-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 24 - 3 - الجمعة 12/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع والعشرون

3

تم النشر يوم الجمعة

12/7/2024


ضحكت ضحي بشدة وهي ترد عليها


= لوكا ده عسل ربنا يحفظه لك، والله دمه خفيف.. طالعلك.


استدارت مايسة برأسها ناحية الاثنين موجهة حديثها إلي بسمة وهي تقول بضجر 


= وليه ما يبقاش طالع لابوه هو في زيه، وانتٍ يا فالحه لما ابنك ثاني مره تعلميه حاجه ابقي اعمليها قدامه عشان تتحفظ في مخه او تعالي ليا وانا اعرفه.


اقتربت بسمة من ضحي، ومالت على كتفها

فابتسمت لها قائله بمزاح


= وطبعاً احنا فاهمين اللي فيها؟ أكيد أي نصيحة حماتك بتقولها في تربية ولادي حعمل عكسها، مانا شايله نتيجة تربيتها.


هتفت الأخري بتحذير وهي تكتم ابتسامتها 

بصعوبة


= بس اسكتي خالص عماله تبصلنا وانا مش قادره امسك نفسي من الضحك الله يخرب بيتك هتجيبيلنا الكلام.


التفتت حماتها برأسها إلي ضحي لتنظر مباشرة في عينيها متساءلًا باهتمام وضيق معا


= وانتٍ يا ضحى ما فيش حاجه جايه في السكه لحد دلوقتي؟ اصل بصراحه الموضوع طول هو انتٍ فعلا عملتي تحليل زي ما قلتلي المره اللي فاتت؟ ولا بتاخديني على قد عقلي.


عبست بوجهها بحزن وقد تلاشت ابتسامتها المشرقة فلقد أصبحت تشعر بفقدان الامل من تساؤلاتها حول ذلك الموضوع رغم أنها تعرف جيده السبب وحدها، و رغم أن منذر بدأ علاجه لكن بسبب قولها المستمر عن تأخير الإنجاب بسبب عمرها بدأت تشعر بالتوجس من أن تحدث لها مشكله بالفعل، أخفضت نبرة صوتها وهي ترد باختناق وكذب 


= لسه عامله الإختبار الشهر اللي فاتت يا طنط وما فيش حاجه وقلت لك اول واحده هتكوني عارفه حاجه زي كده حضرتك، ادعيلي بس 


لوت حماتها شفتاها بضيق ولم تتحدث مجدداً، 

بينما لاحظت بسمه حزن سلفتها لتواسيها قائله بأمل 


= ما تاخديش على كلامها ان شاء الله ربنا هيكرمك عادي يعني انتم ما كملتوش سنه وطبيعي تتاخروا.. وقريب هنسمع البشاره منك وهتقولي بسمه قالت


لمعت عيناها ببريق غير مريح وهي تنظر إليها 

واكتفت بالابتسام بقله حيله ثم أجابتها بارتباك قليل وهي تشير بحاجبيها


= يا رب يا بسمه.. ربنا يسمع منك.


❈-❈-❈


مرت عدة شهور علي الجميع بشكل مختلف بينما عند بسمة إستمرت بالتسوق و الزيارات لأماكن مختلفه وجديده عليها وجذب الأحاديث مع صديقتها والخروج إلى الكافيهات والمعارض والسينما والحدائق وكل تلك الأشياء.. كانت تعيش أجمل لحظات عمرها حتى أنها اعتادت علي زيارتها للخارج وبدات تنتظرها بفارغ الصبر حتى تفرج عن نفسها قليلا ومن مما تراه في حياتها الكئيبه، ومن كل وقت لآخر كلما اشتقت لتذوق طعم الحرية والعيش كأي إنسانة طبيعية، منذ فقط أن تعرفت على مروة وبدأت حياتها تشرق وتختلف عن ذي قبل.


أما بالنسبه لأمر غاده فعلت بنصيحه صديقتها مروه وبدأت ان تسايرها بالحديث وطول الوقت تخبرها بأنها مشغوله حتى لا تراها لكن كانت تعرف جيد بان ذلك مؤقتا.. وسوف تقدم على زيارتها بوقت رغم خوفها وذعرها.


وبداخل أحد المولات، كانت تنظر الى الحبيبين حولها بحسرة وضيق، ثم تنهدت تفكر بحالها وهي تبدأ بنفخ الهواء متمنية ألا تشي بشيء من أسرار ماضيها لحماها أو زوجها أو عائلتها كلها.. فلطالما تمنت لو أن حظيت في الماضي منهم التعويض والطبطبة من أفعال والدها، ولا تريد لو عرف أحد عن ماضيها شيئًا أن تكتنفه شكوك وخيالات، ومشاعر نحوها تحط من قدرها وتسيء إلى مكانتها عنده.. بالنهايه هي انثى ولا ترغب بكسرها او جرحها او الجميع يحاسبها على اخطائها فقط وينسوا اخطائهم.


وضعت بسمة خدها تحت وجنتيها وقالت بقنوط وحسرة


= شايفه كل حبيبين ماسكين في بعض ازاي حسره عليا الاسم معايا جوز ولا بيروح ولا بيجي ولا ليه نافعه


نظرت مروة لها بعدم رضا ثم قالت بحده 


= والله انتٍ اللي مش عارفه تمشي حياتك معاه ازاي؟ يا بنت الرجاله عامله زي الاطفال كلي بعقله حلاوه، وحاولي تقنعي يخرج معاكي.. واللي ما ينفعش بالكلام ينفع بالفعل! الجئي لحيله من بتوع الستات هو انا اللي هعرفك برده يا متجوزه 


لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول ساخرة 


= بلا خيبه معاذ ده ما ينفعش معاه اي حاجه الحجر ممكن يلين هو لا، انتٍ مفكره ممكن حاجه زي كده تأثر معاه من الأساس.. بحس دايما انه غامض وقافل على نفسه ومصر يحط حاجز ما بينا؟ في الأمور دي بالذات، مع انه بيكون عكس كده مع عيلته انما معايا بيتحول 


تدلى فك صديقتها للأسفل في استنكارٍ، وهتفت معترضة 


= يعني ايه بيتحول معاكي في الأمور دي بالذات ليه مش راجل زي بقيه الرجاله وبيتاثر امال هو متجوزك ليه؟ يادي النيله عليا هو انتٍ عيلتك دي ما فيهاش حد عدل وطبيعي زي الناس العاديه خالص.


❈-❈-❈


في منزل منذر كانت ضحي جالسة على المقعد وسط الظلام تدفن وجهها بين كلتا يديها وهي تبكي على ما حدث قبل قليل.. ثم بدأت تستعيد عقلها عند نزولها الى أسفل لتساعد بأعمال المنزل والطعام لحماتها كعادتها لكن فجاه سقطت حماتها علي قدمها دون انتباه منها.. وعندما حاولت مساعدتها تفاجأت بها ترفض بشده وقد اتهمتها بأنها السبب في ذلك؟ بسبب قدمها الشؤم على ذلك المنزل!


تطلعت حماتها نحوها والشرر المتطاير من حدقتيها المتالمه من قدمها وهي تهتف بشراسة


=من ساعه لما اتجوزك والمصايب نازله على دماغنا مره معاذ يعمل حادثه وكان هيتسجن وانا دلوقتي! شكلك قدمك شؤم وعينك وحشه


حينها شعرت ضحي باحراج وسط الجميع، وأنها ربما محقة وهي نحس على العائله ثم أضافت مايسة بتشفٍ متعمدٍ


= حَسرة وندامـة عليك يا ابني.. حتى لما ربنا هديه واتجوز تاني طلعت معيوبه! واحده بتنكد عليه والثانيه عينها وحشه ! 


وفي ذلك الأثناء صعد منذر الدرج مسرعا و دلف إلى منزلهم لكي يستريح من عناء الجفى، لينعم في أحضانها، فخلال تلك الفتره بدأ أن ينتظم للذهاب الى الطبيب النفسي، الأمر لم يكن جيد في البدايه كونه بدا يسترجع كل الذكريات السيئه منذ طفلته حتى الآن! لكن مع مسانده ضحى له بداء أن يحيى لأجلها ويصمم على العلاج وما زاد الأمل داخله عندما أخبره الطبيب بأن حالته ليس صعبة بذلك الحد الذي يتخيله! والدليل تلك المشاعر التي نمت بداخله عند اول تقارب بينه وبين زوجته الثانيه.


اتسعت ابتسامته تدريجيًا مستعيدًا في مخيلته تصرفاته المفاجئة لها بذلك اليوم و التي ملأته شوقًا ورغبة فيها، فرغماً من حالة الثمل التي هو كان بها لكن تلك الليلة تشغل تفكيره بملامحها التي تمتاز بالجمال و البراءة. هكذا حدث نفسه باشتياق.


فكانت فتره العلاج بالنسبه له اسوء لحظات لاستعاده الذكريات والمواجهه واسعد لحظات

للتقارب بينه وبين ضحى التي تراجعت عن فكره الإنفصال منذ فتره طويله.


بحث عنها بالمنزل لم يجدها و وجد الغرفه خاليه ولكن لفت انتباهه ملابسها الموضوعه بأهمال على المقعد... تحرك للخارج وهو يبحث عن التي أشتاق لها حد الجنون ويريد أن يخبرها بكل التفاصيل التي حدثت بينه وبين الطبيب مثل كل مره عندما يعود.. 


وفي حال خروجه نقل بصره الأرجاء بقلق أن تكون ضحي ذهبت مجدداً دون علمه، حدق

لثوان بغرفة المعيشة ثم تنقل بصرة في باقي الأرجاء بحثاً عنها حتي وجدها أخيراً تجلس في الظلام! كانت بذلك الوضع الذي جعله يأخذ خُطاهُ نحوها في الحال، سحب إحدى المقاعد ليجلس عليها ناظر لها بتوجس وهتف اسمها برفق وبصوت منخفض! 


لكنها لم تصدر منها حركة وحين لاحظ جمودها إمتدت يده نحوها ليلمس ذراعُها وفي الحال رفعت رأسها الملطخ بالدموع تدريجياً لتتلاقى عينيها بعيني زوجها بفزع، ليفزع هو الأخر محدقاً نحوها بغرابة و تسائل بقلق


= مالك يا ضحى ؟!. 


كانت تراقب شفتاه التي تتحرك فالعتمة و لم تُجِبهُ مما جعله بغضب وقال بملامح متضايقه وصوت متطلب


= ما تسكتيش مش بحبك ساكته كده! انتٍ عارفه اني بحب اتكلم معاكي قوليلي مالك


الصفحة التالية