-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 39 - 2 - السبت 6/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل التاسع والثلاثون

2

تم النشر السبت

6/7/2024 

❈-❈-❈


احتضن وجهها بين راحتيه:

-غنى احنا اتفقنا من زمان وقت الدراسة هنسافر برة علشان تعليم ولادنا، ليه الاعتراض دلوقتي ، سفيان اخد على هناك وخلاص مابقاش ينفع انقله ..غير شغلي مش هينفع افضل في مكان وأنتِ في مكان ..اقترب يهمس بجوار شفتيها: 

-لو موافقة تبعدي عني وتفضلي هنا انا مش همنعك ياغنى ..قالها ثم طبع قبلة مطولة على جبينها ودلف مرحاضه 


سحبت نفسا وحررته بحزن لا تعلم ماذا عليها أن تفعل، لا تريد البعد عن والديها، ولا تريد البعد عنه اتجهت إلى غرفة ثيابها وابدلتها متحركة للأسفل، قابلتها عاليا وهي تتشبث بكف ابنتها الصغير وتتحرك ببطئ لكي تساعدها على الحركة..توقفت غنى مبتسمة 

-مستعجلة على مشيها بكرة هتجري وراها..حملتها عاليا واقتربت من غنى مرددة تحية الصباح

-صباح الخير ياانطي غنى

جذبتها غنى تقبل وجنتيها بصوت مرتفع:

"صباح الحلو اللي بيضحك على عروسة ابني "

-ياخبر احنا نطول نناسب المنشاوي باشا..قالتها عاليا بضحكتها الجميلة ..وصلت الفتيات إلى مائدة الطعام..اقتربت غنى من جواد تطبع قبلة على جبينه

-صباح الخير ياحبيبي..لمعت عيناه بالسعادة من وجودها بجواره

-صباح الخير ياروح بابا..اقتربت عاليا قائلة:

-صباح الخير عمو جواد 

ابتسم لها 

-صباحك ورد يابنتي، ثم رفع ذراعيه ليحمل راسيل

-حبيبة جدو رايحة عند جدها ..قالها وهو يقبل جبينها 

جذبت عاليا المقعد واردفت :

-بعد إذن حضرتك طبعًا..رفع نظراته إليها برضا واجابها:

-بدل جوزك موافق ماليش اعترض حبيبتي..

-متشكرة لحضرتك ..اتجه بنظره الى ابنته

-عيون غنايا حزينة ليه ..تلاعبت بمفرش المائدة ثم سحبت نفسًا لتثبط نوبة بكؤها فهي لاتريد الابتعاد عن احضان والديها، لا تعلم لماذا تشعر بنفسها كأنها طفلة تبلغ من العمر سبعة أعوام ..وضع كفه على يديها التي تضغط على مفرش المائدة 

-مالك حبيبتي ، بكلمك مش بتردي ليه؟!

رفعت عيناها اللامعة بعبراتها وأجابت والدها:

-هنسافر  النهاردة يابابا، وانا مش عايزة اسافر، عايزة افضل هنا 


سحب نفسًا وطرده بهدوء، ثم مسد على خصلات راسيل وحاول ألا يحزن قلب ابنته كما شعر الآن..حمحم ليتجلى صوته الذي اختنق بالحزن

-حبيبتي جوزك قبل ماياخد الخطوة دي اخد رأيك ولا لا 

اومأت رأسها مع انسياب عبراتها ..ثم تابع جواد حديثه:

-ليه زعلانة طيب دلوقتي ، مش المفروض تكوني في المكان اللي جوزك فيه، ولازم كمان تكوني راضية علشان تعرفي تعيشي حبيبتي سعيدة، بلاش تفكري في السلبيات فكري في الإيجابيات 

-بس انتوا بتوحشوني قوي يابابا، ازاي هقدر اعيش بعيد عنكم 

انحنى جواد يزيل عبراتها بحنان ابوي

-وانتِ كمان هتوحشينا ياحبيبة بابي، لكن دي الحياة يابنتي ، كل واحد مننا لازم يؤدي أمانته على أكمل وجه، واللي شايفه من غير زعل انك مكبرة الموضوع ، دا بيجاد كل شهر هيجيبك إلا إذا بتدلعي بقى ومش عايزة السفر خالص 

قاطعهم دلوف عز الذي ألقى جسده على المقعد:

-صباح الخير ياعمو، اومال فين جاسر

نظر بساعة يديه واجابه: 

-شكله لسة نايم ، وصلت الخادمة التي تتجسس عليهم وتصنعت انشغالهم بوضع الطعام لتستمع إلى حديث عز 


جذب عز التوست يضع عليه المربى وهتف

-عايز اسأله هيسافر بور سعيد إمتى، فيه ورق لازم يتمضي

كانت نظرات جواد على تلك التي تتصنت للحديث ، فاستدار إلى عز واجابه :

-جاسر هيسافر النهاردة بس معرفش امتى بالظبط، معتقدش أنه هيصحى دلوقتي ، منمش غير الصبح 


استمع الى صوت أوس بالخلف 

-صباح الخير ياآل الألفي ..قالها وهو يسحب ابنته ينادي على المربية

-خدي مسك فطريها ونزليها تلعب شوية قبل مدرب السباحة مايوصل، غمز الى جواد 

-مبتردش الصباح ليه ياابو جاسر ايه مش عجبين معاليك

أطلق عز ضحكة مردفًا:

-لا طبعا انت مين علشان تعجبنا

ألقاه أوس بحبة زيتون 

-إنت معندكوش اكل يالا ، قوم روح بيتكوا، احنا مخلفينك وناسينك 


جذب عز من أمامه الطعام 

-لا معندناش اكل، وجاي اشحت من عندكم ، عندك مانع..قاطعهم وصول بيجاد الذي أردف بفكاهة

-صباح الخير على مائدة رحمن حي الالفي، رفع جواد نظره مدققا به ليرى ردة فعله مع زوجته بعدما وجد الحزن على ملامحها الجميلة ..

اقترب بيجاد يجذب مقعدًا وجلس بجوار غنى 

-حبيبي فطرت من غيري ولا ايه، هزعل بجد..ابتسمت وهي تضع الطعام أمامه واجابته بحب:

-اقدر برضو يابيجاد 

-أنا هقوم بدل مامرارتي تتفقع من بيجاد ومراته..غمز له بيجاد بطرف عيناه 

-الغيران مننا يعمل زينا يازيزو باشا 


-ممكن تبطلوا كلام وتفطروا وانتم ساكتين، أشار على الطعام 

-افطروا الأول وبعد كدا هرجوا براحتكم 

-طنط غزل فين !!..تسائل بها بيجاد وهو يلوك طعامه ..

اجابه جواد وهو يرتشف من كوب عصيره :

-عند عمك صهيب شوية..

ضيق عز عيناه متسائلا 

-عندنا !! ازاي انا مشفتهاش

نهض جواد من مكانه واردف :

-هدخل المكتب لما تخلص فطارك تعالى لي انت وأوس..قالها جواد وتحرك 


بالأعلى بغرفة جاسر 

استيقظ يتكأ على ذراعه يطالع زوجته بنومها بعيونًا تلمع بالعشق، رفع خصلاتها من فوق وجهها ليظهر صفحات القمر أمامه 

ابتسم بهيام على جمال حبيته الهادي 


دنى يستنشق رائحتها مغمض العينين

ثم همس بجوار أذنيها :

-مش عارف هسافر وابعد عنك الكام يوم دول ازاي ..ابتسمت بمنامها بعدما شعرت بأنفاسه، فرفعت كفيها على وجهه وتحدثت بنبرة متحشرجة:

-ماهو حبيبي مش هيتأخر عني مش كدا ..تمدد يسحبها لأحضانه لتضع رأسها بصدره يمسد على خصلاتها بحنو مردفًا بنبرة ممزوجة بالعشق:

-وعد هحاول المرة دي متأخرش، تنهيدة عميقة بقلبًا ينبض بالخوف

-جنى فيه سر عايز اقولك عليه، بس عايزك توعديني مهما يحصل مايطلعش


اعتدلت على الفراش، ليجذبها لأحضانه مرة أخرى ، ويلف ذراعيه حول جسدها واضعًا ذقنه فوق كتفها 

-قولت لك اوعديني مش تتنفضي كدا، هو انا قولت لك حاجة علشان تترعبي كدا ..حاولت الالتفات إليه إلا أنه مازال متحكمًا بجلوسها وتابع قائلًا:

-القضية اللي باباكي سألني عنها، واللي طلقتك بسببها انا لسة شغال فيها 

لكزته تتملص من بين ذراعيه وطالعته بذعر:

-انت بتقول ايه ياجاسر!!

يعني عملت اللي اتفقت مع جواد عليه 

اومأ برأسه واسترسل قائلا:

-عارف إن جواد قالك كل حاجة ، رغم اني زعلت منه علشان مكنش المفروض تعرفي بس دا كان في صالحي..حرك كفيه على ملامح وجهها وعيناه تخترق عيناها 

-عرفت قد إيه اني افرق معاكي، ومستعدة انك تضحي وتتنازلي حتى عن نفسك علشاني..جذبها بقوة يضع جبينه فوق جبينها وأكمل حديثه:

-حبيبتي عايزك تتأكدي لو مكتوب لي حاجة في أي مكان هتحصل، ارجوكي عايز جنى بنت صهيب القوية، انا بقولك دلوقتي علشان وقت مااضعف الاقيكي بتقويني، محدش يعرف الموضوع دا غير تلاتة "راكان، وجواد، وعمو باسم"ودول عرفوا بسبب شغلهم 

راكان هو وكيل النيابة في القضية، وجواد تمويه علشان موضوع بورسعيد، وطبعا عمو باسم القائد بتاعنا 

قطبت جبينها متسائلة:

-يعني عمو جواد ميعرفش معقولة 


احتوى وجهها بين راحتيه:

-جنى اياكي بابا يعرف، هو حاول بس انا اقنتعته بكدا، اياكي ياجنى هزعل منك وهفقد الثقة فيكي 

رفعت كفيها على وجهه وانسابت عبراتها 

-أنا خايفة عليك، جاسر هموت لو بعدت عني، مقدرش اعيش من غيرك 

اقتربت تقبله ثم احتضنته بعيناها 

-اوعى تبعد عني حبيبي، انا سمعت بابا بيقول الناس دي بتموت اي حد حتى لو كان وزير الداخلية نفسه، دول إرهابيين صح 

احس بانكسار ضلوعه، لانه يعلم صحة حديثها ورغم ذلك تبسم وفعل مثلما فعلت بعدما طبع قبلة على ثغرها

-جوزك قدهم، وبعدين هو جهازنا ضعيف علشان يقدروا علينا، 


-خايفة..انت عايز تعيش وسطهم، تاكل وتنام معاهم ..ازاي هقدر اعيش هنا وانت هناك معرفش عنك حاجة افرض ..اشتدت عبراتها تهز رأسها ثم احتضنته وشهقة خرجت من جوفها متمتمة بصوت اعتراضي:


-لا ياجاسر، بلاش تعمل كدا، فكر في حاجة تانية غير انك تروح عند الناس دي ..عصرها بأحضانه لا يعلم لماذا أخبرها الان ، لا يعلم هل كان يجب أن يقص لها..ولكن كل الذي يشعر به أنه لا لايستطع البعد عن احضانها، هذه المرة غير تلك المرات ..شعور بداخله يحكي الكثير والكثير..تمدد على الفراش وجذبها لأحضانه يضع رأسها فوق صدره موضع نبض قلبه ..رفعت رأسها ثم حركت أناملها على شقه الأيسر

-حافظ على نفسك ياجاسر علشان طول ماقلبك بينبض قلبي كمان بينبض، ووقت مايوقف عن النبض هتلاقي قلبي وقف

داعب خصلاتها وعيناه تحكي الكثير والكثير ثم أردف بقلبًا ينبض بالعشق 

-اوعدك ياقلب جاسر هيفضل قلبك ينبض بعشق جاسر ..أغمضت عيناها واعادت رأسها فوق صدره مرة أخرى ثم رفعت ذراعيها تحاوط جسده وغفت كأنها اخذت النوم هروبا لكي تبتعد عما استمعت إليه

الصفحة التالية