-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 32- 3 - الأحد 2/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثاني والثلاثون

3

تم النشر الأحد

2/6/2024



جواد ..جاسر كان متولي الموضوع ، وهو اكدلي أنه واخد باله كويس 


-خده من ايد الولاد قبل مايموتوه جوا، الواد دا جاب آخره ، شوف شغلك معاه، قالها وتحرك للخارج يضم جنى من أكتافها 


أشار باسم لأحد العساكر

-هاتوه، ثم اتجه بأنظاره لجاسر 

-تعالى عايزك سيبه هتموته ياحمار


ركله جاسر بساقيه بعيدًا وأنفاسه بالارتفاع، ثم أشار للعساكر

-خدوا الجثث دي، ثم التفت للذي هوى بجسده كالذي فقد الحياة 

-الحيوان دا ارموه في زنزانة

جذبه باسم وخرج بيه

-تعرف اخر مشواري الوظيفي على ايدك أن شاءالله ، انا مرضتش اقول لأبوك على عمايلك، ماتتهد شوية يالا محدش قادرك ، خليت الولد مالوش لازمة مستني يطبطب عليك 


نفض ثيابه يعدل من وضعية ثيابه وكأنه لم يستمع اليه، فتحرك للخارج قائلاً:

-لما تنطرد من الشرطة هشوفلك بيت تحرسه أن شاءالله..قالها وتحرك للخارج ..ابتسم عز بصمت يربت على كتف باسم 

-معلش تربيتك ياحج باسم، حذرتك كتير بس الاخ مسمعش مني 


لكمه باسم حتى تراجع بجسده يقهقه

-عيلة واطية، انا خلاص مبقتش عايز اعرفكم، سايب شغل الدولة كلها وماشي ورا ولاد جواد ومراتتهم، ماتلموا نسوانكم يااخويا منك له، ولا عاملين فيها اسياد البلد

قهقه عز يتراقص بحاجبه ثم رفع يديه

-لسة عايزينك في طلعة تانية ياحج باسم، لما مرات أوس تتخطف


صفعه أوس على عنقه من الخلف

-بس يامتخلف، والله ماحد عايز يتخطف غيرك علشان نخلص منك يابغل


خرج باسم وهو يهز رأسه ضاحكا ثم أردف:

-يارب صاروخ للعيلة دي وارتاح منها 

-سامعك يابسوم وهوصي عليك الواد جاسر يظبطك ..توقف يطالعه

-هي العيلة ناقصة صاروخ، دي مولعة من غير اي حاجة


❈-❈-❈


بالخارج قبل قليل 

تحرك ياسين بالسيارة متجهًا للمشفى، فتحت عيناها معتدلة بجلوسها تضع كفيها على رأسها:

-جنى فين؟!

كان يتابع الطريق، بسط يديه يضعها على جرحها

-حاسة بايه دلوقتي 

اومأت بعيناها قائلة:

-دماغي بتوجعني قوي..

قاد السيارة وهتف:

-خلاص هنروح المستشفى علشان نطمن ..هزت رأسها رافضة 

-لا روحني البيت، هكون احسن..لم يكترث لحديثها واتجه للمشفى،توقف أمام المشفى واستدار إليها

-انزلي..نظرت للمشفى ثم إليه وهمست بإرهاق:

-ياسين بلاش لو سمحت انا هكون كويسة 

انحنى وقام بحملها دون حديث، هزت رأسها معترضة ولكنه تحرك بها إلى أن وصل الاستقبال فتلاقها المسعفين على السرير المتنقل


بالداخل عند الطبيب، بعد فحصها وعمل اللازم لحالتها تحركت للخارج معه ..توقفت تستند عليه بعدما شعرت بالأغماء فهمست بتقطع 

-ياسين ..قالتها وجسدها يترنح فتلاقها بين ذراعيه متلهفًا 

-عاليا مالك ؟! أغمضت عيناها وانسابت عبراتها رغمًا عنها هاتفة 

-أنا حامل !!

توسعت عيناه بذهول رغم شكه ولكن الشك شعور والحقيقة شعورًا اخر 

ضمها بين ذراعيه عندما وصلت إليه إحدي الممرضات

-سبها يافندم وانا هشوفها 

-عايز دكتورة نسا..قالها وهو يتراجع بها ليجلسها على المقعد بملامح واجمة ودقات عنيفة كادت تمزق اضلعه 


-ازاي يعني حامل..تسائل بها بأنفاسًا متقطعة 

رفعت عيناها إليه وشهقت تضع كفيها على وجهها ثم اردفت بحزن:

-نصيب ياحضرة الظابط، بس عادي لو عايز نخلص منه


لف ذراعه ليحمي جسدها من السقوط قائلًا:

-اسكتي ياعاليا، اسكتي مش عايز اسمع صوتك، ولا عارف اعمل ايه معاكي، انتي بقيتي لعنة حياتي 


رفعت رأسها تطالع عيناه القريبة وهمست بنبرة متحشرجة 

-انا تعبانة وعايزة ارتاح 

نهض من مكانه يبسط كفيه إليها

-قومي خلينا نشوف الدكتورة، ومتفكريش في حاجة غير أن دي نعمة من ربنا، واكيد ربنا مش هيبعت لنا حاجة تأذينا، واياكي تفكري انك تأذيه 

-بس أنا مش عايزاه ياياسين، انا مش عايزة حاجة تربطنا ببعض علشان مانشلش همهم 

-اخرصي ..قالها وهو يرفعها بعنف 

-ربنا أراد ..عارفة يعني ايه إرادة ربنا 

توقفت تستند على كتفه ،حاوط جسدها، متجهًا لطبيبة النساء 


بعد قليل بغرفة الكشف

تسطحت بمساعدة الممرضة على فراش الكشف، وضعت الطبيبة السائل وبدأت بتحريكه متسائلة:

-قولتي بقالك قد ايه..فركت جبينها 

-مش فاكرة قوي بس حوالي أربع شهور

ابتسمت الطبيبة وهي تشير إليها بعدما ظهر الجنين على سطح الشاشة

-ماشاء الله يااستاذة عاليا، أنتِ متابعة مع دكتور قبل كدا 

هزت رأسها بالنفي قائلة:

-رُحت مرة واحدة للتأكيد بس..أشارت الطبيبة على الجهاز لتلك النقطة التي كبرت وظهر بعض أجزاء من جنينها، ارتفعت دقاتها عندما قامت الطبيبة بتشغيل النبض لتنظر بدموع عيناها لجنينها، فهمست متسائلة بنبرة متقطعة:

-بنت ولا ولد يادكتور..توقفت الطبيبة متجهة بأنظارها لذاك الجالس ويبدو على ملامحه البرود فتحدثت:

- عايز تشوف البيبي، هز رأسه بالنفي يبتعد بنظره عن الطبيبة قائلاً:

-مش المرة دي..المهم طمنيني عليهم 

نظرت للشاشة مردفة:

-كله تمام، ثم اتجهت لعاليا، لسة الجنين مش ظاهر نوعه قوي، بس احتمال من الشكل دا يكون بنت، هنتأكد المرة الجاية 

همست قائلة:

-بنت كمان..!!


اقتربت إليه بعدما أشارت للممرضة قائلة:

-ساعديها، ثم تحركت إلى أن جلست أمامه تدون بعض الملاحظات والأدوية 


رفعت نظرها إليه لتخبره:

-بص ياياسين الوضع كويس بس الأم ضعيفة ومحتاجة تغذية، وطبعا الحمل عايز اهتمام، وأكيد دكتورة غزل هتهتم بالموضوع ..انا كتبتلها على شوية فيتامينات وكمان ياريت تهتم بالأكل الصحي 

مدت يديها بتلك الورقة التي يدون عليها ماقالته..تناولها بكف مرتعش كحال جسده ينظر لتلك التي تتحرك بهدوء ثم نهض وهو يشكر الطبيبة متجهًا إليها ..حمحمت عاليا وهي تطالعه وتحدثت :

-حضرتك لو عايزة انزل الجنين هيكون فيه خطورة وينفع ولا لا 

توسعت عيناه يطالعها مذهولا، وكذلك الطبيبة التي هبت من مكانها تقف أمامها:

-ايه يابنتي اللي بتقوليه دا، اتجهت بأنظارها الى ياسين 

-أنا كأني مسمعتش حاجة، سحبها وثورة عارمة داخله يريد أن يقبض على عنقها...شُحبت ملامحها من هيئته فضغطت على كفيه بالأيدي الأخرى

-ممكن تسمعني 

-اخرصي، انا اللي استاهل اني بتعامل معاكي على انك بني ادمة، أمشي قدامي لو سمعت صوتك هخنقك وارتاح منك 


سحبها بقوة ولم يكترث لتعبها، لقد أشعلت نيرانه الكامنة بصدره وحولته لوحش كاسر،

وصل بعد فترة إلى حي الألفي، 

اتجه بها إلى شقته وصرخة جنونية وهو يحطم كل ما يقابله

-إنتِ ايه حيوانة..اقترب وهو يخرج ذاك الشريط 

كنتي جايبة دا علشان تنزلي الحمل، تسرب إلى داخلها شعور الخوف من مواجهته، ورغم ما شعرت به صرخت به 

-أيوة ..عايزة انزله، مستحيل اجيب منك ولاد، اجيب ولاد ليه واعذبهم معايا، انت غصبتني على العلاقة دي، اقتربت تضربه بصدره بلاش اقولك أنها محاولة اغتصاب، يمكن الاغتصاب كان ارحم، انت انتهكت جسمي وقتها ياحضرة الظابط ..اخدت حقك غصب عني ..عملت راجل على ست ضعيفة مكنش قدامها تختار اه ولا لا، زي جوازنا بالظبط


جاي بأي حق تطلب اني اجيب لك ولد 

انا مش عايزة اجيب منك ولاد، سمعتني مستحيل 


كلمات رغم أنها مجرد كلمات خرجت من شفتيها إلا أنها احرقته كوقود ليشتعل صدره بلهيب مستعر، ناهيك عن تعاظم الوجع بداخله من كلماتها، فهوى بجسده على المقعد عندما خارت قواه، من كلماتها التي كانت كالطلقات النارية لتزلزل جسده بالكامل


لم تكترث لحالته واقتربت منه هادرة بصوت كالرعد:

-أنا مش عايزة الجنين دا سمعتني، مش عايزة حاجة تربطني بأسوء ايام حياتي 

طأطأ رأسه للأسفل عندما فقد النطق وعجز عن الرد، قلبه لم يطاوعه على حديثها وعقله يهزه بعنف أنها لم تكن ملكه بيوم من الأيام 

دقائق كالسيف على العنق وهي تطالعه بصمت وداخلها مضطرب من حالته، هل حقًا أراد جنينها، هل حقًا يستطيع أن يداوي جراحه منه وتكون حياتهم طبيعية ..أخيرًا خرج عن صمته هامسًا لها:

-برئ منك لو حاولتي تأذيه، وهحاسبك قدام ربنا ياعاليا انك تحاولي تقتلي روح بريئة، رفع عيناه إليها أخيرًا

-الولد هيجي وانا ههتم بيه، لو مش عايزاه انا عايزه، مش علشان منك ..هز رأسه وتابع حديثه بقلبًا مفطور من حياة جبر عليها قائلاً :

-ممكن يكون عوض من ربنا ليا في حاجات انا معرفهاش، المهم الولد او البنت اللي ربنا رزقني بيه مستحيل اغضب ربنا حتى لو هضطر اكمل حياتي كلها معاكي..نهض بجسد خاوي من التعبير وخطى إلى وقوفها 

-النعمة اللي حضرتك مش عايزها دي غيرك بيدفع الآلاف علشان كلمة بابا أو ماما ، وانا مستحيل أتنازل عن ابني ..دنى حتى اختلطت أنفاسهم وتعلقت عيناه بزمرديتها

مش هنكر أنه جه بطريقة غصب زي ما حضرتك بتقولي ، بس برضو مجاش بطريقة حرام وغضب ربنا 

-ابني هيجي وأنا هربيه، بس اعملي حسابك أنه مش من حقك لانك رفضتيه..قالها وتحرك للخارج 


انتفض جسدها فهوت تبكي بنشيج مرير وهي تحتضن احشائها قائلة:

-غصب عني والله غصب عني حبيبي ،

مش عايزة تيجي للدنيا وابوك وامك مش متفاهمين، هتعيش مرار الحياة



الصفحة التالية