رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 18 - 3 الأربعاء 19/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن عشر
3
تم النشر يوم الأربعاء
19/6/2024
❈-❈-❈
عبرت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل و الثانية لم يغمض لها جفن لعين لم تشعر سوا بالخواء الدفين فأستقامت وتوجهت نحو الخارج وبالتحديد تجاه البيانو والذي كان المفتاح علي حافته العليا فأبتسمت حيث علمت بأنه تركه لها! فعندما كانت تأتي بالمرات السابقه تراه مغلق لكن الآن أصبحت تجده مفتوح!
نظرت ديمة حولها مترددة ثم جلست على المقعد المخصص فتحت البيانو و وضعت إصبعها على مفتاح واحد فأصدرت صوتاً مضطرباً هلعت منه كونها كانت شاردة وهي تتذكر مقطوعته! فكانت تريد ان تعزف عليه لكنها لا تجد وتشعر بالخجل ان تطلب منه هذا رغم الأمر بسيط .
استقامت وتوجهت لغرفتها اغلقت الباب خلفها وقفت متكأة بظهرها معتقده أنه سيخرج مثل المره السابقه ويعزف! لكن مرت ثواني و دقائق، و نصف ساعة، لاشئ لا يوجد صوت عزف؟ تساءلت هل جاء الليل نام اليوم لكن لم يبدأ العزف حتى الآن ؟
عادت إلي الفراش تنام بقله حيله ويأس، أصبحت الساعة الثانية ونص بعد منتصف الليل كانت تتقلب في فراشها يستصعب عليها النوم بينما لا صوت عزف يعطر مسامعها متغلغلا لروحها ! لم تتحمل كان الأرق يقتلها و يذبح احلامها، استقامت بهدوء مفرط وضعت قدمها ببطئ على الارضية الخشبية، وصلت للباب وضعت يدها على المقبض تنفست باختناق نافعة زفيرها باضطراب وفتحته اخيراً ! تحركت بخطى بطيئ ناظرة لنهاية الرواق حيث البيانيو مفتوح مكانه ولم يلمسه أحد.
وقفت في الردهة اليسرى! تساءلت عن ذلك
لما هو غير متواجد؟ لم لا احد يعزف تلك
المقطوعة؟ انها تشعر وكأن شيئاً بتر منها وتفتقده.
مرت دقائق ولم تشعر بعدها بقدميها إلا و تتوجهان نحو غرفته وضعت يدها على المقبض ترددت كثيراً بفتحه لكنها فتحته بسبب صوت يأمرها من الداخل وجعلها تتجرأ وتفعلها فدخلت فوراً مغلقة الباب خلفها بعد ان تأكدت أنه بالفعل ليس موجود في المنزل! اتأكت على الباب تنفست بأضطراب وتقدمت مشت خطواتها بهدوء مفعم بالتوتر والقلق كان الجو هادئاً بارداً مظلماً لا يدخل الغرفة سوا ضوء القمر! من الخارج نظرت بالارجاء سرير مرتب و فارغ، خزانته مفتوحة ويسقط
منها عدة قمصان بصورة عشوائية وكأنه كان
محتاراً بما يود ارتدائه! رائحة الغليون المعطر
المخلوط مع دخان السجائر يملئ الغرفة .
تحول بصرها نحو تلك الطاولة خاصته فتوجهت نحوها فوجدت عشرات الأوراق الخاصه بالعمل وبها بعض الملاحظات وكتب كثيره أيضا متخلفة فمن الواضح بانه شخص يحب القراءه بشده.. نظرت للمرأة المعلقة على الجدار ففهمت انه يصفف خصلاته هناك، نظرت لدولاب ثيابه الأخر فوجدته مفتوحاً توجهت إليه ففتحته كله لترى عدة بدلات..
فأبتعدت فورا همت بالخروج لكن لفت نظرها عده صور معلقه على الحائط بجانب الزوايا وكلها صور تجمعه مع طفله صغيره لتعلم على الفور بأنها ابنته رنا، لكن لا يوجد له صوره معها وهي بعمرها الحالي.. شعرت بالعطف تجاهه فبالتاكيد ليس هناك صور تجمعهم بسبب ابتعادها عنه.
لكن مع ذلك ما زال يحتفظ بكل شيء يخصها مثل غرفتها وصورها وكأن منتظر باي لحظه عودتها وسوف يغفر لها كل شيء بلحظة، ياله من بريئ وهذا العالم غير ملائم له ! تتمنى لو تعرفت عليه بظروف اخرى! أو بزمن آخر.. لا تعرف لما بالأخص ذكرت تغير الزمن ربما حتى تتغير اعمارهم أيضاً.. وهذا غريب بانها تمنت شيء كذلك فماذا سيفيد اذا تقابلت معه بذلك الزمن أو زمن آخر! أليس بالنسبه لها هو صديق او أخ كبير يساعدها لمجرد فتره وستنتهي وستعود إلى وحدتها في منزلها القديم .
حديثها ذلك كان سهماً حزيناً انغرس بروحها يعلن بؤس مصابها، كأنها لا ترغب بالرحيل وتعود الى حياتها القديمه فاخواتها منشغلون في حياتهما دائماً وانقطعت الإتصالات مثل سابقآ! وأصبحت مقتنعه بأنهم سيظلون هكذا طول الحياه وطول الوقت.
وهي لم تعاتبهم بعد.. فربما هذه سنه الحياه وانشغلهم ذلك يكون رغم عنهم بالفعل! لكن بنفس الوقت تعبت من الوحده وتخاف أن تعود إليها وتخطا مجدداً ولم تستطيع السيطره على نفسها وعلي ذلك شعور..... صحيح هي لا تكون أمامه طول الوقت وتكون بغرفتها لمده طويله لكن بالنهايه تشعر بوجود شخص معها بنفس المنزل بالاضافه الى حديثه واهتمامه الذي كان دعم قوي الى خطوات تغيرها للأفضل.
وللحقيقة هي تشعر بأمان وراحة واحتواء دافئ يجعلانها ترغب في كثير من الأحيان أن تشكو وتفرغ بعض ما مرت به في الماضي واليوم خاصة قبل ما سبق زواجهما وكيف تخلت أخواتها عنها ببساطة وقرارهم في التضحية بها لإنقاذ شرف العائلة وخوفا ان يحدث لها شيء سيء في منازل ازواجهم لذلك فكروا ان يتركوها بمفردها وينسوها..
فأحيانا يسألها آدم اذا كان اخواتها على اتصال بها وفي الحقيقه كانت تجاوب بنعم لكنها كانت تكذب، لأنها قررت أن تصرف نظر عن ذلك وعدم التحدث بشكل سيء عنهما أمامه مهما حدث سيظلون إخوتها.. بل أن تمتدحهم وتمتدح علاقتها معهم حتى يبقى ينظر آدم لهم باحترام وتقدير..
وهي مع الاسف صدقت واستحسنت اخواتها هذه المره بانهم لم يعودوا كالسابق يتجاهلوها، لكن حاولت ان تجد المبرر ولا تندم! فمن الظلم ان نحصل علي الندم مقابل خير فعلناه.. بل تحصل علي شعور سيء عندما تعاقب علي حسن ظنك.. وهي استحسنت ظنها في ذلك الشاب الذي وثقت به واخواتها؟ والجميع خذلها بالاخير.
خطوة خرقاء جعلتها تندم علي فعلها، أظلمت حياتها بقوة وهي لا تصدق تلك الخطوة الحمقاء التي ارتكبتها بدون تفكير منها.. لكن حاولت ان تسمع نصيحه آدم ولا تفكر بالماضي وتندم .. لان الندم لا يفيد بشئ.
فآدم أصبح لديه مكانة مميزة لديها حتي وإن لم تكن تحبه كحبيب...هي تحترمه وتقدره وتحبه كشقيق أو صديقها من وقف بجوارها في محنتها.. فكان الفترة الماضية أقرب إليها من اي شخص..وعلمت أن لن يأذيها أحد طالما هو موجود...
هنا صدح وسواس إبليس في عقلها بشئ ما و
ظهر الحزن علي وجهها الجميل وهي تفكر في تصرفات أشقائها، في البداية خافوا ان تعيش معهم بحجه لا تتعرض لأذى وكانت تلك فكره احد اقاربهم وبسبب ذلك الحادث القديم الذي تعرضت له شقيقتها الكبيره، عندما تحرش عمها بها وهي طفله صغيره ومن بعدها انقطع الإتصال بينهما وبين العائله تماماً ولم يروهم الا بعد موت الوالد..
وبعد ذلك حدث مع حدث وأخطأت ولم يجدوا حل الا يضعونها عند آدم وتتزوجه!
لماذا حقا طول الوقت؟ أما يتركوها عند الأغراب أما بمفردها وكأنهم لا يريدون ان تكون بجانبهم لأنهم لا يستطيعون تحمل مسؤوليتها أو لا يريدون ذلك.. فليس هناك حلول إلا تلك؟؟ حاولت ان لا تفكر بتلك الطريقه حتى لا تشعر بالكره تجاههم ربما لم يقصدوا ذلك .. لكن المعنى واضح!.
مشت خطواتها بهدوء لترحل الا انها عادت مجدداً عندما لاحظت صوره آخري فوق الطاوله وكانت لسيدة وآدم يقف جانبها مبتسماً، خمنت بالتأكيد أنها زوجته الراحله.. انزعجت ملامحها دون مبرر بضيق شديد و حاولت مقاومة ذلك الشئ المرير الذي ينمو داخلها تجاه آدم رغم انها تقنع نفسها ان ذلك الشئ النامي هو الفضول تجاه! لأنه يحسن لها و يساعدها لذلك تفكر به كثيراً وتهتم لأمره
وأحياناً تفتقده بشدة .
بعد أن انتهت من البحث لارضاء فضولها وضعت يدها على الرفوف، فكان آدم ذلك واضح أنه عاشق الكتب والقراءة، لفت نظرها شيء مثل الزجاج يلمع لتبعد الكتب لانها كانت متدارية لتجد صور آخري له مع زوجته! لكن هذه الصوره كانوا مقتربين بطريقه حميمية وذلك زاد غضبها الداخلي و نفخت بضيق أكثر وتمنت لو أن ينكسر ذلك البرواز وتتحطم صورتها وقد كان تحققت امنيتها بالفعل!
عندما جاءت تضع الكتاب الى مكانه لا تعرف كيف اصطدم الكتاب بالبرواز ليسقط أرضا وتحطم وتناثر على الأرض حولها وهي انتفضت بصدمة كـ من لدغته حية وشهقت بقوة بخوف غير مصدقة ما حدث؟ صحيح كانت امنيتها لكنها لم تتوقع حدوثها بهذه السرعه.. أو لم تكن تريد حدوثها من الأساس مجرد أفكار جاءت في لحظه غضب بعقلها، فماذا ستفعل الان ؟؟.
ظلت تنظر إلي البرواز المكسور بصدمة ولم تستطيع التنفس هبطت على الأرض وحاولت
لم قطع الزجاج وهي تشعر بالرعب و تفكر في رده فعله، ومن كثره التوتر والقلق انجرحت يديها وهي تلم الزجاج، أغمضت عينيها وهي تتألم بصمت لكن لم تهتم واكملت لم قطع الزجاج.
توقعت إذا عاد الآن من الخارج سيغضب بشده
عليها بسبب اقتحامها لخصوصيته والتفتيش في غرفته والعبث في أشياء تخصه وحده و بالنهايه كسرت صوره زوجته المتوفيه فكل ذلك أسباب كافيه تجعله يطردها من هنا و ليس يغضب فقط !. ظلت تشتم نفسها بسرها غير مهتمة بالمها والدماء التي بدأت تنزف من يديها.. فكل ما تفكر به الان غضبه الشديد
وفي ذلك الأثناء وجدت باب الغرفه يفتح وادم يدلف منه عقد حاجيبة باستغراب كبير، من وجودها هنا بغرفته وسرعان ما لاحظ ما حدث، نظر إلي الأرض ثم نظر إليها وإتصدم هاتفا
= إيه ده!
نهضت ديمة من مكانها وقد شحب وجهها من الخوف ومن نبرة صوته شعرت أن الصوره لم تكن مجرد ذكريات وانكسرت بل هي اكبر من ذلك و غالية لديه، امسكت يدها المجروحة وهي تقول بخوف
= آآ انا اسفه .
وهنا بدأت تدمع عينها بسبب شعورها بالخطا والذنب وامسكت يدها التي تنزف تضغط عليها بقوه غير عابئه بالمها، بالاضافه الى ارتعاش جسدها كأنها قد قتلت شخص، نظر آدم لديمة بغضب وهو يقول بحده
= ايه اللي انتٍ عاملاه ده؟ ازاي سايبه ايدك عماله تنزف كده وقاعدة مكانك !