رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 38 - 1 - الأحد 4/7/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن والثلاثون
1
تم النشر الخميس
4/7/2024
هل أخبروك أني أراك في وجوه الناس
حتى وإن لم يشبهوك...يشبهوك؟؟
هل اخبروك أنك قادر على تشتيت أفكاري دائما؟؟
هل أخبروك
أن الرجال في عيني أنت..وأن القوة في عيني أنت...
وأن الحب والحنان والقسوة والامان وكل شيء ... أنت ؟؟
وإن أخبروك
ياليتهم يخبرووك بأني أهيم بك عشقاً
فكلما أتبع قلبي يدُلني إليك كأنني منكَ
ثم إليكَ ..
وأني أُحبك، كحدسٍ لا يُخطئ ..
حتى جئتك من سبأ بنبأ يقين ..
فلا رسالة تأتي منك تطمئن بها قلبي ..
ولا هدهدٌ يجلب لي نبأً واحداً عنك ..
ولا عفريت من الجن يأتيني بوجهك الجميل ..
قبل أن يرتد إلي طرفي ..
لا أحد في مملكة سبأ كلها يملك عنك معلومةً واحدة ..
أروي بها ظمأ روحي واشتياقي إليك ..
كيف طاوعك قلبك أن تعلقني بك هكذا وتختفي ..
يا ساااااادة ..
كان علينا ان نقتطع من فرح الطفولة ..
زادا .. لبقية .. الطريق ..
❈-❈-❈
قبل عدة ساعات كانت
تغفو بأحضانه يمسد على خصلاتها مرة ويمرر أنامله على وجنتيها مرة أخرى..جذب سجائره وابتسم على كلماتها قبل نومها، فقام بإشعالها ومازالت نظراته عليها، قطع نظراته إليها صوت هاتفها برسالة
-شكرًا ياجنى على قبول الدعوة، اتمنى يكون الورد والهدية عجبوكي ..
هستناكي سعادتي مش هتكمل غير بوجودك، سعيد جدا اني اتعرفت وقربت من بنت رقيقة وجميلة زيك، محظوظ قوي بالشهر دا، اول مرة أقرب من بنت ناعمة كدا، من وقت مالمست ايدك وانا مش على بعضي، يابخت جوزك بيكي.. انا بعد الساعات بسرعة علشان اشوفك تاني، وشكرا على القهوة، لسة حاسس بطعمها
توقف الدم بعروقه، حتى شعر بإنسحاب انفاسه، ابتعد عنها بعدما ألقى سيجارته بالمطفأة، ووضع رأسها على الوسادة، ثم توقف عندما أحس بإرتفاع حرارة جسده، وألم يغزو جسده بالكامل ..نيران محترقة تشعل بصدره حتى شعر بأنه يريد أن يصرخ من أعماق قلبه كالذي داخل قبرًا محطما المكان بأكمله
ركل المقعد بغضب ليهوى بقوة على الأرض، مما جعلها تتململ بنومها
فتحت عيناه مبتسمة
-إنت لسة صاحي ؟!
اقترب منها ونظرات جحيمية يريد إحراقها بها، ثم وضع الهاتف أمام عيناها
-ايه دا ومين ..؟!
نظرت للرسالة بصدمة تبتلع ريقها بصعوبة
جاسر..صفعة قوية على وجهها..
صمتًا مميتًا لكليهما سوى من أنفاسه المرتفعة وكأنها اشواك تخربش رئتيه من شدة ما شعر به من لطمها
طالعها بعينًا مذهولة حينما شعرت وكأن هناك صاعقة صفعتها دون رحمة، وضعت كفيها على وجنتيها ..جاحظت العينين بصدمة وكأنه طعنها بخنجر مسموم ..اكتسح الحزن والألم معًا وجهها ، فانسابت عبراتها تحرق وجنتيها، حاولت السيطرة على ماتشعر به من آلام تبرح جسدها بالكامل نهضت بهدوء تجذب فستانها وترتديه وقف يتأمل شحوبها بأعين دامعه، واحس بلهيب نيران صدره، اقترب بعدما وجدها تحاول غلق سحّاب فستانها وحاول مساعدتها ..التفتت إليه تضع كفيها أمامه دون النظر أو الحديث، كأنها أصيبت بشلل ليتوقف لسانها..تحركت إلى هاتفها ورفعته
-بيجاد ارجع فورًا ..الرحلة خلصت!!
على الجانب الآخر بالفندق الذي يقيم به بيجاد مع عائلته، نهض من مكانه
-فين جاسر كان بيقول هترجعو بعد يومين، ايه القعدة مش عجبتكم
أمسكت حجابها وتابعت حديثها من خلال مكبر الصوت بوجوده:
-معلش كنان وحشني ومش متحملة ابعد عنه، لو سمحت ياريت خلال دقائق تكون هنا انا هستناك برة مكان ماوصلتنا
اتجه بنظره لغنى بريبة متسائلًا:
-تستنيني ليه هو جاسر مش هيرجع معاكي..اقترب منها وحاول الحديث ولكنها ابتعدت بنظرها واجابته
-هو برة معرفش ظروفه بس ابني وحشني ولازم ارجع حالًا ..قالتها وأغلقت الهاتف
توقف أمامها بقلبًا يتمزق مما فعله بها
-"جنى"..احتضن وجهها ولكنها تراجعت للخلف كالملسوعة، هنا شعرت وكأن كفيه نيران تحرق وجنتيها بعدما كانت تشعر حنانًا، ابتعدت مستديرة تجمع أشيائها الخاصة بتلك الحقيبة التي احضرتها ..طالعت المكان بنظرات سريعة بعينان تختلط بدموع القهر بعدما كانت تشعر كطائر يحلق بالسماء، الان أصبحت كطائر ذُبح عنقه دون السماح له بالحرية ..استمعت إلى ذاك ضغط على الزجاجة التي بيديه حتى مزقت أوردته وانسابت دماء من كفيه
توقفت مذهولة تطالعه بعينين تقطر المًا، ولو أحس أحدهم بما تشعر لشعر أنها كالذي بداخل قبر تريد أن تصرخ وتملأ الدنيا صراخًا ولكن كيف وهي التي شعرت بذبحها على يد معشوقها
هوى على المقعد خلفه ينظر لكفه الذي
ينزف دمًا ..وهمس
❈-❈-❈
- ياريتها اتقطعت قبل ماتتمد عليكي، تحركت إليه بجسد فاقد للحياة، وجذبت كفيه تفتحه لتخرج الزجاج من كفيه ومازالت عبراتها تنسدل بصمت ..انتهت لما تفعله، وحذبت وشاحًا صغيرًا تلفه حول كفيه ثم توقفت قائلة:
-متحاولش تستعطفني، علشان اللي قدامك دي موتها مبقاش فيها روح قالتها و
امالت لتحمل حقيبتها أطبق على كتفها بحدة، وهدر بها بعدما عجز بالحديث إليها
-جنى اسمعيني أنا مش بستعطفك ، أنا باخد حقك من ايدي، رفع ذقنها
-أنا اسف صدقيني مكنش قصدي ..نزعت نفسها منه بعنف
-مالكش وقت عندي للكلام، ومش عايزة اسمع حاجة، كان الأولى تسمعني، لكن أنا اللي استاهل علشان دايما بتساهل معاك
-جنى اسمعيني !!
-وأنا بقول مش عايزة اسمع مبتفهمش، جرت حقيبتها وأتت لتفتح الباب استمعت إلى حركة بالخارج، اتجه سريعًا للنافذة ، وجد بعض المرتزق يترجلون من سيارة سوداء، اتجه سريعًا إليها يسحبها من كفيها واردف بنبرة يشوبها الخوف:
-تعالي لازم نمشي من هنا فورًا، جذب كنزته وتحرك متجهًا للخلف وهو يرتدي ثيابه يشير إليها برعب تجلى على ملامحه :
-تليفوني فين..تسائل وهو يلتفت حوله برعب ..تحرك للداخل سريعًا، وهي تطالعه بصمت ..جذب اشيائه سريعًا، يشير إليها:
-سيبي الشنطة دي، بصي شايفة الشباك دا هطلعك عليه، تنزلي على مهلك وتروحي للمكان اللي قولتي عليه لبيجاد، رفعها سريعا
-ياله ياجنى اتحركي بسرعة..هزت رأسها تطالعه بخوف :
-مين الناس دي ياجاسر..جذب مقعد خشبي وفتح النافذة ينظر للخارج بحذر ثم سحب كفيها إليه:
-ياله حبيبي، انا هعطلهم لحد ماتوصلي
لأ لأ ..قالتها بدموع تنساب بقوة، بدأت الاصوات ترتفع بالخارج ..نظر إليها بعجز:
-بتحبيني صح ..لو بتحبيني اثبتي دا ، ياله ياجنى علشان خاطري
اقترب منها وقبلها قبلة سريعة يهمس لها :
-بعشقك ياروح جاسر..يالة اتحركي علشان نرجع لكنان كدا هنموت هنا
بكت بشهقات، وضع كفيه على فمها
-وحياة جاسر عندك لتمشي ياجنى
-مقدرش!! اردفت بها معترضة..نظر لعيناها وتحدث بصوت خافت:
-ابننا هعيش من غيرنا، وحياتي عندك ياجنى وحياتي...استمع لدفع الباب الخارجي ..فطالعها برجاء
-ياله حبيبي علشان ابننا ، انا هلحقك
-اوعدني ..اقترب ينظر لعيناها
-وحياة جنى عندي ..
هبطت سريعًا ثم اغلق النافذة بعدما راقب تحركها بين الأشجار حتى اختفت تمامًا ..امسك جهازه وحاول الاتصال مرار وتكرارًا بالدعم الأقرب له من خلال السفارة، ولكن محاولته باتت بالفشل، اتجه لجواد بعدما فقد الأمل
عند جواد حازم قبل قليل ، يحادث باسم بالهاتف وهو يقود سيارته
-بص ياسيدي الشحنة اتمسكت كما يقول الكتاب، وطبعا دي ضربة معلم في الجول عقبال يارب الأسلحة
على المقابل حدثه باسم بعقلانية:
-خليكم زي ماانتم ياجواد، لازم جاسر يبان أنه لسة في بورسعيد، وانت خد بالك من الخدم حلو الطريقة اللي احنا شغالين بيها
مازال يقود سيارته وتابع حديثه:
-عزيز ملاحق جاسر ياعمو، ساعات بيعجزنا، مش بالع أنه شغال بعيد القضية
-سيبك منه مفيش حاجة تخليه يشك اللي مخوفني شحنة الأدوية الفاسدة اللي صاحبك مسكها بالصدفة وكمان ساومه عليها
تذكر مافعله جاسر ببورسعيد فأطلق ضحكة صاخبة
-اهي دي اللي مجنناني ياعم، الواد زي مايكون القضايا بتجري تحت رجله كل مكان يطلع ببلوة ..قهقه باسم عليه قائلاً:
-بطل قر يالا ، دي ارزاق ياغبي، وصاحبك مرزوق
ظل الأثنين يضحكان إلى أن قاطعه جواد :
-شوفت بيقول ايه..كنت نايم وحلمت وبعدين صحيت لقيت مجرمين بيعزموا عليا اشرب سيجارة
ضحكة صاخبة من باسم حتى أدمعت عيناه ؛:
-ابن خالك فلاتي، مقولتليش ازاي مسك الشحنة دي
تذكر جواد تلك الليلة، خرج جاسر من مركز الشرطة التابع لمحافظة بورسعيد
-لازم اسافر الوادي حالًا، بقيت عامل زي السائح اللي بيزور محافظات مصر ببلاش ..لكمه جواد بضحكة، ثم اتجه لسيارته