-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 32- 4 - الأحد 2/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثاني والثلاثون

4

تم النشر الأحد

2/6/2024



بعد فترة وصل الجميع إلى حي الألفي 

ترجل جواد اولا بجوار جنى، توقف صهيب الذي كان جالسًا بحديقة المنزل

وسار إليهما:

-ايه اللي لمكم على بعض، دقق النظر بأبنته قطع حديثهم وصول عز وجاسر وأوس بسيارتهم خلف بعضهما البعض

وزع صهيب نظراته عليهم حتى توقفت نظراته على جواد 

-ايه اللي حصل ؟!.

أشار إلى جنى عندما اقترب منهما جاسر، ويبدوا إصابة بوجهه وذراعه

-روحي على البيت هتكلم مع عمك شوية وجاي

-بابا هدخل اسلم على طنط غزل، واعمل لعمو فنجان قهوته، قالتها وهي تترجى جواد بعينها فمنذ ركوبها السيارة معه ولم تتوقف عن البكاء مرددة

-كان هيموتوه قدامي ياعمو، لولا ياسين جه في الوقت المناسب..ربت على كتفها 

-جنى اهدي هو كويس اهو، أزالت عبراتها 

-بس دراعه ..شهقت تضع كفيها على فمها كلما تذكرت إصابة ذراعيه 

-حبيبتي دا جرح بسيط ولما يروح هخلي غزل تنضفه، توقف عن الحديث مضيقًا عيناه قائلا

-أو ممكن بنت عمه اللي مش مبطلة عياط عليه تداوي جرحه مش كدا ياعمو، حتى وقتها الجرح هيخف بسرعة ..خرجت من شرودها ترفع عيناها لوالدها، أنا بعدها هرجع بيتي ، قالتها وهي تنظر إلى جواد الصامت.


-روحي ياعمو اعملي لي فنجان قهوة من ورا طنطتك غزل

توقف صهيب يحتضن وجهها بوصول جاسر وعز إليهم 

-إنتِ كنتي بتعيطي ولا إيه..مفيش دا لوحتي باظت فعلشان كدا اضيقت

قبل جبينها 

-ولا يهمك حبيبتي اعملي غيرها ياله ادخلي شوفي هتعملي ايه علشان تررحي..قالها وهو يرمق جاسر الذي هوى على المقعد دون حديث 


.تحركت للداخل متجهة سريعًا لغرفة جاسر، تبحث عن الاسعافات الأولية ، بحثت بأماكنها ولكنها لم تعثر عليها، توجهت للمرحاض تبحث بداخله حتى عثرت عليها، قامت بنزع جاكيت بذلتها النسائية، مع حجابها وقامت بإعداد مايحتاجه، لتضعها أمامه حتى لا يتهاون ..ولج للداخل بعدما استئذن والده وعمه للصعود لتغير ثيابه 


نزع قميصه واتجه لداخل المرحاض بخروجها لتصطدم به ..حاوط جسدها 

وضعت كفيها على صدره العاري، تعلقت عيناه بعينها لفترة ثم تجول على جسدها وخصلاتها العشوائية فتراجع بعدما تركها متجهًا للداخل 

-فيه حاجة ولا إيه، جاية هنا ليه، وازاي عمو صهيب سابك تطلعي عادي


امسكته من ذراعه 

-نضف جرحك، كنت بشوفلك حاجة علشان تحطها على الجرح، ذهبت ببصرها للأسعافات قائلة

-اخدت بالي من جرح دراعك..قالتها وهي تتلمس جرحه بهدوء


انزل كفيها بهدوء واتجه يقف أمام المرآة

-دا جرح بسيط مش بيوجع، في جروح تانية بتموت، مش حتة جرح زي دا خايفة عليا منه، بلاش تحسسيني اني اهمك 

دنت منه وتوقفت خلفه تنظر إليه من خلال المرآة

-غصب عني، مقدرتش انا لسة مجروحة منك 

-اطلعي برة عايز اخد شاور..تحركت إلى أن توقفت أمامه وامسكت المطهر تضعه على جرحه قائلة:

-هطلع بس انضف جرحك 

امسك ذراعيها يلقي مابيديها بعنف عندما انتفض جسده من لمستها 

-ابعدي عني، مالكيش دعوة، انزلي مش عايز حد يشوفك هنا، ليفكروا أننا بنعمل حاجة تغضب ربنا 

طالعته بذهول وفرت دمعة فوق وجنتيها لتقول بصوت مرتجف

-بتقول ايه..أشار على باب المرحاض 

-برة، اطلعي برة ..عايز اخد شاور

استدارت بخطوات مرتجفة وبدأت تشعر بإحراق روحها من كلماته اللاذعة، حتى توقفت على باب المرحاض ترمقه بنظرات صامتة:

طالعها من خلال المرآة ورسم قناع بارد فوق ملامحه حتى لا يشعرها بغليان صدره ..أطبق على جفنيه عندما خرجت تغلق الباب خلفها بجسد مرتجف تضع كفيها على فمها..لحظات فقط مميتة لقلبه من نظرة عيناها المتألمة، فخرج سريعًا، ليجدها تتجه بخطواتها الواهنة إلى باب الغرفة تقبض فوق المقبض، ليجذبها بقوة لأحضانة 


ارتفعت شهقاتها بأحضانه، ضمها بقوة وإحساس بضعفه يتعاظم بداخله من وجودها 

أطلق تنهيدة حارة من لهيب عشقها اللاذع أحرقت ضلوعه، لينحني يتذوق ترانيم عشقه ليطيب لقلبه من جفائها 


لحظات بل دقائق يتذوق عسل شهدها المترنم لقلبه، ثم يحجزها بداخله قائلا بأنفاسه المرتفعة من قربها الجحيمي، ولمسة كفيها لظهره العاري

-ينفع اللي عملتيه معايا


تنعمت بأحضانه تطالعه ببريق عيناها اللامع بعشقه

-انزل لبابا ياجاسر وقوله انك رجعتني وفهمه أننا منقدرش نعيش بعيد عن بعض، وأنا اوعدك هرمي كل حاجة حتى لو بابا رفض وهجي معاك، بس لازم تبين قدام الكل انك شاريني، مش مجرد أمر من بابا وباباك نعيش كدا 


دنت تحتضن وجهه

-حارب علشان خاطري، انا كمان تعبانة من بعدك، بس لازم احس إنك بتحارب علشاني، ارفع كرامتي قدام اهلنا لو سمحت، بلاش نظرة الشفقة اللي بشوفها في عيون الكل عليا 

مررت كفيها على وجهه وتابعت مستأنفة

-حبيبي علشان خاطري نفسي ارجع اعيش في حي الألفي، انا هربت منه ياجاسر علشان لقيت كرامتي انداست فيه بسببك، عارفة انك مغصوب، بس برضو انت محاربتش علشاني ولا مرة من اول جوازنا مرة منك ومرة من فيروز..حسسني بقيمتي لو سمحت 


تراجع بجسده للخلف 

-مش هقدر ياجنى، باباكي مش هيوافق، وانا مش هقدر افرق بينه وبين ابويا، مش هقدر افكك العيلة من بعضها، مش انا اللي اعمل كدا 

بقلبًا تهشم من كلماته رفعت عيناها الزائغة التي ماتت منها الحياة لتردف بخواء

-هتقدر بس جرب، جرب تاخدني في حضنك قدام الكل وقولهم مش هقدر اعيش بعيد عنها، وقتها هضمك ولو حصلت هتنازل عن الكل زي ماقولت

-مش هقدر..قالها بنبرة متألمة 


-بس تقدر تدبحني وتوجعني، تقدر تخليني كل ليلة انام معيطة وروحي مسحوبة مني، تقدر تدوس عليا مش كدا يابن عمي .

اقترب منها ورفع كفيه ليحتضن وجهها 

-إنتِ روحي وحياتي اللي لما بتبعد عني بموت..فيه حاجات أنتِ متعرفهاش

-معرفهاش!!..قالتها مستنكرة تهز رأسها بدموع القهر منه ثم أشارت على نفسها 

-طب ليه رجعتني، وكنت عايز ايه من رجوعنا وانت بتقول نترك الكل ونبعد عنهم كان قصدك ايه 

-كنت هرجعك بالسر ياجنى، مكنش حد هيعرف، هنعيش قدام الكل كأننا مطلقين بس حياتنا هتكون لينا لوحدنا بعيد عن الكل ..


❈-❈-❈


هناك من الكلمات كالرصاص تؤدي لمقتل الجسد وهناك من الكلمات يكون أثرها صاعقي يدمي القلب دون دماء، ويجلد الروح دون عناء..هكذا وقعت كلماته عليها لتتجه للخارج بجسد خالي من الحياة، تحركت بخطوات مترنحة تستند على الجدار ، فلقد ألقاها من سابع سماء لتهبط إلى أرض صلبه لتهتك اعضائها بالكامل 

-جنى !! صاح بها واقفًا على باب جناحه..كالطائر مكسور الجناح التفتت إليه وأنفاسها بالتلاشي وكأن الجدران تطبق على صدرها فتحدثت بنظرات متوسلة:

-جنى اتكسرت كتير ياحضرة الظابط ، وللأسف محدش كسرها غيرك، ياريت تنسى كل حاجة ربطتنا ببعض..رفعت أكتافها للأعلى وأكملت:

-هحاول ياجاسر انزعك من قلبي، والله هحاول يابن عمي ..قالتها مستديرة لتقف مذهولة عندما وجدت والدها خلفها..وزع صهيب نظراته عليهما 

-كنت عارف هلايقكي هنا، ثم سحبها من كفيها متجها للأسفل 

-شكرًا يابن اخويا، دايمًا تحترم وعودك لعمك ..عمو ..قالها فتوقف صهيب ينتظر حديثه، اما هي ارتفعت دقات قلبها ظنا أنه سينصف قلبها ولكن هوى قلبها حينما استمعت لكلماته 

-أنا في شقتي مرحتش لبنتك، هي كانت جاية تاخد حاجة تخصها من هنا، ومن على الباب يعني انا لسة عند وعدي زي ما حضرتك عند وعدك 


أحست ببرودة بسائر جسدها فطالعته بنظرات مبهمة قائلة:

-حضرة الظابط عنده حق يابابا، أنا اللي جيت هو مالوش يتلام ، متخفش يابابا..احنا بقينا زي السما والأرض مستحيل يتقابلوا..قالتها واتجهت للأسفل سريعًا متجهة لسيارة أخيها واستقلتها بذهول أمام  الجميع دون حديث 


ذهب جواد ببصره لصهيب الذي خرج بقلبًا متألم من حالة ابنتها 

-أوس ، عز سبوني مع صهيب شوية 


ارتسم الألم داخل مقلتيه محدقًا بأخيه بوجوم يشعر بقبضة حادة تعتصر صدره لما توصل إليه أولاده

-عايز توصل لايه ياصهيب

قالها بغضب محموم مصوب لأخيه 

سحب صهيب نفسًا مثقل بالوجع والهموم 

-جواد فيه موضوع خبيته عليك، بس قبل ماتحكم وتقول رأيك ..أنا وعدت جاسر انك متعرفش، بس في نفس الوقت حاسه جبل على قلبي ومش قادر اتحمله، جاسر ابني زي ماهو ابنك، عارف انا كنت اناني بس والله غصب عني وانت عارف لو خيروني بين حياتي وحياة جاسر صدقني هختاره 


أطلق زفرة محملة بالوجع، وآهة عميقة أخرجها من جوفه المحترق حينما شعر بتصلب جسد جواد 

-مخبي عليا ايه، ومن امتى واحنا بنخبي حاجة على بعض، والموضوع يخص ابني كمان 

عقد العزم على اخبار أخيه كل شيئًا

بكل مايكنه فوق صدره 

-قبل طلاق جاسر وجنى بحوالي اسبوعين فيه بنت كانت بتروح لجنى المعرض بحجج أنها ترسمها، البت قربت منها وطبعا عارف جنى طيبة ومتعرفش بخبث النوايا

-غيره ياصهيب عارف الموضوع كله 

حدجه صهيب مذهولا فتحدث

-كنت عارف انهم خدروا بنتي وصورها من غير هدوم 

صاعقة نزلت فوق رأس جواد يطالعه بصدمة، حتى فقد النطق للحظات، لحظات كفيلة إلى انسحاب أنفاسه، هو كان يشك بشيئًا فنظر إليه متسائلاً:

-ايه اللي بتقوله دا؟!

الصفحة التالية