رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 38 - 5 - الأحد 4/7/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثامن والثلاثون
5
تم النشر الخميس
4/7/2024
❈-❈-❈
بعد عدة ساعات بحي الألفي، وخاصة على طاولة الافطار، جلس الجميع بجو من البهجة لتجمعهم العائلي فاليوم هو يوم الجمعة
حمحم سيف وبدأ حديثه ليصمت الجميع للاستماع إليه
-"علي" خطيب "سنا" كلمني ياجواد وعايز يتمم الدخلة أول الشهر ايه رأيك
أشار إلى صهيب وحازم
-لو اخواتك موافقين وشايف ظروفك تسمح معنديش مانع، انا شايف أننا اتأخرنا فعلا على الفرح ..هز صهيب رأسه ووافق جواد رأيه
-خلاص ياحبيبي على خيرة الله، ربنا يسعدهم ..ثم اتجه بنظره الى جواد حازم وعز
-شوفوا العروسة لو نقصها حاجة ياجواد ..اومأ برأسه دون حديث
وصلت غزل وهي تحمل كنان الذي ارتفع بكاؤه ..نهض صهيب من مكانه بعدما لاحظ على زوجته التعب قائلًا :
-هاتيه ياغزل..ناولته إياه ثم تحدثت:
-الواد حاسس ان أمه مش موجودة مش مبطل بُكى ..
-ليه هو جاسر لسة ماوصلش، تسائل بها جواد حازم مما جعل جواد يرفع عينيه مردفًا بتساؤل:
-جاسر مش هنا، انت متعرفش ولا إيه ، قالها وهو يلوك طعامه بهدوء وعيناه تخترقه كالصقر، ثم تابع متسائلاً:
-ايه اخبار قضية بورسعيد..حمحم حازم :
-جواد لو سمحت بلاش كلام في الشغل النهاردة ، افصل يابني ايه متعرفش
نهضت ربى بعدما استمعت الى رنين هاتفها
-أيوة حبيبتي..تحركت لتحاكي اختها
بالإسكندرية وخاصة بفيلا بيجاد المنشاوي، قبل قليل ..استيقظت على بكاء طفلتها ، نهضت من مكانها
-حبيبة مامي اشش اهدي ياقلبي، اتجهت ببصرها إلى مربيتها
-البنت بتعيط ليه؟!
-والله يامدام غيرت لها واكلتها، بس شكلها موجوعة من حاجة، ضمتها لأحضانها وتحركت للخارج تهدهد لها بصوتها الحنون
-حبيبة مامي اهدي ياقلبي، وقامت بإطعامها وهي تمسد على خصلاتها الحريرية، بعدما أعطت لها بعض أنواع الأدوية لتهدئة نوبة آلام انتفاخها
جذبت هاتفها تنظر بساعته ثم اتجهت لتحاكي اختها :
-عاملة ايه ياقلبي ..تحركت ربى لغرفتها وهي تجيبها
-كويسة الحمد لله ، وحشاني ياغنى
-آسفة والله ياروبي عارفة طنط نغم مسافرة ومفيش حد مع مالك وحمزة، لقيتها مش كويسة لو جيت عندكم وسبتهم ..وعد ماما نغم ترجع وهجي شهرين كمان، لانكم وحشتوني جدا
ضحكت ربى واجابتها :
-كدا كدا هتيجي؛ علشان فرح سنا أول الشهر ..ابتسمت غنى بحبور
-ربنا يسعدها ..المهم نسيت أسألك
-هو جاسر وجنى اتخانقوا في الرحلة ولا ايه
-اتخانقوا، ليه بيجاد كلمك!!
وضعت غنى ابنتها على فراشها وتابعت حديثها مع اختها:
-لا احنا كنا معاهم، وفجأة جنى اتصلت وقالت عايزة ترجع علشان الولد
-لا ..اهدي كدا وفهميني، انا مش فاهمة، جاسر وجنى مش موجودين
بمنزل جاسر
فتحت عيناها بتثاقل، شعرت بثقل فوق ساقيها، فتحت عيناها كاملة وجدت نفسها محاصرة بأحضانه، رفعت ذراعيه من فوقها بهدوء ثم حررت نفسها من بين قبضته، شعر بها ورغم استياقظه إلا أنه صار كما هو..تراجعت بجسدها ترجع خصلاتها للخلف تطالع نومه الهادئ لفترة، رفعت كفيها لتضعها على خصلاته كما تعودت كل صباح ولكن تراجعت بعدما تذكرت مافعله بها ..اتجهت بنظرها لهاتفها وسحبته بعدما ارتدت روبها الثقيل وتحركت لشرفة غرفتها
-ممكن اعرف ايه الرسالة اللي بعتها دي، انت ازاي تسمح لنفسك يااستاذ تبعت لواحدة متجوزة رسالة زي دي
حاول يزن الحديث ولكن ارتفع صوتها
-ياريت تحترم نفسك بعد كدا مش معنى تبقى ذبون عندي تنسى نفسك، وعايزة أوضح لحضرتك حاجة الورد اللي حضرتك بعته رميته في الزبالة حتى مسمحتش ادخله بيت جوزي، واياك ثم اياك تتصل أو اشوف وشك تاني والرقم دا تنساه، ولو فعلا راجل قرب مني تاني ..فكرتك محترم ..لكن للأسف طلعت انسان قذر..قالتها ثم أغلقت الهاتف
جلس على الفراش يستمع إلى حديثها الذي غلى الدم بعرقه كالمرجل الذي جف مائه ..مما جعله اخرج الوحش الضاري بداخله فنهض وتناسى ما فعله بها واتجه يفتح النافذة بغضب وعيون نارية يجذب منها الهاتف ويلقيه: بغضب بالجدار واستدار يهزها بعنف
-إنت ايه ، ليه مصرة تخرجي شيطاني ، ازاي تتصلي بواحد قذر زي دا، ايه مش متجوزة راجل يامدام
تحركت دون أن تعريه اهمية، فجذبها بعنف متجها إلى غرفة الملابس
-البسي يالا ارجعك بدل مانندم احنا الاتنين ..نزعت نفسها تشير إليه بغضب
-ماتلمسنيش، سمعتني اياك تلمسني ..قالتها واتجهت تجذب ثيابها وتحركت تغلق باب الغرفة بوجه لتبدل ثيابها ..توقف ينظر للباب بحزن، لم يستطع الصمود أمام حزنها، دفع الباب ودلف إليها وجدها تقوم بنزع ثيابها، صرخت به بنبرة صوتها الباكي ...وصل إليها بخطوة يضمها لأحضانه
-آسف اسف، عارف انا غبي ومتسرع، جنى ..قالها بنبرة متألمة
-ليه مُصر اني اكرهك ياجاسر، بتعمل كدا علشان اكرهك مبقتش متحمل حبي ، وضع كفه على فمها، بعدما عجز عن صمتها بطريقته وانحنى يهمس لها وهو يجذبها بقوة لأحضانه:
-جنى اسكتي، ايه اللي بتقوليه دا، انا جوايا نار تحرق العالم كله، ليه مش حاسة بحبيبك لدرجة دي شايفة كدا، ليه مش شايفة بغير عليك بجنون
نزعت نفسها وتحولت كعدوة لما شعرت به من الآلام قلبها
-دا مرض مش غيرة ، انت مريض وعايز تتعالج ياجاسر
دارت حول نفسها وبدأت تهذي بجنون
-ايه عايز تقنعني أن دا حب، حب ايه اللي يوصل إنك تشك فيا
اقتربت ترمقه بنظرات نارية :
-ايه مصدوم، قولي قدمت لي ايه غير الوجع واني ارضخ لقرارات حضرة الظابط ، بتحاول تضغط عليا علشان عارف ومتأكد اني بحبك،
اقتربت تدفعه بقوة بصدره وهدرت بتوبيخ:
-اه للاسف بحبك بغباء ، بحبك بهبل بنت هبلة ملقتش غير واحد مغرور تحبه، اقترب يطبق على ذراعيها وحاول أن يهدأ من غضبه فسحب نفسًا وهتف بصوتًا جعله هادئًا:
-جنى بلاش تتكلمي وانتِ مضايقة مني، علشان متغلطيش، اهدي وبعدين نتكلم
تراجعت بجسدها واطلقت ضحكة صاخبه بطعم مرار قلبها:
-شوف ازاي، أيوة صح أما ماليش اغلط في الباشا، إنما الباشا له كل الحق أنه يغلط ويدوس عليا، له حق أنه يدمر مستقبلي وحياتي، اقتربت وغرزت عيناها بمقلتيه:
-له حق أنه يعامل مراته على أنها واحدة خائنة
-اخرصي ...قالها وهو يرفع يديه للأعلى ليلطمها على وجهها مرة اخرى ولكنه كورها بالهواء وهو يجز على أسنانه ..
برقت عيناها وكأن صاعقة صافعتها للمرة الألف، حتى شعرت بفوهة بركانية تحت اقدامها، لتحمر عيناها التي تكومت بها سحب ممزوجة بالغضب والحزن بآن واحد
تراجعت بقلب فاض به الألم والغضب والحزن لتقطر دمعات عيناها رغمًا عنها ثم أشارت ليديه وصرخت بهياج:
-كمل ايه لتكونش مش واخد على كدا، كمل ماانا بقيت الحيطة الواطية اللي تخرج غضبك فيها ..
هوت على المقعد بعدما ضعف جسدها وخارت قواها ورددت بقلب ممزق كالمطعون بخيبة الألم من عشقها الضاري له، لتقص له مدى معاناتها دون النظر إليه
- عايز تضربني تاني ياجاسر، لدرجة دي بقيت مش قادر تتحكم في غضبك،
بتضربني !!
رفعت عيناها وتقابلت بعيناه الحزينة، تهز أكتافها لأعلى
- عملت ايه لدا كله يابن عمي، ايه شايف حبي مش مكفيك ولا مش واثق في بنت عمك ..اقترب منها وأشار بسبباته محذرًا إياها:
-اسكتي ياجنى بدل ماازعلك
-تزعلني!!..ليه هو حضرة الظابط مش واخد باله أنه كسرني
جلس أمامها واحتوى وجهها وبنبرة جياشة وعينا تقطر اسفًا:
-بعض الشر عليكي حبيبتى من الكسرة، مش قصدي نوصل لكدا، لف ذراعيها يحتويها بين أحضانه
-سامحيني عندك بفقد عقلي ياجنى،
رفع رأسها يعانق عيناها كعناق ذراعيها بجسدها
-لو شايفة دا غرور ومرض زي ماقولتي انا موافق، جنى أنتِ مش مجرد حبيبة، أنتِ عشق اندفن جوايا لسنين واتحملت كتير، لو بأيدي اخبيكي جوا صدري مش هتأخر
شهقة خرجت من فمها تبتعد عنه
-سبيني لو سمحت ياجاسر، عايزة افضل لوحدي، بلاش نتكلم دلوقتي انا زعلانة ومقهورة منك..نهضت من مكانها تشير إليه للخارج بعدما أزالت عبراتها
-اطلع عايزة اغير هدومي، لازم نرجع حي الألفي
مساء اليوم بمدينة العريش
دلف أحد العساكر يؤدي تحيته العسكرية:
-فيه هجوم يافندم على بعض المناطق الحدودية، هب ياسين فزعًا من مكانه
-الهجوم فين بالظبط
-اخبره العسكري بأحد النقاط التي تم الهجوم عليها، انتفض مهرولا للخارج بعدما علم أنها وحدة كريم، استدعاء للجميع لتمركز بأماكنهم ..واتجه إلى جهازه اللاسلكي لاخبار قادته والاطمئنان على كريم ولكن لا يوجد خبر ..استنفار جوي بعد الهجوم الغاشم على بعض وحدات الجيش، ويوجد الكثير من الشهداء
بحي الألفي
كان جواد يعمل على جهازه كعادته، استمع الى طرقات على باب غرفة مكتبه، دلف جاسر مطأطأ الرأس بعد السماح له بالدخول..رفع عيناه من فوق الجهاز، وأشار إليه بالجلوس قائلًا:
-لحظة يابابا وهكون معاك
جلس مستندًا بجسده على المقعد وأطبق على جفنه ..أنهى مايفعله ثم اغلق الجهاز بدخول غزل بقهوته
-القهوة ياابو جاسر، عملتها باللبن ومش عايزة اعتراض ..
كانت نظراته تحاصر ابنه، علم من ملامحه وجود مشكله تواجهه، أشار إلى غزل بالخروج، ولكنها جذبت المقعد وجلست بمقابلة ابنها
-حبيبي جيت وقولت تعبان ومردتش تقول رجعت بدري ليه، انت مكنتش قايل هتقعد يومين مع مراتك ايه اللي حصل
اتجه ببصره لوالده وأجابها مرددًا
-هجم علينا مرتزقة، وخلصنا من تحت ايدهم بالعافية
شهقة قوية خرجت من فم غزل قائلة:
-بتقول ايه ياجاسر!! ..مرتزقة يابني فين عقلك اي اللي يخليك تروح مكان بعيد عن الأمن
رفع كفيه يخلل أنامله بخصلاته بغضب
-اهو اللي حصل ياماما، بيجاد اللي حجزه، مكنش يعرف اصلا، الحمد لله اننا رجعنا، كنتوا زمانكم بتترحموا علينا
-بعيد الشر عنك ياروح ماما ، ليه يابني على طول واجع قلبي كدا، علشان كدا جنى حابسة نفسها ومش عايزة تتكلم مع حد، دا حتى عاليا راحت لها وحاولت تكلمها رفضت، تلاقيها مش قادرة تستوعب اللي حصل لها
رفع جواد فنجان قهوته وارتشف بعضها :
-إنت عارف كان ممكن يحصل ايه ياحضرة الظابط لو وقعت في ايدهم :
سحب نفسا وطرده قائلًا:
-عارف يابابا، عارف ومتأكد كمان، انا هربتها وللاسف الغابة كانت كبيرة وتاهت فيها ومعرفتش ترجع لبيجاد، لحد ماقدرت اتخلص منهم، بس طبعا عاشت رعب
-حبيبتي يابنتي، وانا بقول البنت راجعة مش على بعضها ليه، دي كانت ممكن تموت بسكتة قلبية، اتجهت ببصرها لابنها
-غابة ياجاسر، دا الغابات يابني كلها حيوانات مفترسة
جذب فنجان والده قائلًا بمزاح حتى يخرجهم من حدة الموقف
-حضرتك اللي بيشرب لوحده بيزور، وانا نفسي فيه، قالها وهو يرتشف منه بعض الرشفات ثم أجاب والدته:
-الغابة دي غابة أشجار زينة ياماما، مفيهاش حيوانات، المكان دا معمول لشهر العسل بس طبعا فيه جزء منه بالقرب من البحر، وبعض الاماكن مفيش أمن كافي زي المكان اللي كنا فيه
-حمدالله على سلامتكم، لكن بعد كدا لازم انت تراجع محدش غيرك، بيجاد مش شغله دا، وارجع اقول أن المكان مفهوش حاجة ممكن يكون أول مرة تحصل بالغلط، اتجه بنظره الى غزل
-المكان دا رحناه كذا مرة، بس نصيبهم حلو تلاقي حضرة الظابط مديون بحاجة فربنا خلص منه، مش صعبان عليا غير البت اللي فوق ..قومي روحي اطمني عليها