رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 جـ2 - 4 - الثلاثاء 9/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث والعشرون
الجزء الثاني
4
تم النشر يوم الثلاثاء
9/7/2024
قرب المساء، بعد الإنتهاء من دوام الوكاله رحل الجميع ما عدا بعض العمال الذي كان يجلسون كلهم بصحبه بالقرب من الوكاله، في حين عاد منذر وقد نسى شيء بالداخل ليتفاجا بهم يجلسون وهم ينفثون دُخان الشيشه و ذلك الصبي يضع لهم حجرين أخرين ليحرقهما بتلذذ وسط قطعة الحشيش الصغيره التي وضعها... لتتعالا أصواتهم بقلق عندما وجدوا منذر امامهم فقد انكشف امرهم، بينما هتف مرددًا باستفسار غاضب
= يا نهار مش فايت هو انتم بتعملوا ايه بدل ما تروحوا بيوتكم قاعدين بتحششوا ؟!.
ليُنفث احد أنفاسه من ذلك الدُخان بارتباك قائلاً بتبرير
= ما احنا هنروح يا معلم منذر أكيد، بس بنعمر الدماغ قبل ما نروح للجماعه (زوجته) اللي في البيت عشان نظبط الليله معاهم وانت فاهم بقى.
كان بعضهم ليس في حاله جيده فيُناوله صديقه سيجارته ليتلذذ في مذاق تلك السيجاره قبل ان ينهض وهو لا يرى جيد أثر حاله السكر الذي بها ثم قال بتفاخر
= ما تقلقش يا معلم منذر احنا مروحين على طول بيوتنا اول ما نخلص حجرين الشيشه دول، عشان دول هم اللي هيظبطونا الليله مع مراتتنا
عقد منذر حاجيبة باستغراب وهو يقول بانفعال
= هو ايه اللي انتم بتقولوا ده؟ ايه علاقه اللي انتم بتشربوا باللي انتم متجوزينهم في البيت
وضع ذلك الرجل ساقاً فوق الاخري وهو يتطوح من فوق كُرسيه وتابع حديثه يتفاخر أكبر أمام أصدقائه برجولته ومايفعله بزوجته
دون حياء
= ازاي بس يا باشا ما دي اصل الليله كلها
ومن غيرها ما نعرفش نمشي يومنا مع اللي مستنينا في البيت بعد التعب اللي بنتعبه في الشغل.. وهتخليك ذي عنتر ابن شداد في نظر المدام و ما تنساش الليله دي طول عمرها وتحلف بيها
نظر منذر لهم بدهشة كبيرة وبدأ يشعر بالتوتر نوعا ما وهو يفكر بحديثه هل بالفعل تلك الممنوعات يمكن ان تغير وضعه مثلهما، هو لم يجرب شيء كذلك ابدأ في حياته! ليسمع صوت احد رفقائه بينما سيطرت رائحة الحشيش عليه
= ما تقعد تشرب معانا يا معلم منذر ؟!.
اتسعت عينا بذهول وغضب عارم وقبل ان يتحدث ويعترض، وقف نفس الشخص الاول بترنح وهو لا يقوي علي الوقوف ويقترب من منذر وهتف ببطء شديد
= ده انت تنورنا يا منذر بيه والقعده هتحلو! وحظك كمان حته الحشيش اللي معانا ايه اخر حلاوه وما فيش زيها جرب بس وانت هتدعي لنا .
❈-❈-❈
كانت ديمة تكمل في خطه بسمه لكن هذه المرة كان الأمر خطير لكن مع ذلك لم تستسلم
وتترك آدم يذهب لغيرها وبدأت في الخطوه التاليه وهي عندما أخبرتها بسمة قائلة بمكر
= ما يحركش الراجل اللى الراجل اللي زيه!. و هو لو شافك مع غيره او حس ان انتٍ وقت ما تطلقي هتروحي لواحد غيره هيشعلل وانتٍ لازم توصلي للنقطه دي عشان يندم ويرجعلك.
صفت سيارة أمام بنايه آدم وهبطت منها ديمة وخلفها شاب وسيم يسلم عليها وهو مبتسماً لها وهي كانت تشكره بلطف، بينما أحدهم كان يراقب ما يحدث من نافذة غرفة المعيشة وكان يحترق في المنزل.
حيث كان ذلك المنظر رومانسي لافتاً لادم الواقف امام النافذة والذي اسودت الدنيا بعينه برزت عروقه من الغضب والجنون سيطر عليه ولم تبقى ذرة منطق انسانية تعمل بروحه! ضغط على قبضته بقوة مجنونة وصر علي اسنانه متحدثاً بضيق
= اتحركي... اتحركي، من مكانك قبل ما انزل واطربقها فوق دماغك ودماغه!!
قال عبارته الأخيرة بغضب مجنون ثم ضرب
الجدار أمامه فتوترت ديمة عندما رفعت
بصرها فوجدت ذلك المظلم ينظر لها من النافذة فسحبت نفسها لترحل متحدثة
= شكراً على التوصيله مع السلامه.. مع السلامه انتٍ كمان يا منى اشوفك بكره في الجامعه .
قالتها وذهبت فوراً مرتعدة خائفة لم تكن نظراته طبيعية كان غاضباً و دمار قد يلحق
بأي شئ امامه! صحيح كانت تريد الوصول الى ذلك وتخرج الوحش لكن لم تفكر في رده الفعل بعد ذلك؟ صعدت للاعلى همت بالدخول لغرفتها فلم تشعر به إلا ويسحبها من ساعدها لغرفته مغلقاً فمها دافعاً جسدها على بابه من الداخل وجثته تلتصق بذاته، ابتلعت ريقها بتوتر وخوف ثم أبعدت يده عن فكها وهي تهمس
= في ايه! انت ماسكني كده ليه من فضلك ابعد عني؟!.
= ده في احلامك أن ابعد عنك.
قالها بسواد مرير مظلم مجنون وعينه تحولت
لاخرى داكنة كان يتحدث بقرب من وجهها زفيره ملئ وجهها اختلط مع تنفسها المضطرب، وصاح بصرامة حاده
=انطقي من اللي كان بيوصلك بعربيته هنا لحد البيت؟ ونزلت تسلمي عليه وسبتي يمسك ايدك .. هي وصلت بيكي الجراه كمان جايبه واحد هنا يوصلك عادي
انتفضت عده مرات أثر الصراخ وحاولت رسم ملامح الشجاعة وهي ترد عليه بحده
=اولا ملكش دعوه بيا.. وده كان اخوه واحده صاحبتي في الجامعه ولو بصيت كويس كنت هتلاقيها في العربيه يعني ما كنتش لوحدي معاه ولا حاجه.. وهو خاف عليا امشي لوحدي في وقت زي ده وتحصل لي حاجه فااصر يوصلني وما عرفتش اقول له لأ .
انعقد حاجباه ولم يستطع منع نفسه من أن يظهر الضيق والاستياء وهو يقول بانفعال
= وهو مين هو عشان يخاف عليكي وباماره إيه أصلا.
حاولت ابعاد يده عنها و هي تتحدث بضيق زائف
= اظن انك قولتي ان كل واحد فينا حر يا اونكل آدم وانا معملتش حاجة غلط مجرد اخو زميله ليا ووصلني فيها ايه
صرخ بها بجنون و قد احمر وجهه من شدة
الغضب قائلاً
= انتٍ مش حرة يا ديمة انتٍ مراتي؟ وحتى لو على الورق بس! لازم تحترمي اسمي اللي شايلاه .
وضعت يدها الحرة بخصرها و هي تتحدث
بأنزعاج
= يا سلام يعني يتحكم عليا اني ابقي مراتك و
تتحكم في كل تحركاتي و انت تبقي براحتك
و متبقاش عاملي اعتبار صح.. ما انت رحت كلمت غيري واتفقت على الجواز ولا نسيت؟ يبقى انا كمان بقى اشوف نفسي بعد ما اتطلق منك ولا فاكرني هفضل كده من غير راجل جنبي ويحميني طالما انت عاوز تنسحب من حياتي.
نظر الي وجهها و الي تعابير الجدية التي
تتحدث بها، بدأ يتنفس بعنف مع كل كلمه تهتف بها كانت جارحه وقاسية على قلبه، ليقرب نفسه منها اكثر و هو يتحدث بتهديد عنيف
= عارفه لو شفتك مع راجل تاني ! حتى لو بيوصلك سوا زميلك بقى ولا سواق حتي هقتلك وهقتله كمان، بلاش تلعبي معايا عشان انتٍ ما تعرفنيش كويس.. لو فضلتي تضغطي على الحته دي بالذات يبقى اترحمي على اللي هتمشي معاه المره الجايه وعلى نفسك .
انصدمت من كلماته بقلق ثم مررت ابهامها علي يده و هي تتحدث إليه برجاء
= ممكن بلاش تعملها تهدید و تخوفني منك.
نفي آدم برأسه و هو يردف بإصرار قوي
= مش تهديد انا بنفذ كلامي يا ديمة.. ما ينفعش حد يقرب منك غيري
وضع يده علي وجهها يتحسس نعومة بشرتها مقربا نفسه إليها اكثر حتي يلتصق بها قائلاً بهدوء غريب
= اللي حصل ميتكررش تاني؟!. بلاش تعملي حاجه تضايقني.. فاهمه.
تحركت بلحظات معدودة ابتعدت بجسدها
الناعم عنه فقابلت عيناه بحده مع تنفسها المضطربة, فقاطع ذلك هو قدومه مجدداً لكنها
بصمتها المفرط و حدقتها الأكثر افراطاً! مشت بسرعة لدرجة تركت كل شئ سقط منها علي الأرض! كتبها الخاصه بالدراسه وحقيبتها، هاربة ليس منه بل منها ومن شعورها ومن احساسها ومن نحیب روحها تجاهه!
بقي يمشي خلفها بخطوات متباعدة بينما اسرعت هي واغلقت باب غرفتها وقف ببرود عند بابها لم يدعس روحه بالصبر سوا سيجارة رفيعة اخرجها من جيبه، نفث دخانه الثقيل امام بابها وبقي علي نفس تصنمه لولا تلك السيجارة بيده تغلغلت لروحه لكان فقد نفسه ودخل لها! لا يعلم لما؟ أليس هو من ابعادها وذهب يستعد ليتزوج بغيرها فلماذا يسر على ان يتبعها إذن .
لكنها تثير جنونه اجل انها تذيب الصخر الذي
بداخله وتكسر الرخام المتحجر داخل صدره
شعرها وعينها الزرقاء يذيب ثلجة القاسي!
رفع كف يده وامسك قلب الباب متوسطأ له
ثم اقترب واتكأ بجبينه على الباب ولا زال يدخن بأفراط! وهمس بعد مدة
= طلع قربك وبعدك صعب عليا.. ومش قادر اخذ قرار بين الإثنين.. ليه توصليني لكده ليه.
في الداخل دمعت عين ديمة وهي تستمع اليه كانت تتمني لو أنه تراجع عن فكرة الزواج واخبرها بذلك أفضل من أن يتحكم بها ويكون بذلك الجبن! فهي تري نفسها شجاعه عنه على الأقل أخبرته بمشاعرها بينما هو يحاول الهروب.
وهو من أسمعها كلاما جارحا ليس من السهل أن تنساه! عليه هو أن يعتذر أولا أو يصالحها.. بالإضافة إلى زواجه بغيرها الذي سيحدث باي لحظه قريبه! تنهدت ببؤس ولوعة.. هي مشتاقة له والحنين الكبير والشوق العارم بداخلها ينقضان عليها!
وفي ذلك الأثناء رمي آدم عقب السيجارة ثم
دق باب غرفة ديمة ولم ينتظر إذنا بالدخول وانما دخل عنوة استمعت إليه لتستدير هامة بالتحدث لكنها وجدته شارداً بالنظر اليها ولأيمائاتها الفاتنة، خاطبه بِنبره مُرتبكة مُحاولاً رفع رأسها نَحوه
= في حاجه يا اونكل آدم ؟!.
أخذ نفساً عميق قبل أَن يمد كَفَهُ لِيُلامس
خصلات شعرها المتحررة وفي حين كاد أن
يُزيحَهُ للجانب ابتعدت عنه ليهمس بتعب وضعف
= بلاش اونكل دي تاني.. آدم!.. آدم وبس يا ديمة
خجلت ديمة من طريقته من النطق والنظر
كأنه ينظر اليها وكأنها معجزة! ولم تعد تفهم ما به .
لذلك فضلت الإنسحاب من هنا أيضا وهمت بفتح الباب والخروج في ذلك الوقت وبينما هي تهم بالخروج لم تشعر إلا جذبها من يدها بكل قوة و أرجعها الى حضنه.. أصداء جسديهما بقوة مع بعض مشكلين شرارة كانت تلك هي إشارة الانطلاق بالنسبة اليه.. الضوء الاخضر كما يقال.. وبدون ان يفكر مرتين وضع يديه الكبيرتين على وجهها وانقض عليها بقبلة
ملحمية بعثرتها يمينا وشمالا.. في تلك الاثناء
كان يلتهم شفتيها بقوة كبيرة وكأنه يقوم باستخلاص الرحيق منهما..رحيق عذب حلو المذاق ولكن ذلك كان يسمى الشوق ..
نمت ابتسامتها الرقيقة تذيبه تجعله يقع بعشقها للمرة التي لا يعلم عددها ربما تخطي الكثير من المرات وبدأت بخجل تبادله ما يفعله فيها.. وسرعان ما بدأت أن تغوص معه فى أمواج عشقه، تدعه يبث لها اشواقه التى تعصف بكيانه في العلن بدلاً من الهروب....
أبتعد بأنفاس لاهثاً ثم هتف آدم باشتياق نبرة مكتومة فاقدة للسيطرة دون أن يتمالك مشاعره بحضرة وجدها
= أزاي تكوني أنتِ اكتر واحده بحس معاها بالأمان، وأكتر واحده بحس معاها بالعجز؟
أخفضت رأسها بخجل وسعادة وهي تشعر به علي حافة الهاوية، مد ذراعيه على الحائط خلفها يحاصرها قبل أن يضمها ويدفن رأسه في عنقها بينما يلامس بأنامله تلك الخصلة الشاردة.. و بصلابة وثبات ظل مكانه يدفن رأسه في عنقها يستنشق نعيم عطرها الذي أخذ بالتغلغل داخل ثنايا قلبه.. كاد أن يشعر بضلوع صدره تتمزق من شدة خفقان فؤاده الملهوف على هذه الرائحة الجميلة.. وكل ذلك يرسل له أشارت استسلام وضعف نحوها.
وقـــد كـــان.! بخفة ألقى ظهرها فوق السرير قبل أن يميل برأسه نحوها ويجتاح شفتيها بعنف مره أخري.. ولمساته تمتد بكل إنش فيها يستحضر كل فنون الإغراء التي يتقنها أي رجل محروم بالفطرة... وفي النهاية نال استجابتها لكن بطريقه لم ترضيه.. ومع ذلك خضع فيما يفعله بإخضاع تام وأمر من قلبه قبل جسده.