-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 جـ2 - 3 - الثلاثاء 9/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والعشرون

الجزء الثاني

3

تم النشر يوم الثلاثاء

9/7/2024


علمت ديمه بان زوجه آدم المستقبليه ستأتي لترى المنزل قبل عقد القرآن، بالطبع شعرت بالحزن والألم لكن قد وعدت نفسها بانها لم تستسلم بعد! فهي امرأة تغار وبشدة..وإن لم يستطع أن يراها امرأته الوحيدة فلن تستطيع أن تتشاركه مع امرأة أخرى تحمل هذه المكانة عنده.. لن تستطيع.. وقلبها لن يتحمل أن تشاركها امرأة في قلب زوجها ويكون لها ما لها هي فيه..


استيقظت منذ الصباح وبدأت بتصفيف شعرها و تجفيفه بمجفف الشعر الكهربائي ثم بدات بتجهيز نفسها باروع شكل وفي ذلك الأثناء سمعت جرس الباب، لتتحرك بسرعه تنظر الى نفسها مره اخيره ثم خرجت الى الخارج بهدوء تنفست وتقدمت من آدم تنحنحت و همست بهدوء 


= اونكل آدم لحظه.


التفت اليها آدم بعد ان كان موالي اليها ظهره

و هز رأسه بالايجاب وكاد أن يخطيها متوجهاً

الي الباب الا انها اسرعت بالنداء عليه مرة أخري، اضطر ان ينظر اليها بالكامل متأملة جمال ملامحها؟ كانت ديمة أمامه كتحفة فنية أو كلوحة لفنان رسم الذي يعشقه، كان يتأملها بعينان راغبة وشغوفة يداه كانت باردة تُرسل رجفه لأنحاء جسده، فكيف يفكر الهروب من تلك الفتاه و البحث عن غيرها لكن قد فات الأوان وأخذ القرار بالنهايه. حمحم وهتف بصوته الاجش هاتفاً 


= نعم يا ديمة


ابتلعت ريقها بأحراج و هي تضم كفي يدها

امامها متحدثة بصوت رقيق 


= عنك انت انا اللي هفتح! دي مهما كانت ضيفه في بيتنا ولازم نستقبلها ولا ايه؟

يا اونكل ادم .


كم أصبح يكره ذلك الأسم حين نُطقها له اونكل كم كرِه ذاته لانه من جعلها تعود وتتعامل كالغرباء وتأثيره على حياتها وشخصيتها، گم کرِه نفسه وگم كره العمره الذي يقف عارض بين علاقتهم..


ذهبت تفتح الباب وكان خلفها آدم الذي استقبل تلك الضيفة بترحيب مصطنع ثم تحدث بابتسامه زائفه 


= أهلاً وسهلا نورتينا، اعرفكم ببعض دي هدى 

ودي اميرتي الصغيره ديمه 


طرب قلبها لمجرد قوله أميرتى لكن ذلك لم يمنعها للنظر الى تلك المراه التي تكبرها في العمر بغيظ وغيرة.. وتريد ان تفهم لما فضلها عليها وليس هناك أي وجه مقارنه بينهما لكن آدم بالتأكيد لم ينظر لتلك الأمور بهذا المنظور بانها جميله او قبيحة لكن حاول الهروب من مشاعره بتلك الطريقه حتى لا يربطها جانبه وهي ما زالت صغيره.. ويجعلها تقطع كل الآمال به.


بعد مرور وقت اجتمعوا على سفره الطعام، وبدأت ديمة في وضع الطعام على الطاولة لتجلس أخيراً، وكانت تريد ان ترسل الى تلك المراه بانها صاحبه المنزل وليس هي.. ثم بدأت تضع الطعام لتلك الضيافه وادم بعدها وهي حريصة على عدم تغيير معاملتها الجافة له. عليها أن تفيق من اوهامها أى كانت هذه الأوهام عليه أن يخلصها منها .


أفاقت من أفكارها علي صوت تلك السيدة قائلة بحنان 


= ما شاء الله عليكي شكلك ست بيت شاطره

عقبالك يا حبيبتي لما تلاقي اللي يصونك، بنت اخوك جميله أوي يا آدم ربنا يخليها لكم 


فهمت ديمة بأنه قد اخبرها بانها ليست زوجته وانما تقربه وهذا جعلها تغضب وتحزن بنفس الوقت، ثم ردت عليها من بين شفتيها بإيماءة خفيفة من رأسها


= المهم يكون بيعرف يطمني عشان أنا علي طول خايفة من الوحده و الانسحاب المفاجئ


قالتها وهي تمد طبق الخضار لتعطيها له و عينها لم تفارق عينه لحظة رغم ارتباكها رغم خوفها رغم كل شئ الذي عاد لها لكنها بقيت صامدة حيث تخبئ تنفسها الغير منتظم بصعوبة ودقات قلبها وفراشات محتملا سينما عظامها.. 


بينما الآخر لم يختلف الوضع عليه؟ ويفكر بها وبحاله معها والذي تجاهلة منذ اعترفها بالحب وقد جاء بتلك المراه بالاخص حتى يقطع كل الاوساط بينها وبينه! لكن رغم انها تجلس معه والاخرى جانبه، يفكر بها.. شعر بالضيق والمرار عندما تمنت تلك السيدة لها زوج صالح وهو بالأساس زوجها ويحرمها على نفسه .


فرغم كل ما يفعله إلا أنه لا يشعر بالسعاده ابدأ بالاخص عندما يراها حزيناً هكذا وهو أيضاً، لكن الأمر صعب حقا صعب ان يتقبل كل ذلك ويتجاهل مبادئه وشعوره بالذنب وعاداته و تقاليده ويوافقها على ماذا تريد.. ويظلمها جانبه.


كانت السهره تسير بشكل هادئ حتى ديمه لم تستطيع التعليق على تلك السيده بطريقه غليظه او تتحاور معها بطريقه غير مهذبه و تجرجها كما كانت ترتب من قبل، فعندما عرفت بحالها قد اشفقت عليها وفضلت الصمت.


ذهب آدم ليضع أطباق الطعام بالداخل ويحضر القهوه لان ديمة لا تجد صنعها لذلك هو من تولى الأمر وترك الاثنين بالخارج! وكان مطمئن لأنه قد علم أن ديمه اشفقت على حالها ولم تضايقها وذلك جعله يفتخر بتلك الصغيره ويعجب بها اكثر واكثر.. 


و في اثناء انشغله بعمل القهوة كان مغمض العينين يمسح على وجه الارهاق وفجأة بدأ العزف على البيانو بالخارج فعلم بأنها هي علي الفور، فتح عينه وبلا وعي منه خرج وهو يستمع لمقطوعتها التي كانت سهماً حزيناً كئيباً غرس بعمق داخل صدره! وتلك السيدة هدي الزوجه المستقبليه كانت تقف جانب وهي تشاهدها بابتسامه هادئه .


بينما ديمة كانت مغمضة العينين لكنها كانت تعلم بأنه خلفها.. كانت تعلم بأنه قريب منها شعرت بصوت انفاسه تختلط مع أنفاسها 

في الرواق! حيث كان الجو بارداً هادئاً لم يقطع هدوء المفرط سوا صوت المقطوعة الحزينة.. فهي لم تتحدث معه طوال هذه الفترة مر اسبوع او أكثر لم يتحدثون بأي لغة فقط اختصروا عتاب بعضهم البعض عن بعد.


مرت ربع ساعة واستأذنت تلك الضيفة للرحيل بهدوء مثل ما جاءت، اقترب آدم بتلك اللحظة من ديمة ووضع اصابعه على خدها وراح يمسح دموعها بكل عناية وكأنه شخص آخر غير الجلاد الذي قلب حياتها رأسها على عقب وتساءل


= هي دي دموع ولا انا بتهيا لي ؟!. انتٍ بتعيطي


نظرت ديمة الى وجهه وراحت تطالع عينيه

بخيبة وقالت باعتراض كاذب


= ده بس عشان عيني حساسه مش اكتر لكن هعيط ليه مثلا عشان هتتجوز وتجيب لي دره 

اكيد لا عن اذنك .


قالت تلك الكلمات بعد ذلك استدارت هاربة منه ولم تشعر إلا عندما وضع يده على يدها وجذبها حتى ارتطمت بقوة بصدره العريض وهناك تبادلا نظرات كثيرة، لو رآهما شخص ما لظن انهما عاشقين لا محالة، ثم همس بشرود 


= المرأة العقلة ما ينفعش تغير، لأن الغيرة اعتراف أن هناك امرأة أجمل منها.؟!. و انتٍ ما ينفعش تعترفي بكده يا ديمه عشان انتٍ ما فيش اجمل منك 


لامست ديمة خدها برقة تسمح دموعها وتساءلت بذهول


= هو انت عاوز تجنني مش كده؟ ولما انت شايفني حلو كده ليه عاوز تتجوز تاني وتكمل حياتك مع غيري.. إيه اللي فيها مش هقدر اعمله ليك؟ على الاقل انا بحبك لكن انا متاكده انها لا 


أبتعد عنها بصعوبة بالغة وهــز رأسه بيأس وإحباط وهو يقول بقله حيله


= كده احسن يا ديمة صدقيني، يا ريت كان بايدي كنت غيرت حاجات كتير.. لكن سبق و قلت لك ما ينفعش احنا في فروق بينا كتير وده الافضل لينا 


أدمعت عينها بانزعاج من جديد وقالت بتحشرج


= لا بايدك ومش ده الكويس لينا كمان لكن انت اللي جبان ومش قادر !. تاخد قرار رغم مشاعرك اللي جواك ولو قلت غير كده هتبقى كداب؟ 


اشمئز من نفسه لأنها علمت بمقدار سيطرتها على حواسه، تحركت الاخري مسرعة وتوجهت نحو البيانو وبدأت بالعزف عليه بألم من جديد وكأنها جسدت ما شعرت به من قرف روحها بهذه المقطوعة الحزينة! حيث لم تشعر بنفسها إلا وهي ترفع رأسها للاعلى مغمضة عينها ودموعها تجري حافرة خديها ومالئة لاذنها بينما اصابعها تخدش مفاتيح البيانو من شده الوجع.. فهي لم تتعلم منه سوا القهر والألم.


❈-❈-❈


جلست بسمة فوق المقعد الخاص بالجامعة، وضعت الكتب امامها وتوترت قليلاً عندما لاحظت ذلك الشخص يقترب منها وبدات تشغل نفسها وهي تعبث بدفترها الذي أمامها 

و عندما اقترب تنحنح محمود متساءلاً بخشونة


= ازيك يا بسمه اخبارك ايه يا رب تكوني بخير كنت محتاج استلف منك الكشكول زي كل مره ممكن اقعد ولا هتقلبي عليا وهتقومي تمشي؟ 


همهمت له بسمة بصوتٍ أبح وسبابتها مازالت تعبث بدفترها بتوتر 


= هاه، لا اتفضل أقعد.


أبتسم بعدم تصديق وجلس بالفعل! فاعتقد انها ستفعل مثل المرات السابقه مره تجلس معه ومره اخري ترفض؟ فكانت الفتره السابقه مشوشه بالفعل وعندما كان يطلب منها الدفتر الخاص بها تعطيه إياه وتجلس معه بينما هو يظل يتحدث باي حديث وهي تسمعه فقط! لكن للصراحة الحديث لم يخرج عن إطار دراستهم وعمله.


شردت بحديث شقيقتها عندما وجهتها غاده بالحقيقه وانها من الواضح بدأ أن يعجبها شخصيه محمود زميلها ذلك الشخص الذي تعرفت عليه في الجامعة وهي تشعر بالخوف والقلق من أن يرى احد آخر ما بدأت تشعر به نحوه! فالأمر أحيانا لا يتوقف عن الاعجاب فقط بل أيضاً قد اعجبت بتفكيره واهتمامه عن التعليم! 


لم تعد تفهم حقا هل تعجب بافكاره وشخصيته ام تعجب به ذاته! وفي الحالتين هذا الشعور خطأ وربما يتطور مع الوقت وستصبح في نظر الآخرين حينها خائنه بالطبع . 


فاقت من شرودها عندما هتف الآخر مرددًا باقتراح 


= بسمه اي رأيك لو نخرج بره الجامعه ونروح اي كافتيريا نتكلم مش أفضل.


نظرت له مطولاً وسرعان ما نهضت وهي تقول بتوتر وارتباك


= هاه، لا ما ينفعش طبعا انا لازم امشي عن اذنك .


الصفحة التالية