-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 24 - 4 - الجمعة 12/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الرابع والعشرون

4

تم النشر يوم الجمعة

12/7/2024


رفعت عينيها نحوه تبتلع بتوتر وتعود للأرتباك

ثانية، ثم أخبرته بتردد ما الذي حدث بوالدته واتهمتها بانها السبب بذلك، غص صدره بغيظ من أفعال والدته بزوجته فلو يعلم أنها امرأة عاقله لاخبارها كل ما تفعله ضحي معه وكيف تسانده وتساعده طول الوقت.. وحياته التي تبدلت بسببها، كور قبضته وتجهم وجه لكنه رغم ذلك حاول يواسيها، ليقبل جبهتها يطمئنها و هو يقول بعتاب لطيف 


= ما تبقيش هبله وانتٍ يعني مش عارفه أمي ولا بقيتي فاهماها بالفتره الاخيره، هي بتعمل كده عشان غيرانه منك عشان لحظت اهتمامي بيكي، واللي حصل ده قضاء وقدر و اوعي تفكري غير كده


عبث بشرشف الطاولة التي جانبها تُجيبه بنبرة

ناعمة خفيضة


= بس الحسد مذكور في القران والناس اللي عينيها وحشه موجوده حوالينا برده


نظر لزوجته بحدة، ثم أجابها بهدوء جاد


= جرى ايه يا ضحى هو انا اللي هقول لك في واحده متعلمه تصدق الهبل ده؟ وبعدين يا عبيطه انتٍ لو عينيك وحشه وبتحسدي فعلا مش هكون انا اول واحد هتاذي منك عشان اكتر واحد بقعد معاكي.. 


شعرت بانه محقة لكن لم تجيب عليه وتعلقت حينها القطه الصغيره ببنطاله إبتسم وإنحنى يأخذها بين أحضانه حيث اصبحت احد افراد العائله وسطهم، ثم تحدث مخاطباً زوجته بنبرة ضاحكة


= عرفتي أنك عبيطه بقي وبتصدقي اي حاجه.. سيبك من الكلام ده وانا ليا كلام معاها لما انزل، مش عاوزه تعرفي الدكتور قال لي ايه النهارده


هزت رأسها بالإيجاب وقد نست حزنها قائلة بحماس شديد 


= اكيد عاوزه اعرف وشكلك مبسوط يبقى في اخبار كويسه مش كده.


❈-❈-❈


كانت بسمه تجلس فوق الفراش وتمسك هاتفها تحادث صديقتها مروه في دردشه عبر الواتس 

و كانت ترسل اليها صور إلى بعض الأماكن للتنزه فيها في الوقت القادم، وكانت الاخرى سعيده ومرحبة بذلك فأخيراً قد وجدت دنيتها التي كانت تتمناها أو كما تظن ربما.


وفي ذلك الحين تفاجأت باتصال هاتفي من رقم مجهول، حاولت تجاهل الأمر في البدايه لكن عندما أصر أجابت وقد تفاجات بصوت محمود وهو يجيب 


=بسمه ازيك انا محمود عامله ايه؟ بقيلك فتره مش بتيجي الجامعه قلت اسال عليكي.. هو انتٍ ما بترديش ليه ؟!. انتٍ كويسه


استشاطت نظرات بسمة على الأخير، وأحست بسخونة منبعثة من جسدها المتقد على جمراته الملتهبة وهمست له قائلة بازدراء


= محمود! هو انت جبت نمرتي منين؟ و بتكلمني ليه اصلا ومالك اتاخر ولا ما اتاخرش ولا ما جيش حتي، داخلك إيه في حياتي 


هتف الأخر مرددًا بتوتر


= اهدي بس مالك اتعصبتي ليه انا خدت نمرتك من مروه بس والله انا فضلت ازن عليها لحد ما اديتها لي، ما هو انا بصراحه عاوز احط حد بقى للي بينا ده .


قست تعابير وجهها للغاية انتوت بسمة أن تفرغ شحنتها الغاضبة فيه خاصة أنه تجاوز كل الحدود لكن كانت خائفه من ان يعلى صوتها للخارج وقالت بسخط لاذع


= بنا ايه يادي النيله هو احنا بينا حاجه انت مجنون صح، النمره دي ما تتصلش بيها تاني وتعمل لها بلوك فهمني ولا لا


هتف محمود بسرعة برجاء


=يا بسمه استني بس ما تقفليش على فكره مروه قالتلي حكايتك وانك مطلقه وعندك ولد وانهم جوزوكي بالغصب وانتٍ صغيره، وانا فهمت ليه شويه تقربي وشويه تبعدي، بس على فكره انا ما عنديش مانع في كل ده يا ريت بس تديني فرصه .


سريعًا ما تأججت مشاعرها المحتقنة عندما أخبرها بأن مروه أخبرته أنها مطلقه، فضاقت نظراتها، و شدة غضبها المكتوم وهي تقول بشراسة 


=بلا فرصه ولا نيله انا هقفل دلوقتي وهعمل رقمك بلوك وانت كمان هتعمل كده، ولو قابلتني في الجامعه ولا في اي حته صدفه عينك ما تتحطش في عيني كمان.. ومن غير حتى سلام.


اغلقت الهاتف بكل غضب الدنيا بها، و وضعت الرقم في الحظر كما اخبرته بالفعل وفي نفس اللحظه دخل معاذ لها ففزِعَت رافعة رأسها بملامحها الهلعة من ان يكون سمع حديثها

ليقول بتعجب


= مالك يا بسمه هو انتٍ لسه متضايقه من اهلك؟!. 


تنفست بقوة وهي تشيح بوجهها عنه و عن

عينه المستفسره و قالت بتوتر 


= هاه لا مش متضايقه ولا حاجه انا كويسه بخير كنت عاوز حاجه.. تلاقيك جعان هقوم احضر لك الأكل بسرعه


تهللت أساريره، وتنفس الصعداء هاتفًا بحماس


= لا خالص انا مش جعان، او جعان بس فكرت في حاجه ايه رايك لو نخرج انا وانتٍ لوحدنا من غير مالك ونسيبه عند ماما ولا عند ضحى هي متعلقه بيه وبتحبه ومش هتقول حاجه.. مش كنتي عماله تزني عليا نخرج انا وانتٍ زي اي عيله بس بلاش ابنك هيخربلنا الخروجه 


اعتدلت في جلستها لتقول بصوت خفيض من بين أسنانها المضغوطة


= نخرج وده من امتى يعني!؟. 


شعر بالضيق قليلاً من رده فعلها العاديه فهو

توقع بأنها ستطير من السعاده ليرد بحماس أقل


= عادي مش ده كان طلبك، ويعني حسيتك متضايقه اوي من المره اللي فاتت على موضوع ما يستاهلش وانك اتخنقتي مع ابوكي زي ما قلتيلي.. وكمان مش لاقي حد من صحابي فاضي النهارده قلت انتهزها فرصه يعني.


احتقنت عيناي بسمة بشدة، واكتسى وجهها بحمرة مغتاظة وقالت متفهمة


= ايوه مش تقول كده يعني الموضوع مش في دماغك ولا حاجه، انت بس عشان مش لاقي حد غيري، اللي رماك بقى على المر!. معلش بقى مره ثانيه او اكيد مش هتبقى فيها مره ثانيه احسن ما ليش مزاج 


نظر لها بضيق أكبر غير مصدق رفضها، و أزعجه تصرفها المعاند فاقترب منها أكثر ليرد قائلًا بدهشة 


= نعم هو إيه اللي لا؟ ده انا قلت لما تصدقي وهتطيري من الفرح ان انا وفقت أخيرا نخرج مع بعض.. وانتٍ تقوليلي مش عاوزه وما ليش مزاج؟!. 


رفعت يدها أمام وجهه وهي ترد باقتضاب


= آه عادي جدآ ما ليش مزاج ومش عاوزه هو انا تحت امرك ولا ايه؟ شوف بقيلي كام سنه عمال اتحايل عليك، وجاي دلوقتي الموضوع جي على هواك وتقول لي تعالي نخرج و نتفسح شيء طبيعي هيكون ما ليش مزاج لما اطلب حاجه بعد السنين دي كلها وتاجي متاخر.. خلاص ما بقاليش شغف ليها 


اشتدت تعابير وجهه من طريقتها الفظة، ونظر لها شزرًا قائلًا بتأفف


= هو انتٍ مالك شويه تعيطي وشويه تقلبي عليا؟ و لما اعمل لك إللي انتٍ عاوزاه تقوليلي لا.. مالك بالظبط فيكي ايه؟ ولا الموضوع طالب معاكي نكد وخلاص


نظرت له بحدة ثم ابتسمت له ببرود وهي ترد بإحباط


= يا سيدي ولا نكد ولا حاجه انا اللي مش عاوزه وجع دماغ وبعدين أنا عارفه اللي فيها هتخرج وانت متكدر معايا ومش طايق نفسك وهتقولي يلا نروح بدري وتنكد علينا زي المره اليتيمه اللي خرجت معانا فيها، فانا بجيبها لك من قصيرها وبقول لك مش عاوزه...


بينما أشــارت له بيدها متابعة بامتعاض


= اقول لك لو عاوز حد معاك كده ومش لاقي خد ابنك اهو يسليك ولا بلاش احسن تنكد على الواد بعد ما تعشمه ذي العادة، جرب اخرج مع نفسك وفرحها هترجع مبسوطه أوي منك.


رمقها بنظرات حاقدة مشتعلة عندما شعر بانها تستخف منه، وتمتم بغضب


= هي مين دي اللي هترجع مبسوطه مني؟!. انتٍ جري لعقلك حاجه 


نظرت له بسمة بسخط لترد تبرطم مرددة 


= نفسك يا حبيبي اللي هترجع مبسوطه منك، 

جرب تحتويها بقى وما ترجعهاش زعلانه زي ما بتعمل معايا انا وابنك.. لما اقوم اشوف ابنك احسن.


الصفحة التالية