رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 32- 5 - الأحد 2/6/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثاني والثلاثون
5
تم النشر الأحد
2/6/2024
أطبق صهيب على جفنيه
-للاسف ياجواد، دي الحقيقة، وبعتولي الصور دي تهديد أن جاسر يبعد عن القضية اللي بيحفر فيها ياإما
توقف عن الحديث يطالع أخيه بريبة
-هيموتوا جنى بنفس الطريقة اللي موتوا بيها جنى مراتي ومش بس كدا هيموتوه،
شعر بغصة بجوفه فتابع حديثه
-والله ضغطت عليه كتير، انا فقدت واحدة ياجواد، لكن هو أصر خلاني اخيره بين طلاق جنى وبين القضية دي، وطبعا ابنك زيك بالظبط ، قالي هيطلق جنى
ضغط جواد على الكوب حتى غرز زجاجه بكفيه ..فأكمل صهيب
-هددته اني هقولك ، بعدها جه وقالي انا اتنازلت عن القضية ياعمو، بس انا مش هقدر اعرض جنى للخطر، مش كل قضية امسكها افضل قلقان، ودا اخر قرار عندي مش عايز اخسرها وانا سألتها قبل كدا تختاري موتي ولا الفراق هي اختارت الفراق ، الكلام كان ليا ياعمو أنا هختار أننا نبعد بس مستحيل اعرضها للخطر
ووعدني أنه هيبعد عن القضية بس من اسبوع كنت عند باسم والموضوع اتفتح قدامي بالصدفة من اتصال حد بباسم وعرفت أن ابنك كان بيلعب عليا وفعلًا بدأ ينخور ورا الناس دي
ابنك بيرمي نفسه ياجواد للتهلكة، متزعلش مني علشان خبيت عليك بس هو قالي أنه خلاص هيبعد، وكمان قولت مستحيل متكنش عارف بس باسم اكدلي أن الناس مجرمة مابيرحموش حد واكيد مش انا اللي هقولك كدا
طالعه لبرهة دون حديث، حتى تحدث صهيب :
-جواد ليه مبتردش !!
-البنت اللي بتقول عليها دي شعرها اشقر وعيونها ملونة
اومأ صهيب برأسه
هز جواد رأسه دون حديث ثم توقف قائلاً:
-أنا تعبان ولازم ارتاح البيت بيتك دا لو انت لسة شايف أننا نستاهل نكون اخوات
توقف صهيب أمامه
-جواد لازم توقف جاسر، صدقني مش هتتحمل يحصله حاجة، عارف طبيعة شغله كدا، بس الضنا غالي
ربت جواد على كتفه قائلاً بلسانًا ثقيل
-متشغلش بالك ياصهيب، بس غلطت ، غلطت قوي ..قالها وتحرك بجسدٍ مرتجف ..صعد إلى جناح ابنه
لحظات وفتح الباب..قابله جاسر بحالة مزرية ..دلف للداخل نظر للغرفة بذهول من الفوضى التي طالتها من تحطيم الاشياء
تحرك إلى الشرفة قائلاً:
-تعالى عايزك ..تحرك خلفه بعدما جذب قميصه
وقف في الشرفة محاولا السيطرة على آلامه التى سارت بكافة جسده من أفعال ابنه، وضع كلتا يديه بجيوب بنطاله ينظر بشرود للخارج حتى وصل إليه جاسر متسائلاً:
-فيه حاجة يابابا!!
تنهد بغضب مكورًا قبضته داخل جيبه حتى لايصفعه على وجهه ثم تحدث بهدوء رغم اشتعال صدره
- مش ناوي ترجع جنى لعصمتك تاني، بدل ماانت عايش في الجحيم دا وكمان البت مش متحملة فراقكم، ليه تتعبوا بعض كدا
ابتلع ريقه بصعوبة، عندما ارتاب من نبرة والده الباردة ..فحمحم محاولا تجميع الحروف:
-ايه اللي حضرتك بتقوله دا يابابا، حضرتك عارف أننا أطلقنا وخلاص ايه اللي فكرك بعد شهرين من طلاقنا خلاص كل واحد راح لحاله
هز جواد رأسه يردد حديثه:
-أيوة فعلًا كل واحد راح لحاله ، انا برضو حبيت اسمع منك كدا برضو علشان لما أوافق على جوازها يبقى مظلمتكش
ابتلع حديث والده كجمرات مشتعلة تكوي جوفه بلا رحمة وشعر وكأن انطباق المنزل على صدره فاقترب من والده مهزوز الجسد غائر القوى، مفطور القلب يردد بصوت متقطع:
-ايه اللي حضرتك بتقوله دا، مين إن شاءالله اللي يقدر يقرب منها
سحب جواد نفسًا طويلًا بعدما شعر بآلام كلماته على ابنه ورغم ذلك ضغط على جرحه الغائر قائلًا:
-مش حقك توقف قدام سعادتها، انت طلقت وبعدت خلاص مالكش دعوة بيها جالي عريس، فكان من الأولى انك تعرف، غرز عيناه بعين ابنه
-تعرف بس يابن جواد أما حق الرفض والقبول دا لأبوها اولًا ثم ليا حتى هي مالهاش حق الرفض برضو
-بابا ايه اللي بتقوله دا، أكيد بتلعب بأعصابي، علشان حضرتك متأكد مش هخلي حد يقرب منها، مستحيل سمعتني
ارتسم ضحكة على وجهه
-تيجي نشوف كلام مين اللي هيمشي
-بابا ..صاح بها بصوت مرتفع خرج رغمًا عنه فاقترب من وقوفه:
-محدش هيقرب من مراتي، ولا حد ليه حق يقف يخيرني ومتزعلش مني بس مش من حقك تضغط عليا، جنى هتفضل ملكي لحد ماأموت
رغم حديثه الذي نخر عظامه إلا أنه أردف:
-متكنش ظالم ياجاسر، دا ظلم
-لا مش ظلم، وبكرة حضرتك تعرف مستحيل اكون ظالم لجنى أنا عاشق وبس
جذبه من عنقه يهزه
-دا جبروت يابن جواد، دا تملك مش عشق ولا حب، حرام عليك اللي بتعمله في البت، لازم تفوق قبل ماترجع تندم
تراجع بجسده ينظر بأرجاء الغرفة يهرب من نظرات والده:
-ابعد عننا حضرتك بس وأنا هعرف اتعامل معها، دا اخر كلام عندي
-إنت رجعتها صح ياجاسر، أكيد رجعتها، مستحيل تتكلم بصدر واسع كدا الا إذا رجعتها، ماهو مفيش واحد يحب كدا ويترك حبيبته بعيد عنه
رجعتها يالا..
-حضرتك عايز توصل لأيه بالظبط
استدار برأسه يرمقه بهدوء:
-مين البت روزين اللي حبستها ياجاسر، البت دي حبستها ليه
ذهل من حديثه ففهم لعبة والده فدلف للداخل قائلاً:
-بابا عندي شغل مهم لازم أخرج دلوقتي
-اقف عندك يالا ايه مش محترم ابوك، ازاي تسيب ابوك بيتكلم وتمشي
استدار بكامل جسده ورمقه بنظرات نارية مقتربًا منه
-هقول ايه على واحد واقف قدام الكل في الحفلة وجاي يشرب سجاير من غير مايحترم أبوه
فتح فاهه للحديث ولكن أشار له بالصمت
-ولا كلمة يابن جواد ، ولا كلمة كل مرة تثبت لي اني فشلت في تربيتك، لما تعامل ابوك أنه عيل يبقى انا معرفتش اربي ..كبرت وبقيت تخبي على ابوك يالا ..لا وكمان مرجع مراتك وبتلعب على الكل ..انا ياجاسر انا بتلعب عليا
-بابا ..أشار له بالصمت
-قولت اخرص، مش عايز اسمع منك ولا كلمة، بكرة تكون اب ولما تحس ان ابنك بيعاملك انك عيل هتحس قد ايه كسرتني يابني
اقترب منه يهز رأسه :
-بابا حبيببي ليه بتقول كدا ..هزه جواد بعنف
-طلقت مراتك ليه يالا ورجعتها بالسر، وتقولي مش هترجعها، ضحكت عليا وعملت لعبة مع عمك تطلعوني عيل،لدرجة دي شايف ابوك عيل تضحك عليه
تراجع بجسد مهزوز مردفًا:
-ياخسارة يابن عمري ياخسارة، للمرة الكام هتخلي ابوك اخر واحد يعرف حياتك
ضمه جاسر مردفا بصوت متحشرج:
-والله غصب عني يابابا، كنت عايزني اعمل ايه، مراتي وعمي في كفة وشغلي وحياتي في كفة ..انا مش خايف على نفسي، بس عمو صهيب ذنبه ايه يعيش فقدان بنته، مكنتش هقدر اعيش يابابا وهما بيحاولوا يقربوا منها، هما عايزني انا ، خلاص خليني لوحدي، علشان كدا بعدت عن الكل محبتش اقرب من حد ، أما رجعتها في السر ليه علشان مايوصلوهاش ومحبتش يحصلي حاجة وهي مش على أسمي، أنا بحبها قوي يابابا، بس عاجز مش عارف احمي مراتي وهي في حضني
احتضن وجهه يهزه وهدر به غاضبًا
-غلط يابن جواد، تفكير عقيم انك تفكر بالطريقة دي تبقى غبي، انت ابن جواد الألفي محدش يقدر يهددك أو يكسرك ياغبي، ازاي تعيش الوجع دا ياحبيبي وابوك عايش
-بابا..قالها بنبرة متألمة
- مش هقدر اأزي حد ومش هقدر اتخلى عن شغلي يابابا، دا واجبي اوعى تقول زي عمو
ضمه جواد لأحضانه يربت على ظهره
-ربنا يحميك ياحبيبي، انا استودعت ربنا فيك ، وان شاءالله ربنا يوفقك طول ماانت بتجري ورا الحق ربنا هيوقف معاك،
ضمه من أكتافه ينظر إليه :
-عيني حرساك ياجاسر بعد ربنا، وعارف ومتأكد لو ربنا رايد لك بحاجة هتحصل حتى لو كنت في حضني، اهم حاجة اياك تتخلى عن قيمك ودينك، كتاب الله دايما طريقك، وسنته منهجك حبيبي
-ادعيلي يابابا، القضية دي بحياتي
لثم جواد جبينه يزيل عبراته:
-البكى دا للضعيف حبيبي، وأنا ابني مش ضعيف، بكره هروح لصهيب لازم ترجع مراتك قدام الكل بلاش توجع قلبها يابني عيش ايامك متعرفش بكرة مخبينا ايه، اخطف السعادة هي مش هتجيلك لوحدك
غادر جواد غرفة ابنه متجهًا لغرفته
دلف للداخل وجد غزل تنهي صلاتها ، جلس على الفراش يستمع لدعائها بنجاة ابنائها، ودعاء الرحمة للمتوفين ..نهضت متجهة إليه بعد دقائق:
-جواد!!..مالك حبيبي قاعد كدا ليه
أشار لها بالجلوس، فجلست ليتمدد على الفراش يتوسد ساقيها ، مسدت على خصلاته
-مالك ياابو جاسر ؟!
أطبق على جفنيه يدعو بسريرته
-ربنا يحفظه ويدوم اسمه في الدنيا يارب، دعى بها بقلبًا ملتاع
-جواد!! اردفت بها غزل بعد صمته متسائلة:
-مالك ياحبيبي ؟!
تلقف كفيها يقبلها
-مفيش شوية إرهاق..انحنت بجسدها تلثم جبينه:
-هتخبي على غزالتك ..استمعت لرنين هاتفها
-ماما ..صرخت بها غنى
-مالك ياقلبي..بكت بشهقات مرتفعة
-الحقيني ياماما..نظرت لجواد بريبة قائلة:
-مالك ياغنى بتعيطي ليه..اعتدل جواد مفزوعًا يجذب منها الهاتف
-مالك حبيبة بابا ..صمتت وبكائها يصم أذنه
-اهدي حبيبتي..
-بابا أنا حامل ..توقف عن الحديث ينظر لغزل ضاحكًا
-هههه، مد كفيه بالهاتف
-خدي بنتك الهبلة قال بتقول حامل، الله يخربيتك يابيجاد
تناولت الهاتف غير مستوعبة مايقوله
-غنى حبيبتي مالك
استمعت لضحكات بيجاد وهو يجذب الهاتف :
-حماتي عاملة ايه، هدي بنتك ياحماتي وعرفيها إن الولد مش ابن حرام
❈-❈-❈
صرخت تجذب منه الهاتف
-شوفتي ياماما، طلعت حامل وانا معرفش، حامل في أربع شهور
جحظت عيناها تحسب عمر ابنها قائلة
-يخربيتك ياغنى انتي وجوزك المجنون
قهقهت غزل على بكائها
-اسكتي يااخرة صبري ..اربع شهور ومتعرفيش انك حامل
خرج جواد وهو يضرب كفيه ببعضهما ثم تحدث:
-خلي البغل يجبها هنا لحد ماتولد ، يخربيت عمايله