-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 33- 5 - الأربعاء 5/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثالث والثلاثون

5

تم النشر الأربعاء

5/6/2024

بالداخل جلست فوق الفراش تحتضن كفيه 

-كدا ياجسور عايزة اضربك، لكزتها ربى 

بس ياغنون جسور دا يتحب مش ينضرب ..رسم ابتسامة واغمض عيناه 

وتحدث بصوت ضعيف 

-أنا كويس ياغنى، انحنت تقبل جبينه واردفت بمحبة اخوية:

-دايما كويس ياقلب غنى، جذبها بيجاد من خصرها 

-اطمنتي ياستي، ياله بقى علشان يرتاح وإنت كمان حبيبتي ومتنسيش ولادك اللي في البيت 

شعرت بالحزن فترجته بعينها

-خلينا شوية كمان..قطع حديثهما جواد وهو يشير لأبنته

-امشي حبيبتي مع جوزك، متنسيش إنك حامل وبقالك يومين وانت سهرانة ، روحي علشان تشوفي ولادك، ثم اتجه ببصره لغزل 

-خدي ماما كمان معاكي ..توقفت غزل واتجهت لابنها 

-حبيبي حاسس بإيه 

-أنا كويس ياماما، عايز انام ..مسدت على خصلاته 

-نام ياحبيبي، هروح اغير هدومي واعمل كام حاجة وارجعلك الصبح 

قبض على كف والدته وهمس لها 

-عايز جنى ..طبعت قبلة واعتدلت ترمق صهيب بنظرات خرساء ثم تحركت قائلة:

-جواد انا همشي جاسر في رعاية ربنا ثم في رعايتك ..كانت نظراته عليها فقام بالمناداة على ابنته:

-ربى ..استدارت اليه، فأشار إليها 

-روحي مع ماما شكلها تعبانة 

اتجهت بنظرها إلى أخيها 

-طب وجاسر يابابا..ربت على كتفها 

-روحي وأنا وأوس هنا حبيبتي ، متشغليش بالك خلي بالك من ماما 


-حاضر يابابا..تحركت تجذب اشيائها واتجهت لزوجها 

-ياله ياعز ..نهض من مكانه يشير لوالده 

-هوصل ربى يابابا، أوقفه جواد 

-وصل باباك ياعز، طالعه صهيب بحزنًا ثم تحدث:

-عايزني اسيبك لوحدك، اقترب جواد وعيناه على جاسر المستغرق بنومه 

-روح ارتاح ، والصبح تعالى، قعدتك مالهاش لازمة، الكل مشي حتى حازم ومليكة هتقعد ليه، قوم مع ابنك الولاد معايا هنا، ثم رفع نظره لعز 

-خليك مع باباك ياعز، وصل ربى حي الألفي علشان اكون مطمن على غزل وضعها مش مريحني، وبلاش ترجع حبيبي ، أوس وياسين هنا، وجاسر بقى كويس الحمد لله هو بس دا من أثر المخدر والصبح يكون أفضل 


بعد عدة ساعات بحي الألفي، تجلس على سجادتها تمسك مسبحتها والدموع تنهمر من عيناها مع ذكريات الألم المليئة بداخل صدرها ، تمددت مكانها تكتم صوت شهقاتها تدعو الله عز وجل 

"ولادي في معيتك يا رحمن يا رحيم احفظهم بحفظك الامين، ربي لقد انفطر قلبي على فراق الأحبة فلا تجعل فراق أحدًا من اولادي مثقلة على قلبي"


أغمضت عيناها بألم قلبها الذي بدأ ينخر بصدرها، فاعتدلت وبسطت كفيها تجذب ادويتها دلفت ابنتيها بعد السماح إليهما 

-ماما حضرتك لسة صاحية، أزالت عبراتها واومأت برأسها تفتح ذراعيها إليهما ..جلست الفتاتان تحتضن والدتهما أغمضت عيناها تضمهما بقوة تغمض عيناها كأنها تستمد منهما راحة لقلبها ثم تحدثت:

-تعرفوا انكوا دوائي، وقت ماأكون تعبانة مجرد حضن منكم بنسى كل التعب، خرجت غنى تحتضن وجه والدتها :

-ماما حبيبتي احنا كويسين، بلاش توجعي قلبك حاولي ترتاحي 


هزت راسها..فازالت غنى دموعها:

-ماما بابا قلقان عليكي كل عشر دقايق بيتصل، علشان خاطري كلميه مش هيرتاح غير لما تكلميه

اتجهت ببصرها لربى التي وضعت رأسها على ركبتيها وانسابت عبراتها بقوة..اقتربت بجسدها ترفع ذقنها 

-بطلي عياط حبيبتي متنسيش إنك بترضعي، ياله قوموا ارتاحوا، وصلوا القيام قبل ماتناموا، متنسوش أن قيام الليل متعة ربانية للي ربنا بيحبهم،

مفكرين حبكم في الصلاة دا منكم، دا اللي ربنا بيحبه بيقرب عبده بالعبادات واجملها قيام الليل  وزي ما النبي عليه الصلاة والسلام كان كثيرًا ما يتهجد بالليل، ويقول: أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نِيام؛ تدخلوا الجنة بسلامٍ، عارفة مشاغلكم كتيرة وبيكون عندكم فتور، بس دا اعتبره أمر رباني زي الصلاة كدا 


، مسحت على رأس ربى 

-ياله يادكتورة، ومتنسيش بعد شهرين عندنا ماجستير ايه عايزاهم يقولوا بنت الدكتورة غزل ضعيفة المستوى 


نهضت غنى تجذب رُبى، ياله ياروبي قومي علشان مامي ترتاح ونصلي مع بعض، ثم اتجهت إلى والدتها:

-كلمي بابا ياماما ..هزت رأسها دون حديث، فخرجت الفتيات وقلبهما ينزف دون دمًا على حالة والدتهما الشاحبة، توقفت ربى على باب غرفتها 

-مامي ممكن ابات عندك الليلة


هزت غزل رأسها بالرفض قائلة:

-لا حبيبتي أنا كويسة، روحي باتي مع جوزك، وكمان عايزة تاخدي مكان بابي ياروبي 

ابتسمت من بين دموعها قائلة:

-قلقانة على حضرتك ياماما، نهضت غزل واتجهت لفراشها 

-لا يابنتي انا كويسة، وهكلم بابا وانام ياله على اوضكم ..قالتها وهي تتمدد جالسة على الفراش..أمسكت هاتفها وقامت بمهاتفة جنى 



❈-❈-❈

عند جنى 

جالسة على فراشها تقلب ألبومًا من صورهما منذ الطفولة إلى بعد حملها ، توقفت على إحدى الصور وهو يقبل وجنتيها وابتسامتهما تنير وجههما، لمست وجهه تتحرك بأناملها عليه بلهفة عاشق تريد أن تراه ليروي روحها الذابلة، ظلت تتجول بالألبوم صورة أخرى وهو يضع كفيه على أحشائها ، وغيرها وغيرها ..إلى أن استمعت لصوت هاتفها، رفعته بقلبًا متلهف واجابتها سريعًا

-أيوة ياطنط غزل ..!!

-جنى ليه تركتي جاسر من قبل مايشوفك، دا حبك ياجنى، عارفة انك زعلانة منه وحقك مليون المية، بس متنسيش أن دا ابن عمك قبل مايكون طليقك يابنتي 

-آآه ملتاعة خرجت من جوف حصرتها على فراقه ثم أجابتها بصوت متحشرج بالبكاء:

-كدا احسن ياطنط، المهم هو يكون كويس..قطعت حديثها وهدرت قائلة:

-ومن امتى يابنتي الحبيب بيكون كويس وهو بعيد عن حبيبه، عارفة أن ابني خذلكي بس هو غصب عنه ياجنى، متنسيش أن باباكي حطكم في خانة اليك، متحمليش جاسر ألم فوق ألمه يابنتي، اتمنى حبيبتي بكرة تروحي تزوريه مش هطلب منك حاجة تانية، انسي كل حاجة وروحي زوري ابن عمك ياجنى 

-حاضر ياطنط..

-وعد ياجنى!!

أجابتها بهدوء رغم اشتياقها الكامن له 

-هحاول ياطنط، مقدرش اوعدك، فيه حاجة لازم حضرتك تعرفيها 

-جاسر خيرني بين حياته وبين البعد، فأنا اخترت البعد بلاش تضغطي عليا لو سمحتي 

اعتدلت غزل وتنبهت لحديثها متسائلة:

-يعني ايه ياجنى؟!

-السؤال دا تسأليه لجاسر لما يفوق ياطنط 

بعد عدة أيام 

صباح جديد لاح بالأفق لتستيقظ على صوت هاتفها 

-أيوة ياهناء 

أجابتها العاملة التي تعمل بالجاليري

-مدام جنى حضرتك لازم تيجي النهاردة، معظم الكاستمرز بيسألو عليكي ..فركت جبينها ثم جمعت خصلاتها ونهضت من فوق الفراش تزيل ستائر غرفتها فيبدو الجو اليوم شديد الحرارة، فنظرت للخارج وأجابتها

-هناء انا حاليا مش هعرف اجي المعرض، لو مش عارفين تشغلوه اقفليه وخدو إجازة إنما انزل لا، وماليش مزاج اشوف حد ولا اتكلم ..ياله سلام 


القت الهاتف واتجهت للحمام، خرجت بعد دقائق ترتدي إسدال صلاتها لتؤدي صلاة الضحى، فلقد أوشكت الساعة على العاشرة..جلست بعض الوقت على السجادة تسبح ربها ثم قامت بالدعاء لزوجها لتنهض تنزع اسدالها، وتتجه نحو هاتفها 

-عز !!..جاسر عامل ايه النهاردة 

جالسًا بإحدى الاجتماعات ولكنه اضطر للرد خوفًا لإصابتها بمكروه، ثم توقف وأجابها:

-كويس حبيبتي و النهاردة تحرك شوية، كان عايز يخرج لكن عمو وطنط غزل رفضوا تمامًا 

-إنتِ اخبارك ايه، اعملي حسابك ياجنى مستحيل اخليكي تقضي رمضان لوحدك، لو مش عايزة تيجي عندي تروحي لبابا، مع اني متأكد أن عمو جواد مستحيل يسيب بابا يبعد في رمضان 

-إن شاءالله ياعز، هسيبك تشوف شغلك، وانا هنزل اعمل  رياضة المشي صحيت متأخرة ..لسة أسبوعين على رمضان

الصفحة التالية