-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 38 - 4 - الأحد 4/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثامن والثلاثون

4

تم النشر الخميس

4/7/2024 

❈-❈-❈

رفعت حاجبها الأيسر تطالعه بسخرية:

-فارس أبيه جواد دا وانت قاعد قدامه حبيبي وبتسمع له وهو بيشرح دروسه القيمة

تحرك جواد بعدما سحب كف أخته ودلف للداخل 


رمقها فارس بنظرة هادئة ثم باغتها بسؤال:

-بتحبيه بجد ولا اعجاب!!

نظرت أمامها ثم هزت كتفها قائلة:

-عجبني كريزمته قوي، لكن هو عايش في الماضي

اعتدل يستمع إليها بإهتمام :

-مش فاهم ياهنا، يعني ايه عجبك، وهو عايش في الماضي!!


استدارت بجسدها وتربعت أمامه 

-فارس هو انت قولت حاجة عليا لعمو جواد !!

ابتعد ببصره عنها وأردف:

-هتفرق ؟!


اقتربت منه تدير وجهه إليها :

-لا بسأل بجد، انت فعلا كلمت عمو وقولت عايز تخطبني 

سحب نفسًا طويلا وزفره، ثم اتجه بنظره إليها

-الاول مش عايزك تزعلي من كلامي 

-اللي هو ..احتضن كفيها يمسد عليه 


-اللي هو انك جميلة وحنونة، بلاش تستقلي بنفسك وبتربيتك ياهنا

ضيقت عيناها بذهول تشير لنفسها 

-أنا!!..نظر لعيناها وتابع مسترسلًا حديثه:

-هنا أنتِ عايزة اكتر من انك تروحي تقولي لشاب انك معجبة بيه ، عارفة معني اللي عملتيه ايه، اول حاجة انك نزلتي بتربيتك مهما كان الشخص دا قريب منك، لكن أنتِ بنت ومعروف في دينا بحياء البنت، إنما إنتِ ماشاء الله مفيش حياء خالص 


-مبقاش الكلام اللي بتقول عليه دا يافارس..رمقها بنظرة كلطلقة نارية 

-الدين دين ياباشمهندسة في عصر، احنا ممكن نكون بعدنا أو نقدر نقول طورنا شوية في معتقداتنا في بعض الاشياء إلا في الحلال والحرام، الفرق بين البنت والولد، راجعي نفسك ياهنا خليكي عزيزة بلاش تخلي اللي قدامك مستقل بيكي 


-لما شايفني كدا ليه روحت قولت لعمو جواد انك عايز تخطبني 

-كنت!!..قالها بصوت مرتفع، لم يرحمها بصفعات كلماته وأكمل استرسال حديثه:

-رجعت ومكنش باقي في العيلة غيرك، فكرت في ام لأولادي قبل الجمال والرفاهية، قولت انك متربية قدام عيوني، وبما انك بنت عمي فأنا أولى بيكي، حبيت اخد رأي عمو جواد الاول، رغم أنه رفض التدخل وقالي، شوف البنت الأول ، لكن حبيت اسأل عمو بخبرته وللأسف مااستفدتش منه حاجة ، لحد ماجيتي وركبتي معايا وقولتي دون حياء وكأنك بتشربي حاجة ساقعة إنك بتحبيه وهو رافض 


نهض من مكانه بعدما نفض ثيابه 

-المهم عايز اقولك كلامي مع عمي جواد كان مجرد اقتراح وترشيح مش أكتر، لكن بدل جواد عاجبك مبروك، انحنى بجسده :

-لو بتحبيه خليه هو اللي يجري وراكي بعقل البنت المتربية في حي الألفي رغم اشك انك اتربيت هنا اصلًا 


اتمنى متزعليش من كلامي انا بعزك وحياة ربنا وكان لازم افوقك، ياله قومي من البرد تصبحي على خير...قالها بعدما حمل جهازه الالكتروني "اللاب توب" وتحرك للداخل ..بالشرفة كانت هناك نظرات نارية مصوبة اليها، دلف إلى غرفته مرة أخرى يعاتب نفسه

-إنت وعدت نفسك انك مستحيل تفكر في حد في العيلة دي، رجعت تاني ليه 

حتة عيلة تلعب بيك، ارجع خصلاته للخلف بعنف بحركة تنم عن غضبه ثم ألقى نفسه فوق الفراش ، يسحب هاتفه يحاكي جاسر ولكن هاتفه مازال مغلقا


عند جاسر وجنى 

وصلا للأراضي المصرية ، اتجه لسيارته بجراج المطار، بعدما ودع غنى وبيجاد، استقل السيارة بجوارها يطالعها للحظات بصمت ثم تنهد وهتف بنبرة حزينة:

-جنى هتفضلي ساكتة كدا!!

رجعت بجسدها للخلف واغمضت عيناها لتقطع أي حديث بينهما 

قاد السيارة دون حديث آخر متجهًا لمنزله ، يرمقها من فترة للأخر حتى توقفت السيارة أمام منزله :


نظرت حولها بعدما توقفت السيارة وأغُلقت البوابة الالكترونية، اتجهت ببصرها إليه :

-جيبنا هنا ليه، عايزة اروح لابني، رجعني حي الألفي مش عايزة اكون هنا..ترجل من السيارة متجهًا إليها وقام بفتح باب السيارة، وقام بسحبها من رسغها 

-انزلي حبيبتي مينفعش نرجع دلوقتي ، الكل نايم، غير انا قولت لماما هنرجع بعد يومين هتقلق لما تشوفنا رجعنا تاني 

نزعت كفيها منه وهدرت به، كفى لقد طفح بها الكيل:

-ماليش دعوة هتفكر ايه، عايزة ارجع البيت مش عايزة أفضل هنا 


جذبها من ذراعها وتحرك للداخل دون حديث:

-متعليش صوتك، قولت الصبح يبقى الصبح، ياله علشان متغباش عليكِ

-ايه هتكمل ضرب فيا ياحضرة الظابط:

تجمد بمكانه ثم استدار إليها وانتفض جسده من كلماتها:

-جنى قولت لك مكنش قصدي، غصب عني ..تحركت للداخل دون حديث 

-مش عايزة مبررات ياحضرة الظابط، كالعادة عندك الف سبب وانا الهبلة اللي بسامح 

جذبها بقوة حتى ارضطدمت بصدره، ثم لف ذراعيه حول جسدها :

-آسف ..عارف غلطت ، والله أنا اتفاجأت زيك كدا، رفع كفيه وقام بنزع حجابها من فوق كفيه

-لو عايزة تقطعيها اقطعيها..رفع ذقنها بإبهامه ونظر بداخل عيناها


-طيب قوليلي اعمل ايه وأنا مجنون بيكي، ازاي اتحمل الكلام دا، واحد باعت بيقول لمسة ايدك، رفع كفيها يتحسس أناملها ينظر إليهم 

-أزاي قدرتي تخلي شخص غيري يمسك ايدك، رفع نظره مرة أخرى وتعمق بعيناها يسبح بخط الدموع الذي ظهر بها ، لانت ملامحها سوى من ذاك الحزن الذي تجلى بعيناها

عانقها  برماديته، فانسابت عبرة غائرة عبر وجنتيه ، مما جعل قلبه ينبض بعنف كلما تخيل جلوسها مع ذاك الشخص: 

-شرب معاكي قهوة ياجنى، قهوتك لسة طعمها في بوقه ..هنا انهار كيانه، وقد نجحت بإيصاله لذاك الشعور الذي جعل انكساره تجلى على ملامحه، فشعرت برجفة بسائر عمودها الفقري وخاصة حينما انحنى يحتضن وجهها 

يطبع قبلة حارة على جبينها..


واستدار يواليها ظهره متحركًا للأعلى بعدما أردف بنبرة منكسرة:

- عارف اذيتك كتير، وتعبتك بس دا من حبي فيكي، ومش هتغير ياجنى هفضل زي ماانا "..توقف على الدرج 

-مش هتنازل عن غيرتي مهما حاولتي 


ظلت بمكانها تطالع تحركه للأعلى ثم جلست على الأريكة تحتضن وجهها وتبكي بصمت


بعد فترة صعدت لغرفتهما، اتجهت إلى المرحاض بعدما وجدته يجلس بالشرفة، دلفت إلى الحمام  لتنعش نفسها بحمامًا دافئًا،  انتهت بعد قليل متحركة إلى فراشها تستلقي عليه نظرت بساعتها فتبقى القليل على آذان الفجر، نهضت من مكانها واتجهت تبحث عن اسدالها لكي تقيم فرض ربها الذي تناسته بكثرة مامرت بيه اليوم


ظلت على مصلياتها لبعض الوقت تدعو ربها بعد صلاتها حتى غفت فوقها دون إرداة منها  


ذهبت بأحلامها 

"خرجت تصرخ بفستانها الابيض تركض خلف ذاك الجثمان الذي يحمل على الاعناق، ظلت تصرخ وتصرخ، حتى سقطت على ركبتيها وصرخاتها مازالت بالارتفاع ورغم صوتها المرتفع ولكن لم يلتفت إليها احد، اختنق صوتها تحاول أن تخرجه تحاول تنزل دموعها ولكن عبراتها أبية عن النزول، صرخة عالية حتى شعرت بإنقطاع احبالها الصوتية باسم زوجها لعل أحدهم يشعر بها ولكنها كالذي يدفن في قبر ولا يستمع إليها احدا، هبت من نومها تصرخ باسمه ليهب من مكانه  راكضًا إليها يجلس أمامها :

-جنى مالك فيه ايه؟!

نظرت حولها بذهول لتجد نفسها بغرفتها ومازالت بإسدالها ، رفعت عيناها الباكية إليه تسائله بصوت متقطع :

-إنت كويس..رفعها من فوق الأرض بعدما أيقن بنومها ثم اتجه إلى الفراش 

يضعها بهدوء كأنها اغلى الماسات لديه، مسد على خصلاتها يهمس بصوته الحنون: 

-نامي ياقلبي، شكلك كنتي بتحلمي 

أغمضت عيناها بعدما شعرت بإرهاقها تهمس له 

-لما الفجر يدن صحيني ..جلس بجوارها ومازالت أنامله تخلل خصلاتها ، حرك أنامله على وجهها الجميل ثم انحنى بعدما فقد سيطرته ليقتطف تلك الكريزة التي يعتبرها ملاذه للحياة بعد رحلة تعب شاقة 


فتحت عينيها تنظر لداخل عيناه بصمت، لم يتحدث ولكنه نهض متجهًا للمرحاض ليتجهز لصلاة الفجر، اعتدلت تستغفر ربها وتردد دعواتها ليزيل الله هم وحزن قلبها 



الصفحة التالية