-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 33- 6 - الأربعاء 5/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثالث والثلاثون

6

تم النشر الأربعاء

5/6/2024

❈-❈-❈

تمام خلي بالك من نفسك 


مرت أكثر من نصف ساعة ثم استمعت إلى باب منزلها، اتجهت للخارج مع خروج العاملة فأشارت لها 

-روحي انتي اكيد دي عاليا ..فتحت الباب ولكنها توقفت 


-بابا!!..دلف للداخل قائلاً 

-معايا ضيف، ادخلي إلبسي حاجة

-ضيف!!

دلف يطالعها بإشتياق عاشق حد النخاع، ودّ لو سحقها بأحضانه ليشبع روحه..هتف صهيب بعد دخوله

-جنى ادخلي غيري هدومك، ولكنها توقفت تهمس بقلبها قبل لسانها

-"جاسر"!!..دنى من وقوفها المذهول، يضع كفيه على صدره متألمًا وتحدث دون النظر لعمه:

-ايه تلبس حاجة دي، شايفها خالعة، جذبها من ذراعها ود لو عصرها شوقًا ولهفة، ولكنه لايريد أن يدخل جدال مع عمه، جذبها  وهي مازالت تطالع وجوده بصدمة

-عاملة ايه؟!..جنى صاح بها صهيب ولكن سحبها جاسر من كفيها وتحرك للأريكة محدثًا عمه 

-ايه ياعمو حد قالك مابنسمعش، ومش حضرتك وصلتني شكرًا قوي لحد كدا..معندناش بن 

افلتت ضحكة خافتة وهي تطالعه وتكورت عبراتها بعينيها فجذب رأسها لصدره موالي عمه ظهره

-متضحكيش قدامه دا ضد السعادة 

هنا تجاوز القلب حدود العقل فطوقت خصره لتنعم بسحر وجوده، وتتأكد أنه أمامه ليس حلمًا من أحلامها التي تروادها ليلا ونهارًا..همست اسمه فاخترق قلبه، ليشعر پأنين عشقها المضني بأحضانه، رفع ذقنها يهيم بعيناها عشقًا متناسيًا كل شيئا، فانحنى يضع جبينه فوق خاصتها 

-ينفع تخليني اشتاق بجنون كدا ..

جز صهيب على أسنانه:

-قليل أدب يابن جواد ..اقترب منه 

-سيب البت يالا اتجننت..تحرك محاولا الضغط على آلام صدره الذي بدأ يشعر بها وارتفعت ضحكاته وهو يبعدها عن مرمى ذراعيه 

-ايه رأيك في المسرحية اللي عملتها، علشان تجبها، 

-أيوة ياتحفة، وانا الاهبل اللي صدقت مش حضرتك جبتني خلاص بقى انسى ..

أشار بسبباته قائلاً:

-هضربك ياجاسر والله هضربك ..سحب كفيها وتحرك متجهًا بعيدًا عنه 

-تعالي بعيد الراجل دا عايز اقولك كلمة في شفايفك ..ولو عرف هيموتني ..استمع لحديثه فهب فزعًا متجهًا إليه: 

-اه ياقليل الادب يامنفلت ..انت حيوان انت ناسي أنكم مطلقين

هنا فاقت وكأنها رجعت لأرض الواقع، فابتعدت عنه واتجهت تعدل من وضعية الأريكة 

-ارتاح، هعمل لك عصير فريش..امسك كفيها وتحدث:

-مش عايز اشرب حاجة، جاي اشوف بنت عمي اللي ماحاولتش تطمن عليا 


رفعت عيناها لوالدها ثم اتجهت تسحب كفيها مبتعدة:

-كنت مشغولة، انت عارف المعرض الجديد واخد كل تفكيري، وبعدين كنت بسأل عز وبابا دايما عليك ..دنى منها عله يملأ صدره بأكسجين أنفاسها 

-مكنتش فارق معاكي حتى عشر دقائق تيجي تشوفيني يابنت عمي، ولا فعلا زي ماقولتي مابقتش افرق في موتي أو حياتي ..ازدرد ريقها الذي جف عندما لافحت أنفاسه وجهها، حتى شعرت بضعفها فرفعت عيناها لتغوص برماديته قائلة:

-قولتلك كنت بطمن عليك من عز وبابا يابن عمي ..اخيرا اقترب صهيب بعدما استمع لحوارهما، ربت على كتف جاسر 

-ارتاح حبيبي، لو جرحك نزف تاني ابوك هيقاطعني للأبد ..ذهبت ببصرها لذاك الجرح الذي ظهر أثره من تحت كنزته، تمنت لو تلمسته بأناملها، التفت لوالدها 

-بابا قعده هعمله عصير، تحرك للباب بعدما فقد الأمل بالحديث معها 

-لا شكرا يابنت عمي، انا هروح 

اتجهت إليه سريعًا :

-لا طبعا ..قالتها سريعًا وهي تتجه إليه وقامت بمساعدته بالتسطح على الأريكة وهمست له:

-قولت هعمل عصير تشربه وخلصنا..رسمها برماديته الزابلة ثم أغمض عيناه، لتغفو جفونه على اخر رؤيته لها ليذهب بنومه سريعًا مطمئنا وقلبه هادئًا بنبضه بعدما اشبع عيناه بالنظر إليها 


جنى ..قالها صهيب وهو يسحب كفيها مبتعدا عن وجود جاسر بعدما وجد نظراتها الهائمة إليه ..جلس وأجلسها بجواره 

-مش معنى جبت جاسر النهاردة تفكري انكم هترجعوا لبعض 

توقفت وتحدثت :

-هروح اعمل عصير يابابا حضرتك شايف نزف كتير، وشايف بقى ازاي ، وهغير هدومي حاضر قالتها وتحركت من أمامه ولكنها توقف عندما استمعت:

-مش أنا اللي بعدتكم ياجنى

-واي إن كان يابابا، الغلط عنده اكبر مش عندكم، وارتاح انا وجاسر حكايتنا انتهت هو دلوقتي ابن عمي بس 

-جنى زعلان منك يابنتي من كلامك ليا ولعمك في المستشفى، نهضت من مكانها تفرك كفيها وتبتعد عنه بأنظارها قائلة:

-آسفة يابابا وقتها كنت مضايقة وخايفة عليه، اتجهت بنظرها إليه واردفت بنبرة حزينة:

-كان صعبان عليا نفسي قوي ، زي مايكون السعادة مش مكتوبة لي ..ارجوك متزعلش مني وأنا عارفة عمو جواد مقدر ظروفي وقتها ومش زعلان 

توقف صهيب مقتربًا منها وتسائل مذهولا: 

-يعني قصدك أن جواد عاذرك وانا لا..ترقرقت عيناها بالدموع متجهة بأنظارها لذاك الغافي على الأريكة واجابته:

-للاسف يابابا موضوعي مع جاسر حضرتك أكتر واحد اذتني فيه، منكرش اتوجعت منه لكن الوجع والحزن منك أكبر ..

تحركت للداخل بعدما خانتها عبراتها أمام والدها، توقف صهيب لدقائق يطالع تحركها بقلب منفطر 

-لدرجة دي شايفة ابوكي ظلمك ياجنى، اتجه إلى جاسر الغافي ملس على رأسه وتحدث:

-جاسر حبيبي انا همشي وهكلم ياسين أو عز يجولك 

فتح عيناه بإرهاقًا واردف مابين النوم اليقظة 

-تمام ياعمو، انا عايز أنام شوية..قبل جبينه وتحرك للخارج توقف لدى الباب ونظراته على ذاك الغافي متألمًا، توقف للحظات يحاكي نفسه:

-ياترى أنا عملت الصح، ليه محدش حاسس بوجعي، انا خفت عليهم هم الاتنين ينضروا بقربهم من بعض، أغمض عيناه عندما شعر بثقل تنفسه ثم فتحها وهتف بصوت جعله متزنًا

-جنى أنا ماشي، خلي بالك من ابن عمك لما ياسين يجي ياخده 


خرجت بعد سماع حديث والدها 

-بابا حضرتك ماشي ليه، مش قولت هتتغدى معايا، اقتربت منه وتعلقت بعيناه 

-أنا آسفة لو زعلتك..احتضن وجهها بين راحتيه يلثم جبينها 

-إنت روحي يابنتي ومستحيل ازعل منك، فِكر الاب غير فكر الحبيب ياجنى، لما تبقي ام هتعرفي أن اغلى حاجة هي الولد، وانتي وأخواتك اغلى من روحي، إياكي تفكري أن بحاول اوجع حد فيكم انا بحميكم، لو ينفع احكي لك كنت قولت اللي واجعني ومخوفني عليكي، بس دايما تذكري انا اول واحد كنت بدعي من ربنا إنه يكون من نصيبك، بس كلها اقدار يابنت صهيب 

أشار على جاسر 

-خلي بالك منه، اكيد مش مستنية مني اطلب منك دا، هو نايم ومش هيصحى علشان لسة تحت مخدر الأدوية اللي بياخدها، فدا مطمني يابنت صهيب مش لحاجة ولسة عند رأيي يعني متفكريش مهما تقولي وتعملي هسمحلك أو اسمح له انكم تقربوا من بعض، أنا لازم امشي دلوقتي ، عندي ميعاد مهم وشوية ياسين أو عز واحد منهم هيجي ياخده، لو صحي متخلهوش يمشي لوحده..اومأت برأسها دون حديث

خرج صهيب فتوقفت مستندة على الباب لبعض الدقائق، ثم تحركت للداخل حتى وصلت حيث نومه، جلست أمامه تراقب نومه مررت أناملها على وجهه ترسمه كالوحة من لوحاتها، وضعت رأسها على ذراعه وظلت جالسة على الأرض كما هي 

شعر بها ابتسمت من همسه الضعيف 

رفعت كفه وقبلت باطنه تضعه تحت خدها ..هل حقًا  

"لا يهدأ قلب العاشق إلا بجوار معشوقه" بعد فترة وهي مازالت على وضعها، تراقب نومه فتح عيناه مبتسمًا على وجودها بجانبه، حاول الأعتدال ولكنه لم يقو، اعتدلت سريعًا تساعده 

رفع رأسه مغمض العينين عندما انسابت خصلاتها على وجهه، وذراعيها الذي يحتوي خصره تجلسه وهو يستند على جسدها بالكامل 

آآه أخرجه حتى يبعد اشتياقه الكامن بصدره الذي بدأ يخرج عن سيطرته، كم اشتاق لضمها وتذوق شهدها 

جلست بجواره بعدما اعتدل بجلوسه وتسائلت:

-حاسس بايه دلوقتي، وازاي تخرج وانت لسة تعبان، مش هتسيبك من تهورك دا

سحب كفيها الذي توضعه على ساقيها وتحدث بنبرة شجية بإشتياقه لها 

-جنى قربي، وحشتيني، اعمل ايه اكتر من كدا علشان ترتاحي وتحسي بوجع قلبي، أشار على صدره وتابع بحزن 

-عايزة ايه اكتر من إصابة قلبي لما ابتعدنا، مش خايفة بعد كدا ميكونش إصابة بس ..وضعت كفيها على فمه 

-اسكت ياجاسر، بلاش تتكلم لو سمحت رفع كفيه على خصلاتها يضعها خلف أذنها وحرك شفتيه باسمهامتعلقًا بعينها :

-مش بعيد المرة الجاية يكون خبر موتي ياجنجون..دنت منه وانسابت عبراتها تضع كفيها بالكامل على فمه وتحدثت بنبرتها الحزينة التي أرسلت ذبذبات بجسده عندما همست له 

-كتير عليا اللي بتعمله يابن عمي، والله كتير قلبي مبقاش فيه حتة سليمة، عايز تموتني ياجاسر، بتر حديثها وهو يجذبها إليه ورغم ماشعر به من آلام صدره إلا أنه احتضن ثغرها ليتذوق خمر عشقها ليجعل جسده بالكامل مخدر من سحر تلك الجنة التي حرم منها منذ فترة، دقائق وليست لحظات وهو يشدو كالبلبل غير مبالي لألمه وانسحاب روحها ورغم ماشعرت به باختناق أنفاسها إلا أنها شعرت وكأنها بنعيم اختلس منها رغمًا ليعود إليها حتى تتمسك به عنوة تسرقه من قلب الحياة ..اخيرا بعدما فقد الأثنين أنفسهما تراجع برأسه يضعها على الوسادة مغمض العينين كأنه مدمن حصل على جرعته لتنعش روحه ..وضعت كفيها على صدرها تحاول تنظيم تنفسها تطالعه تود أن تسبه ليس لما فعله بها ولكن لقطع جنة نعيمها بقربه.. ودت لو نهضت من مكانها وتمددت جواره تضع رأسها على ذراعه تحتضن خصره ولا تبتعد عنه سوى بزهق روحه...فتح عيناه وكأنه شعر بما يدور بدواخلها فجذبها إليه

-نامي جنبي شوية ياجنى، محتاجك..حدجته بنظرات خرساء لفترة ثم هتفت:

-وبعد كدا ياجاسر..أحس برخصي مش كدا، بعد مانقضي وقت حلو وترجع تسبني وتمشي وكأني بنت من الشارع 

-نهض بعنف صارخًا بوجهها 

-اخرصي ياجنى، اخرصي مش عايز اسمع صوتك، قومي من جنبي ..اعتدل ناهضًا ضاغطًا على الامه 

-أنا اللي غلطان اني جيتلك اصلا، تحرك مستندًا على المقاعد حتى وصل لباب منزلها..هرولت خلفه:

-جاسر متمشيش، استنى..فتح الباب واغلقه بعنف خلفه يضغط على جرحه وتحرك ببطئ متأوهًا ، رآه أحد الحرس عندما اختل توازنه فأسرع إليه 

-جاسر باشا !!..أشار إليه على سيارة جنى 

-هاتلي العربية دي بسرعة 

هرول إلى السيارة وأحضرها إليه، بهبوطها درجات السلم بعدما تناولت اسدالها 

-جاسر!! تحركت سريعًا لوقوفه

-إنت بتعمل ايه، لم يكترث لحديثها واتجه للسيارة يستقلها أمام المقود


ارتفعت دقاتها بعنف خوفًا على حالته، فهرولت إليه تفتح باب السيارة 

-جاسر انزل لو سمحت مينفعش تسوق كدا، جاسر لو سمحت بلاش توجع قلبي ..قام بتشغيل المحرك رغم ماقالته بدخول سيارة ياسين من البوابة الرئيسية..توقف يطالعه لفترة ثم اغلق السيارة وتحدث بنبرة متألمة من شدة ما يشعر به قائلًا:

-بيتي عارفة عنوانه، ولسة عند رأيي وقت ماتحسي إنك عايزاني هتلاقيني فيه، رفع وجهه وتعمق ببنيتها 

-هتلاقي جوزك يامدام اللي بيحاول يخفيكي عن عيون الدنيا كلها، جوزك اللي مستعد يدفع حياته ولا أن فيه حد يتأذي مش واحد تقضي معاه وقت لطيف، لكام مرة هتخليني حقير شهواني يابنت عمي..قطع حديثهم وصول ياسين يوزع نظراته بينهما ..حمحم مردفًا

-واقفين كدا ليه، وكنت عايز تسوق العربية ولا إيه!! 

تحرك جاسر اتجاه سيارة أخيه بخطوات متمهلة ..هرول إليه ياسين يهز رأسه غاضبًا من أفعالهما

الصفحة التالية