-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 31 - 4 - الثلاثاء 30/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الواحد والثلاثون

4

تم النشر يوم الثلاثاء

30/7/2024

في فيلا منذر، ارتجف قلب ضحي خوفاً مما تراه يوجعها حيث اهتزت المجله التي بين ايديها، كانت تقع عيناها عليه والآلم ينهش روحها انها صور الحفل التي لم يفكر في أخذها معها ليُقابل رغد ويرقص معها ويحضنها والصور خير دليل و الشك ينبض بقلبها وما عساها ان تعيش ألم خيانه فلم يكن بالهين عليها .


يبدو ان التجربه الجديده التي تعيشها هنا ستجعلها تقابل الكثير من ذلك، فاذا ذهبت اليه سيخبرها كالعاده كل مرحله ولها تغيرتها؟ وان هذه صديقته ولم يفعل شيء خاطئ وهكذا..  وهي المغفلة التي يجب عليها ان ترى ذلك و تصمت.. ولا يحق لها ان تعاتب زوجها حتى.


فكرت قليلاً إذا لم يتعالج او تلك التغيرات صدرت قبل شفاؤه! هل سيكون بتلك الثقه ليدخل ذلك العالم ويتعرف على فتاه غيرها! وهو بالسابق كان يخشى ان يقترب من اي فتاه حتى لو بنيه الزواج إلا عندما اوقعها القدر في طريقه.. لكن حقا لا تفهم هل هي  مرحله في حياته وسوف يبحث عن غيرها لأنها لم تعد مناسبة له.. إذن لما طول الوقت يقترب منها ويخبرها بانه يحبها ويريد ان يقضي وقت ممتع معها أكثر، ستجن و لا تفهم سر تغيراته الغريبه تلك.


انتفض جسدها على صوت والدتها وهي تسحب منها المجله وترى ما فيها ثم هتفت بحده


= طب ما بدل العياط مروحتيش ليه مع جوزك يا خيبه حفله زي ديه.. كل ست بتكون متعلقة في دراع جوزها ومبتسبهوش، واللي مش لاقيه راجل تتعلق فيه هتتعلق مع اللي جاي من غير مراته.


والحقيقه التي لا تعلمها أمها ان زوجها هو من لم يدعوها لذلك الحفل، مسحت دموعها بيدها وهي تقول بنبرة حزينه 


= وهو يعني كان عزمني وانا اللي قلت لا! سيبيني في اللي انا فيه بالله عليكي يا ماما

احسن انا ما بقتش فاهمه حاجه، شويه في حضني وشويه في حضن غيري وفي العلني اهو.. والمشكله لو رحت أعاتب هيقولي الكلمتين بتوع كل مره! هو ده العالم الجديد اللي احنا دخلناه ولازم نتاقلم عليه 


زفرت كوثر أنفاسها مقتاً من سلبية ابنتها وقالت بضيق شديد 


= بلاش تبقى خايبة وفتحي عينك كويس حاجه زي كده مش لازم يعزمك عليها بنفسه هو بيحبك ولو قلتيله عاوزه اروح معاك مش هيقول لك لا، افهمي كل ما جوزك بيكبر مرحله الستات حوالي بتكتر اللي طمعانه واللي هتقع في غرامه.   


نظرت لأمها بأسف، هي دومًا تنظر للأمور من نطاق محدود، أخرجت من صدرها تنهيدة أكثر حزنًا وهي تقول 


= هو انا كل ما اشتكيلك منه تقوليلي أنه بيحبني ومستحيل يرفض لي طلب انا بالذات، متهيالك وقلت لك بدل المره عشره منذر اتغير عن زمان..لما بيتقفل علينا باب واحد أنا إللي بتعامل مع شخص تاني . 


لوت كوثر ثغرها للجانب وهي تعاتبها بجفاء


= يا بت ماتبقيش عبيطة.. الرجاله عامله زي الاطفال! في راجل بيجي بالكلمة الحلوة وفيه واحد بيجي بالنظرة.. المهم النظره دي جايه من حد نيته ايه؟ وانتٍ نيتك تحافظي على بيتك وجوزك فشطرتك بقى تسحبي ليكي زي ما إنتٍ عايزة.


اخذت نفسًا عميقًا لتضبط به انفعالاتها المتأثرة خاصة بعد أن لمعت عيناها بالدموع بقوة، بدت نبرتها مهتزة وهي تقول


= ياريت الموضوع سهل زي ما انتٍ فاكره كده

انا بقيت حاسه ان هيدخل عليا في مره ومعاه واحده وهينسى كل اللي عملته معاه زمان، صدقيني منذر اتغير والدليل اللي انتٍ شايفاه وانا في المجله ده عمره ما كان يقدر يرفع عيني في ست، حتى انا خد وقت عقبال ما اتعود عليا التغير المفاجاه ده مخوفني طول الوقت 


هزت رأسها باعتراض ثم ردت عليها باحتجاج ناقم


=وطالما مخوفك نقعد نحط ايدينا على خدنا ونستنى اللي تيجي وتاخد مكانك فعلا ولا نحلها بالعقل، اول حاجه بلاش فعلا تفتحي معاه الموضوع ده طالما عارفه الاجابه وانتٍ اللي هتطلعي غلطانه ومش عارفه تتعودي على الاجواء الجديده وهتطلعي ست ما بتفهميش في الأمور اللي حواليكي انما اللي حوالي هو فاهمين وجاهزين من غير ما يتعبوا ويتعلموا ويفهموا.. نقوم احنا عاملين بقى ايه نحوط عليه وما نخليهوش يشوف غيرك .


تفاجأت ضحي بما رددته، هي تفكر فقط في مسألة رغد المنتهية قبل أن تبدأ، و تفكر ربما من الأساس منذر أفسد فرصتها قبل أن تستمر لكن حديث والدتها جعلها نبذت تلك الفكرة و احتقنت دماؤها واستشاطت نظراتها، ثم ضمت شفتاها ببؤس وهي تقول بنبرة مؤلمة


=هو انا ممكن الاقي غير الزفته اللي اسمها رغد دي اللي طلعلي في البخت انتٍ عماله تتكلمي بصيغه الجمع ليه هو انا ناقصه رعب ده انا واحده بس.. ومجنناني .


هبت واقفة من مكانها لتقبض على ذراعيها، ثم هزتها وهي تهدر فيها بتوبيخ حاد


=مش بقول لك هبله وعبيطه هو انا لسه قايله لك ايه من شويه كل ما جوزك بيكبر مرحله والفلوس تزيد في ايديه الطماعين والحلوين هيكتروا حواليه، و مش بعيد واحده تقع في حبه ولا هو كمان لو فضلتي كده هبله وما تغيرتيش زي ما جوزك اتغير.


أزاحت يدها بعيدًا عنها فلقد تأوهت من قبضتها فوضعت يدها على كتفها لتفركه قليلاً مخففة من حدة الألم، وهي تقول بنبرة ساخرة

بلا مرح


= اتغير ازاي ابقى زيه كده يعني! ارقص مع ناس غرب واتصور وما اعملش اعتبار لي.. على فكره اللي عامله كبير اوي معايا ووجع  كرامتي 


ربعت يديها أمام صدرها وهي تقول بنبرة هادئ بتفكير


=تمام! يبقى زي الشاطره كده تحافظي على جوزك وكرامتك وقلتلك بلاش تفتحيه بحكايه الصور دي وما تبينيش ان انتٍ غيرانه و واحده زي دي هتهز ثقتك.. و اللي هقول لك عليه هتعملي ايه هو انتٍ مش بتحبيه وهتموتي عليه ما تدلعي زي ما الستات بتدلع والبسي احسن منهم كمان.. وافضلي حواليه ما تسيبهوش يبعد عن عينيك الا لما تكوني عارفه بيعمل ايه ومع مين؟ ركزي معاه وخليكي زي ضله، اتصلي كتير بيه بسبب ومن غير سبب وطبي عليه في اي مكان هو فيه وقولي جايه تطمني عليه ولا تشوفي الشركه ومكتبه شكلهم عاملين ازاي او البنت وحشها وتبقى حجتك انك خدتي البنت هناك وتعرفي كل اللي حواليكي أنه راجل متجوز وبيحب مراته و بنته.. هاه كل دي حجج مش ماليه عينك ولا اقول لك تاني؟.. 


أصغت لأمها دون مقاطعة ثم تنهدت ضحي بقوه واردفت بارتباك وخوفاً 


= الموضوع مش كده وبس يا ماما بصراحه انا خايفه من الاجواء والتطورات اللي عماله تحصل حوالينا بسرعه دي وما عنديش الثقه الكبيره او الكافيه أن اعمل كل ده! حتى ان اعمل زي اللي ما عندهاش دم دي وحضنت جوزي ورقصت معاه واتصورت وانا احق من ده لأني مراته.


خرجت أمها عن شعورها، فأمسكت بها من ذراعها مجددًا لتجذبها نحوها، وقالت بعصبية


=خلاص خليكي كده خايفه وما عندكش ثقه واللي عندهم ثقه بيحضنوا جوزك وانتٍ قاعده هنا عليه العوض ربنا يصبرني! مش كنتي هتموتي يا اختي على الجواز يا ريتك ما اتنيلتي طالما طلعتي خيبه كده وهتضيعي جوزك.. خليكي قاعده خايفه تجربي وغيرك جرب وشويه وهتخش متشعبطه في ذراع جوزك وتاخد مكانك، مش انا كنت بقول لك بيحبك وبيسمعلك أهو دلوقتي هتيجي اللي هتركنك علي الرف 


نفضت ضحي يديها الممسكتين بها مبررة بضيق


= ما بلاش بقى تقطيم وكلام يخوف، تعرفي انا دلوقتي جي في بالي ايه منذر الفتره الاخيره طول الوقت بقى مهتم أوي البس إيه قدامه ونقضي وقت مع بعض بس انا ترجمت دي بطريقه تانيه ان يعني عشان الفتره اللي فاتت ما كانش بيعرف يـلمسـ..آآ قصدي ما كانش بيعرف ياخد راحته معايا بسبب مشاكله مع عيلته ولما بعد خد راحته اكتر.. تفتكري ممكن يكون السبب التاني اللي جي في دماغي 


اغتاظت أمها أكثر من طريقتها الضعيفه في التعامل مع الموضوع وقله فهمها، وردت عليها هاتفة بسخط


= تصدقي يا بنت انا مش عارفه حب فيك ايه، طب اراهنك أنه كان بيحاول يلمحلك انك تركزي معاه عشان بدأ يتاثر من اللي حواليه و هو راجل برده راح ولا جه وحتى لو بيحبك برده عينه هتزوغ يا حبيبتي..


اتسعت عيناها بعد تصديق وبدأت تفكر في إمكانية أن يكون منذر قد أعجب بفتاة أخرى وأن لديها مشاعر تجاهه أيضًا، لم تتمكن من السيطرة على غيرتها من هذه الأفكار، انفجرت منفعلة وموضحة بيديها 


= نعم! والمفروض برده اسمع الكلمتين دول وعادي وما عاتبهوش زي موضوع صور المجله هو انا كل حاجه فوق دماغي انا لوحدي ! ما تروحي تنصحي انتٍ كمان بالكلمتين دول وانه ما يبصش بره بيته طالما انا مش مقصره معاه في حاجه، كل ده يعني عشان مشغوله مع البنت ما طبيعي بنتي ومحتاجه رعايه و مش مقتنعه بحكايه واحده تيجي تربيها غيري وانا مستنياها بعد شوقه والمربيه دي كمان لسه مش واثقه فيها دي ما كملتش خمس شهور معانا اسيب بنتي معاها بتاع ايه.


صاحت بها كوثر بنفاذ صبر وهي تلوح بيدها  بتحدٍ


= عشان انتٍ بنتي أنا و لازم انصحك وعمري ما اروح اقوله الكلمتين دول هبقى بنيلها اكتر، اسمعيني يا بنت عشان مش هفضل ارغي كتير وانتٍ دماغك ناشفه اياكي ثم اياكي تواجهي بالكلام ده وانك وصل لك هو عاوز إيه.. لأنه ممكن ينكر.


نظرت لها ابنتها بغرابة وهي مقتطبه الجبين ثم تابعت حديثها الأخري مؤكده بثقه 


= وبالطريقه دي مش هيحاول يوصل لك اي حاجه تاني وهيكون عنده الدافع انه يعمل كده و هيقول لنفسه ما أنا حذرتها وهي اللي عبيطه، يبقي غصب عنك هتسمعي كلامي وهتهتمي بجوزك وتقربي منه وحكايه بنتك والمربيه اللي كل يوم في مشاكل دي ما تخافيش عليها انا موجوده و عيني هتكون عليها وعلى البنت كمان بس انتٍ اتلحلحي يا بتاعه الثقه قبل ما جوزك يروح منك .


بعد استعادتها لتلك الأحداث في عقلها نظرت لها والدتها بإشفاق، فلم يتحمل قلبها رؤيتها هكذا، وعقدت العزم على تيسير السبل من أجل ابنتها كي تحقق مرادها وتحافظ على أسرتها حتى لا تهدم او تكون مثلها منبوذه الحظ لأنها بالسابق لم تجد من يعاونها او يخبرها عن الطريقه الصحيح للتعامل مع زوجها المتوفي.


❈-❈-❈


تحركت بسمه تفتح باب منزلها عندما سمعت صوت الجرس اعتقدت بأنه معاذ حيث كان يخرج بتلك الأيام الأخيرة كثيراً ولا يأتي إلا بالليل، لكن اتسعت عيناها عندما تفاجات بحماتها امامها تطلعت فيها بنظرات مُحتقرة قبل أن تدلف للداخل إلى الصالة حيث يجلس حفيدها أمام التلفاز.. لا تعلم لما توترت بسمه من هيبتها قليلاً وقد ذهبت قوتها التي كانت تحاول اكتسبها امام زوجها الفتره السابقه.


تطلعت نحوه حفيدها، ثم هتفت بجمود وقد ضاقت نظراتها 


= مالك، ادخل جوه لحد ما اتكلم مع والدتك شويه وبعد كده جهز نفسك عشان هتروح معايا تقعد يومين عشان جدك نفسه يشوفك و وحشك  .


نظر الى والدته حتى ياخذ الأذن منها وهي هزت رأسها حتى يدخل بالفعل الى الداخل، 

تقوس فمها للجانب وهي تضيف بشراسة لا تبشر بأي خير


= انا خليت الواد يمشي عشان ما يعرفش فضايح امه واهلها! ولا شكلي كده هعملها قريب عشان يعرف امه على حقيقتها وقد ايه هي واحده خبيثه.. لا برافو عليكى عرفتي ترجعي ليكي ازاي بعد كل المصايب اللي عملتيها .


اجتاح خلاياها غضبًا جمًا من نفس الأسلوب القديم الذي كانت تتخذه معها من قبل لإقناع معاذ بطلاقها، لتردف بحذر


= طنط خلي بالك من كلامك وما تنسيش انك في بيتي 


وقفت مايسة مكانها وهي تستعد مرغ بكرامتها الأرض هاتفه باهانه شديدة 


= اوعي انتٍ اللي تنسي نفسك يا بنت لو كنتي ناسيه افكرك! واحده غيرك ما توريناش وشها وتحمد ربنا ان احنا سايبينها لحد دلوقتي تربي الواد بعد تاريخها المشرف هي واختها! ولو كانت مشيت علي أبني الاهبل اللي بيصدق اي حاجه فمش هتمشي عليا 


عقدت حاجيبها للاعلي بقلق ثم خرج صوتها  المرتجف


= تصدقي ايه انتٍ بتلمحي لايه أصلا 


تشنجت ملامح حماتها للحظات قبل أن تقول بجمود قاسي 


=يصدق انك ام وزوجه مهمله وما تستاهليش فرصه ثانيه، وكنتي بتسيبي إبنك مش عشان تخرجي تتفسحي وتفكي عن نفسك مع واحده صاحبتك ارهنك انك عملتي زي اختك و الحكايه فيها راجل! وانتٍ ست خاينه و كدابه واللي تكدب مره واثنين وثلاثه تعمل اكتر من كده.. و اختك ما طلعتش كده زرع شيطاني هي الوحيده اللي في العيله وانتٍ زيها.. 


لم تتحمل اتهاماتها الشنيعة ضدها وبدأت بسمة تذرف الدموع وهي تقول بانفعال 


= احترمي نفسك واتكلمي معايا كويس انا مش كده، صحيح اختي غلطت غلطه كبيره بس انا الحمد لله متربيه كويس والموت عليا اهون من أني اخون جوزي حتى لو مش باقيه عليه و في بينا مشاكل! ولو مش هفكر فيه 

هفكر في ابني وسمعتي وفي ابويا الله يرحمه.

الصفحة التالية