-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 39 - 4 - السبت 6/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل التاسع والثلاثون

4

تم النشر السبت

6/7/2024 

❈-❈-❈

توقفت تزيل دموعها ونظرت إليه بجفاء:

-نعم ..اقترب منها يتفحصها بنظراته ثم أردف :

-جهزي نفسك علشان هنسافر بورسعيد 


طالعته بذهول واردفت قائلة:

-أنا مش مسافرة مع حضرتك انا حياتي هنا مع ماما وبس، قالتها وتحركت من أمامه سريعا ..أوقفها عزيز الذي ترجل من سيارته واستمع إلى حديثها:

-استني عندك يابت ..استدارت له وعقدت ذراعيها فوق صدرها قائلة:

-اسمي سمر مش بت يا استاذ عزيز 

اقترب منها يحدجها بنظرات نارية، ثم جذبها من رسغها بقوة:

-عايزة توصلي لايه يابت، بابا قالك اجهزي، يبقى تجهزي من غير كلام كتير 

استدارت وتحركت سريعًا للداخل دون رد ..اتجه بنظره لوالده 

-خالو بيقولك حضر لمؤتمر  هنا علشان ترجع ترشح نفسك لمجلس الشعب، لازم ترجع تاني


دلف إلى المنزل واجابه: 

-تفتكر هنجح ..ضحك عزيز قائلاً 

-الورق ورقنا ياباشا 


بسويسرا داخل منزل بيجاد الألفي 

كانت تهرول خلف طلفها المشاغب 

-قصي تعالى هنا ..اسرع الطفل وهو يطلق ضحكاته الطفولية..استمعت إلى دلوف زوجها وهو يتحدث إلى الخادمة بالكنة الانجليزيه ويعطيها حقيبته، هرول الطفل إليه :

-بابي ..انحنى بيجاد يحمله يرفعه بالهواء بابتسامته ..عقدت ذراعيها وتصنعت الحزن ..اقترب بيجاد يجذب رأسها ثم طبع قبلة فوقها :

-حبيبتي زعلانة ليه ؟!

أشارت إلى ابنها :

-ابنك بقى صعب طول اليوم لعب مفيش اكل وكمان مدربه بيشتكي منه 

طبع قبلة على وجنتيه يغمز له 

-دا كله منك ياصغنون..ضحك الطفل وهز كتفه لوالده :

-قول لمامي قصي يحب مدرب لا

جلس على الأريكة وقهقه عليه ثم اتجه بنظره لوالدته 

-قصي يحب مدرب لا ياماما..ابتسمت متحركة إلى المطبخ تنادي على الخادمة: 

-جهزي الغدا واطلعي لنانا فوق خليها تجهز "تيا" وتنزل بيها 

-حاضر مدام ..قالتها الخادمة بطاعة 


استمعت الى رنين هاتفها فأسرعت إليه

-أكيد بابي 

بسيارة جاسر قبل قليل 

-أنا خلصت المهمة يافندم بالوادي، كل الأجهزة هنا شغالة ومن غير ماحد يكتشفها، وكمان جهاز تتبع في عربية عزيز ونعمان ..هادي ماحطلوش حاجة علشان مش مهم قوي 

اجابه باسم متنهدًا :

-برافو جاسر..كنت عارف ومتأكد إنك قدها، قاطعه باسم 

-فيه ملحوظة دلوقتي 

الدكتور اللي المفروض انا مكانه حاليا، دا هيفضل عندكم ولا هيخرج، لحد دلوقتي وعزيز مفكر أن غريب اللي صاحبه باعته هو اللي موجود، ودلوقتي عزيز في الوادي المفروض هيحصل لقاء ..ايه الخطوة اللي حضراتكم هتخدوها لحد ميعاد التسليم 

نقر باسم على مكتبه واجابه: 

-دي عاملين حسابها، عزيز ونعمان هيرجعوا بورسعيد النهاردة بعد ما يعرفوا اللي حصل ليزن العابدين 

توقف مصطدم بسيارته وارتفعت أنفاسه :

-الحقير دا عمل ايه تاني ؟!

تفتكر كان هيسكت بعد اللي حضرتك عملته، قدم فيك بلاغ، بس راكان البنداري لبسه مليون تهمة ورماه في السجن وطبعا بعد ما يعرفوا هيتجننوا وخصوصا المعرض اللي حضرتك ولعت فيه، انت مجنون يابني، رايح تولع للراجل في معرضه 

اكمل قيادة سيارته وتحدث متهكمًا

-اقسم بالله ومستعد اولع فيه شخصيا، أنا مجنون واعملها، توقف عن الحديث متسائلًا:

-ليه راكان عمل ايه؟!

-اوووه لا دا الراجل خبيرر ومُز كبير قوي وصاحبك عرف يعلم عليه كويس، انت تايه عن راكان 

تنهد مبتسما ثم تحدث:

-برافو راكي، لازم أزوره بهدية ..قهقه باسم ثم تحدث بجدية:

-جاسر تفتكر اللي عملته هينفعنا 

ابتسامة ساخرة تجلت على شفتيه 

-اسمع اللي باعته ياباشا وحضرتك تعرف ..قالها ثم اغلق الهاتف :

تحرك بالسيارة لبعض الوقت ثم قام بمهاتفة أخته:

-غنون حبيبي عاملة إيه 

أجابته باشتياق ونبرة حزينة :

-كدا ياجاسر، ينفع اسافر من غير ماتودعني، وكمان جاي تكلمني بعدها باسبوعين 

-آسف ياغنون، مبحبش الوداع، غير كان عندي شغل مهم ومعرفتش انزل حبيبتي..بدا على وجهها الحزن الذي ظهر بنبرة صوتها :

-وحشتوني قوي ياجاسر 

تفاقم الحزن بداخله على نبرتها واشتياقها الحزين ثم أجابها بنبرة لدعمها :

-حبيبتي كلها كام يوم وتنزلي، اكيد هتنزلوا في رأس السنة، المعروف عمو ريان مبيحبش ولاده يكونوا بعيد عنه الليلة دي، فأكيد هتنزلوا، وبعدين دا كلها اسبوعين ياغنون ايه يالطفلة دا أنتِ في اسكندرية كنتِ بتيجي كل كام شهر ..رفع هاتفه عندما شعر بشيئا ..ابتسامة لاعوب على وجهه، فكأن كل مايخطط له سيتحقق ، انتبه لحديث أخته :

-يعني هتحتفلوا ولا زي كل سنة بابا يطلع لنا بحلال وحرام 

ضحك عليها واردف:

-لا السنادي هننزل اسكندرية ونحتفل كلنا عند ريان باشا، جنى بتحب اسكندرية في الشتا، وطبعا لازم ننزل علشان جنجون ..

-أيوة ياعم حد قد جنجون ودلعها، أكمل حديثه على طريقته حتى انتهى من مكالمته وهو يردد لنفسه

-اغبية ..بس ازاي يتجسسوا على تليفوني، نظر لهاتفه الآخر وحمد ربه أنه لم يستخدم ذاك الخط ..فرفعه وقام بمهاتفة جواد منه 


بجروب آل الألفي 

على طاولة الاجتماعات توقف أوس أمام الشاشة :

-دا منتجع سياحي ، بس بطريقتنا 

نظر الجالسون للشاشة بتركيز وتسائل 

أحدهم: 

-أزاي بطريقتنا ..اجابه أوس 

-هيكون عبارة عن قرى منفصلة خاصة، فيه رجال أعمال محترمين بيحبوا الحاجات الخاصة لأنفسهم مع شوية حاجات مختلفة، يعني مثلا كام متجر بأسعار تسويقية، مسجد بين القرى ، قاعات مختلفة للمناسبات ..ظل يشير إلى الشاشة ويشرح مايريدونه إلى قطع عز حديث أوس يشير لتلك المهندسة :

-الباشمهندسة نجلا هتكون مسؤلة عن التصميم ، وكمان تعمل دراسة تفصيلية لاقتناع 

اتجهت بنظرها إلى عز مذهولة، وأشارت على نفسها بذهول:

-أنا !!... ابتسامة خبيثة يشير إليها 

-اتفضلي ياباشمهندسة، عايزين اقتراحات ..قالها حتى توقفت واتجهت إلى الشاشة متعثرة، لحظات حتى سيطرت على نوبة الخوف ، ثم أشارت إلى الشاشة وبدأت بتخبط حديثها 

ظل عز يخترقها بنظراته إلى أن انتهت، فصفق إليها ونهض من مكانه 

-خلاص ياجماعة الباشمهندسة ارائها مقبولة هتعمل دراسة جدوى، وهتناقش مهندسة التصميم..ثم استأنف حديثه حتى لا يوجد وقت للاعتراض..

- الاجتماع القادم كل حاجة هتكون جاهزة..أشار بيديه للخروج قائلًا:

-الاجتماع انتهى ..بعد دقائق خرج الجميع ولم يتبقى سوى أوس وعز 

-تفتكر هتعمل ايه ؟!

رفع عز رأسه من فوق جهازه الذي يراقب به جميع مكاتب الشركة

-هتجري تبلغهم بالمشروع ..انت خلص اللي في ايدك بسرعة علشان نوصل في ميعادنا للمناقصة 

اومأ أوس له وجلس لينهي عمله 


مرت الايام سريعا الى أن جاء اليوم الذي قلب الموازين ..على الحدود كان هناك مالايعرفون قيم وأخلاق يتاجرون بالبشر سواء بالقتل دون وجه حق أو ادمان الشباب ليذهب العقل وينساقون خلف من ليس لهم دين ولا عقيدة ، فيبدأ من يعرفون بتجار الدين يرسخون مذاهب تشكيكة في ديننا الاسلامي لينحازون إليهم من لا عقل لهم 


صباح الواحد والثلاثون من ديسمبر بمحافظة بورسعيد..جمع جاسر وجواد اشيائهم الخاصة يتقدمون بذاك المستند الذي اعتمد بنقلهم سويًا إلى محافظة القاهرة 

بمكتب عزيز بشركته ..ضحكات صاخبة وهو ينظر إلى خاله:

-قولت لك ياخالو نقدر نعملها ، اهم غاروا من بورسعيد كلها ورجعوا ايد ورا وايد قدام 

رمقه نعمان وهتف بحدة:

-سيبك منهم وركز ياعزيز وجهز نفسك، لازم تستعد كويس، وجهز طيارة خاصة احنا مش عارفين ايه اللي ممكن يحصل، متنساش دول قعدوا اكتر من ست شهور هنا منعرفش وصلوا لايه، ومتفرحش كتير ، لازم نسافر الليلة العريش علشان محدش يشك في حاجة 

اومأ له وتحدث :

-متخافش ياخالو، كل حاجة متظبطة من امبارح ، والكل في أماكنه التمام ، المهم عايز دعم من اخوانا في سينا علشان لو غدر من حد نقلب على الكل 

توقف نعمان وأشار بيديه مؤكدًا:

-دخلوا من شهر متخافش، وكله تمام ، انا لازم ارجع علشان سمرة رجعت النهاردة ولازم احاول أقنعها تسافر معايا العريش 

وضع كوبه مستدير وتسائل:

-سمرة رجعت!! قالها بصدمة ثم اتجه بنظرات متسائلة :

-ليه رجعت بعد السنين دي كلها 

تحرك للخارج قائلاً:

-أنا اللي أمرت بكدا، لازم ترجع كفاية سفر، لازم ترضى بالأمر الواقع لازم تعرف كل حاجة عن الشغل 


بعد عدة ساعات وخاصة بمدينة اسكندرية ..توقف ريان ونغم لاستقبال حافلًا بكلًا من عز وأوس وجاسر بزوجاتهم مع ابتسامته ووجه البشوش

-مصدقتش والله إلا لما شفتكم 

ابتسم عز يشاكسه :

-حظ بقى ياعمو، لينا نصيب نقضي الليلة معاكم، بس اكيد من غير احتفال اتجه بنظره الى جنى وربى واستأنف

-نعمل ايه فيهم أصروا نقضي الليلة في اسكندرية ..اومأ لهم وهتف 

-اسكندرية نورت والله 

وصلت الخادمة فأشار لها ريان 

-جهزي العشاء ضيوفنا وصلوا..تحرك الجميع سوى من جنى وجاسر ..استدارت إليه وعيناها متحجرة بالدموع 

-إنت وعدتني انك هترجع لي صح 

احتضن وجهها ثم انحنى وطبع قبلة مطولة على جبينها:

-وعد ياجنجون هرجعلك وهنكون في القاهرة الصبح، المهم أنتِ عارفة هتعملي ايه 

اومأت له تتهرب بنظراتها من عيناه، ضمها لأحضانه :

-خدي بالك من نفسك، ومحدش يتحرك من هنا قبل ماارجع، رفع ذقنها وإزال عبراتها ..ود لو أخذها إلى مكانًا لا يعلمه سواهم، نظرات فقط إليها وهو يفكر ماذا سيفعله اذا انقلب مخططهم، أشفق عليها كثيرًا فلوضع مؤلم لديها ..أحس بالاختناق بعدما وجد دموعها:


-ليه الدموع دي، اللي يشوف دموعك يقول مش راجع 

وضعت كفيها على فمه 

-بعد الشر إن شاءالله هترجع ، رسمت ابتسامة ونظرت إليه نظرة اذابته عشقًا، ثم رفعت نفسها تطبع قبلة على وجنتيه

-أنا واثقة في جاسر الألفي ..مازالت نظراته تحاصرها لا يعلم لماذا يعتريه القلق ، حاولت خروجه من حالته عندما شعرت به ف فركت كفيها وتحدثت بخفوت:

-ارجع بسرعة علشان نحتفل بنجاحك، انا متأكدة انك هتقدر عليهم، ومجهزة حفلة لحبيبي لحد مايزهق ..ابتسمت عيناه لتلك الزوجة الهادئة ..انفرج ثغره بابتسامة هادئة ثم انحنى يطبع 

قبلة سريعة على شفتيها هامسا لها "بحبك"هنا أحست برجفة تعتري فؤادها فانسابت عبراتها بكثرة واحتضنته بعيناها " وانا بعشقك ياجاسر ، خليك فاكر أن جنى هتموت من غيرك"


-الله الله ..طيب اطلعوا فوق ، عيب كدا، راعو الخدم ، ألحق ياريان باشا 

بمنزلك فُجر وفسوق 

استدار جاسر إليه وأطلق ضحكة غامزا 

-غيران صح ..اقترب بيجاد يضع كفوفه بجيب بنطاله :

-والله يابني انت عديت الكل ، اقول ايه بس، فرحان في حمايا والله..كانت نظراتها عليه كأنها تحتفظ ملامح وجهه بدقة لآخر طلة له لكي تزين بها لوحاتها ، شعر بذراعيها تلتف حول خصرة، فنزل ببصره إليها بعدما كان منشغلًا بحديثه مع بيجاد 

فهم بيجاد مايحدث فحمحم قائلًا:

-جنى غنى ورُبى فوق بيسألوا عليكي، اطلعي لهم ..هزت رأسها وتلاشت قدرتها على السيطرة حتى ارتفع بكاؤها، فسحبها سريعا للخارج حتى لا يستمع إليها أحدًا 

-دا وعدك ليا، يعني انا غلطان اني شاركتك شغلي، انا كدا زعلان منك 

مسحت دموعها تهز رأسها 

-غصب عني ياجاسر، مش قادرة اتحمل فكرة انك داخل النار واسكت

استمع الى صوت عز يبحث عنهما

-جنى ادخلي واعملي زي مااتفقنا، يالة اثبتي لي انك مرات جاسر الألفي حق وحقيقي، ياله حبيبي قدامي ساعة لازم اتحرك

اومأت له ثم تحركت للداخل بخروج عز من الباب، تحرك إليه بعدما وجد دموع أخته 

-فيه ايه مالكم ؟!

اتجه يستقل سيارة بيجاد يشير إليه 

-اطلع منين يابيجاد 

أشار إلى المخرج السري ..

-بلاش العربية دي، هتلاقي عربية بالسواق بعد ماتطلع من هنا ..اومأ له وحمل حقيبته الصغيرة قائلًا :

-"لا إله إلا الله"

صدمة أصابت عز بالذهول حتى تصنم جسده لبعض الوقت مهرولًا إليه 

-جاسر، انت رايح فين !!

-بيجاد هيفهمك ..سلام لازم اتحرك 

قالها وتحرك سريعا ..

-بيجاد!!..قالها عز وهو يطالع خروجه المتلهف ...اقترب بيجاد منه يربت على كتفه

-عنده مأمورية صعبة شوية، ودلوقتي هو خارج للقبض عليهم 

-إنت بتقول ايه!! يعني جابنا هنا تمويه ولا حماية، لا انا لازم افهم ايه اللي بيحصل بالظبط، وازاي مايفهمنيش 

هز بيجاد رأسه بعدم معرفة ثم تحدث:

-كل اللي اقدر اقوله هو قالي عنده قضية صعبة ومحتاح تمويه الليلة وخروج سري 

-جنى عارفة..قالها عز واستدار متحركًا إليها بجنون

الصفحة التالية