-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 - 5 - السبت 6/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والعشرون

5

تم النشر يوم السبت

6/7/2024



وكانت هنا الشعله التي اشتعلت وشعر بالضيق رغم صدق حديثها، وبدأ ينظر حوله يبحث عن اي شيء ليثور عليه! ثم لوي ثغره مرددًا 

بتبرم 


= هي الشقه دي اخر مره روقتيها امتى كلها زباله وتراب! مش قعدتي تتريق المره اللي فاتت وتقولي ما وراكيش غيري في البيت يبقى تهتمي بيها وبيا


ثم عاود التحديق فيها ونظر إليها بعبوس وهو يقول و يزفر بضجر على اي شيء غير مهم 


= وكمان انتٍ بطلتي ليه تبعتيلي اكل على الوكاله؟ زي ما كنتي بتعملي اول الجواز طبعا هتقوليلي انا اللي منعتك مع اني ما فتحتش بقي .. وانتٍ اللي بتكسلي وتزهقي تهتمي بيا


تابعت ضحي تناول طعامها بكل هدوء وهي تسمع إليه دون رد؟ ورده هذه الفعل لا يريدها ابدأ بكل تاكيد؟ لذلك نهض يجذبها من ذراعيها بقوه كبيره لدرجه انها نهضت مثله واصبحت بين يداه، وهو يعنفها قائلاً 


= هو انا مش بكلمك ما تردي عليا؟ مجنون انا وبكلم نفسي في البيت دي، ولا مش راجل البيت قدامك وكلمتي لازم تمشي غصب عنك عليكي


تلك هي المشكله دائما يردد بأنه رجل المنزل! وهي لم تقول عكس ذلك أبدا، ردت عليه بأنين واضح وهي تتلوى بمعصمها 


= آه سيب ايدي! منذر وبعدين؟ مش لازم طول الوقت توصل لي بطريقه مباشره اللي انت راجل انا عارفه كويس ده لاما ما كنتش اتجوزتك ولسه معاك لحد دلوقتي 


اعتصر أصابعه رسغها الذي بات مقيدًا منه ، و رغم تأوهاتها المتكررة وتوسلاتها الملحة له بتركها إلا أنه رفض الإنصات إليها، مستغلاً قوته وبالطبع لم تكن مقاومتها له بشيء يذكر.. فاضطرت أن تصمت معه قسراً بالاخص عندما صرخ بكل انفعال شديد 


= تقصدي ايه بقى؟ ان انا ما بقيتش راجل في نظرك دلوقتي عشان كده هتسيبيني؟ لما نكمل خمس شهور زي ما قلتي المره اللي فاتت ؟؟. 


هزت رأسها بهدوء ثم ردت عليه متحدثة بغموض


= لا خالص انا هسيبك عشان انت مصمم تعيش دور المظلوم من غير ما تحاول تتغير عشان نفسك وتشوف مصلحتك فين بعيد عن اهلك؟ حتى مصمم تعيش دور المظلوم و الضحيه وانت عمال تزعق وتشخط فيا.. 


أخذت نفساً عميقاً و لفظته دفعة واحدة قبل أن تكمل حديثها بجدية


= اه على فكره انت بالطريقه دي مش هتوصل لي انك راجل لما تزعق وصوتك يوصل للناس وتبدا تؤمر وتتامر عليا.. الراجل اللي بجد يا منذر اللي بيحسس مراته بالامان مش بالخوف من انها تغلط ويبدا يهين فيها.. وانا تقريبا بقيت فاهمه انت بتعمل كده ليه؟ 


أرخى منذر قبضته قليلاً عن ذراع ضحي اخيرا

عندما شعر بالقلق من هذه المواجهه والتعرف على حقيقته وكشفه امامها؟ وامام نفسه أيضاً

حرك عنقه للجانبين، وفرك أصابع كفيه قائلاً

بصرامة زائفة 


= وايه هو بقى يا فيلسوفه! ما انتٍ خلاص من ساعه ما اتجوزتيني وبقيتي تديني في نصايح وتنظري عليا كانك دكتوره نفسيه 


نظرت إليه بجمود وهي تتابع بصوت مختنق 


= اولا عشان ابطل افتح معاك موضوع انك تروح للدكتور وتتعالج؟ ويمكن شويه كمان عشان همشي واسيبك قريب؟ ونيجي للسبب الأساسي اللي من بعده بقيت كده اني خرجت مره من غير اذنك وانت من ساعتها حاططها على كرامتك ان انا اهنتك! بالطريقه دي و عملت كده قاصده عشان شايفاك مش راجل في نظري.. وانا بعيدها لك تاني انا شايفك راجل كويس في نظري يا منذر بس شكلك هتبدا تخليني اغير ده قريب ؟!. 


شعر بنغزة خفيفة في قلبه لحديثها الموجع ، وأخــرج تنهيدة عميقة من صدره. بدا متأثراً لكلماتها لكنه سيطر على إحساسه وأنصت لها وهي تتابع بكل هدوءا 


= هاه، هتاكل اللي قدامك ولا اروح اعمل لك حاجه ثانيه؟ وبالمره عشان تلاقي حاجه وتبدا تزعق وتشخط براحتك .


❈-❈-❈


كان يجلس آدم بغرفته بالظلام منذ يومين لا يريد أن يري احد منذ عودته من السفر فقد ذهب إلى ابن عمه ليطمئن عليه أو بمعني أوضح يشكي إليه لعله يدله على الطريقه الصحيح، استند رأسه بالفراش و اغمض عينه و بقي ساكناً يستغفر الله مراراً وتكراراً دون توقف حتي صدح صوت هاتفه بالغرفة و لكنه لا يرد و كأنه لا يستمع اليه هو بالفعل حزين علي ما يحدث معه؟ 


فاذا استسلم الى هواجسه والى طلب ديمه سيكون في نظر نفسه خائن! وقد خلف الوعد الذي وعده الى اشقاء ديمه بأنها ستكون هنا لدي ضيفه ومثل ما دخلت من المنزل ستخرج من المنزل.


الخيانة هي ابشع شئ ممكن ان يحدث من وجه نظره ولا بعدها اي غفران ابدأ تنهد بضيق يعبث بخصلات شعره يريد ان يهدئ النار بداخله يندم اشد الندم علي الشعور بتلك المشاعر والاحاسيس تجاهها والتي يرفض الاعتراف بها حتى امام نفسه! و يندم اكثر بكثير علي عدم انفصاله عنها بالوقت الحالي حتى لا يسمح الى شيطانه بالضعف تجاهها في لحظه ما؟ 


ثم يعود و يستغفر ربه علي هذا التفكير، استمرت جلسته دون ملل منه فقط كان يريد الهدوء والسكون إلا أن استمر الهاتف يرن مجدداً برقم إبن عمه افسد خليته، ليزفر بضيق و يرد ليقول الآخر بعتاب شديد 


= ما بتردش من اول مره ليه ولا مش عاوز تواجهني بعد اللي عرفته عنك؟ ازاي تتجوز من غير ما تقول لي وكمان متجوز عيله قد بنتك.. و لما احاول افهم منك ما ترضاش تشرح الموضوع كله وخايف اقول سرك لحد.. و اختصرت ان انت هتطلقها بعد فتره طب انا افهم من كده ايه


تنهد بضيق ثم رد عليه آدم بصوت متشنج


= حسنين بالله عليك سيبني في حالي كفايه اللي انا فيه! وقلت لك مش هقدر اقول لك اكتر من كده واعتبر الجواز ده مجرد خدمه بعملها لحد او رد جميل..و لو لسه بتعتبرني اخوك فعلا حاول تساعدني اتخلص من الشعور اللي انا حاسه تجاه البنت دي عشان انا خايف في مره اغلط معاها وبعد كده أندم.


ظهر علي ملامح إبن عمه نفور واضح على محياه من التفكير في ذلك الأمر فهو لا يفهم كيف وقع آدم امام تلك الفتاه واستسلم لرغبه شقيقتها، بالاضافه الى انه اخبره في زيارته الأخيرة أحيانا يشعر بالضعف وانه يحمل مشاعر لها نمت رغم عنه وتلك ستكون مصيبه إذا وافق على طلبها واصبحت زوجته بالفعل، جز علي أسنانه مغتاظًا من ضعفه ثم صــــاح بنزق


= اسمعني كويس وبلاش تعترض على طول من غير ما تفكر كويس، الحل الوحيد انك لازم تتجوز طالما البنت دي اعترفتلك بحبها و عاوزه تخلي جوازكم حقيقي! وشكلها مش سهله وهتوقعك فعلا وهتبقى عيبه في حقك وحقنا لو استمريت في جوازك من البنت دي! وهي في السن ده.. فالافضل تسمع كلامي واشوفلك واحده تتجوزها مناسبه ليك ومن سنك


وفي ذلك الأثناء، استيقظت ديمة واعتدلت فوق الفراش و التفتت الي وحدة الإدراج جوارها لتأتي بكوب من الماء ولكنها وجدت زجاج المياه فارغة و قد نست تماماً تغيرها بأخري قبل الخلود الي النوم لتخرج بهدوء من الفراش تمسك بالزجاجة الفارغة وهي تتقدم من المطبخ الا انها توقفت فجاه تنظر الي ملابسها المنزلية الخفيفة و ذراعيها العـ.ـاريان وفتحت صـ.ـدر ثوبها المنخفضة .


ثم نظرت الي بنطالها الخفيف و تأففت و هي تسير نحو وحدة الادراج من جديد تضع عليها الزجاج و تمسك بالمأزر الموجود علي طرف الفراش و ترتديه سريعاً قبل أن تأخذ الزجاجه مرة اخري وترحل من الغرفة متجهة نحو المطبخ وهي تضم المأزر عليها بيدها الأخري.


فتحت البراد تخرج منه زجاجة من الماء البارد و وضعتها علي الطاولة الفارغة واثناء عودتها الى طريقها الى الغرفه توقفت امام غرفه آدم وقد استمعت صوته وهو يتحدث مع احد عبر الهاتف تطلعت نحو باب الغرفة بتفكير فلقد ساورها الشك مؤخرًا من تبدل طريقته المهتمة إلى أخرى باردة بشكلٍ مباشر، لذلك قررت ان تتنصت عليه لمعرفة ما الذي أصابه ليبتعد عنها بهذه الصورة المريبة وقد كان؟ اكتشفت حقيقته الصادمة، عندما أخبره ابن عمه الحل  أن يتزوج مجدداً، حتى تفقد الامل فيه وتبتعد عنه! وكانت اجابت آدم بصوته المتردد


= هو حل كويس مش هنكر بس مش هينفع دلوقتي خليها بعد ما انفصل عنها، وبعدين انا اصلا صدقني قبل ما اختها تعرض عليا فكره الجواز منها، كنت هتصل بيك واقول لك خلي مراتك تشوف لي حد مناسب اتجوزه لاني فكرت في كلامك فعلا وحسيت ان انا عاوز أكون أسره من جديد بعد ما فقدت الامل في رنا ترجع ليا .


هز الآخر رأسه نافياً وهو يتحدث بجدية حاده 


= لا الأفضل تتجوزها والبنت دي لسه على ذمتك! عشان توصل لها بطريقه مباشره انك عمرك ما هتفكر فيها بالطريقه دي وهي هتفضل في مقام بنتك او اختك الصغيره بس.


استمع الى أنفاسه الحاره تدل على حيرته، و ذلك جعل الآخر يغضب من ضعفه أمام تلك الفتاه المدلله وسوف تحدث فضيحه مداويه إذا علمت باقي العائله بأنه تزوج من فتاه صغيره و الفرق بينهما كبير ومع الوقت من المحتمل ان يضعف تجاهها وينجب منها أطفال وهنا من المستحيل ان ينفصل عنها، لذلك شعر بالمسؤوليه تجاهه و يجب أن يتصرف الآخر بسرعه ونطق بصلابة قوية 


= آدم انا مش فاهم بتفكر في ايه المفروض توافق على طول! طالما الموضوع كان في دماغك اصلا والبنت دي مش مناسبه ليك باي شكل من الأشكال وصدقني اللي انت حاسه ناحيتها مجرد رغبه ومستحيل يكون حب! و اي حد مكانك هيحس بنفس الاحساس ده انت من زمان قافل على نفسك وعمرك ما فكرت تتعرف ولا تقرب من ست من بعد موت مراتك  وانشغلت في حكايه بنتك غير انك لازم قبل ما عمرك يكبر اكتر من كده تخلف ويكون عندك بدل العيل ثلاثه كمان.. بس اكيد مش هيكون من بنت في عمر بنتك! بس طول ما البنت دي قدامي وما فيش ست غيرها في حياتك هتضعف وتلمسها، و انت اكيد مش عاوز الأمور توصل لكده؟ ولا إيه ؟!. 


اتسعت حدقتيها بخوف بائن، وتسارعت دقات قلبها لمجرد أن يوافق آدم على أمر كذلك و يتزوج، فهي قد فهمت بانه يتحدث مع ابن عمه وكانت تنتظر اجابته بفارغ الصبر وهي تدعي داخلها ان يرفض حتى اذا لم يتمسك بها. لكن مع الأسف أجاب قائلاً بضعف وقله حيلة 


= خلاص يا حسنين تمام كلم مراتك تشوفلي حد مناسب، واول ما تلاقي كلمني على طول عشان اكتب عليها .


تجمدت عيناها بعدما ارتكزت على جسدها... والغريب في الأمر أنه قد رآها وهي تقف عند عتبه باب غرفته ونظر داخل عينيها ولمح تلك الآلام الناتجه عن أمر زواجه بغيرها لكن مع ذلك لم يتراجع! لانه يعلم جيد بأنه يفعل ذلك لأجلها حتى لا تتعلق به اكثر وهو غير مناسب بالمره لها بسبب فارق العمر بينهما الكبير..


وقد اتخذ القرار حتى لو اكتشف بعد ذلك بأنه يحمل مشاعر تجاهها يجب ان يتجاهلها وذلك لمصلحتها لانها بالتاكيد ستندم انها ستضيع عمرها مع رجل مثله يكبرها بفارق 18 عام.


ابتلع لعابه يحاول أن يتجاوز خفقان قلبه عندما انسابت دموعها بقهر غير مصدقه قسوته الشديده تجاهها حتى لو كان يفعل ذلك لمصلحتها حقا، كيف تجرأ واحزنها بتلك الطريقه. أغمضت عيناها متألمة وهي تستند بها على الحائط جانبها، ولمعت حدقتاها متأثرة من شدة الآلم وقد شحب لون بشرتها من مدى تأثير الأمر عليها .


حيث بدأت تفكر هل ستكون في حياته امراه غيرها حقا؟ هل سيداعب غيرها بنفس الطريقه التي كان يفعلها معها؟ ويقترب منها بنفس الطريقة القريبة الدافئة، تلك الطريقة المغرية التي اعتاد أن يفعل مثلها معها، ليبث لها أنه سيكون قريب منها ويمنحها الامان و الطمأنينة ولم يقترب منها احد وياذيها ابدأ.. ونظراته الحنونه ولمعت عيونه وحرارة مشاعره وكل شيء كان يفعله معها؟ حينها فقط أدركت أنها كانت حمقاء لتصدق إخلاصه ووفائه لها. 

الصفحة التالية