-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 19 - 5 - الإثنين 24/6/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل التاسع عشر

5

تم النشر يوم الإثنين

24/6/2024 


ازداد صوتها اختناق و هي تلوح بكلتا يديها

بالهواء و وجهها اصبح احمر بشدة و كأن

احدهم يخنقها 


= يا اونكل آدم الحقيني.. خليه يبعد .. لأ لأ آدم ما تسيبنيش.. هيعمل فيا زي ما عمل في اختي رانيا.


عقد حاجيبة باستغراب وانزعاج وهو لا يفهم كلماتها جيد، لكنه امسك بكف يدها يضغط عليه بحنان وهو يهمس بصوت خافت منحني ليصل صوته الي أذنها قائلاً موضحاً


= ديمة متخافيش ده حلم.. متخافيش أنا هنا


تساقطت دموعها بغزارة و هي لا زالت تحرك

قدمها بقوة وهذا ما جعل الشرشف تسقط عن جسدها من التحرك والابتعاد عن يده و اخذت تشهق بحدة و كأنها بأعماق البحار تغرق ليمرر ابهامه برفق فوق يدها التي مازالت بين يديه و همس مرة اخري بحنو 


= انا جنبك يا ديمة مفيش حاجة هتأذيكي

دلوقتي انتٍ بخير ده جوه عقلك بس.. انما مش حقيقي وعمره ما هيحصل تاني .


شعر بارتخاء حركتها و هدوءها رويداً رويداً

حتي تراخت جسدها و مالت رأسها الي الجهة

اليمني مع سقوط دمعة من عينها علي الوسادة

تبث لها حزن، ثم وضع يدها جوارها برفق و هو يتنهد براحة وامسك الغطاء يضعه عليها مرة اخرى


ظل آدم يفكر لما هذه الكوابيس بدأت تأتي إليها هنا بالأخص فاذا كانت تحلم بهيثم لما لا تأتيها هذه الكوابيس أيضاً عندما أصبحت تسكن معه؟؟. هز رأسه بيأس والتفت لينام على تلك الأريكة وترك لها الفراش حتى ترتاح.


بينما هي كانت اصوات متداخلة تطن بأذنها بلا رحمة صراخ مستنجد ألم ساحق لقطات سريعة و شبح هيثم يقترب منها بابتسامة تمقتها كثيراً، زادت وتيرة انفاسها و هي تهز رأسها بنفي لكنها لازالت نائمة فقط حيث هي تري ذلك بعالم اخر عالم يأتيها كل فترة ليذكرها بألم لن تنساه ابداً ازداد الصخب برأسها والاصوات تعلو و الشبح يقترب الي ان انتفضت برعب جالسة علي الفراش و هي تصرخ بقوة أيقظت ذلك النائم علي الأريكة مقابلاً لها.


فتح عينه بنعاس ليجدها تجلس علي الفراش و هي تتنفس بقوة و بصوت مسموع من انفاسها المتلاحقة و كأنها توقفت للتو بعد سباق للركض لاميال طويلة صدرها يعلو و يهبط بجنون و هي تضع يدها علي قلبها لعلها تهدئ، وقف يتقدم منها بهدوء و امسك الكوب الفارغ من اعلي وحدة الإدراج و سكب به بعض من الماء الموجودة بالزجاجة المجاورة له ثم مد يده لها هامساً بهدوء 


= خدي اشربي عشان تهدي.


انتفضت اثر صوته الاجش و قد انتبهت للتو

عليه فقد كانت غارقة بعالم اخر حتي بعد

استيقاظها رفعت رأسها اليه و لمح هو الدموع

تملئ عينها و تكاد ان تفيض منزلقة الي وجنتيها لتمد يدها المرتجفة تحتضن الكوب باناملها التي احتلتها البرودة و ارتشفت منه بعض رشفات و مدت يدها بالكوب له مرة اخري ليلتقطه واضعاً اياه اعلي وحدة الادراج من جديد ثم نظر اليها متحدثاً بتساؤل و لطف 


= احسن دلوقتي؟


أغمضت عينها و هي تتنفس الصعداء ثم نظرت إليه بأعين ممتنة قائلة 


= الحمد لله شكراً


ثم انتبهت الي كونها في منزل اعمامها و هو موجود هنا نظرت له سريعاً بصدمة لتشهق وبحركة لا ارادية تمسكت بالغطاء تضمه عليها ليتنهد هو متقدماً نحو الأريكة من جديد يجلس عليها باريحية قائلاً بصوت عميق مطمئن 


= ديمة خلاص اهدي حاولي تسيطري على نفسك عشان احنا عند ناس مش لوحدينا دلوقتي وبعدين هو انتٍ مالك أصلا ما كنتيش كده قبل ما نيجي وبعد ما نحل المشكله و يوعدك أنهم مش هيتعرضوا ليكٍ تاني تدخلي في الحاله دي ولا هو في حاجه تاني انا ما اعرفهاش .


في حين راقبها هو بهدوء عاقداً ذراعيه امام

صدره طال صمته لتلتفت اليه مرة اخري

ناظرا بتساؤل لتهز رأسها برفض و قد ادمعت عينها بقلة حيلة ثم هتفت بتوتر 


= لا أنا كويسه ما فيش حاجه


هز رأسه بيأس منها ليعود ينام فخلال ساعات سوف يأتي الصباح ويرحلون لكن بعد دقائق تحرك ليخرج للخارج يشرب سيجاره ويعود، بعد ساعة نهضت ديمة ببطء وخرجت من الغرفة و امسكت حذاءها ترتديه و ما ان انتهت حتي امسکت بخصلات شعرها ترفعها الي الاعلي و وضعت مشبك شعر ليثبتها و ما أن فتحت الباب حتي وجدت آدم امامها كاد ان يفتح الباب ليدلف، عقد حاجبيه باستغراب لخروجها و هو يدلف الي الداخل قائلاً 


= انتٍ خارجة ؟


هزت رأسها بالايجاب و هي تبتلع ريقها بتوتر

و تحاول عدم النظر الي عينه التي تشعر بأنها

تصيبها بالارتباك الشديد و تجعل قلبها يرتجف

بين ضلوعها نظر اليها قائلاً يتساءل 


= علي فين! اللي تحت كلهم ناموا مالك؟ في حاجة مضايقاكي


مسحت بيدها علي عينها و هي تشير الي الخارج بارتجاف قائلة 


=مخنوقة شوية هو ينفع اخرج اشم هوا


سريعًا ما تأججت مشاعرها المحتقنة حينما

انتصب آدم في وقفته وظهرت ابتسامته، كما تحولت نظراته للإشراق ودنا منها قائلًا بنبرة جاده نسبيًا 


= طب تعالي ننزل احنا الاثنين تحت اكيد مش هسيبك لوحدك.. ممكن نفسيتك تهدى شويه فعلا 


بعد فتره أخذها وهبطوا الى الاسفل يتمشون في شوارع البلد قبل طلوع الفجر! بالقرب من المنزل حدقت بشرود كبير في تلك الأماكن المختلفة امامها بصمت طويلاً، جذب انتباه صمتها و نظر إليها وقال بنبرته المميزة 


= وبعدين يا ديمه مش قولتلك أن الحزن مش لايق علي جمالك.. وشك اتخلق عشان تضحكٍ بس. بطلي تفكير في حاجه هتتعب عقلك ونفسيتك 


كل أفكارها تلاشت أمام هذا الغزل الصريح منه

بينما تذوب خجلاً وهي تنظر إلي عينيه التي

ترمقها بنظرات خاصة اربكتها هو لم يزيد ذلك 

أراد فقط تغيير مودها تماماً.


ثم رفعت عينيها التائهة مجدداً نحو تلك الملامح الرجولية الحنونه بعيناه و حرکت شفتيها ببطء تُردِف بتلك الكلمات بنفس متثاقل وبشفتان مُبعثرة


= حاسه ان انا بكبر أوي سنا ونفسيا والسنين عماله تجري مني من غير ما اعمل اي حاجه الناس تفتكرني بيها واسيبلهم سيره حلوه انا بقيت اكره أوي كل سنه بزيدها وبتروح من عمري على الفاضي


كان متفهم جيد ماذا تقصد لذلك رد قائلاً بجدية


= على فكرة فكرة اننا بنكبر دي مش حاجه وحشه بالعكس كل ما بنكبر بنشوف الحياة احسن و بنوصل لحاله نضج محترمة... اقولك 

كل ما تفكري في مشكلتك فكري في الحاجات الحلوه اللي طلعتي منها اكيد حتى هتلاقي اي حاجه حتى لو مجرد طريقه تفكيرك اللي اتغيرت اكيد عن زمان وقراراتك الجايه هتتغير بعد كده للأحسن 


ضمّت شفتيها وأغمضت عينيها تمنع دموعها الحارقة من السقوط وهي تقول بإحباط


= المشكله أن قرارتي الغبيه دي كلها اخدتها بعد ما فكرت كويس اه والله


خبط بلطف فوق رأسها بالقرب من عقلها وهو يقول بتوضيح جاد 


= ما إحنا القرارات الغبيه دي بقى لازم ناخدها عشان نتعلم.. يا ديمة لازم تكوني فاهمه أن فى ناس كتير هتتخلى عنك المهم ماتبطليش تحبي نفسك .


هتفت ديمة بفضـــول وهي تطالعه بنظراتها 

متعجبه من حالته المشرقه طوال الوقت رغم مشاكله الكبرى 


= نفسي أعرف جايب الرضا ده منين! بجد 


سحب آدم نفسًا عميقًا، ثم زفره على مهل قبل أن يقول بغموض


= ايش عرفك أني راضي ولا لأ، انتٍ ليكي الظاهر وأنا أبان راضي، لكن مش يمكن فيه بيني وبين روحي عركة ما يقدر عليها حد


الصفحة التالية