-->

نوفيلا جديدة عشق الجاسر لسهام محمود - جـ 3- الخميس 18/7/2024

  

قراءة نوفيلا عشق الجاسر

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة قصة عشق الجاسر

قصة قصيرة جديدة

من روايات وقصص 

الكاتبة سهام محمود

الجزء الثالث

تم النشر يوم الخميس

18/7/2024


هزت ام جاسر رأسها و قالت:



"بس اللي بتعمله ده غلط ي بنت الناس، هي مش عايشة وحدها هنا لو مكنش لسانها حلو اومال مين هيقبلها كلمة بعد كدة؟!"


"هي عارفة يختي الكلام ده كويس بس بتحب تطنش بعيد عنك، بقولك ايه اللي بتشيل قربة مخرومة بتخر ع راسه لوحده مش كدة ولا ايه؟!"


"حصل يختي كلامك صح"


"الله ع حكمك ي ام سناااااء الله"



غمزتها عشق في جانبها لتشهق منها و قالت:



"بس ي بت عيب عليكي الله!!"




ضحكت عشق بينما نظرت لها ام جاسر بإبتسامة خفيفة و عندما اقتربوا من المبنى كان جاسر يقف برفقة ابن خالته هشام عندما رأى والدته تحمل حاجيات البيت سرعان ما اقترب لتلاحظ عشق قدومه نحوهم فبدأ قلبها ينبض بعنف.




امسك الاكياس من والدته و قال بنبرة عابسة منخفضة:



"تأخرتي كدة ليه؟ كنت لسا هجيلك و اشوف ايه اللي حصل؟!"


"محصلش حاجة ي ابني، سوء تفاهم بسيط و اتحل الحمد لله"



سارعت ام سناء بالحديث بشكل صحيح بينما كانت عشق تسترق النظر اليه و هو لم ينظر نحوها و لو لمرة:



"ابقى متخليش الست الوالدة تتكلم مع ام احمد ي جاسر و بس على كدة ي ابني دي ست نكش، لولا عشق مكنتش خلصت الموضوع كان بقى فيها سين و جيم"


"بس ي خالتي اسكتي"




جذبتها عشق خفية من ملابسها حتى لا تحرجها اكثر من ذلك و عندما كان جاسر على وشك الحديث ظهر ياسر بغتة و امسك عشق من يدها بقوة و قال:



"كنتي فين ي هانم لحد دلوقتي؟!"


"اييي بالراحة ي ياسر في ايه؟!"



استغربت من نظراته الغاضبة نحوها ليرد عليها سريعاً:



"برن على تلفونك من بدري و كان مغلق ليه، كمان خرجتي من غير ما تقولي؟!"


"يعني هو انا من امتى بخرج من غير ما اقول مش انت اللي بذات نفسك قولتلي اجيب طلبات البيت عشان رايح مشوار مع نيرة؟!"




نفضت يدها من قبضته القوية ثم القت الاكياس في احضانه ليمسكها بذهول و قالت بحنق:



"اتفضل ي سيدي اهو اللي خرجني من البيت و ماما و بابا كانوا عارفين كمان، توشكر"




سارعت خطواتها الى الداخل تشعر بالرغبة في البكاء بسبب الموقف المخجل امام جاسر و والدته، تنهد ياسر بينما يمسك الاكياس بشكل صحيح لتعاتبه ام سناء:



"مكنش ينفع اللي عملته معاها ده ي ابني، اختك غصب عنها السوبر ماركت اللي هنا كان مقفول و كلنا رحنا جبنا حاجتنا من السوبر ماركت التاني و ام جاسر شاهدة اهو"


"ايوة ي ياسر، اختك باين عليها زعلت روح طيب خاطرها بكلمتين ي ابني متسبهاش زعلانة"




نظر إليهما بضيق قليلاً و قال:



"انا مش ع حاجة ده انا كنت خايف عليها، برن عليها مش بترد و ملقتهاش في البيت عشان كدة قلقت و بدل ما اكلمها بهداوة تعصبت عليها من غير ما اقصد"


"الامور بتتاخد بالراحة ي ياسر مش كدة خليك هادي"



ربت جاسر على كتفه اثناء حديثه ليصافحه ياسر:



"حمدلله ع السلامة، ايه ي عم الغيبة دي بس؟!"


"الشغل هنروح منه فين طيب؟!"


"ابقي تعالى و اشرب شاي "


"مرة تانية ان شاء الله، يلا ي حبيبتي عشان معاد الدوا بتاعك"


"عن اذنكم ي جماعة"


"مع السلامة"



رحل جاسر و والدته ليدلف ياسر برفقة ام سناء للداخل.

❈-❈-❈


"انا آسف حقك عليا"



جلس امامها فـ اشاحت بوجهها عنه عابسة و كانت حواف عيناها حمراء من آثار البكاء، تنهد ياسر يبرر نفسه بصوت منخفض:



"والله كنت قلقان عليكي و خايف، مش من عادتك أنك تتأخري في طلبات البيت كمان برن ع تلفونك و مش بتردي من حقي اخاف ولا مش من حقي"




نظرت له عشق بسرعة و صاحت منفجرة في وجهه تعود للبكاء من جديد:



"حقك مرة و الف و لو عايز تكسر دماغي اتفضل اهي مش هتغلى عليك، بس قولتلك مية مرة تحسن من اسلوبك معااايااااا مش بالطريقة دي ولا كأني اختك ي عم انت الله"



نفضت كفه عن فخذها تبعد وجهها عنه من جديد، رمش ياسر عدة مرات من حديثها فقال بإصرار:



"انا اسف حقك عليا استاهل ضرب الجزمة"



أتت والدته من الخلف و بدأت بضربه بخفها المنزلي فصاح ياسر متفاجأ منها:



"اييييه ي ماما انتي ما صدقتي الكلمة؟!"


"ما انتي تستاهل ضرب الجزمة فعلا، بقى تزعق لاختك في الشارع ي حيوان؟!"


"ما قولت آسف و جاي بعتذرلها اهو"




نظرت عشق اليه و قالت بينما تمسح دموعها:



"يعني انت آسف من قلبك؟!"


"ايوة والله العظيم تاني"


"يبقى نخرج دلوقتي و نتفسح عشان نغير جو"


"حااااضر ي برنسيسة، و ايه كمان؟!"


"خد بوس ايدي"




مدت ظهر يدها اليمنى اليه فصفعها عليها بخفة لتمط شفتيها بعبوس و قال مبتعدا:



"قال ابوس ايدك، اذا كنت مبوسش ايد امي و ابويا ابوس ايدك انتي ي معفنة"


"عشان انت ابن عاااق"


"انا رايح البس خمس دقايق لو مكنتيش واقفة قدام الباب هنزل و اسيبك"




القى كلماته و ذهب، تنهدت عشق لتذهب نحوها والدتها تحتضنها من كتفيها تواسيها:

[٥/‏٥ ١:٤١ م] أم/أمل: "خلاص ي حبيبتي متزعليش نفسك، قومي اغسلي وشك و غيري هدومك عشان تنزلي معاه"



احتضنت عشق خصرها و قالت بصوت خافت:



"ابنك خلى رقبتي قد السمسمة قدام الجيران"


"هو غلطان و اعترف بغلطه خلاص بقى"



نظرت لها بأعين عابسة و فكرت داخلياً:




'بعد ما عملي فيها سي السيد قدام جاسر و صغرني قدامك، هوريه وشي ازاي دلوقتي ؟!'



نطقت كلماتها بينما تقف:



"ع العموم اروح اغير هدومي استغل الفرصة الذهبية للاستاذ قبل ما يخلع"




سارعت خطواتها إلى غرفتها بدلت ثيابها سريعاً و كما طلب منها كانت تنتظره بالقرب من الباب، خرج من غرفته يمسكها من الخلف:



"يلا ي اخرة صبري انزلي"


"طيب بالراحة ي عم متزوقش كدة"


"ده انا هربيكي بس الصبر"



ضحكت بصوت عالي بسبب ملامحه و نبرة صوته المثيرة للسخرية، خرجا من الشقة و نزلا سويا بسرعة من على السلم دون استخدام المصعد، سرعان ما صعدت السيارة بحماس.



بعد القيادة لبعض الوقت اخذها ياسر إلى مدينة الملاهي و استمرت باللعب منذ فترة ما قبل غروب الشمس إلى أن تم إخطارهم بأن المدينة اقترب موعد إغلاقها، اخذها لمطعم تناولا طعام العشاء و في اثناء طريق العودة رن هاتف ياسر ليجيب:



"ايوة ي نيرة اخبارك؟!"


"مش قولتلك متروحيش عشان عارف انك كنتي هترجعي بدري"



تنهد بخفة و قال:


"خلاص ماشي هوصل عشق البيت و اجيلك"



انهى المكالمة لتنظر عشق إليه تسأله:



"ايه اللي حصل ؟!"


"مفيش، سمعت كلامك و خليتها تروح المناسبة دي دلوقتي رنت عليا بتقولي اجي اخدها عشان حست انها منبوذة لوحدها"




ضحكت عشق و قالت بفخر:



"مش قولتلك هتتعدل لوحدها"


"طلع عندك حق"


"ع العموم خلاص اقف هنا و انت كمل طريقك هتمشى لحد البيت"


"ما هوصلك و خلاص مجاتش من دقيقة يعني!!"



نفت برأسها مُصرة على طلبها:



"لا انا عايزة اتمشى نزلني ع اول الشارع و كدة كدة الناس كلها صاحية ده احنا في الصيف ي عم"


"خلاص ماشي"



وافق متنهدا على طلبها ليتوقف في اول الشارع نزلت من السيارة و بدأت بالسير على مهلها، كان الطريق يعج بالكثير من الناس على الجانبين على اي حال ابتسمت لبعض الاطفال الذين كانوا يلعبون سويا، حتى تجاوزت المقهى الموجود 'القهوة' و كان يجلس جاسر برفقة هشام كالعادة.



تسارعت خطواتها لا إرادياً حتى ابتعد قليلاً عنها، لكن خرج امامها شاب اطول منها قامة قليلاً و سمين الجسد اعترض طريقها بشكل همجي لتنظر نحوه ببرود:



"ايه ي عشق محدش عارف يقولك عيب؟!"


"اتلم ي احمد بدل ما المك انا و اعجنك حاكم انت عامل زي العجينة اللي ناقصة عجن"



ردت بصوت مستقيم هادئ و هي تقف بشكل جيد حتى لا تجذب انتباه احد.

❈-❈-❈


اثناء جلوسهم في المقاعد الامامية يشربون الشاي كان هشام على وشك ان يتحدث لكنه لاحظ أن انظار جاسر ثبتت على فتاة كانت تسير بسرعة:



"تعرفها ولا ايه؟!"


"ايوة بنت الجيران اللي قصادنا"



همهم هشام له و فجأة وقف جاسر سريعاً يراه يذهب اليها بخطوات سريعة حتى انه لاحظ تغيير تعابير وجهه الى اخرى مقتضبة غاضبة:



"ولا انت رايح فين؟!"



وقف خلفه واضعاً المال على الطاولة بقلق:



"لما يتقلب وشه القلبة دي ربنا يسترها"



نظر إليه مجدداً كان يقترب من الفتاة سرعان ما سمع صوتها الذي اصبح عالياً:



"انت اتجننت ازاي تمسك ايدي كدة!!"



وقف جاسر بينهما امسك يد احمد بقبضة قوية أجبرته أن يترك يدها فوراً، سرعان ما نظرت إليه بتفاجئ و تراجعت عدة خطوات حتى تقدم هو و اصبح امامها و امامه تماماً، سمعت صوته البارد يتحدث بنبرة منخفضة:



"مش عيب عليك تعمل الموقف البايخ ده في بنات الناس؟!"


"و انت مالك ي خينا كان حد داسلك ع طرف؟!"


"ااه صوت عيال الشوارع ده انا عارفه كويس، طيب روح اتكل ع الله يلا"



دفعه برفق ليتراجع احمد للخلف عدة خطوات بسبب قوته مما جعله يغضب و قال:



"هو انتي طلعتي من البنات اياهم و عاملة نفسك شريفة"


"اخرس قطع لسانك انا اشرف منك و من عشرة زيك"




كانت ستنقض عليه لكن جاسر مد يده امامها كحاجز يمنعها من الاقتراب منه، لم تكن تدرك انها تمسكت بذراعه فنظر إليها و قال بهدوء:



"اهدي ي آنسة لو سمحتي، زعيقك مش هيجيب نتيجة"


"انت مش سامعه بيقول ايه؟!"



صاحت في وجهه بغضب و هي تنظر له، لكن تعابيره اصبحت حادة و مقتضبة مما جعلها تتخيل كأنها تقف امام أسد كاسر، ادركت انها صرخت في وجهه لتجفل و تتراجع بخوف منه.



نظر هشام الى جاسر ثم الى عشق و قال لها:



"اتفضلي طيب انتي دلوقتي ي آنسة روحي بيتكم"


"ا انا آسفة"



اعتذرت بوجه محرج و خجول كثيراً و تجاوزتهما بينما رأسها منخفض لأسفل لكن حدث شيء لم يكن في الحسبان، شعرت بيدين طوقت كتفيها بقوة فشهقت من المفاجأة لتجد احمد يقول بغضب:



"انا لسا مخلصتش كلامي معاكي"


"ي حيوان نزل ايدك"



تزامناً مع صراخها صفعته بقوة على وجهه بعد ذلك بدأت تعم الفوضى، دفعها بقوة كادت تسقط أرضا فأمسكها جاسر بعد ذلك أنقض عليه يكيل له باللكمات بوجه غاضب، حاول هشام أن يفض النزاع مع عدة شباب و رجال آخرين لكن من يستطيع أن يوقف القنبلة الموقوتة التي انفجرت فجأة؟!.



وسط الفوضى العارمة كانت عشق في حالة من الاضطراب و التوتر الشديد مع استمرار احساس لمساته القذرة على كتفيها جعلها تريد نزع كتفيها من مكانها و إلقائها فيها سلة المهملات، امتلئت عيناها بالدموع و اقتربت من جاسر الذي كان يعتلي احمد مستمراً في ضربه دون اي مقاومة من الطرف الاخر.




انهمرت دموعها بقوة و بدأت شهقاتها تعلو:



"خـ خلاص كفاية سيبه ي جاسر"


"سيبه ي جاسر هيموت في ايدك"



امسكه هشام من خصره و رفعه عنه بكامل قوته حتى أتى شابان اخران و دفعاه بقوة للخلف، تحدثت عشق بصوت متقطع وسط بكائها:




"ارجوك كفاية سيبه"


"ده واحد حيوان مشافش التربية"



صاح بغضب يحاول التملص من الايدي التي تقيده و نظر إليها بذات الوجه الغاضب، نظرت الى احمد الملقى أرضا بوجهه الدامي و الى جاسر تلى ذلك اصابها الدوار الشديد ثم سقطت أرضا فاقدة الوعي.



اتسعت عينا جاسر بمفاجأة عند سقوطها أرضا دفع هشام بعيداً عنه و جثى نحوها يرفع جذعها العلوي:



"عشق، عشق ردي عليا!!"




حملها بين ذراعيه سريعاً و ذهب بها نحو منزل والديها بينما هشام اخذ هاتفها و راح يتبعه.

❈-❈-❈

كان عصام يشاهد التلفاز برفقة سعاد حتى بدأ يدق الباب بعنف شديد، فزعت سعاد من مكانها لكن عصام وقف مندهشا و غاضباً بينما يقول بهدوء:



"استني انا هفتح الباب خليكي هنا"


"حاضر حاضر"



قالت سعاد بخوف و قلق فهذه الطريقة التي يتم طرق الباب فيها و قرع الجرس كانت تنذر بحدوث شيء سيء، فتح عصام الباب ليجد جاسر يحمل بين يديه عشق الفاقدة لوعيها، صُدم عصام و تسأل:



"بنتي؟! مالها بنتي!!!"



ظهر هشام و قال بسرعة:



"خلينا ندخل طيب الاول ي حاج و الدكتورة جاية ورايا"



دلف جاسر بها للداخل بعد ان فتح عصام الباب على مصراعيه حتى يتمكن من الدخول، صفعت سعاد وجهها من كلا الجانبين تلحق بهم الى غرفتها:



"يا لهوي بنتي الحقوووني!!"


"اهدي ي سعاد مش كدة روحي هاتيلها مية"



حاول عصام أن يهدأها فذهبت بسرعة للمطبخ حتى تحضر الماء، بينما عصام جعل جاسر يضعها على سريرها في غرفتها ثم ابتعد عنها مسافة كافية، جلس عصام بجانبها بعد تغطية جسدها بملائة امسك كفها و بدأ يفركها لها بقلق فنظر له بحيرة و سأل:



"ايه اللي حصلها؟! اخوها فينه كان معاها"


"اغمى عليها بسبب خناقة حصلت في الشارع بيني و بين احمد عبد المعطي"


"طيب و هي مالها؟!"


"هو اعترض طريقها و مد ايده عليها بطريقة مش كويسة عشان كدة اتخانقت معاه"



دلفت سعاد و قالت بصدمة:



"بتقول ايه!! مد ايده عليها؟!"


"ده اللي حصل حضرتك"



جلست بجوار ابنتها و بدأت بنثر الماء على وجهها، بينما وقف عصام و اخذ جاسر للخارج من يده مغلقا باب الغرفة خلفه كان هشام يقف بالقرب من الباب في انتظار الطبيبة حتى تصل فـ تفاجئ من خروج كلاهما، كان على وشك الحديث لكن عصام احتدت ملامحه و قال بصوت غاضب مكبوت:



"ممكن تفهمني ايه اللي حصل بالضبط؟!"


"حاضر هقولك الموضوع من الاول ...."



و بدأ جاسر يتحدث معه بطريقة مؤدبة بنبرة جادة و كلاهما يحملان ذات القدر من الغضب في عينيه و العصبية، تنهد هشام و تركهما يتحدثان حتى أتت الطبيبة و جعلها عصام تدخل الغرفة، بعد ذلك بقليل اتى ياسر و علم بما حدث كان سيذهب حتى يتشاجر مع الشاب من جديد لكن والده منعه بالقوة و رغماً عنه.



اثناء ذلك استفاقت عشق و بدأت بالبكاء مما اضطرت الى جعل الطبيبة تعطيها إبرة مهدئة، و اخبرتهم بعد خروجها أن ما حدث كان بسبب الضغط النفسي عليها ليس إلا ثم رحلت، خرج جاسر برفقة هشام و قد اخذ موعد مع عصام حتى يذهب للقسم من اجل وثيقة عدم التعرض لها مجدداً.



.

.

.

.

.

.



"بس هو ده اللي حصل بعد كدة مش فاكرة حاجة"



تحدثت عشق بهدوء و هي محاطة بين والدها و والدتها كان يجلس امامها ياسر ممسكاً بكلتا كفيها، صاح ياسر بإستهجان:



"اقسم بالله لولا ابويا ما مسكني امبارح كنت هروح اموته بإيديا دول"



ضحكت عشق بسبب ملامحه و تعابيره الغاضبة لتقول بحيوية كعادتها:




"جاسر عمل الواجب و زيادة ده انت مشوفتش وش المخفي كان عامل ازاي بعد ما اتهرى من ايديه"




رغم انها كانت تتحدث كعادتها لكن ياسر لمح في عينيها بريقاً من نوع آخر يراه لأول مرة فيها، نبرة الخجل كانت واضحة حتى وجنتيها اصبحت حمراء بشكل طفيف، لم يهتم كثيراً بتغيرها في الوقت الحالي و اولى اهتماماً لها فقال معتذراً:



"انا آسف اني مكنتش معاكي في موقف زي ده، اوعدك انه ده مش هيحصل تاني"


"متتأسفش ي ياسو انت ملكش ذنب في اللي حصل"




هز رأسه نافياً بإصرار:



"لا بجد انا غلطت اني سمعت كلامك و سيبتك تروحي وحدك انا بعد كدة مش هخلي الموقف ده يتكرر تاني"


"هو انت مستقل بيا ولا ايه؟! ده انا رااااااجل بشنبات"



تلمست شاربها الوهمي بطريقة طريفة جعلتهم يضحكون جميعاً، بعد ذلك تنهد عصام و قال بهدوء بنبرة تحمل بعض الجدية:



"النهاردة الصبح انا روحت مع الضابط جاسر و عملت محضر في احمد و خليته يوقع على تعهد بعدم التعرض ليكي و لينا هو و ابوه و اللي يتشددلهم كلهم ي روحي، عايزك تمشي في الشارع عادي زي الاول كأنه مفيش حاجة حصلت"




ربت على رأسها عدة مرات و تغيرت نبرته الى الحنونة و العطوفة:



"عارف انه ده هيكون صعب عليكي في الاول بس انتي بنتي اللي تقدر ع كل صعب، انتي قدها و قدود"


"انا كدة كدة هتخطى الموضوع متقلقش عليا، اصلا الامتحانات قربت و مينفعش اغيب اكتر من كدة"



امتعض وجه ياسر و قال بحنق شديد:



"ع يوم واحد غبتيه بس؟! اومال لو كنتي زيي بغيب بالاسبوعين كنتي هتعملي ايه؟!"


"انت كنت بتلابط ع زمايلك و تاخد المحاضرات لكن انا اللي حيلتي بتعتمد عليا اصلا يبقى اروح اللابط ع مين بقى؟!"




صمت ياسر و لم يستطع ان يجيب عليها و اكتفى بلكمها على كتفها فقط لكن بالطبع بخفة، تركوها بمفردها في الغرفة لتمسك هاتفها و تتصفحه، وجدت رسالة من جاسر لتفتحها:



[ السلام عليكم، اخبارك ايه دلوقتي؟!]



تبسمت بسعادة غامرة سرعان ما ردت عليه:



[و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته، الحمد لله كويسة]


[شكراً ع اللي عملته معايا امبارح و النهاردة، وقفتك دي بحد ذاتها حاجة كبيرة بالنسبالي]




لم تخفي نيتها في التعبير عن امتنانها له بمجرد بضع كلمات، بعد منتصف النهار بالطبع لم يُجب على رسائلها بعد، خرجت من غرفتها و طلبت من والدتها ان تساعدها في تجهيز بعض الحلوى حتى تعبر عن شكرها لما فعله معها، لم تمانع والدتها ذلك و رحبت بالفكرة بسرور.




صنعتا الحلوى و تم تجهيزها بشكل كامل و طلبت عشق من والدها بعد عودته من متجره الخاص بأن يذهب الى شقة جاسر لإيصالها سخصياً، لم يمانع ذلك بالفعل و فعلها بينما هي اكتفت بالجلوس بعد ذلك في غرفتها تدرس حتى صَدر تنبيه كانت قد ميزته لـ رسائله الخاصة:




[معملتش غير واجبي مش اكتر]


[شكراً ع الحلو تعبتي نفسك مكانش له لزوم ع فكرة]




ابتسمت بخفة و ردت سريعاً:



[ دي حاجة بسيطة عادي يعني ]



لم يرد عليها بعد ذلك لتكمل هي دراستها و تكاد تطير فرحا لهذا التقدم البسيط فيما بينهما.




.

.

.

.

.

.



مضت الأيام و كانت عشق مستمرة في مراقبة جاسر كالعادة، ليس هذا وحسب بل كانا يتحدثان من فترة لأخرى بشكل عادي و لا بأس به.



كانت عشق سعيدة بهذا التطور في البداية لكن بعد ذلك شعرت انها تريد المزيد، لتفكر في بعض الحيل السحرية التي قد تساعدها فـ ماذا فعلت برأيكم؟!.



لقد استغلت مواهبها و انشأت حساب مزيف يشبه خاصة جاسر تماماً و انضمت الى مجموعة كانت تتواجد عشق فيها، لكن الفرق انها كانت تنشر بعض التعليقات التي كانت عكس اسلوبه حتى تبدو له انها مستفزة.



بعد فترة على انشائها للحساب المزيف حتى تكون خطتها مُحكمة النجاح اخذت بضع لقطات شاشة من حسابها الشخصي و ارسلتها له مع رسالة تتضمن بأنها علمت أن هذا الحساب مزيف و يعتبر إنتحالاً لشخصيته.




اخبرها جاسر انه سيحل الأمر لكن بعد بضعة أيام قليلة اثناء محاولته للتحدث معها عبر الحساب المزيف لقد فعلت شيئا مضحكا قليلاً حيث انها حظرته، فـ بسبب خبرته القليلة بعض الشيء اخبرها بأنه لم يستطع فعل أي شيء بشأن اختراق الحساب المزيف لأنه تم حظره بالكامل.




اضطرت أن تتفاخر بتخصصها الدراسي و اخبرته بأن يترك أمر الحساب المزيف لها و فعل ذلك، ثم حذفت الحساب المزيف نهائياً و تأكدت من أن كل شيء بخير حتى ارسلت له رسالة ترافقها صورة على نجاحها بأنها انهت الأمر تماماً:




[قفلت الصفحة، تقدر تطمن دلوقتي]




بعد مدة من الوقت رأت رسالته البسيطة:



[شكراً ي بشمهندسة]




تفاجأت عشق من رسالته لتضحك بخفة و ردت:



[اول مرة حد يقولي بشمهندسة]


[ليه؟!]


[مش معترفين بموهبتي]


[لا ده انتي شاطرة جداً]


[شكراً ع كلامك و تشجيعك]


[معملتش حاجة]




ثم تحدثا لفترة من الوقت بعد ذلك، و ما شعرت به عشق أنه اصبح بإمكانها أن تتحدث معه بشكل مريح أكثر من السابق و كأنه أعتاد على التحدث معها، بالرغم من أنه مازال يُجيب متأخراً لكنه يخبرها مباشرة أنه كان مشغولاً في عمله و هي تفعل المثل لكن بشكل متعمد متعذرة بـ دراستها بسبب فترة الامتحانات.




.

.

.

.

.

.



كان يجلس في مكتبه بعد العودة من عملية مداهمة مستعجلة، كان وجهه يظهر عليه ملامح التعب ليفرك معابده حتى يكمل ساعات عمله و يرحل، فتح هشام الباب بضيق ثم جلس أمامه متنهداً بقوة، نظر له جاسر بسرعة و اعاد بصره نحوه الملفات يسأله بصوت منخفض:



"مش راضي يتكلم؟!"


"مش راضي ينطق بحرف"


"ده لعب عيال، انا عايز اروح"



اغلق الملف بصفعة و وقف بوجه بارد يخرج من مكتبه و يذهب إلى غرفة الاستجواب، نقر بسبابته مرتين على صدر الضابط الحارس ففهم حركته يسرع بإخراج علبة السجائر و القداحة من جيبه يضعها في كفه الكبيرة، ذهب هشام إلى الجانب الاخر حيث كانت الواجهة الزجاجية غير العاكسة و توجد اجهزة للتسجيل تعمل بشكل جيد و رئيس قسم المباحث يقف بشكل محموم.



مع دلوف جاسر إلى غرفة الاستجواب صدح صوته بهدوء للضابط الزميل له:



"اتفضل أنت ي محمد سبهولي"



دون أن يتحدث خرج بعد أن هز رأسه بهدوء، نظر رئيس قسم المباحث نحو هشام و قال بحيرة:



"ده شكله عامل كدة ليه؟!"


"جاسر جاب اخره ي باشا، اصبر انت و التحقيق هيخلص في خمس دقايق"



تحدث هشام بنبرة واثقة ليومئ رئيس القسم له بإبتسامة:



"انت هتقولي ع جاسر، ده انا عارفه كويس"




انضم لهما محمد و قال متنهدا لأن محاولاته كانت فاشلة و لم تنجح:



"خلاص كدة هو هيعترف ده حله الوحيد"



ربت هشام على كتفه ليسمع صوت المتهم يقول:



"انا عايز اشرب مية"




في الداخل حيث جلس جاسر أمامه دون أن يأبه بطلبه، حدق فيه لوهلة من الوقت قبل ان يفتح علبة السجائر و قدمها لها:




"خدلك وحدة"



بسبب نبرته الباردة و المنخفضة الى جانب نظراته الحادة لم يسع المتهم إلا أن يمتثل لحديثه و يلتقط السيجارة بأنامل مرتجفة، التقط جاسر واحدة لنفسه و وضعها بين شفتيه ثم دنى قليلاً مشعلاً النار فيها بواسطة القداحة.




عند رؤية هذا المشهد خفف توتر المتهم قليلاً و اشعل جاسر سيجارته هو الاخر ثم اتكئ ظهره على الكرسي، نفث الدخان من صدره ببطئ ليقول المتهم مبتسماً نحوه:



"جات في وقتها ي باشا"




دون أن تتغير تعابير جاسر اومئ له بهدوء يأخذ نفساً عميقاً من سيجارته، بعد قليل من الصمت تحدث جاسر:



"مش هتعترف ي بكري ع اللي وزك تقتل الاسطا بركات؟!"


"معرفش ي باشا مين الاسطا بركات ده اصلا عشان اقتله"



همهم جاسر بهدوء و وقف يسير بهدوء نحوه حتى استقر خلفه، استنشق المتهم دخان السيجارة بعمق مع سماع صوته الهادئ:



"ما انت لازم تتكلم و تعترف على نفسك عشان موقفك قدام القاضي ميبقاش وحش"




كان على وشك التحدث لكن حدسه أنذره بالخطر بعد فوات الأوان، قبض جاسر على نص وجهه بكفه الكبيرة يسد مجرى تنفسه بشكل كامل و بيده الاخرى تمكن من ثنيها خلف ظهره حتى احمرت و كاد يكسرها له، تلوى المتهم من الألم و لم يستطع إخراج الدخان العالق في صدره حتى أن يده الحرة كافحت في إزاحة كفه لكن هيهات فـ فرق القوة بينهما شاسع.




كان وجه جاسر بارداً بشكل مرعب و لم يأبه بوضعه البتة جل ما فعله هو انه دنى إليه بالقرب من اذنه و همس بصوت يكاد يشبه فحيح الأفاعي:



"اعترف ي بكري و خلص نفسك، و إلا اللي انت فاكر انهم عاملين حسابك و هيحموك بعد ما تطلع من هنا تبقى غلطان"




احتقن وجه المتهم و اصبح أحمر حتى ظهرت اوردة جبينه و عنقه، شعر بأنه سيفقد الوعي في أي لحظة لكن الكابوس الحقيقي الذي يشبه الموت كان يقف خلف ظهره تماماً، يحدق به بهدوء و برود شديد دون أن يرف له جفن مما تسبب له بالرعب اكثر من أي وقتٍ مضى:



"انت بالنسبالهم دلوقتي كرت محروق، ي اما هتتحرق لوحدك و الادلة موجودة كلها ضدك"



نظر في عيناه و اكمل بصوت غاضب مكبوت:



"ي اما تعترف و تحرقهم كلهم معاك، حياتك بين ايدك"



حالما انتهت كلماته كافح لتحريك رأسه موافقاً على الاعتراف بما يعرفه من معلومات، عندما تأكد جاسر من نيته بـ الاعتراف اطلق سراحه ليسعل المتهم بقوة و قد بدأ يلهث بقوة كأنه ركض العديد من الأميال دون أن يستنشق أنفاسه لمرة واحدة، جلس جاسر أمامه و كأنه لم يلمسه او يجعله على حافة الموت يأخذ سيجارة اخرى و يشعلها بينما يستمع إلى إعترافه و يتم تسجيله في الجهة الاخرى.




بعد مدة من الوقت خرج من الغرفة و اعطى علبة السجائر و القداحة الى الضابط مربتاً على كتفه بخفة ليؤدي الضابط الحارس التحية بإبتسامة طفيفة له، اتخذ خطوتين للأمام ليخرج من الباب المجاور رئيس القسم، هشام و محمد يبتسمون له على جهده الذي بذله في التحقيق.




تحدث رئيس القسم بفخر:



"براڤو عليك ي جاسر التحقيق مخدش معاك هفوة"


"ده واجبي ي باشا"



بسبب ظهور التعب على وجهه قال له بمراعاة لحالته:



"خلاص ي جاسر روح انت و هشام دلوقتي و خد بكرة اجازة، شكلكوا انتوا الاتنين تعبان اوووي"



استغل هشام الفرصة الذهبية و قال سريعاً قبل أن يُجيب جاسر:



"شكراً ي باشا ربنا يخليك"



أدى التحية سريعاً له بشكل مضحك مما جعل محمد و رئيس القسم يرحلان و هما يبتسمان عليه، ما أن ذهبا حتى نظر هشام إلى جاسر و قال:



"مسمعش كلمة منك حتى و انت في حالتك الزفت دي عايز تكمل الشغل، هي ناقصة هم ي جدع يلا بينا ع البيت"



لم يجب عليه جاسر اكتفى فقط بالعودة إلى المكتب و اخذ مفاتيحه و هاتفه ثم خرج من جديد، تولى القيادة بعد رفض هشام الذي كان يهز رأسه من النعاس الذي داهمه فجأة فـ لم يبالي به، بعد مدة من الوقت وصل الى المنزل جعل هشام يستيقظ و خرج كلاهما من السيارة.




كان على وشك العبور من البوابة لكن اصتطدمت كرة بكتفه بشكل خفيف، توقفت خطواته و نظر للخلف بأعين ضيقة حتى رأى عشق تقف بأعين متسعة و تخبئ نصف وجهها بكلتا كفيها، حولها العديد من الفتيات الصغيرات سرعان ما ضحكن و هربن من انظار جاسر الباردة خوفاً منه.



اخذ جاسر انفاسه بروية ملتقطاً الكرة الصغيرة بيده و اقترب منها عدة خطوات قصيرة لأنها اقتربت منه بشكل اسرع تخفض وجهها المحرج منه، توقفت أمامه و قالت بصوت منخفض:



"انا آسفة مكنش قصدي"



لم يُجب عليها و اكتفى بتقديم الكرة لها لتمسكها ببعض التردد قبل أن تنظر له بضع نظرات خاطفة و هو مازال ينظر لها بهدوء، سألت بقلق و هي تميل برأسها دون أن تدرك و تغيرت نبرة صوتها:



"هو انت تعبان من الشغل؟!"



لم يُجب كذلك بعد وهلة قصيرة من الصمت و النظر المتواصل بينهما، هز رأسه بالإيجاب لها لاحظ تغيير تعابير وجهها حينما زمت شفتيها و رمشت عدة مرات بأهدابها التي زينت عيناها البنية البراقة، و قالت بإهتمام كان واضحاً يستشعره في نبرتها:



"حاول انك متجهدش نفسك في الشغل، عارفة انه شغلك صعب بس صحتك اهم على فكرة، خد بالك من نفسك لو سمحت، هممم؟!"




همهمت له متسألة حتى يفهم نصيحتها، بعد الامعان في ملامح وجهها الرقيقة و تعابيرها القلقة اومئ لها بإبتسامة خفيفة جداً كانت كفيلة بجعل قلبها يتراقص بين أضلعها و صوته المنخفض الذي اطرب أذنيها:



"ماشي"



اندفعت الدماء إلى وجهها بخجل سرعان ما تداركت موقفها لتقول بتوتر جعله يريد الضحك عليه لكنه لم يستطع:



"مـ ماشي عن اذنك، سلام"



دون إنتظار رده هربت من امامه سريعاً مختفية في مدخل المبنى عندها فقط اكمل جاسر طريقه للصعود لأعلى، بينما عشق القت الكرة على الفتيات التي كن يجلسن على السلم بإنتظارها، قالت بغضب طفيف نتيجة خجلها:



"بردو كدة تهربوا و تسيبوني وحدي؟! مش هعلب معاكم تاني"



ضحكن عليها لتقول فتاة بشكل مضحك:



"انتي عارفة اننا بنخاف من ابيه جاسر، مفيش غيرك انتي اللي مش بتخافي منه عشان كدة هربنا"


"مش انتي قولتيلنا انه ابيه جاسر مش بيخوف، ولا انتي خايفة منه ي شوشو؟!"



توترت عشق من كلماتهن لكنها اجابت بسرعة:



"و اخاف منه ليه هو بني آدم زينا ع فكرة، يلا بقى امشوا عشان رايحة اذاكر و انتوا روحوا ذاكروا بردو"



رددن عليها في صوت واحد:



"خلصنا امتحانات من زمان"


"يعني بتغيظوني دلوقتي طيب امشي ي بت منك ليها يلا امشوا"



ركضت خلفهن حتى هربن منها يضحكن بصخب في الارجاء، ابتسمت على ضحكهن لتصعد لأعلى و مباشرة الى غرفتها.




.

.

.

.

.

.



"هتبقي مجنونة لو عملتي كدة؟!"



كان صوت مرام المصدوم واضحاً تمام الوضوح في الهاتف، تنهدت عشق و هي ترتشف من الماء البارد و تتناول بعض الفواكه ثم قالت بنبرة يأسة:



"مفيش غير الحل ده، التدبيس حلو بردو و منه هشوف ميته ايه"


"في انك تدبسيه كدة؟! لااااا ده انتي عجيبة ي بنت عصام"



ضحكت عشق على حديثها مما استفز صديقتها اكثر و جعلها تصرخ بصوت مكبوت:



"ي بت انتي لو حد عرف باللي بتهببيه ده هتطير رقبتك انتي مستوعبة؟!"


"مستوعبة بس عشانه هو هعمل اي حاجة"




اجابتها الهادئة جعلت مرام تتنهد بقلة حيلة من افعالها المجنونة و المتهورة، بعد ان دام الصمت بينهما لوهلة من الوقت تحدثت عشق:



"تعرفي رغم اني بعمل كدة ده بس حاسة براحة متتوصفش، احساس التناقض جوايا و انا بعمل حاجة جريئة رغم اني عارفة انها غلط بس مرتاحة مش عارفة ازاي!! انا مصدومة اصلا من نفسي بقول ازاي انا بعمل كدة و مش خايفة من اللي هيحصل بعدين؟!"


"الاجابة بسيطة ي هبلة و اسهل مما يكون"


" اللي هي؟!"



سألت عشق بحيرة لتقول مرام:



"عشان انتي واثقة فيه خاصةً بعد اخر موقف حصل بينكم"


"كلامك صح"


"بس، والله و طلعتي ي عشق بقرون و ديل ده بعد كدة ابليس هيقعد يتعلم منك يخربيتك داهية"


"بس ي بت متخربيش بيتي اسكتي"


"ايييوة والله و بقينا نطمح لأن نصبح ربات منزل و ستات بيت شاطرين"


"الامتحاااااناااااات و المرمطة بتاعت الكلية تأدب اللي متأدب و الصايع و تعلمنا نمشي ع العجين منلخبطووش"


"ام الامتحانات ع اللي الاخترع الامتحانات انا رايحة ابحث عن زوجي و قرة عيني"



ضحكت عليها عشق بعد ذلك بتدأتا بالمراجعة معا لإمتحان الغد


الصفحة التالية