رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 جـ2 - 2 - الثلاثاء 9/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث والعشرون
الجزء الثاني
2
تم النشر يوم الثلاثاء
9/7/2024
حيث مرت أيام بنفس الحال، كلا منهم يحاول الهروب من الآخر، لكن لا احد استطاع الفوز بمشاعره والسيطره عليها.. قبض آدم علي كف يده و ضرب الفراش جواره عدة مرات بغضب ليقفز عن الفراش يرتدي نعله المنزلي و يتوجه نحو غرفتها حتي يعتذر منها عما بدر منه ليس له الحق بفعلته و ليس لها الذنب ان تتحمل هذا الجنون في التعامل.. في النهايه هي ما زالت شابة صغيره ولا تعرف كيفيه السيطره على مشاعرها ويجب ان يتحدث معها كاخ او اب ويفهمها ذلك .
ساعات كان يقنع نفسه بذلك حيث تحجج
بأنه سيذهب لسؤالها عن سبب خروجها بذلك الوقت و وقوفها امام غرفته قبل أيام! لكن كذب يود رؤيتها، يحترق داخلياً لرؤيتها كم ان منظرها يريح داخله وبنفس الوقت يبعثر هذا الشئ يموت لأجله حقاً كيف لنظرة منها فعل هذا به؟ ما بالك ان اقتربت منه؟ هل يموت من جنون التفكير؟ أم يموت من جمود اللحظة؟
هذا آخر من خطر على عقله قبل ان يسمع صوت هاتفه يرن برقم ابن عمه ليخبره بأنه قد وجد العروسه المناسبه وسوف تأتي بنفسها له لتري المنزل.! ويتحدثون فهي امرأه بسيطه الحال وكانت متزوجه من رجل خليجي لكن مع الاسف أخذ أطفالها الى الخارج ولم تعرف عنهم شيء حتى الآن وكل ما تريده في الحياه ان تعيش حياه هادئة مستقرة.. شعر آدم بانها بالفعل مناسبه ولم يستطيع الاعتراض.. ومنع نفسه من الذهاب الى ديمه والاعتذار كما كان يستعد.
بعد مرور وقت، لم يجد شيئا يخرج به غضبه وحزنه غير العزف على البيانو! وكانت مقطوعه عن الآلام الذي يشعر به.
وبنفس الوقت كانت ديمة في غرفتها الارق سيطر عليها كعادتها كلما تذكرت وضعها و زواجه القريب! فتحت عينها بعد محاولات فاشلة لكي لا تتسلسل تلك المقطوعة الحزينة التي يعزفها لاذنها واللعنة وكأنها مدمنة لكن ليس على المخدرات بل على تلك المقطوعة! حاولت كثيراً النوم لكن لا فائدة اذنها تعزف تلك المقطوعة باستمرار! عرفت بأن لا سبيل للنوم سوا سماع تلك المقطوعة المريرة!
فخرجت تمشي على اطرافها متسللة الى الخارج.. ترددت كثيراً من الخروج وحاولت تذكر نفسها ما فعله بها وكيف تركها وسيذهب لغيرها لكن لم تستطع ! كانت عاجزة بحق ستجن كلما اقتربت منه سمعت صوت المقطوعة وكأنه يعزف البيانو داخل رأسها !!
وعندما وصلت بدأت ان تراقبه مثل العاده عندما كانت في بدايه زواجهم تختلس النظرات عن بعد فكانها تسرق لحظات الشوك لتراه وهو من حقها أساسا، غريب ذلك الحب حقا .
❈-❈-❈
وصلت بسمه الى الجامعه وهذه المره اسرعت الى صديقتها مروه وأخبرتها بملخص سريع لما دار بينها وبين شقيقتها وتهديدها بالاضافه الى تصويرها لها الغير متوقع، لوت الأخري ثغرها للجانب قائلة بغرور مفرط
=طب وايه يعني!.
راقبتها بسمة بنظرات متنوعة ما بين الخوف والتوتر وهي تردف بحذر متردد
= بقول لك صورتني وانا معاكي وانتٍ بتشربي سجاير وصورتني وانا قاعده مع زفت اللي اسمه محمود ده في الجامعه وبتهددني وانتٍ تقوليلي ايه يعني
هزت رأسها باعتراضاً وردت عليها بعبوس
=انا مش عارفه قلقانه وخايفه على ايه ما ده برده مش دليل! الصوره هتبان انا اللي بشرب سجائر مش انتٍ و ثاني حاجه صورك مع اللي اسمه محمود ده في الجامعه ما فيهاش برده حاجه عادي زميلك وقاعده معاه.. فين بقى التهديد والدليل انك بتعملي حاجه غلط مش فاهمه
ازدردت ريقها بقلق وهي تقول بمرارة
= يا ريت الموضوع بالبساطه دي وبعدين خليني صريحه مع نفسي انا غلطت والغلط هيكون بالنسبه لهم ان انا عملت حاجه من وراهم كملت تعليمي وبخرج اتفسح وبقابل ناس مش كويسه في نظرهم ويا عالم بعمل ايه تاني.. انا من ساعتها مش عارفه اتلايم على اعصابي وخايفه اختي تعملها بجد وتبعت لهم الصور
نظرت لها بنظرات ثابتة وهي تقول بغلظة
=خلاص طالما الموضوع بالنسبه لكم كده فضيحه مجرد صوره عاديه مع واحد قاعدة معاه، يبقى انتٍ كمان صوريها مع واحد ماشيه معاه في الشارع عادي و وقفها يسألها على عنوان ده انتم عالم غريبه بجد
قطبت جبينها متعجبة من حديثها، ورددت بصدمة قليلة
= مش عارفه بتتريق ولا بتتكلمي بجد بس انا مستحيل اعمل كده في اختي، مهما حصل مش توصل معايا للشر ده واذيها ذي ما بتعمل معايا ومش اي اذيه ده ممكن توصل معايا لطريقه انهم فعلا يمنعوني أشوف مالك أبني وياخدوا مني
نظرت لها وهي تحك رأسها بحيرة ثم مطت فمها للأمام بتفكير مرددة بتعجب
=طب ما ممكن هي كمان بتهددك ومش هتعملها يعني هي ممكن اختك فعلا تفضحك فضيحه زي دي؟ هي بتكرهك للدرجه دي يعني
إحتقن وجهها الذابل بحمرة غاضبة ثم التفتت ناحيتها وهي تهز رأسها بانكسار
=لو كنتي شفتي الشر اللي في عينيها وهي بتهددني كنتي خوفتي زيي واكتر انا مش عارفه ايه اللي حصل لها خلاها كده؟ ده مش فارق معاها تخرب بيتي وتوديني في داهيه عادي والله اعلم في دماغها إيه عاوزه تعمله مع منذر ومراته اما انا اختها عملت معايا كده.
نظرت إليها صديقتها بغيظ من سذاجتها ثم
ردت عليها بتبرم ملوحة بيدها
=عشان انتٍ يا اختي طيبه وعلى نياتك طب ايه رايك بقى ان انا شاكه في أختك دي أصلا وشكلها وراها مصايب كثير مخبياها عنكم وهي دي حقيقتها من الأساس وانتم إللي واخدين بالكم منها وظهرت متأخر ليكم.. ما هو محدش بيتغير من يوم وليله في ثانيه ويكون كل الشر ده جواه.. دوري وراها وانتٍ هتلاقي إللي تمسكي عليها
هزت رأسها متساءلة بتوجس بعد أن ظهر الحزن الذي يكسو تعابيرها
= هو انا خلاص همشيها كده انا واختي نمسك حاجات على بعض.. انا مش عارفه اعمل ايه وحاولت ما اردش عليها ومشيت وسبتها لكن هي مش هتسكت اكيد! وفي نفس الوقت مش عاوزه اخرب بيت ضحى هي ما عملتليش حاجه وحشه بالعكس دي ساعدتني على قد ما قدرت بطريقه غير مباشره وشكلها طيبه و غلبانه.. وانا متاكده حتى لو منذر طلق ضحى لا قدر الله عمره ما هيرجعها ده كفايه بس بيسمع إسمها من هنا وشه بيتقلب 180 درجه ومش عارفه عملت له ايه يخلي كرهها بالشكل ده
مطت شفتاها بضيق قائلة بإصرار وهي تشير بسبابتها
=جالك كلامي البنت دي وراها مصيبه!! اسمعيني كويس حاولي ما تظهريش انك خايفه من تهددها تاني وخذيها على قد عقلها.. لو عرفت انك خايفه هتسوق فيها انما لو كبرتي دماغك وعرفتيها أن الموضوع مش فارق معاكي وان ده مش دليل كفايه.. اخرهم يعني هيعرفوا ويتاكدوا انك بتكملي تعليمك من وراها مش قصه برده توصل انهم يحرموكٍ من ابنك .
صمتت لحظة تفكر بالأمر بخوف ثم هتفت متساءلة بقلق وهي تنظر إليها
=طب افردي يا فالحه راحت على طول فضحتني ووريتهم الصور انا هعمل ايه؟؟ برده لا انا قلقانه وخايفه ولازم كمان ابطل حكايه خروجي معاكي و مرواحي للجامعه كمان
تلك المرة ردت عليها مروه بصوتها الجـــاد والصارم بثقة كبيرة
= مش هتعمل حاجه هي صورتك عشان تمسك عليكي ذله وتخليكي تعملي اللي هي عاوزاه و هتفضل برده مستمره في كده؟ تخوفك انما مش قضيتها ولا في دماغها في الوقت الحالي انها تفضحك بس برده لازم تحذري منها لانها شكلها مش سهله وبطلي بقى حكايه اختي ومش اختي لان ما فيش اختي بتهدد اختها بالشر ده.