ..هوت على ركبتيها تحمل كفيه المغرزو بالأبر ثم رفعته تلثمه وشهقة محملة بوجع قلبها المنفطر عليه
-جاسر ..انا جيت، آسفة، قالتها بتقطع، وضعت رأسها بجوار رأسه واناملها تتحرك على وجهه
-حبيبي افتح عيونك بلاش تعاقبني بالوجع دا، ابتلعت غصة بمرارة العلقم
فيه خبر حلو قوي، دنت من وجهه تهمس بجوار أذنه
-مش هسمع كلامك سمعتني، ابني هجيبه حتى لو فيها موتي، وكنت ناوية مش أقولك غير لما يكبر شوية علشان متقوليش لا بلاش علشان صحتك، انا عايزاه ياجاسر، سامحني مش هقدر أتنازل عليه، ولو خيروني بينه وبين موتي هختاره هو، عارف ليه
دنت حتى لمست وجنتيه بثغرها قائلة
-علشان حتة منك، إنت ابوه، وكل مايخصك مستحيل أتنازل عنه، لثمت وجنتيه مرة أخرى وتبسمت وتابعت حديثها :
-عايزاه حلو شبهك، بس مش عايزة بروده واستفزازه ليا، عارف لو طلع مستفز شبهك، انسابت عبراتها فوضعت رأسها بعنقه وبكت بشهقات
-هحبه برضو، ماهو ابني، وانت ابوه،
كان واقفا يتابعها من خلال النافذة الزجاجية، كور قبضته وعيناه لم ترف بالابتعاد عنها وهي تقترب منه وتطبع قبلة بجانب خاصته، اتجه لباب الغرفة بعدما تجهز ودلف للداخل
-حبيبي ياله افتح عيونك وحشتني قوي، ياله علشان اتخانق معاك وأقولك طلقني..أزالت عبراتها المنهمرة واكملت
-أيوة بدلع عليك، وعارف لو طلقتني هموتك بجد، اياك تسمع كلامي، هو فيه حد بيسمع كلام المجانين، اه انا مجنونة واياك تسمع كلامي ..شعرت بمن يضع كفيه على كتفها، فرفعت عيناها لوالدها ثم اتجهت إليه وتحدثت بمرار دموعها ووجعها الذي تشعر به
-كدا مرتاح يابابا، اهو قدامك بين الحياة والموت، ياريتك سبتني اشبع منه شوية
-قومي ياجنى، جاسر كويس، وشوية وهيقوم، انحنت تضع رأسها بعنقه مرة أخرى
-مش مسمحاك يابابا، طول ماقلبي وجعني كدا مش مسمحاك، دلف جواد واستمع لحديثها، نهضت بعدما طبعت قبلة على جبينه ونهضت تطالعهم بعيونها الحمراء المتورمة
-مش مسمحاكم انتوا الاتنين، أشارت عليه ثم اقتربت من جواد
-كل ماتبص له افتكر انك سرقت سعادته انت واخوك..ذنبنا برقبتكم انتوا الاتنين، بابا حكم وحضرتك نفذت
توقفت عن الحديث عندما استمعت لهمسه باسمها، استدارت سريعًا وابتسامة لمعت بعيناها وتبدل حالها
-جاسر!!..اقتربت منه بدخول الممرضة
-ماينفعش يافندم الزحمة دي، كدا هتسببوا لي مشكلة
امالت بجسدها تطالعه بفرحة قلبها
-جاسر حبيبي سامعني، جاسر ..فتح عيناه ومازال يردد اسمها
ابتسامة واسعة بدموع كثيفة وهي تقبل جبينه
-أنا هنا، انا اهو ..سامعني، اقتربت الممرضة تستدعي الطبيب
-لو سمحتم كله برة، أمسكت كفيه تنتظر أن يفتح تلك الرمادية ولكنها لم تعد تستمع إليه ..رفعت نظرها للممرضة
-ايه اللي حصل ؟؟
جذبها جواد من ذراعها يشير إلى صهيب بالخروج مع دخول الطبيب
-تعالي ياجنى، هيفوق هو تحت المخدر
نزعت نفسها من كف عمها
-لا هستنى هنا، ضغظت الممرضة بخروجها مع فحص الطبيب إليه
بعد عدة ساعات قام الأطباء بنقله لغرفة أخرى، تحرك البعض للأطمئنان عليه، اما تلك التي ظلت جالسة تنظر بشرود بعدما اطمئنت عليه من الطبيب المختص، جلست عاليا بجوارها تربت على ظهرها
-مش هتقومي تشوفيه، سأل عليكي
مسحت دموعها تهز رأسها بالرفض
-اطمنت عليه كفاية، بلاش اخليه يشوفني هنا
-جنى اتجننتي ايه اللي بتقوليه دا، من كام ساعة كنتي هتموتي عليه ازاي عايزة تفهميه كدا
نهضت من مكانها ثم دققت النظر بعيناها قائلة:
-عاليا، اكيد هترجعي مع ياسين، طمنيني عليه، انا مش هدخله، أهم حاجة يكون كويس، مش ههين نفسي تاني قدامه ..قالتها وتحركت تجر آلامها بخطواتها الهزيلة تحتضن جنينها ، حتى خرجت من باب المشفى
جلست عاليا على المقعد بالخارج وتنهيدات متحسرة عليها، شعرت بأحدًا بجوارها يفرد ذراعيه يجذب رأسها تحت ذراعيه يقربها إليه، واضعًا رأسه فوق رأسها كالغريق الذي يبحث عن منقذه ..همست بتقطع عندما لافحت رائحة عطره أنفاسها
-ياسين إنت كويس..أغمض عيناه وتمنى أن يدفن نفسه بداخل احضانها، فمنذ معرفته بإصابة أخيه وهو فاقد كل شيئا، لم يشعر بما يدور حوله
تغلغلت روحها بدقات قلبها العنيفة عندما ضغط على خصرها يضمها بقوة مما جعلها تشعر بأنه ليس هو ..
صمتت لبعض الوقت وتركت له الساحة حتى يهدأ قليلا..رمقته تتفحص تقسيمات جسده المشدود، لأول مرة تكون معه بذاك القرب منذ تلك الليلة
ظلت تقاوم نبض قلبها من قربه المهلك لروحها، وعجزت عن توقف شفتيها من الأرتعاش حينما اعدل رأسه ودنى لتختلط انفاسهما قائلاً :
-عاليا أنا تعبان أول مرة أحس بالخوف كدا، رفعت كفيها تربت على كتفه عندما انتفض قلبها من حالته الضعيفة التي لأول مرة تراه بها ..حاولت إخراجه فسحبت كفيه تضعه على بطنها الذي يتحرك بها جنينه
-شوف ابنك بيعمل ايه
رجفة قوية بعموده الفقري حينما رددت له تلك الكلمات البسيطة، ورغم بساطتها إلا أنها كانت عبارة عن بحرًا غادقًا بالأمنيات والسعادة، لمعت عيناه وارتعشت دواخله وهو يبتسم قائلاً:
-دا فعلا بيتحرك..هزت رأسها فرحًا قائلة:
-أيوة بيقولك متزعلش يابابي عمو بخير
-بابي..آآه ياالهي ماأجملها حين تسقط على قلبٍا جاف خالي من السعادة، لتغرقه فرحا وتطيب روحه بِرًا ..باتت نبضاتها تهدر بعنف حينما نزل برأسه يقترب من بطنها وكأنه يسمعه
-" ابني" شعرت بالحرارة المنبعثة من وجنتيها عندما أفلت ضحكة رجولية
-هو سمعني وعرفني صح، كنت بسمع ماما بتقول كدا لروبي وغنى ..البيبي بيحس
رفعت أكتافها دون معرفة ضاحكة فتحدثت:
-معرفش بسمع كدا ..نصب عوده وتوقف يمد كفيه
-تعالي نشوف الدكتور ونطمن عليه