رواية جديدة براديسيا (التميمة الملعونة) لبسمة بدران - الفصل 7 - 2 - الثلاثاء 11/6/2024
قراءة رواية براديسيا (التميمة الملعونة) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براديسيا (التميمة الملعونة)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة بسمة بدران
الفصل السابع
2
تم النشر يوم الثلاثاء
11/6/2024
وفي نفس التوقيت
في مملكة النورس
اصطحب السيد يزيد إلى إسطبل كبير يوجد به العديد من الأحصنة
فخاطبه وهو يشير على أحد الجياد ذو اللون الأسود المهيب جعله مميزا وله هيبة طاغية
ابتسم له الأمير عروة ومن ثم دنا باتجاه الجواد الذي أشار إليه فانتفض عائدا للخلف عندما سهل الحصان بقوة على الفور بسبب خبرته الطويلة في ذلك المجال أيقن أن ذلك الحصان به شيء غريب
سأله باهتمام: أخبرني يا سيد يزيد لماذا ذلك الحصان بالذات؟
أجابه بجدية: جلالة الملكة جورية هي من أمرت بذلك ولتعلم ذلك الحصان لوالدها الراحل لكن
ضيق الأمير عروة عينيه بتفحص فاستشف أن السيد يزيد لديه ما يخفيه عليه
وبسبب فطنته الكبيرة علم أن تلك المرأة منحته ذلك الحصان لتنتقم منه
ابتسم باتساع ومن ثم أشار للسيد يزيد بأن ينصرف فهو يريد أن يتعرف على ذلك الحصان أكثر
وبالفعل أومأ له السيد يزيد واستدار دالفا للخارج تاركا إياه بمفرده مع الجياد
أخذ نفس عميق ودنى من الجواد بحذر
راح بمسد فوق ظهره وعنقه برفق
ثواني ودلف للخارج طالبا من أحد الحرس أن يجلب له قطع التفاح والسكر
فعليه أن يلقن تلك المتمردة درسا لا تنساه أبدا
فهو الأمير عروة الذي لم ولن يهزم أبدا
❈-❈-❈
تسير على ضفاف البحيرة برفقة وصيفتها وصديقتها المقربة ياقوت
وهي تشعر بالسعادة والرضا نوعا ما
فلطالما أحبت التحدي وخاصة إذا فازت أخيرا
لذا ستجعل ذلك الأمير يركع أسفل قدميها كبقية الرجال
تعلم أنه مختلف منذ الوهلة الأولى التي وقع بصرها عليه
مختلف في كل شيء وسامته اللافتة
جـ سده العضلي
قامته المديدة
رجلا بما تحمل الكلمة من معنى
لكن غروره وكبريائه وكذلك عجرفته الزائدة جعلت منه شخصا مستفزا بالنسبة له
لو كان لا يمتلك تلك الصفات لكانت وقعت في غرامه منذ الوهلة الأولى
لكن ليس ما يتمناه المرء يدركه
استفاقت من شرودها على صوت ياقوت: جلالة الملكة هلا اخبرتني ما سبب كل تلك السعادة اليوم؟
هزت رأسها موافقة مجيبة إياها: سأخبرك يا ياقوت
هل تتذكرين صخر
راحت تقلب الاسم في رأسها علها تستشف ما تقصده سيدتها
فغمغمت: صخر ابن الوزير فاروق أم صخر ابن الحارث رضوان أم صخر
قاطعتها بصراخ: اصمطييي أقصد الحصان يا بلهاء
ضربت رأسها بخفة: آه فهمت تقصدين حصان والدك الراحل جلالة الملك نعمان أليس كذلك؟
أومأت برأسها موافقة
فاستطردت بتساؤل: ما به؟
زفرت مطولا وأجابتها بسعادة: أعطيته لذلك المغرور ليخوض به سباق الغد
شهقت بقوة ومن ثم ضربت
صـ درها بيدها هاتفة بعتاب: ماذا تقولين يا جلالة الملكة؟
أتريدين أن يفعل ذلك الجواد به ما فعله بوالدك الراحل
ماذا فعل ذلك المسكين ليكون عقابه الموت؟
لبرهة اهتزت الملكة جورية من الداخل بسبب كلام وصيفتها اللاذع لكن هتفت بمكابرة وعند: لا شأن لك يا ياقوت
أطرقت ياقوت برأسها أرضا ولم تعقب
بينما الملكة جورية راحت تتفحص طيور النورس التي تملأ البحيرات بانبهار شديد
فتلك الطيور كانت السبب الرئيسي في تسمية تلك المملكة بذلك الاسم
❈-❈-❈
ومن النورس إلى براديسيا
التي انقلبت رأسا على عقب بعد أن انتشر خبر موت جارية الأمير حكيم التي تحمل في أحشائها ولي العهد
وإصابة إحدى الجواري
مما جعل الملك يشعر بالغضب الشديد
فهذه أول مرة تحدث في قصره تلك الجرائم البشعة
فبعد ما أخبره طبيب القصر بان الجارية أشرقت تجرعت نوعا من السم القاتل وهو يستشيط غضبا
فعليه أن يتولى التحقيق في ذلك الأمر المشين بنفسه
وعليه أن يعاقب الجاني بكلتا يديه
فمن تجرأ على التعدي على نساء قصر الملك يجب أن يموت ليكون عبرة لمن لا يعتبر
ثواني وولج كل من الأمير حكيم الذي يشعر بالحزن الشديد
والأمير حمزة الذي يواسيه فهو يعلم علم اليقين أن صديقه عاشقا لتلك الجارية
أما الملك تميم فعندما أبصر هيئة أخيه تلك هب واقفا ودنا منه محتضن إياه بمواساة مربطا فوق ظهره بخشونة هاتفا بتوعد: صدقني يا أخي أنا أشعر بك واعدك بأنني سأعاقب الجاني بكلتا يدي
ابتعد عن صـ دره رامقا إياه بنظرات غير مفهومة هاتفا بتوسل: أرجوك يا جلالة الملك أريد ان أخذ بثأر أشرقت وابني بيدي هاتين لا أريد لأحد أن يعاقب الجاني سواي
أومأ له الملك متفهما ومن ثم أشار لهما بالجلوس كي يروا ماذا سيفعلون للإمساك بطرف الخيط الذي سيوصلهم إلى الجاني
وبالطبع لم يرتابوا في أمر العمال الذين يعملون بالمطبخ لأنهم يعملون لديه منذ سنوات
فبالطبع ذلك الفعل المشين جاء من خارج القصر
❈-❈-❈
كان الحزن هو سيد الموقف في جناح الملكة آسيا
لقد كان الجميع يحب تلك الفتاة
فقد كانت مثالا للفتاة الكاملة
كانت رقيقة ناعمة كنسمة ربيع
بكى الجميع في صمط
وكذلك الملكة آسيا فبكت رحيل تلك الصغيرة كما أنها بكت فقدانها لأول حفيد لها
دنت منها جاريتها زمرد تمسد فوق ظهرها بمواساة
وكذلك فعلت نور التي كانت تبكي بصوت مرتفع كالأطفال على الرغم من أنها لا تعرف تلك الفتاة لكنها تأثرت ببكاء من حولها
تساءلت زمرد وهي تمسح دموعها: هل هناك أخبار عن مرتكب تلك الجـ ريمة يا جلالة الملكة؟
هزت الملكة آسيا رأسها نفيا
فتابعت نور: وهل حدثت مثل تلك الجـ ريمة هنا من قبل؟
هزت الملكة آسيا رأسها نفيا: كلا يا نور هذه أول مرة تحدث جـ ريمة قـ تل في القصر
وهذا ما يثير استغراب جميع ساكني القصر
ساد الصمت في الجناح حتى قطعته زمرد هاتفة بجدية: بعد إذن جلالتك أنا سأذهب لأعرف آخر الأخبار
أومأت لها الملكة آسيا وهي تشعر بجرح عميق في قلبها
❈-❈-❈
في حديقة قصر الأمير سفيان
تجلس برفقة والدتها تهز سا قيها بتوتر ملحوظ
ضيقت والدتها عينيها بتفحص ومن ثم سألتها باهتمام: ماذا بك اليوم يا رحيق؟
التزمت الصمت ولم تعقب مما أثار غضب والدتها
كادت أن توبخها لكن صوت الجارية مرجان التي جاءت تركض وصوت لهاثها يملأ الأرجاء أسكتها
هتفت وهي تلتقط أنفاسها: سمو الأميرة لقد حدث كل ما اتفقنا عليه
ظفرت بارتياح وسعادة عارمة اجتاحتها في تلك اللحظة
فها هي قد تخلصت من غريمتها الآن
لكن يبقى السؤال الأهم ماذا حل بصفية؟
وقبل أن تتساءل هتفت مرجان وكأنها قرأت أفكارها: اطمئني يا سمو الأميرة صفية فعلت كل ما امرتيها به وهي الآن قيد العلاج
والجميع يشعرون بالشفقة تجاهها ويتمنون لها الشفاء العاجل
لذا كوني مطمئنة فالشكوك لم تطولها أبدا
اتسعت ابتسامة الأميرة رحيق ومن ثم هبت واقفة تاركة والدتها تتساءل بفضول عما تقصده تلك الجارية
لكنها سرعان ما استنتجت أن ابنتها قد ارتكبت حماقة
فجذبتها من يدها لتعيدها إلى مكانها مرة أخرى هادرة بها: قـ تلتها يا ابنتي قـ تلتي جارية الأمير حكيم؟
أجل قـ تلتها يا أمي
وسأقـ تل كل من يقف أمام أحلامي
أنا سأكون سيدة براديسيا الأولى هل فهمتي؟
ماذا تقولين يا رحيق؟
أنت من فعلت تلك الجـ ريمة الشنعاء؟
تلك الكلمات هدر بها السيد سفيان الذي ولج للتو بعد أن استمع إلى حديث ابنته الأخير
أجابته بشجاعة: أجل يا ابي أنا من فعلتها
كاد أن يصفعها لكنها تراجعت للخلف هادرة بعنف: إياك يا ابي
فأنا لست ضعيفة كي ترفع يدك علي
وإن كنت قـ تلت أنا الآن فغيري قـ تل بالأمس وأنت تعلم ماذا أقصد بالضبط
هل نسيت ما فعلته مع أخيك الملك نعيم أم ماذا؟
ألقت كلماتها دفعة واحدة وانصرفت من أمامه تاركة إياه يشعر بالذهول الشديد
فمن أين عرفت ابنته بكل تلك الأشياء فهو حرص على ان لا يعلم أي أحد بمخططه الشيطاني ذاك
❈-❈-❈
في صباح اليوم التالي
في مملكة النورس وبالتحديد في الساحة التي سيقام فيها سباق الخيول
تجمهر الجميع من العامة وكذلك المتسابقين
دقائق ليست بالقليلة وحضرت ملكة النورس برفقة وصيفتيها
فانحنى الجميع احتراما وتقديرا لها
وبالطبع عداه هو فقد بقي مكانه شامخا وكأنه هو الملك وليست هي
تعلقت عينيها بخاصته
هي ترمقه بتوعد وهو يرمقها باستخفاف وابتسامة صغيرة ترتسم فوق محياه الحسن
أشاحت بعينيها بعيدا عن عينيه بصعوبة
واستدارت لوصيفتها التي كانت حزينة منذ البارحة فهي تحب الملكة جورية جدا وتعلم أن قلبها من ذهب
فكيف لها أن تكون بكل ذلك الجبروت
سألتها بجدية: ألم تتراجعي يا جلالة الملكة؟
هزت رأسها نفيا
فاستدارت ياقوت ترمق الأمير عروة بإعجاب سافر
فثياب الفروسية تليق به جدا
فغمغمت دون وعي: هو من يزين الثياب وليست الثياب هي من تزين جـ سده
كيف له أن يكون وسيما هكذا
لكزتها الملكة جورية بقوة
ومن ثم راحت
تجلس في المكان المخصص لها وابتسامة نصر تزين شفـ تيها الكرزيتين
ترمق الذي يقف بكل شموخ يرتدي ثوب الفروسية بتفشي فهي اختارت له ذلك الجواد بالذات لأنه أصبح غير مروضا بعد أن أوقع والدها قبل وفاته
فأصبح من المستحيل ترويضه
وكلما امتطاه أحدا يؤذيه بقوة
لوهلة شعرت بتأنيب الضمير
لكنها سرعان ما نهرت ذاتها فهو يستحق ذلك
لأنه استفز كبريائها ودعس كرامتها بقدميه
وعلى الجانب الآخر دنا منه السيد يزيد يصافحه بحرارة سائلا إياه بجدية: هل أنت مستعد يا سمو الأمير؟
أومأ بثقة ومن ثم دنا بهدوء من الجواد وامتطاه بخفة
ثواني واستمعوا إلى صوت أحد الرجال الجهوري: على الجميع امتطاء جيادهم فالآن سيبدأ السباق
دقائق قليلة وانطلقت الجياد بسرعة متوسطة
تخطى الأمير عروة الحاجز الأول ومن ثم شعر بأن جواده يتحرك بشكل هستيري
حاول السيطرة عليه لكنه فشل
أخذ نفس عميق وظفره على مهل كي يهدئ من روعه
اتسعت أعين الحضور بقوة وهم يرون فرس الأمير الضيف يتحرك بجنون
بينما الملكة جورية شعرت بالخوف الشديد عندما أبصرت ما يحدث أمامها
نهرت ذاتها لأنها فكرت في تلك الفكرة الشيطانية
فمنذ متى وهي تكمن كل هذا الشر بداخلها
هب الجميع واقفين يرون ماذا سيحدث مع ذلك الأمير
عودة إلى الأمير عروة الذي استعاد رباط اجاشه وأرخى جانبا واحدا من اللجام كي يهدهد حصانه
ومن ثم راح بيده الأخرى بمسد فوق عنق الحصان برفق ويفرك أسفل أذنه بخفة
ثواني وهدأ الحصان مما جعله يتنفس بارتياح
صفق الحضور بحماس عندما استطاع الأمير عروة تهدئة الجواد
امسك مرة أخرى بلجام الفرس بأحكام وضربه بخفة بقدمه كي يكمل السباق وهو يتعهد لنفسه بأنه سيكون الفائز اليوم
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية