-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 4 - 2 - الخميس 25/7/2024

 

   قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الرابع

2


تم النشر يوم الخميس

25/7/2024 



جلس كل من ماجد وزوجته نهال واخته هيام على طاولة الإفطار فتسائلت هيام باهتمام: هي فين سيلا مش كانت بتقول عندها محاضرات الصبح بدري النهاردة؟


 أجابتها نهال وهي تضع لزوجها الطعام في طبقه: واحدة صحبتها تعبت بالليل فراحت تشوفها وكلمتني من هناك وقالت لي انها هتفضل جمبها في المستشفى النهاردة. 


وعلى الرغم من عدم اقتناع هيام بتلك الحجة إلا أنها التزمت الصمت فمهما قالت لن يستمع إليها أحد لذا سكتت. 


ثواني وولج رائف يهتف باقتضاب: صباح الخير.


 ردوا عليه تحية الصباح فجلس فوق الكرسي المخصص له مستطردا حديثة: انا مش جعان انا عايز فنجان قهوة سادة.


 هتفت هيام بهدوء: لا يا حبيبي لازم تاكل لك لقمة ما تشربش القهوة على معدة فاضية.


 مش جعان يا عمتي. 


سلط ناظريه على عمه وزوجته ثم أردف: امال فين سيلا يا عمي ما جتش تفطر يعني مش كانت عندها محاضرات؟


 فتحت والدتها فاها لتتحدث إلا أن هيام سبقتها: واحدة صحبتها عيانة راحت معاها المستشفى.


 ابتسم بسخرية ولم يعقب. 

ثواني وولجت الخادمة تضع القهوة أمام رائف بهدوء فشكرها بلباقة 


ساد الصمت قليلا حتى قطعته سيلا التي هتفت بمرح: خيانة بتفطروا من غيري.


 واحنا نقدر برضو يا قلب مامي تعالي يلا اقعدي جنبي هنا.


 دنت من والدها طابعة قبـ لة فوق وجنته وفعلت بالمثل مع عمتها ووالدتها

 لكن قبل أن تقترب من رائف أوقفها بإشارة من يده: اقعدي افطري يا سيلا. 


شعرت بالغرابة من طريقة حديثه معها فمنذ متى وهو يرفض أن تقترب منه كانت في كل صباح تطبع قبـ لة خفيفة على وجنته وهو يستقبلها بصـ در رحب وابتسامة واسعة تزين شفـ تيه ماذا حدث!


 ظلت شاردة تفكر تتلاعب بطعامها وهي تتطلع إليه.


 أما عنه فلم يعرها أي إهتمام.

 وبعد أن أنهى قهوته هب واقفا هاتفا بحزم: عمي أنا هسبقك وانت كمل فطارك براحتك وحصلني. 


دلف إلى الخارج ركضت سيلا خلفه تجذبه من يده وتسأله باهتمام: مالك يا رائف في حاجة مضايقاك؟


 نفض يدها باشمئزاز هاتفا بغل: اياكي تلمسيني مرة تانية وايدك القـ ذرة دي ما تترفعش عليا فاهمة؟


 بثق في وجهها ودفعها بقوة ودلف للخارج بخطوات سريعة وكأن شياطين الأرض تلاحقه تاركا سيلا متسعة العينين من هول ما سمعته منه للتو.


❈-❈-❈


ازاي يا ماما تقفي في سكتة وما تقوليش أن هم اخوات عشان تقطعي لسان كل اللي اتكلم عليها. 


تلك الكلمات هتفت بها ندى بصوت مرتفع تعاتب والدتها التي كانت تقف تتابع الموقف في صمت رهيب.

 أيد والدها حديثها مردفا: ندى عندها حق يا ام فضل ازاي تسيبيهم يطعنوا في شرف البنت بالشكل ده انتي ما فرقتيش حاجة عن جدتها وابوها ازاي جالك قلب تسكتي وهي بنتك زيها زي ندى مش حرام عليكي مش خايفة ربنا يخليكي تشوفي اللي هي شافته في بنتك انت ازاي كده؟


 هتف فضل بضياع: حتى انا ما قدرتش ادافع عنها لما لقيت كل واحد طالع بكلمة لساني اتلجم. 


انسكبت الدموع بغزارة من عيني والدتهما ثم تشدقت بحزن: غصب عني ربنا يعلم انا بحب ليلى قد ايه والله وبعتبرها زي ندى بس بكره ابوها وبكره ستها

 غصب عني لو في ايدي كنت اجيبها تعيش معانا هنا انا عارفة ان استحالة هيرضى بس انا مش هسكت وهرد لها اعتبارها وكرامتها قدام كل اللي جاب سيرتها بالباطل

 انا مش وحشة زي ما انتم فاكرين.


 تأثر الجميع بحديثها وخاصة ندى واحتـ ضنتها بقوة وهي تربط على ظهرها بمواساة. 


بينما فضل تحدث بألم نابع من جنبات قلبه: مسكينة ليلى واللي بيحصل لها ده كتير بس بإذن الله ربنا هيعوضها خير وانا عن نفسي هفضل جنبها وعمري ما هتخلى عنها أبدا.


❈-❈-❈


أبصرها تستقل سيارتها من المرآب فقرر مشاكستها قليلا فهو لا ينسى ما فعلته معه فوضع سيارته في طريقها ثم اندفع للداخل قبل أن تراه. 


أما عن هيام فعندما أبصرت سيارته تعترض طريقها زفرت بقوة ثم هدرت بعنف: عم جمااال. 


ضغطت على اسنانها بغضب عندما لم تجد ردا فترجلت من السيارة تبحث عنه لكنها لم تجده فقررت أن تذهب إليه ثانية وتلقنه درسا لكن تلك المرة عليها أن تكون صارمة أكثر فيبدو أن ذلك الرجل لن ولم يتعظ 

وبالفعل قرعت الجرس وانتظرت فابصرته يقف أمامها يرمقها بحيرة مصطنعة هاتفا بترحاب: اهلا اهلا يا فندم اتفضلي. 


تطاير الشرر من مقلتيها تم أجابته بفظاظة: انا لا جاية اتفضل ولا غيره حضرتك سايب العربية في الطريق ليه كان ممكن اخبطها لك على فكرة وما لكش عندي حاجة لانك انت اللي سايبها في السكة بس قلت خليكي انتي احسن منه 

ولآخر مرة بحذرك والله لو عملت العملة دي تاني لاكون خبطها لك ومبوظاها ولا يعني عشان انت ظابط وكده مفكرنا هنخاف منك.


 هربت ابتسامة صغيرة من شفـ تيه ثم هتف بتهدئة: اهدي بس يا مدام انا نسيت موبايلي فنزلت اجيبه لكن دي حركة مش مقصودة على فكرة. 


مقصودة ولا مش مقصودة ما يخصنيش انا اللي عندي قلته وإذا كنت انت لوا في الجيش فانا هيام نصار واظن انت عارف عيلة نصار  كويس.


 وكالعادة ألقت كلماتها في وجهه وانطلقت للخارج كما ولجت تاركة إياه يضحك بمرح مغمغما: ماشي يا بنت نصار إن ما خليتك تقولي حقي برقبتي ما ابقاش انا فريد المنصوري.


 انطلقت ضحكاته مرة ثانية ودلف للخارج متجها إلى عمله


❈-❈-❈


حسبي الله ونعم الوكيل.


 تلك الكلمة كانت ترددها ليلى بين الفينة والأخرى ودموعها تهطل فوق وجنتيها بغزارة وهي لا تصدق ما فعلته جدتها منذ قليل الهذه الدرجة تكرهها!  وماذا عن القصص التي كانت تستمع إليها قديما بأن الجدة كانت تحتوي الأطفال وتقص عليهم القصص هل كان اصدقائها يكذبون أم أنها غير محظوظة في تلك الحياة؟

 فالجميع يكره والدها وجدتها ووالدتها التي ارضـ عتها

 لم يحبها احدا سوى والدتها الحبيبة الراحلة وفجأة توقفت عن البكاء وسؤال واحد يراودها هل يمكن أن تكون والدتها خائنة وانها ليست ابنة أبيها كما يقولون دائما؟ 

هل من المعقول أن تكون والدتي فعلت ذلك الفعل المشين؟

 

كورت قبضة يدها وراحت تضـ رب قلبها بقوة وهي تستغفر ربها وتطلب من والدتها السماح فكيف لها أن تشك بوالدتها التي لطالما احبتها ومنحتها العطف والحنان مذ فتحت عينيها على الدنيا. 

سقطت فوق ارضية الغرفة وراحت تنتحب بقوة بطريقة تمزق نياط القلوب غافلة عن والدها الذي كان يقف خلف باب غرفتها يستمع لبكائها وقلبه يتمزق عليها

  فقلبه يخبره بأن يدخل إليها وعقله ينهره على فعل ذلك فهي فاجـ رة مثل والدتها وعليه تربيتها من أول وجديد

ركل باب الغرفة بقدمه ثم استدار دالفا للخارج عازما على شراء تلك المادة المخدرة التي تغير له النفسية من وجهة نظره تاركا والدته  تبتسم بسعادة ونصر في آن واحد.


❈-❈-❈


خلف مكتبه جالسا وعلى رأسه الطير ونيران صـ دره تشتعل حتى كادت أن تمزق اوردته وسؤال واحد يدور في خلده لماذا لماذا فعلت هذا وهو ينفذ كل شيء لم يرفض لها طلبا يوما سخر نفسه وكرس حياته لها هي فقط ترى ما السبب هل افراط والديها في تدليلها هو الذي جعلها غير مسئولة ومستهترة؟


 بالطبع سببا كافي لكل المصائب التي فعلتها تلك الصغيرة

 رغما عنه لاحت صورتها الجميلة أمام عينيه فشعر بشيء ساخن على وجنتيه وهنا ايقن بأنه يبكي! يبكي قهرا وحزنا وألما وفراقا وكرها أجل كره

 فالشيء الذي لا يبرر أبدا ولا يغتفر هو الخـ يانة

 وبدون سابق إنذار شعر بالباب يفتح يليه ولوج بطلته التي تسلب أنفاسه كلما رآها.

 مسح دموعه بسرعة كي لا تراها وأشاح ببصره بعيدا عنها

 أغلقت الباب من خلفها ثم دنت منه حتى باتت قبالة المكتب تسأله بحدة: ممكن اعرف ايه الطريقة اللي انت كلمتني بيها الصبح دي هو انا عملت لك حاجة دايقتك؟


 شعرت بالغضب عندما تجاهلها ورفع أحد الملفات من فوق المكتب يتابعها باهتمام فجزبته من يده وألقته أرضا ثم دعسته بحذائها مما جعله ينتفض من مكانه متقدما منها قابضا على ساعدها بقوة جعلتها تصرخ ألما هادرا بعنف: حاضر عايزة تعرفي انا عملت كده ليه هقول لك.


 دفعها بقوة حتى كادت أن تسقط إلا أنها تمسكت بحافة المكتب. 


التقت هاتفه من فوق المنضدة لكنه تذكر بأنه اشترى غيره فزفر بقوة ثم دنا منها يفح من بين اسنانه: للاسف اللي كنت عايز اوريهولك ما لقيتهوش بس انا هقول لك البيه اللي انتي خنـ تيني معاه وسلمتيه نفسك بعت لي صور لكم وانتم مع بعض.


 ماتت الحروف على شفـ تيها وتجمدت أوصالها واتسعت حدقتاها في دهشة وعدم تصديق هاتفة بتلعثم: انت بتقول ايه مش فاهمة قصدك؟ 


احتدت عيناه وصورها الفاضـ حة تمر أمام ناظريه صورة تلو الأخرى مستطردا بغل: وليد الراوي بعت لي صوركم كلها مش معاه هو وبس لأ ده مع ناس كتير اوي الظاهر انك كنتي مقضياها وبتتصوري وانتي مش واخدة بالك

 عارفة مين اللي بتعمل كده يا سيلا البنات الساقطة اللي زيك.


 ولأول مرة في حياته يرفع يده ويصفعها بكل ما أوتي من قوة لم يكتفي بصفعة واحدة بل صفعة تلو صفعة وكل صفعة أشد من التي قبلها وصورها تلوح أمام عينيه. 


سقطت أرضا وهي تنتحب بقوة من شدة الضرب الذي تعرضت له ثم هبت واقفة ترمقه بعدائية شديدة واندفعت للخارج وهي لا ترى أمامها من كثرة الدموع التي غطت عينيها ووجنتيها

 تاركة الآخر يزأر كالأسد الجريح ويحطم كل شيء يراه أمامه بالداخل


❈-❈-❈


وعلى الجانب الآخر جلس وليد يستنشق سيجارته الكوبية بعمق وابتسامة نصر تزين محياه وبجواره فتاة تسكب له الخمر وتشربه بشراهة. 

استمع إلى رنين هاتفه فاتسعت ابتسامته عندما تعرف على هوية المتصل فأنهى الاتصال لكن شعرا بالغضب عندما تكرر الاتصال فاضطر إلى إغلاق الهاتف نهائيا. 


صرخت سيلا بقوة ثم استقلت سيارتها متجهة إلى التي تلجأ إليها دائما.


 وبعد وقت ليس بالقليل قضته في سيارتها وقفت أمام شقة صديقتها تقرع الجرس 

ثواني وانفتح الباب لتطل من خلفه فتاة جميلة والتي شهقت بقوة عندما تطلعت إلى وجه صديقتها المزري الذي يبدو عليه آثار العنف الشديد فجزبتها للداخل تسألها: مين اللي عمل فيكي كده يا سيلا؟


 انخرطت في موجة من البكاء وهي تهتف بلهاث وليد فضحني يا نور صورني وبعت صوري معله لرائف ودلوقتي بتصل بيه ما بيردش عليا. 


شعرت صديقتها بالحزن عليها وراحت تربط فوق منكبها بمواساة هاتفة بعتاب: ياما حذرتك من وليد ده يا سيلا وانت ما سمعتيش مني بس ما فيش داعي للكلام ده دلوقتي خشي اغسلي وشك على ما اشوف لك حاجة للورم ده. 


هزت سيلا رأسها نفيا ثم جلست فوق أقرب مقعد وأخرجت العديد من الأكياس الصغيرة التي تحوي مسحوق أبيض اللون


 فتحت احد الاكياس وأفرغته على يدها استنشقته دفعة واحدة وكادت أن تفتح الثاني إلا أن صديقتها هتفت بعدم تصديق: هي وصلت للبودرة كمان يا سيلا.


 لم تعرها أي اهتمام وفعلت بالمثل مع الثاني يليه الثالث والرابع حتى ثقلت انفاسها وضاق صـ درها ليمر أمام عينيها شريط حياتها القصير 

سعلت بقوة ثم سقطت فوق الأرضية الصلبة تسحبها غمامة سوداء 

ويبدو أن  سيلا فارقتنا للأبد.

يتبع..

إلى حين نشر فصل جديد للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة