-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 4 - 1 - الخميس 25/7/2024

  

   قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الرابع

1


تم النشر يوم الخميس

25/7/2024 



 تنهدت ليلى بارتياح بعدما قصت عليها ندى ما حدث بينها وبين والدها وشقيقها 

غمغمت بحزن: وفضل من وقتها حابس نفسه في اوضته صعبان عليا شكله كان بيحبك اوي يا ليلى. 


الحمد لله يا رب تعرفي يا ندى انا طول عمري كان نفسي يكون لي اخوات ومش بس كده نفسي يكون ليه أخ ولد يجيب لي حقي لما حد يضايقني يقف جنبي.


 ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفـ تيها واستطردت: لما حد يعاكسني يكسر له دماغه ويزعق لي ويقول لي البسي ده وما تلبسيش ده اعملي كذا وما تعمليش كذا تصدقي يا ندى طول عمري وانا بحلم بالحاجات دي ووعيت على نفسي لقيت نفسي وحيدة في الدنيا خصوصا بعد ما ماما ماتت. 


قاطعتها ندى بسرعة: اخص عليك يا ليلى وانا رحت فين!


 ربطت ليلى على يدها مردفة بسعادة: انت اللي كنت مهونة عليا الدنيا واللي فيها يا ندوش يلا قومي روحي قبل ما طنط تستغيبك مش قادرة اقول لك انت شلتي عن قلبي هم كبير ازاي.


 فتطلعت ندى إليها باستغراب 

فاسترسلت ليلى حديثها: اقصد يعني بخصوص موضوع فضل انا فعلا كنت حاسة انه أخويا لما فاتحني في موضوع الجواز كنت ناعية الهم وازاي هفهمه مشاعري دي من غير ما اجرحه بس الحمد لله كالعادة ربنا سبحانه وتعالى بيقف جنبي

 يلا قومي امشي بقى خليني اختلي بنفسي واصلي. 


كادت ندى أن تعترض وتخبرها بأنها تريد أن تبقى معها وقتا أطول إلا أنها ابتلعت حديثها عندما اقتحمت جدت ليلى الغرفة هاتفة بوقاحة: هوا أنتي ناوية تباتي عندنا النهاردة ولا ايه الفجر قرب يدن ياختي.


 فتحت ليلى فاهها لتتحدث إلا أنها كبتت ابتسامتها عندما استمعت إلى حديث ندى المستفز: ايه ده بجد الفجر قرب يدن طيب يدوبك تلحقي تصليه يا تيتة والأفضل انك تصلي لك ركعتين قيام لليل على الله ربنا يتقبل منك.


 رمقتها السيدة سميحة بغضب ثم أغلقت الباب بعنف تاركة الاثنتين تضحكان بسعادة ومرح



❈-❈-❈


لنترك ليلى قليلا ونذهب إلى سيلا التي كانت تقود سيارتها بسرعة وهي تدندن بسعادة فالآن ستقضي وقتا طويلا مع حبيبها دون ان يشعر بغيابها أحد خاصة وأنها تركت الجميع نيام غافلة عن الذي يراقبها بقلب محطم وعقل مشوش. 


ضغط رائف على مقود سيارته حتى ابيضت مفاصله ثم راح يضربه عدة ضربات بقوة بعدما توقفت سيارة سيلا أمام العنوان الذي أرسله له غريمه.


 ترجلت سيلا من سيارتها ثم ولجت الفيلا دقائق وكانت ترن جرس الباب الداخلي

 وفي أقل من الثانية انفتح الباب ليطل من خلفه   وليد الذي منحها ابتسامة واسعة هاتفا بترحاب: اهلا بحبيبة قلبي اتأخرتي ليه كده النهاردة؟


 أجابته وهي تلج: استنيت لما كله نام ما حبتش حد يلاحظ غيابي ما انت عارف مشاكلي مع رائف. 


جذبها من يدها بعد أن ترك الباب مواربا  وجلس سويا فوق إحدى الأرائك

راح يضمها بقوة وعينيه لا تفارق الباب.

 طبعت قبـ لة خفيفة على شفـ تيه ثم ابتعدت مخرجة من حقيبتها كيسا شفافا والذي أفرغته بالكامل فوق المنضدة وراحت تستنشقه بجنون.

 والآخر يتابعها بسعادة لا مثيل لها فتلك الفتاة أصبحت مدمنة والفضل يرجع له بالطبع.


 استنشقت الكمية بأكملها ثم هبت واقفة مستقيمة بجـ سدها النحيل جاذبة إياه من يده مطوقة عنقه بكلتا يديها ملتقطة شفـ تيه بخاصتها تقـ بله بجنون ونهم شديد.


 خفق قلب وليد بقوة عندما أبصر رائف ينظر إليهما من وراء الباب الذي تعمد تركه مفتوحا.

 فنظر إليه بشماتة وكأنه يخبره بأنه أخذ منه كل شيء في حياته. 


بالطبع فسيلا بالنسبة لرائف أغلى وأهم شيء في حياته بل حياته بأسرها


احتـ ضنت جهنم عينيه وثقلت أنفاسه وهو يرى ابنة عمه وصغيرته التي رباها على يديه تتبادل القـ بلات مع أكثر شخص يكرهه في حياته

قبض على يديه بقوة حتى ابيضت مفاصله وهو يراها تتأوه باسمه وكأنه ملاذها الوحيد في هذه الحياة

وماذا عنه هو؟ وهي التي كانت تمطره أجمل وأعذب الكلمات كل هذا كان كذبا

إذا ما استمعه وما نقل إليه عنها كان صحيحا فتلك الساقطة كانت تمثل عليه الحب وهي عشيقة لألد أعدائه يا لسخرية القدر

 هو كان يفعل كل شيء لإسعادها وإرضائها ويمنع أي فتاة تقترب منه كي يبقى لها هي فقط غافلا عن معشوقته التي كانت تتنقل من أحضـ ان  رجل إلى آخر.

كاد أن يدخل ويحطم الغرفة على رأسهما إلا أن كرامته أبت عليه فعل ذلك 

ابتسم بمرارة ثم استدار عائد من حيث أتى وهو يلعن كل شيء

يلعن حبه لتلك الساقطة وثقته بها ليأخذ أكبر وأقوى صفعة في حياته

دلف للخارج بكبرياء رجل مذبوح عازم على نسيانها للأبد وهو يتعهد بداخله بأنه سيعتزل جميع النساء حتى الممات فهن أصبحن في نظره مجرد عاهـ رات

أما عن تلك الخائنة فأقسم بأنه سيذيقها الويلات ويجعلها عبرة ولن يغفر لها خيانتها مهما حدث فلا قرابة تشفع لها ولا دم.


❈-❈-❈


برفق شديد راحت تتلمس بطـ نها وابتسامة عزبة تزين محياها الحسن فهي لا تصدق بأنها ستصبح أما لأول مرة في حياتها ومن أكثر شخص تعشقه

 لكن سرعان ما ذبلت تلك الابتسامة وتبدلت إلى حزن عظيم عندما تذكرت رد فعل حبيبها عند استماعه لخبر حملها غامت عينيها بحزن شديد وهبطت دمعة يتيمة مسحتها سريعا وهي تغمغم بإصرار عجيب: ما تخاف يا حبيبي ما راح روحك أبدا ما راح فرط فيك مهما صار انا بحبك كتير وفرحتي فيك ما راح توصف أبدا.


 أغمضت عينيها بارهاق لكن سرعان ما شهقت بقوة عندما شعرت بأحد يشاركها الفـ راش ويحتـ ضنها 

 تنهدت بارتياح عندما استنشقت رائحته فعلمت على الفور بأنه زوجها الحبيب تمسكت به وكأنه طوق النجاة بالنسبة لها 

فتحت فاها لتتحدث إلا أنه وضع يده سريعا على فمها كي يمنعها الحديث هاتفا بنعاس: سبيني انام يا ماجي انا تعبان والصبح نبقى نتكلم زي ما انت عايزة. 


اومأت له بالموافقة ثم راحت تداعب خصلاته بحنان 

دقائق قليلة وذهبا سويا في نوم عميق وكل منهما يتمنى أن يكون الغد أفضل


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي فتحت زرقاويتيها ببطء فابصرته ينام بجوارها عا ريا تماما. 

ابتسمت بمرح ثم أمسكت بأطراف خصلاتها وراحت تمررها بلطف فوق وجهه والآخر يتململ بانزعاج لكن عندما تكرر الأمر فتح عينيه بغضب هاتفا بعنف: ايه الهبل ده يا سيلا على الصبح حد يصحي حد بالطريقة دي!


 اتسعت ابتسامتها ثم دنت منه طابعة قبـ لة عميقة فوق شفـ تيه هاتفة بنعومة: بيبي sorry. 


تأملها مليا فهي تبدو فاتنة اليوم وجمالها الخلاب جعله يندم لأنه أخبر رائف نصار بالحقيقة باكرا كان عليه أن ينتظر ريثما يشبع من تلك الحورية لكن قضي الأمر وعليه أن يستمتع بها لآخر مرة فمن الآن وصاعدا سيبتعد عنها أو بالأحرى ستبتعد هي عنه بعدما يخبرها رائف بالحقيقة ويواجهها اليوم.


 لذا جذبها إليه يفترس شفـ تيها بخاصته يقـ بلها بنهم ولهفة وكأنه يودعها بطريقته القـ ذرة. 


أما عنها فكعادتعا استسلمت له بكل جوارحها غافلة عن المكيدة التي حاكها لها بالأمس


❈-❈-❈


صباح الخير يا ستي صباح الخير يا با. 


بترت باقي كلمتها عندما رمقها بتلك النظرة التي تخيفها منه فاستتردت حديثها بلطف: فطرتو ولا احضر لكم الفطار؟


 اشاح والدها ببصره عنها.

 بينما لوت جدتها شفـ تيها باستفزاز هاتفة بحنق: كفي نفسك يا بت سهام احنا مش هنستنى لما البرنسيسة تصحى من نومها وتحن علينا وتفطرنا انا وابوكي يا اختي فطرنا من بدري روحي انت بقى اعملي لك حاجة اطفحيها جتك خيبة كهينة زي امك. 


ابتلعت غصة مريرة في حلقها عندما ذكرت والدتها المتوفاة فغمغمت بصوت غير مسموع: حسبي الله ونعم الوكيل. 


دلفت للخارج دون أن تلتفت خلفها فهي لا تريد أن تنفجر في البكاء أمامهم

 وبالفعل أغلقت الباب من خلفها ووقفت تبكي بحرقة وهي تغمغم بنشيج من وسط بكائها: ليه يا ماما سبتيني ومشيتي كنتي خليكي قاعدة معايا زنبي ايه اتعزب واتهان في الرايحة وفي الجاية كده انا عملت ايه وحش في دنيتي بس؟


 انفتح الباب المقابل لهم ليخرج منه فضل الذي شعر بالخوف عندما أبصرها في تلك الحالة فدنى منها يسألها بلهفة: ليلى مالك بتعيطي كده ليه ايه اللي حصل ابوكي ضربك تاني؟ 


تطلعت إليه بوجهها الباكي ثم ألقت بجـ سدها الصغير على صـ دره تحتـ ضنه بقوة وشهاقاتها تملأ المكان.

 ظلت تبكي وتنتحب حتى ظهر صوت جدتها يأتي من خلفها تصرخ بقوة: انتم بتعملوا ايه عندكم والله عال يا بنت سهام واقفة وحاضنة الجدع كده قدام باب الشقة عيني عينك البجاحة لها ناسها صحيح.


في أقل من الثانية تجمهر سكان البناية يتساءلون بفضول عما يحدث

 فاسترسلت جدتها مستغلة الموقف: طلعت  لقيت الهانم حاضنة فضل ابن ربيع ومش بس كده مقضينها بوس يرضيكم كده يا جماعة؟


 هتف أحدهم: بقى كل ده يطلع منك يا ليلى وعاملة لنا فيها شريفة وانت بقى مدوراها في السر. 


تحدثت أخرى بصوت مرتفع: لا ده احنا كده نخاف على رجالتنا منك انت تغوري تشوفي لك حتة تانية تعيشي فيها احنا مش ناقصين بلاوي. 


ظلت تستمع إلى الإهانات بفم مفتوح وعين متسعة 

فجدتها تسببت لها في فضيحة كبيرة فتحت فاها لتصرخ بهم إلا أن فضل استوقفها فيبدو أن الحديث مع هؤلاء لن يجدي نفعا 


ثواني وشعرت بصفعة والدها تلهب وجنتها ثم صفع تلو الأخرى 

حاول فضل أن يبعده عنها إلا أنه لم يفلح بسبب غضب والدها لكن فضل دفعه بقوة ليبعده عنها فلقد كانت ليلى مستسلمة له تماما

 وبسبب تلك الدفعة أصيب والد ليلى بجرح صغير في رأسه الذي ارتطم بالحائط

 فدنت منه تتفحص جرحه بلهفة: انت كويس يا بابا؟


ابعدها عنه بقوة ضاغطا على اسنانه بحقد: عمري ما هبقى كويس طول ما انت موجودة في حياتي فضحتيني يا بنت الكلب غوري خشي اوضتك وما اشوفش خلقتك لحد ما اشوف انا هعمل ايه فيكي. 


انصاعت لأوامر والدها وولجت للداخل ودموعها تسبقها كالعادة فيبدو أن الراحة لن تأتيها مهما بقيت حية. 


استدار مختار يهتف في الجمع: وانتم مستنيين ايه يلا كل واحد يغور على بيته جتكم القرف تموتوا في الفضايح. 


غمغمت احداهن: شوف الراجل هو كمان بيكرشنا طب ما كان يربي بته الأول.


 أمن الجميع على حديثها وبالفعل انصرفو وهم يغمغمون ببعض السـ باب لتلك المسكينة التي ولجت باكية منذ لحظات


الصفحة التالية