-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 29 - 5 - الأحد 28/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل التاسع والعشرون

5

تم النشر يوم الأحد

28/7/2024

خرج آدم من المرحاض وعينه تحركت بهدوء لتنظر الي تلك النائمة بصمت، ثم اقترب منها بخطوات هادئة حتي وصل للفراش..امال رأسه بخفوت لتتحرك خصلات شعره السوداء المبتله عليها لتعقد حاجبيها بأنزعاج حين نظر لوجهها المبتسم بغباء وهي نائمه.. بينما فمها الصغير مفتوح بخفوت دليل على إثر ارهاقها


اقترب ناحيتها لينحني نحوها مما جعل خصلات شعره السوداء تسقط ناحيه وجهها النائم، رمشت ببطئ بينما شعر لوهله برغبه لتقبيلها.. عينه تحولت عن شفتيها لرقبتها البيضاء.. وسرعان ما اقترب يملاها بقبلاته و

علامات ملكيته عليها.. عقدت حاجبيها بأنزعاج لتفتح عينيها ببطئ شديد.. عينيها كانت بالفعل غائمه و هي تنظر له ثم قالت بدهشة 


= هو ايه اصله ده! انت مش كنت مزعلني وانت اللي مقموص كمان، ومش راضي تكلمني ودلوقتي بتستغل نومي وتبوسني وانا نايمه 


لوي فمه بابتسامة مغرية وهو يعبث بأصابعه بخصلات شعرها وقال بنعومة


= مين قال لك أني مقموص هو انا اقدر ازعل منك، اتضايقت شويه وطلعت غضبي عليكي وبعدين اذا ماكنتيش هتستحمليني مين هيستحملني 


عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً بتعجب وهي تتسائل باستفسار


=ايوه ايه اللي خلاك بقى تغضب وتزعل فجاه وتتقمص كده رغم أننا كنا مبسوطين ايه التحول المفاجئ ده مش عارفه 


توترت تعبيرات وجهه ثم هتف مرددًا بارتباك 


= عادي يعني اتضايقت واحنا طالعين في حد كده خبط فيا، ما انتٍ خدتي بالك وسالتيني الراجل ده قالي ايه؟ تصدقي هو اللي غلطان وبدل ما يتاسف قاوح معايا وصمم ان انا اللي غلطان.. معلش يا حبيبتي حقك عليا.


أسبل عينيه نحوها متابعًا عن قصد عل رسالته تصل إلى مداركها


= ديمه بقولك ايه انا فكرت يعني ان انتٍ بدل ما تعيدي السنه تاني لا قدر الله بسبب مستواكي و غيابك الكتير ايه رايك لو تقدمي منازل و تروحي على الامتحانات بس عشان ما تتعبيش نفسك.


حاولت أن تنسل من أحضانه لكنه أحكم ذراعيه حولها كي لا تفلت منه، انتابها مشاعر متداخلة وهي تدفعه متسائلة بارتباك


= نعم وايه اللي طلعها في دماغك يعني ان اروح على الامتحانات بس، أنا هحاول السنه الجديده ارتب ظروفي والمربيه شالت عني شويه اهي غير البنت اللي انت اتفقت معاها تيجي تنظف البيت كل ثلاث ايام، وبعدين فتره الجامعه دي احسن فتره ليه عاوز تحرمني منها


التفت نحوها بأعينه المزعوجة وقال بغضب مكتوم


= ولا احلي فتره ولا حاجه اكثريه البنات و الشباب بيبقوا مركزين أوي انهم يصاحبوا ده ويخرجوا مع ده، وانا عارف يا حبيبتي ان انتٍ مش كده فيبقى ليه تضيعي وقتك في حاجات هايفه غير المدرسين اصلا مش كلهم بيجي يدرسوا كويس المواد.. لكن في البيت انا مستعد اذاكرلك بنفسي ولا اجيبلك المدرسين لحد عندك وتفهمي منهم اكتر.


استخدمت أقصى قوتها في دفعه من صدره تتحرر منه، ثم اعتدلت في جلستها وعاتبت إياه مرددة بصوت مختنق


= مالك يا ادم ما تخليك صريح معايا! بقيت تعاملني بطريقه غريبه وبحس انك عاوز تفرد رايك عليا طول الوقت و تديني اوامر بلاش ده وما تعمليش ده وانا بحاول على قد ما اقدر اسايس واقول حاضر ونعم بس مش لدرجه تمنعني من دراستي


انقبض قلبه بقوة وتوجس خيفة أن تكون قد فهمت مقصده فهز رأسه هاتفًا بتلهف


=انا ما قلتش بمنعك من دراستك ولا قلت عليكي حاجه وحشه ، انا قلت لك انا عارفك كويس وعارف اخلاقك، بس مش واثق في اللي انتٍ هتقابليهم وما تنسيش يعني ان الشاب بتاع زمان إللي حاول يلعب بيكي انتٍ اتعرفتي عليه وانتٍ بتدرسي برده


توترت أكثر وحاولت أن تفهم ما الذي يجول بخاطره وهي تقول بنبرة مهتزة


= امور الشك دي جديد عليا، ومش فاهمه ليه حسيت الاحساس ده فجاه كده رغم أن وعدتك من قبل ما تتطور علاقتنا ان انا ندمانه وعمري ما هعمل حاجه زي كده تاني! وبحمد ربنا ليل ونهار انه رزقني براجل زيك ولقيت اللي يستر عليا فعمري ما هرجع للموضوع ده تاني.. ما تخافش يا ادم مراتك مش وحشه للدرجه دي ولا هتعمل حاجه زي كده وهي على ذمتك ومعاها اطفال منك .


ابتلع ريقه برهبة ولف ذراعيه حول ظهرها ماسحًا عليه برفق وهو يقول بتوجس 


= ما تقوليش على نفسك كده تاني! انتٍ احلى حاجه حصلت ليا في حياتي وانا ما كنتش اقصد كده من كلامي ولله


لم تستطع حبس عبراتها أكثر من ذلك، فأدمعت عينها وهي تقول بنبرة حزينة


= وانا مش هستناك لما تقصد كده! انا عذراك لاني فاهمه كويس يعني ايه راجل يتجوز بنت ليها علاقات سابقة، عشان كده موافقه على اللي انت عاوزه عشان ما توصلش للدرجه دي وتشك فيا! بس اتمنى افضل أوافق على طلباتك كحب وتقدير ليك ما توصلنيش اوافق عشان ارضيك وخلاص وانا مش مقتنعه. 


شعر بالارتياح لقبولها طلبه فنظر لها ممتنًا و اقترب أكثر وأكثر منها، فقلد أغرته للعودة مجددًا إلى تذوق مذاق الحب من على شفتيها فهو يعيش مشاعرًا لم يختبرها من قبل مع زوجته الراحلة، بدا كالمراهقين بالفعل معها.


وبعد وقت لاحق كان ينام على ظهره وديمة تنام على صدره وانتشرت خصلاتها عليه و كانوا ينظرون الى النافذه والامطار فالخارج، لتقول ديمة بهمس 


= الشتا شكله هيبدأ جامد


التفتت برأسها نحوه لتجد أعينه تقتحم عينيها بقوة وظلت أنظاره مثبتة عليها وهو يميل برأسه نحوها، قائلاً بهمس مثلها 


= مش حاسس بيه


اعتدلت ديمة ونظرت له وهي تقول بهمس مجدداً 


= ليه كده


حاوطها من خصرها مقربًا إياها بقوة إلى صدره هامسًا بعشق 


= وجودك شمس حياتي اللي مستحيل

أبرد بعدها


ردت ديمة عليه مبتسمة وهي تحتضنه 


= أنا بحبك أوي.


أغمضت عينيها وهي تنام عليه مره اخرى في

أمان وصمت تام وصوت الأمطار على النافذه

كان يعزف سيمفونيه خاصه لحياتهم الهادئه

الجميله.. أو إلي حد ما لذلك.


❈-❈-❈


بعد مجهود مضني من منذر بالعمل بشراكتهما قد تطور بالفعل واصبح له اسم كبير بالسوق وافضل شيء فعله انه وافق على تلك الشراكه فمن بعدها تغير الحال تماماً، من حيث حياته الاجتماعيه والماديه وكل شيء.. وها هو  انتقل الى فيلا كبيره اشتراها من مجهوده بالعمل ونجاحه الباهر.


خلال تلك الفترة، قد تغير منذر أيضًا في لغته في الحوار وأخذ دروسًا في اللغات، بما في  اللغة العربية أيضا، ليطور نفسه اكثر كون أصبح رجل أعمال ناجح، و نظرًا لعدم حصوله على شهادة أو إكمال تعليمه حتى النهاية. حتى طريقته في ارتداء الملابس تغيرت تمامًا إلى مظهر جذاب وكلاسيكي، واعتمد علي أحدث صيحات الموضة والزي الرسمي في المناسبات، مثل البدلة. 


انتظر شهر حتى تسترد زوجه صحتها حتى يفعل حفل كبير على شرف ابنته الصغيره (سبوع) احتفال بمولدها، فقد تعلق منذر بالرضيعة تعلقاً شديداً فباتت نسخة مصغرة منه بعيناها الخضراء.. وكان مصمم بأنه لم ينجب غيرها حتى لا يظلمها بيوم ويفرق بينه وبين طفل آخر سواء كان بقصد أو غير قصد لم يجعل احد يعرف ذلك الشعور الذي عاني منه سنوات طويلة وحتى الآن ما زال يوجد أثر لذلك.


بينما كوثر حماته كانت شبه مقيمه معهما في الفيلا، فبعد موت زوجها اتفقوا معها بناتها بأن كل فتره تمكث عند أحد قليلاً حتى لا تظل بمفردها، لكن لم تجد راحتها بأكثر  مكان إلا مع منذر الذي كان يعاملها مثل والدته و أكثر.


وبينما كان هو مندمجاً في التحضير بالحفل 

كانت ضحي تجلس وهي تحمل الصغيره بين ذراعيها و والدتها جانبها، لاحظت تعبيرتها الضائقة لتقول بتوبيخ 


= يا بنت افردي وشك دي منظر واحده مبسوطه انها بقت أم بعد حرمان، ولا واحده فرحانه ان جوزها اشتري ليها فيلا والدنيا بقت ماشيه معاهم كويس.. ولو لسه زعلانه على كلامه اللي قالوا في المستشفى في يا عبيطه قلبه الوش دي مش هتصلح حاجه خدي واحده واحده وهو هيغير كلامه .


هزت رأسها باعتراض وهي ترد بحنق


= منذر مش بيجي بالطريقه دي يا ماما وانا اكتر واحده فاهمه طالما الكلمه طلعت منه يبقى مش هيرجع فيها، ممكن زمان كنت بعرف اثر عليه انما دلوقتي في حاجات كتير اتغيرت مع التغيير اللي بقينا فيه ده.


أصرت والدتها عليها قائله بجدية 


= برده خليكي جنبه وقدري ظروفه واللي هو فيه واللي شافه من اهله، عشان كده خايف  اللي حصل زمان يتكرر مع أولاده، بس انا متاكده مع الوقت هو نفسه هيحن وهيكون نفسه في ولد عشان يورث ويشيل إسمه.


هنا ارتفعت نبره صوتها وقالت بصوت متحشرج اثر خوفها من القادم 


= هو انتٍ واخده بالك أنا بقى عندي كام سنه ٣٩ وخلاص فاضل لي سنه واكمل الاربعين! صحيح مش بحمل الا بحقن مجهري بس انا بفكر في صحتي ومجهودي وهكون وقتها قادره اربي أولادي وانا في السن ده ولا لاء.. وهو يقولي لو جبنه طفل تاني هنعيد اللي انا شفته مع ابويا وامي

الصفحة القادمة