-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 23 - 4 - السبت 6/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث والعشرون

4

تم النشر يوم السبت

6/7/2024


تطلعت فيه بجمود كبير و همت مرة اخري  للخارج الا انها توقفت عن الحركة بل توقفت خلاياها عن الإحساس و بدأت تنفسها يتعالي و صدرها يعلو و يهبط بجنون وهي لا تفهم لما يفعل معها هكذا؟ ثم أضاف بصوت متوتر 


= اشوفك علي خير يا ديمة .


تساقطت عبراتها علي وجنتيها و هي تشعر بحنو و دفئ جملته رغم قسوته معها، لتغمض عينها بارهاق و تحدثت بصوت يكاد ان يسمع خوفاً ان تخرج نبرتها المتحشرجة أثر البكاء 


= و انت دايما بخير یا آدم.. اقصد يا اونكل ادم


قالت هذا ثم ابتعدت عن طريقة وتوجهت نحو

الخارج تاركة إياه خلفها ينظر لاختفاء ظلها

الصغير !


بينما هو شعر قولها من جديد الى ان تناديه بألقاب كأنها تريد ان تصل له بانه يخسرها بالفعل؟ أن ظل الوضع هكذا بينهم.. كان بأمكانه أن يظل ليلتها و مساعدتها ولكن حدث ما حدث وها هي هذه الصغيرة تحتمي به.. 


انه لمن الغريب أن تصبح هارب ممن كنا تحبهم غريباً كيف تصبح الذكرى مُؤلِمة وغير مرغوب بها، غريب كيف تندفع إلى أبعد نقاط الابتعاد هروباً إلى اللامكان وإلى أي مجهول تصادفة.. أحياناً الصدف الصغيرة تغير بنا عُمراً كاملاً، حتى المبادئ تتغير تتبدد وتتلاشى ، حتى تدرك تماماً بأن المبادئ في الحب مشطوبة... الحب غريب كثيراً ، يغرِبُنا ونحن في أوطاننا يحزِننا في أوج سعادتنا ويشعِلُنا ونحن في أشد عتمتنا.


بعد خروجه عادت وجلست ديمة مكانها وهي تشعر أنها تتلاطم امواج داخلها باحتجاج كأحتجاج قلبها الثائر عليها وعقلها الذي يبوخها كلما دق قلبها بطريقة غريبة نحو آدم ! تعلم أن هذا غير مسموح لها تعلم أنها تخطئ بحق نفسها، فماذا تريد اكثر من ذلك اخبرها بنفسه بانه يعتبرها مثل ابنته و لن ينظر لها بذات النظرة التي تنظر اليه بها و خصيصاً بعد ما عرفه عن حياتها ابتسمت بسخرية على سذاجتها بالنسبة له هي لا تهمه ابداً من هي له سوا انسانة مثيرة للشفقة يعطف عليها من باب الرحمة الانسانية حتى زواجه منها بهدف ان يستر عليها من شخص حقير ضعفت له، تساقطت دموعها علي وجنتيها حتي هذا الشعور أصبح محرماً عليها، بكائها الآن ليس شئ بما تشعر به .


❈-❈-❈


وكالعادة في نهاية كل شهر تستجوب مايسة أبنها الكبير عن أمر زوجته هل هي حامل أم لا 

وعندما تعلم بأنها ليست حامل؟ هذا الشهر أيضا تستفسر بشك وتخبره: لما هـل زوجته عقيمه ولم تجلب لهم طـفـل ابدأ؟ وكالعاده الـوم يقع على عاتق المرأه حتى ولو لم تكن مذنبة الآن أمه اتهمتها بالعقيمة! .


ضيق منذر نظراته إليها وأجابها بجمود صارم


= يا أمي ارحميني مش كل ما تشوفي وشي تساليني ضحى حامل ولا لاء لو حاجه حصلت زي كده هعرفك أكيد وانا هخبي ليه؟ بس مش كل شويه تسألي .


استنكرت مايسة عبارته وهتفت بعناد 


=لا كل شويه هو انت مش واخد بالك كملت الثلاث شهور واديك ماشي في الرابع والهانم لحد دلوقتي ما حملتش! البنت دي لازم تكشف صدقني هتلاقي عندها عيب بسبب سنها الكبير 


حدجها بقوة وهو ينظر إلى وجهها ثم رد عليها بنبرة مقتضبة


=هو انتٍ لازم تحطي اللوم عليها وأنها هي السبب والعيب فيها وخلاص وبعدين سن ايه اللي بتتكلمي عليه كل مره انتٍ محسساني متجوز واحده عندها 50 سنه؟ ضحى لسه في ال 30 أصلا وما كملتش ال 40 حتى لو مش واخده بالك .


ردت عليه بصوت يحمل التهكم وهي ترفع حاجبها للأعلى مستنكرة سذاجته


=عندها 35 يا عين امك والست كل ما بتكبر فرص الخلفه بتقل اسالني انا، مصمم عليها تكشف وابقي ما بفهمش حاجه لو ما طلعتش فيها عيب ومداريه علينا..و لو فتحت بقها و رفضت يبقي فيها حاجه وهي مخبيه، واقول لها ان اكيد العيب فيها لانك سبق وخلفت انما هي لسه.. ولا انت مش عاوز عيل تاني .


أبتسم بألم داخله وهو يتمنى أن يخبرها بأنه بالتأكيد يريد ان يكون أب بالاول لان الطفل الآخر ليس طفله، وايضا العيب لديه هو وليس بضحى .


بعد فتره ترك والدته وذهب الى الأسفل يذهب الى عمله بعد ان مل من اخبرها تكرار بأن ضحى ليس بها عيب، وعندما هبط أمام البنايه تفاجأ بشقيقه في نفس الوقت يدلف من الخارج .


رفع معاذ يده عاليًا على رأسه ليمررها في خصلات شعره بتوتر وهو يبرر


= منذر كويس اني شفتك انا كنت عاوزه اتاسفلك على إللي ابوك عمله فيك والعربيه اللي خدتها من وراك ولله انا قلت له ان انت ما لكش ذنب و انا اللي خدتها من وراك 


نظر له بغضب مكتوم ثم لوى فمه قائلا بإزدراء


= سيبك من موضوع العربيه إياك ثاني مره تعرف أن مراتي محتاجه مساعده وانا مش موجود وتطنش! سبق قبل كده ابنك تعب وما كنتش موجود وسهران مع اصحابك وانا نزلت لفيت به بالليل على الدكاتره لحد ما لقيت حد فاتح! وما عملتش زيك وقلت لها هتصل بيه وقت ما يرد وهقول له يروحلك.


عـاود معاذ التحديق به مبتلعاً ريقه باحراج ثم همس بقلق كبير بادٍ عليه موجهًا حديثه لأخيه


= انا والله كنت هروح بس كنت مشغول مع واحد صاحبي فيه آآ..


قاطعه منذر هاتفا بصرامة حاده مفرطة 


= مش عاوز كلام كتير اتمنى إللي حصل ما يتكررش تاني واتعلم الأصول بقى مره واحده في حياتك سواء مراتي ولا اي حد محتاج مساعده، ما تعملش فيها عبيط ومش واخد بالك خصوصا لو حد تعبان ومحتاج يتنقل المستشفى على طول.. سامعني.


أومــأ معاذ برأسه بالإيجاب بخوف وهو لاول مره يشاهد غضب أخيه عليه، ثم نفض منذر كتفه بقسوة يبعده عن طريقه ويغادر المكان بعصبية.


❈-❈-❈


بعد مرور يومين! أتصلت ديمة على بسمه حتى تقابلها في الجامعه وتحكي لها ماذا حدث معها وكيف رفض آدم ان تتطور علاقتهم و يصبحون زوج وزوجه طبيعيين! واخبرها اكثر من مره بأنها مثل أبنته ومن المستحيل أن يحمل مشاعر لها، وذلك بالطبع أحزانها بشده

لذلك اتصلت على بسمة حتى تراها وتخبيرها ماذا تفعل.


وانتظرت ديمة حتى تنتهي من محاضراتها و تقابلها في كافتيريا الجامعة وعندما جاءت طلبت بسمه من صديقتها مروه أن ترحل حتي تأخذ ديمه راحتها في الحديث معها، لوت مروه شفتاها بغيظ وهتفت مرددة قبل ان ترحل


= طب اوعي الكلام ياخدك وتنسي ميعادنا للسيما النهارده، انا خلاص قطعت التذاكر سلام. 


جزت بسمة علي شفتيها بضيق شديد منها وأشارت لها أن ترحل بصمت، بينما تطلعت إليها ديمة بغرابة وهي تقول بعدم إعجاب


= مش عارفه ليه مش بستريح للبنت دي؟  الغريب ان بحس أنها مش شبهك خالص ورغم كده صاحبتك الوحيده اللي بشوفك على طول قاعده معاها اشمعنا هي يعني؟! 


توترت بسمة بشدة فلم تستطيع الإنكار بالفعل مروه عكسها تماماً في كل شيء؟ بالاضافه الى العادات والتقاليد التي تربت عليها صديقتها غيرها بالمره، فهناك أشياء جريئه تفعلها من المستحيل تتخيل فعلها وتحاول ان تقنع نفسها بانها ستحافظ على تلك العادات والتقاليد ولم تفعل مثلها ابدا، حتى أنها بدت تشعر بالندم لأنها كانت صريحه معها في يوم من الأيام و كشفت عن أسرارها، لكن مع كل ذلك لن تستطيع الإبتعاد عنها لأنها الوحيد التي أمامها تساعدها في الحصول على حريتها في الخفاء.. حتى ولو كانت غير مناسبه مطلقاً أن تكون صديقتها .


حاولت بسمه أن تغير الموضوع وطلبت منها تجلس وتتحدث وتخبرها ما حدث معها و بالفعل بدأت ديمة تتحدث عن تفاصيل ما حدث بينهما، و أثناء ذلك لم تغفل بسمة عن نظرات محمود المهتمة نحوها حيث انها بدات ان تتجاهله دون مقدمات حتى لا تنجرف وراء شيء تندم بعد ذلك عنه! فهي لا تفهم ذلك الشعور الذي يراودها أحيانا نحوه او نحو غيره عندما تفعل مقارنه بسيطة بينه وبين زوجها في الصفات وطريقه التفكير، وبالطبع يكون الخاسر في هذه المقارنه زوجها الذي لا يسعى لينجح بأي شيء حتى يكون في نظرها رجلا بحق تفتخر به أمام الآخرين او امام نفسها.... لكن مع الأسف قد تعود على كل شيء يأتي إليه دون أن يبذل مجهود. 


لذلك تغافلت عن ذلك الشخص أو ذلك الشعور المريب. مؤقتا! 


فهي لا تعرف بأن الزوجة التي تتعرض الى الإهمال من طرف زوجها، يحاول شيطانها استغلال اي فرصه متاحه أمامها.. والعكس صحيح يحدث عند الزوج أيضا! لكن بسمة حتى الوقت الحالي تعرف كيف أن تتغاضى عن ذلك الشعور! حتي الآن.. الآن فقط !!. 


ومعاذ ليس الزوج المهمل لزوجته فقط، بل أيضاً زوج غير مسئول وعاطل عن العمل! صحيح زوج ظروفه المادية فوق الروعة لكنه مجرد اسم في حياة زوجته.. حتي طفلها الذي دائما تطلب منه الاهتمام به لكن معاذ في عالمه الخاص اصدقائه وسهراته معهم


و رغم ذلك تحاول دائما بكل الطرق ان تصلح منه وتجعله شخص جيد في نظرها ونظر طفلها حتى. لذلك تلك الشابة الجميلة التي مثلها تكون مطمع لأي شخص ولأي كلمة جميلة.... 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع، في منزل منذر علي طاوله الطعام قــام هو بابعاد طبق الطعام فجأة بقوة لدرجه انه انسكب فوق الطاوله، لتشهق ضحي بهلع رافضة فعلته وهو يقول بتوبيخ 


= اللحمه مش مستويه والصلصه بتاعه البسله تحسي كلها ميه وما فيهاش توابل، هو انتٍ عامله الاكل من غير نفس مش كفايه الفطار اللي برده ما اخذتوش بسببك 


ابتسمت ضحي قائلة بإيجاز وهذه المره لم تغضب مثله 


= الاكل كويس وبالنسبه للفطار انت برده اللي اتلككت كالعادة وحلفت هتنزل كده انا ايه ذنبي بقى ان سيادتك كل يوم تقولي على عاده معينة بتحبها وتكراها في الاكل 


حك طرف ذقنه باعصاب منفلته و رد عليها بغضب شديد 


= يعني انا كداب بذمتك الاكل ده يتاكل! ثم انا حذرتك تاني مره تقوليلي انا بتلكك على حاجه 

وبعدين حاجه زي كده لازم تعرفيها من نفسك مش لازم اقول لك؟ ما عندك امي اساليها 


هزت رأسها باستخفاف غير مصدقة حديثة 

وهتفت بنبرة حادة نسبياً


=اسالها علي ايه يا منذر؟ ما انت بنفسك قلت لي قبل كده انهم ما يعرفوش بتحب وبتكره ايه وانا بعرف بالصدفه منك لاما من بسمه اللي برده بتكون عارفه بالصدفه 


الصفحة التالية