-->

نوفيلا جديدة مازال قلبي ينبض بحبك لإيمي الرفاعي - الفصل 7 و 8 - السبت 27/7/2024

 


    قراءة نوفيلا مازال قلبي ينبض بحبك كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

نوفيلا جديدة مازال قلبي ينبض بحبك

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة إيمي الرفاعي

الفصل السابع والثامن


تم النشر يوم السبت

27/7/2024



الفصل السابع 


ستدور فى رحى الحياه ترفعك أحيانا وتلقى بك أحيانا أخرى كل ما عليك فعله بأن تنتظر بأى أرض سترسى


اضطربت ضربات قلبه من هذا الاتصال ملتقطا أنفاسه المبعثره لينهر حاله على هذا الخوف الغير مبرر فمهما حاول تجنب هذا اللقاء سيأتي يوم يضطر فيه للمواجهه....

.على أعتاب باب هذا المكتب الضخم تقدمته سكرتيره حسناء تشير إليه بعد أن سمح لها من بالداخل بالدلوف

..تقدم بخطى قلقه عينيه تتأمل ماحوله من فخامه ورقى فى التصميم ،أجفل على صوت من يجلس على كرسيه الوثير يشير اليه بالجلوس قائلا بنبره قويه بها مسحه ترحيب زائف:

-أهلا يا دكتور فارس اتفضل

 بعد أن استقر فوق مقعده باغته بالسؤال:

-تحب تشرب إيه


نقى صوته من ارتباكه يبتسم ابتسامه مهزوزه:

-أى حاجه يا فندم


ضغط علي زر بجانبه حتى أتى إليه صوت سكرتيرته ليردف بنبره خشنه:

-عايزين اتنين قهوه


ليرفع عينيه لمن يتابعه متسائلا:

-مظبوطه


اومأ الاخر برأسه ليتابع قائلا:

-مظبوطه


بعد أن أنهى طلبه اعتدل في جلسته متفحصا من يفرك فى يديه لمعرفه سبب هذا اللقاء تنحنح  يرمقه بابتسامه لم تتعدى عينيه مستطردا:

-المقابله ده كانت المفروض تبقى من بدرى بس كل شئ وله أوان،من وقت لما دارين عرفتنى عليك وقد إيه إنك شاب مجتهد وعصامى فكرت إنك من الشباب الى الواحد يحب يقف جنبه ويساعده لأنه يستاهل،إنت تعرف إن بجانب البيزنس بتاعى بساعد شباب زيك وببقى الوكيل والمسؤول عن مشاريع حياتهم في مقابل إنهم يبقوا وجه اعلانيه لشركاتى وأنا حابب إنك تنضم ليهم يعنى هساعدك تكمل دراسه بره وتوصل لكل الى نفسك فيه وحتى لما ترجع هشغلك فى أكبر مستشفيات أنا بملكها إيه رأيك


قطب جبينه استغرابا ليضيق عينيه متسائلا بريبه:

-والمقابل،أكيد مش هتعمل كل ده لله فى لله وبرده مش علشان أكون وجه اعلانى لأن ولا ممثل ولا لعيب كوره يبقى أكيد في سبب تانى


ابتسم بخفه  يشير اليه بأعجاب:

-بدأت تعجبنى أنا نظرتى مابتخيبش وقلت إنك ذكى،يبقى نتكلم بصراحه،أنا عايزك تبعد عن دارين ،أنا مقدر مشاعرك وحبكم لبعض بس ماينفعش


ذم شفتيه يقطب حاجبيه استنكارا وهو يتسائل:

-ليه ماينفعش هو إحنا مش من حقنا نحب 


نفث من دخان سيجاره الذى أشعله منذ قليل يذفره بلامبالاه لمشاعر من يتلوى من الحزن أمامه:

-من حقك طبعا  بس مش مع بنتى، إنتم ماتنفعوش لبعض فى فرق كبير مش بقلل منك ولا حاجه بس خلينا واقعين مهما اشتغلت عمرك ماهتقدر تعيشها ملكه زى ما أنا بعمل، مهما وصلت هيفضل فى فرق بينكم وفى أقل موقف كل ده هيظهر فأنا بختصر الطريق من الأول قبل ماتجرحوا بعض


فرك وجه بضيق و يرمق من يلقيه بنظرات بارده قائلا:

-وليه حضرتك بتسبق الأحداث وبتتنبأ بالسئ ليه ماتقتنعش إن حبنا هيساعدنا نعدى الصعاب وهيخلينا نواجه كل حاجه


ذم شفتيه  مقلبا قلمه بين يديه وبسمه  ساخره رسمت فوق ثغره:

-أنا طول عمرى راجل عملى ومابسيبش حياتى دايما من غير تخطيط وتفكير للمستقبل، بركن مشاعرى على جنب وده نصيحه ليك لو عايز تبقى دكتور ناجح حدد أهدافك الأول واشتغل عليها بعقلك أما قلبك بعدين لما تكون حققت الى إنت عايزه،.المهم دلوقت أنا بقدم ليك عرض ماتحلمش بيه مقابل تبعد عنها خليها ترتبط بحد يقدرها ويعرف قيمتها


انتفض بضيق  يضغط على أسنانه محاولا التحكم فى غضبه  متمتما برفض:

-وإن رفضت


رفع حاجبه بسخريه يبتسم بتهكم:

-طبعا أنا مش هقدر أغصبك بس أنا برده هحاول بكل الطرق أحمى بنتى من غبائها وياريت ماتزعلش منى من الى هعمله ،كل الطرق مباحه فى الحرب وبرده أنا عند وعدى طلعت ذكى وفكرت في مصلحتك عرضى هيفضل موجود


ارتفعت وتيره أنفاسه الحانقه يرمقه بنظره غاضبه مردفا:

-عن اذنك يا باشا


استدار  الى الخارج بخطوات غاضبه تحرق ماتحتها من قوتها وقبل أن يخرج إلتفت نحو من تمتم ببرود قبل أن يترجل من الغرفه:

-ياريت الى حصل بينا ده مايوصلش لدارين


لوى شفتيه بابتسامه ساخره قبل أن يسرع الى الخارج ملتقطا أنفاسه بعد أن شعر  بالاختناق والضيق الذى قبض علي قلبه من هذا اللقاء الكارثى


ظل يتخبط فى طريقه والنار تستعر فى قلبه من هذا الرفض القاطع من قبل والد حبيبته ...بعد كثير من الوقت شعر بالوهن ليتجه بخطى مرهقه تجاه مقعد معدنى أمام البحر دنى برأسه ليدفن وجه بكفيه  أنفاسه تتسارع  يشعر بغصه تحرق قلبه،بين نارين كل منهما أشد من الاخرى،،إذا اقترب سيضطر أسفا بأبعادها عن أهلها ومواجهة رفض والدها والدخول في صراع هو فى غنى عنه وهو مازال في أول الطريق، واذا ابتعد سيحترق بنار الفراق فكل الطرق ستؤدى لعذاب قلبه


انتشله رنين هاتفه من الصراع الدائر بداخله ليلتقطه مجيبا اياه بنبره هادئه:

-السلام عليكم


الطرف الآخر:

-وعليكم السلام إحنا من اداره الجامعه المتخصصه في منح الطلاب وبنتأسف ليك طلبك اترفض ونتمنى ليك فرصه تانيه


أنهى معه الاتصال وسط العبرات التى تلألأت فى مقلتيه لضياع حلم من أحلامه ...ليهز رأسه تهكما وعينيه جاحظه للأعلى متمتما لحاله بضيق:

....ها قد بدأ أول خطوه من عقاب والدها له بتدمير أحلامه

كتم حزنه بداخله مقررا عدم الاستسلام  ورفض الخنوع لتسلطه مقررا التمسك بها بكل قوه ،استقام بعد أن أخذ نفسا عميقا به لمحه من القوه متجها إلى عمله فى إحدى عيادات بعض الأطباء كى يهدأ ويعيد تفكير فى ما سيفعله في المستقبل

...........................

فى الليل أثناء عمله المسائي رن هاتفه ليلتقطه مجيبا بعد أن جفف يده من الماء العالق به ،إلتقطت أذنيه صوتها المحبب الى قلبه  تعاتبه بمحبه قائله:

-أنا لسه زعلانه منك بس بصراحه وحشتنى يا أبو قلب قاسى


ابتسم وهو يتجه بخطواته الى الخارج كى يتحدث بأريحيه قائلا بحب:

-وأنت كمان وحشتينى،أنا اسف ماكنش قصدى أزعلك شوف الترضيه الى عايزاها علشان أصالحك


صمتت قليلا لتفكر  تحك ذقنها بعمق لتبتسم بمرح مردفه:

-بما إنك حارمنى منك بقالى فتره فأنا مش هتنازل عن يوم لي لوحدى نخرج مع بعض


اومأ برأسه كأنها تراه قائلا بنبره تملأها العشق:

-وأنا تحت أمر حبيبتى هحاول أخد أجازه علشان خاطر عيونك

وأثناءحديثهم.استرق السمع لصوت ضوضاء حولها ليتسائل بتعجب قائلا:

-حبيبتى إيه الدوشه الى عندك ده، إنت فين

ابتسمت  تلوح له من أحد المقاعد المقابله له قائلا:

-شوفتنى،اعمل إيه وحشتنى وكان لازم أشوفك حتى لو من بعيد


إلتف إليها يضم شفتيه كى يمنع ابتسامته في الظهور من رؤيه وجهها المحبب الى قلبه قائلا بمعاتبه طفيفه:

-إنت كمان وحشتينى بس مش إحنا اتفقنا مافيش خروج بليل لوحدك


أسبلت جفنيها ببراءه  تطالعه بحب:

-عارفه يا حبيبى بس مااقدرتش أقاوم اشتياقى ليك هقعد وقت صغير مع صاحبتى وبالمره أعاكس حبيبى وهمشى علطول


ضحك على مشاكستها له ليحذرها بسبابته برفق:

-شويه صغيرين وتمشى علطول


أشارت لعينيها  تلقى له قبله فى الهواء:

-من عنيه


هز رأسه على تصرفاتها الطفوليه مبتسما قبل أن يعاود للداخل مكملا عمله


..........إلتفتت لمن تجاورها يتسامرون سويا لتقطب جبينها استغرابا ب عند دلوف مازن وباقى أصدقائهم لفت برأسها متسائله بخفوت:

-هما إيه الى جابهم


هزت كتفيها تتسع ابتسامتها عند رؤيه من تتمنى نظره رضا منه قائله بفرحه:

-تامر معاهم


لوت شفتيها استنكارا لتهمس بضيق:

-إتقلى شويه ياتاليا طول ما إنت كده مش هيعبرك


تنهدت بنبره حزينه  تتأمله بحب:

-أعمل إيه فى قلبى إلى مش قادر يحب غيره بس هو حمار ومش واخد باله


ضحكت بخفوت حتى لايستمع إليها من من جلسوا بجانبهم قائله:

-ماهو علشان حمار


جلس الجميع بجانبهم ليبتسم من يجاورها  قائلا وعينيه تتمعن النظر بها بعد فتره غياب:

-إيه المفاجأه الحلوه ده أنا لوكنت أعرف أن هلاقيك هنا كنت جيت من بدرى


نبتت ابتسامه صغيره على محياها  تبلع ريقها توترا من قربه قائله:

-حمد لله على السلامة خرجت إمتى


فرد ذراعه على طول المقعد الجالسه عليه  يبتسم بشوق:

-من يومين وبالمناسبه ده تامر قرر إنه يحتفل بسلامتى وجينا هنا،المهم إنت عامله ايه وحشتينى من آخر مره  كنا  فيها مع بعض


خفضت عينيها هربا من نظراته لتهز رأسها:

-الحمد لله

 لمحت من بعيد من يرمقها بضيق يشير إليها بعينيه كى تنتظره بالخارج بلعت ريقهاقلقا من نظراته لتتنحنح بخفوت وهى تنهض بقلق مردفه:

-عن اذنكم هدخل التويلت


تابع ابتعادها يضيق عينيه بخبث ملتفتا لمن حوله غير منتبهين لما وضعه في كوبها لانشغالهم بالتمايل مع الموسيقى وعينيه تلمع بالمكر لما سيحدث بعد قليل


بالخارج......

يجز علي اسنانه بغيظ  يرمق من تتقدم إليه بخطوات قلقه لترتعش شفتاها ببسمه صغيره حتى باغتها متمتم يجز  على أسنانه بقوه بعد ان جذب معصمها يضغط عليه بعنف:

-هو ده الى جايه تشوفينى حضرتك بتستغفلينى ومتفقه تخرجى معاهم وأنا إلى صدقتك وافتكرت إنك بتحبينى وبتسمعى الكلام


تأوت بخفوت من قبضه يده لتترقرق الدموع في عينيها  تحاول جذب يدها من قبضته:

-والله ماكنتش أعرف إنهم جاين ،أنا خارجه أنا وصاحبتى لوحدنا وكمان علشان أشوفك هو ده جزاه حبى ليك بتشك فيه كده كتير أنا تعبت 


شد شعره يذفر أنفاسه الغاضبه عند رؤيه عبراتها تحرقه تسلل الضيق   لقلبه من حاله لتسببه في حزنها قائلا بنبره حاول صبغها بالهدوء:

-ياحبيبتى أنا مش قصدى أشك فيك بس أنا بغير ومابقدرش أتحمل قربه منك،أنا اسف سامحينى


ذمت شفتيها تشيح بوجهها وهى تعقد يديها حول صدرها بغضب:

-وأنا مش قابله اسفك مش كل مره تتهمنى عن حاجه خارجه عن غير ارادتى وعقابا ليك هسهر معاهم وهروح متأخر

لتستدير ماضيه الى الداخل غير عابئه بمن يحترق غيظا من عنادها 


بالداخل....

 جلست بجسد يرتجف غضبا مشيحه بوجهها بعيدا عنه حتى لا تاخذها الرأفه به من نظراته المعتذره...تجرعت كأسها دفعه واحده  تتمايل على أنغام الموسيقى تشارك صديقتها فى الغناء بمرح زائف وقلب يعتصر حزنا على ما وصلوا إليه من شجار دائم

ابتسم بخبث عند رؤيه ثقل رأسها ليلتفت إليها باهتمام ذائف:

-مالك يا ديرى


ضغطت على جبهتها بقوه  تهز رأسها تحاول إلتقاط أنفاسها:

-مش عارفه حاسه بصداع فظيع،أنا لازم أروح


رفعت رأسها  المترنحه بفعل ماتناولته  نحو صديقتها الشارده مقابل لها مردفه بلسان ثقيل :

-تاليا تعالى وصلينى


أفاقت من شرودها تومأ برأسها كى تنهض معها ليشير إليها بجديه مقدما مساعدته لمن تترنح بتعب بعد أن إستقامت:

-خليك إنت يا تاليا كملى سهرتك أنا هوصلها


جلست مره أخرى ليجذب ذراعها كى يساعدها متجها بها الى الخارج تحت أنظار من يتابعهم بتجهم وقلب يغلى نارا لو أراد لأحرقت من يطالعه بخبث وابتسامه ساخره تزين ثغره

....ضم خصرها بيده حتى وصلوا لسيارتها ملتقطا مفاتيح السياره من حقيبتها ولكى يساعدها فى الجلوس فوق مقعدها إلتف لمقعد السائق وعينيه تتابع من يتبعهم لمعرفه مايحدث من خلال مرآه السياره عندما شعر بأغفائها وخمول جسدها إقترب  يمرر يده فوق خصلات شعرها جاذبا إياها لاحضانه ليشبع شوقه منها  مغمضا عينيه وبسمته الخبيثه مرسومه فوق ثغره بعد أن أوصل رسالته لمن يراقبهم أبعدها قليلا كى يعتدل ومازالت رأسها فى محيط كتفه ليدير سيارتها متجها بها الى المنزل


.....فى جانب متوارى أغمض عينيه بأسى والنيران تستعر بقلبه غير مصدق ما رأت عيناه

..................................

داخل غرفته ينزوى على فراشه ضام ساقيه لصدره  يعصر عينيه كى يمنع عبراته فى السقوط عندما لاحت أمام ناظره صورتها وهى بين أحضان غريمه،لم يتحرك وينبس ببنت شفه عند اقتحام صديقه لغرفته بزوبعته المزعجه قائلا:

-مسا مسا على الناس الكويسه


لم يرفع رأسه مع استمرار تنهيداته الحزينه ليقطب حاجبيه استغرابا من حالته مقتربا منه ينكزه فى كتفه ضاحكا:

-مالك يابنى عامل زى الى فدانه غرق مايه،فى إيه احكيلى


أخذ نفسا عميقا يذفره بضيق متمتما بحزن:

-الجامعه رفضت سفرى للمنحه


ذم شفتيه ضيقا لحال صديقه مربتا علي كتفه:

 -و لا يهمك ماحدش عارف الخير فين بكره ربنا يعوضك بأحسن منها


لوى شفتيه امتعاضا غير مقتنع بحديثه ليتابع الآخر ضاحكا:

-فكها بقى أقول لك كلم المزه خليها تفرفشك بضحكتين منها


اعتصر جفنيه يشيح عينيه بعيدا كى لا يرى بحور عينيه من الحزن مردفا بتنهيده حزينه:

-خلاص خلصت


اعتدل في جلسته يربع قدميه متسائلا بتعجب ولهفه:

-هى إيه الى خلصت أنا مش فاهم حاجه فارس فى إيه احكيلى ياصاحبى طمنى عليك


صمت قليلا ملتقط أنفاسه ليبدأ في سرد عليه كل ماحدث معه 

.طأطأ رأسه بحزن يذم شفتيه ضيقا متمتما:

-أنا من الأول حذرتك بلاش تنجرف في طريق الحب مافيش وراه غير وجع القلب ونبهتك أن أهلها استحاله يوافقوا على علاقتكم


نهض من مرقده متجها إلى شرفته المفتوحه على مصراعيها مستنشقا نسيم المساء يذفره بتعب أرهق قلبه ليتمتم بحزن:

-هو كان بأيدى ياحسام..ما إنت عارف مافيش سلطان على القلب بس أنا تعبت وخايف لأكون اتسرعت في حبها


هز رأسه رفضا لحديثه مثنيا عليها من مواقفها وحبها الظاهر في عينيها تجاهه:

-لا ماتقولش كده دارين بتحبك وباين من عنيها إنت بس من كلام أبوها ثقتك اتهزت في حبكم لازم تتكلم معاها بصراحه وتفهم منها الى حصل مش ممكن علشان تعاقبك على الى عملته إنها تعمل تصرف ذى ده،لا مش ممكن فى حاجه غلط،الولا ده  مش مريح وأكيد عمل لها حاجه على غير ارادتها بما إنك بتقول عليه شيطان وعايز يفرقكم


قطب جبينه استنكارا ليلتف لمن يشير لنفسه بثقه قائلا:

-صدقنى فى حاجه مش مظبوطه من تعاملى معاها لمست إنها بنت كويسه بس محتاجه حد يوجهها


ارتاح قلبه بعد أن  هدأت  روحه قليلا يقلب حديث صديقه فى رأسه شاعرا بوجود خطب ما فمهما حدث بينهم لن تقدم على مثل هذا الفعل الغير أخلاقى،ليقرر بين حاله مهاتفتها لاستيضاح ماحدث حتى لايجرفه تيار الشك ويسقط فيه بدون رجعه


وأثناء حديثهم ارتفعت طرقات عاليه فوق الباب الرئيسى للمنزل انتفض كل منهما مهرولين للخارج لمعرفه مايحدث...فتحت والدته الباب بقلب يرتجف من هذه الطرقات لتصرخ فجأه عند اقتحام بعض من قوات الشرطه منزلهم صاح أحد منهم متسائلا:

-مين فيكم فارس محمود


تقدم بخطى قلقه مشيرا لنفسه قائلا:

 -أنا يا فندم خير فى إيه


رفع رأسه بشموخ مشيرا لأحد الحراس بإحضاره قائلا بحزم:

-مطلوب القبض عليك


صرخت من تتابع مايحدث لتضرب على صدرها  تولول بجزع:

-ابنى حبيبى واخدينه على فين

لم يهتم بصراخها وحاله الذهول التى انتابتهم ليقود من يلتف برأسه للباكيه  بهدوء قائلا:

-اهدى يا أمى أكيد في سوء تفاهم ماتقلقيش واهدى علشان صحتك


إلتف لصديقه التى انتابته حاله من الذهول قائلا بهدوء عكس ما يعتريه من الخوف:

-خليك جنب أمى وإن شاء الله هيكون سوء تفاهم


ليمضى الى الخارج وسط صرخات من تولول على فلذه كبدها تشعر بانسحاب الهواء من صدرها وتسقط فاقده الوعى


....داخل أروقه مركز الشرطه دلف الى مكتب رئيس المباحث يقوده أحد الحراس حتى أشار إليه بالانصراف ليبقى بمفرده معه،،بعد السؤال عن اسمه وعمره وبعض الأحاديث الجانبيه صمت قليلا متفحصا من يقف أمامه يفرك يديه توترا:

 -ما رأيك في ما منسوب إليك من اتهام إحدى الفتيات باعتدائك والتحرش بها مستغلا عملك في إحدى عيادات الأطباء


فغر فاهه يهز رأسه بذهول متمتما بنبره قويه لا تحمل الشك:

-كدابه يا فندم أنا علاقتى بالمترددين على العياده إن بكتب اسمهم وميعاد الحجز وأدخلهم للدكتور أكتر من كده مابعملش ،ياريت يا فندم تجيبها قدامى وأنا هثبت ليك إنها كدابه


اومأ برأسه مشيرا لمن بجانبه بأن يحضر المجنى عليها

.......... بعد لحظات قليله دلفت فتاه متوسطه الطول مرتديه ثوب طويل باللون الأسود فوقه حجاب باللون الأبيض به وردات سمراء تقدمت على استحياء بملامح تشع براءه مزيفه  تخفض عيناها توترا من نظرات المحيطين بها،عند شعوره بدلوفها  إلتف إليها على عجل متمعنا بها  يضيق عينيه محاولا تذكر رؤيتها من قبل 

تنحنح من يجلس مراقبا لتعابير وجههم ليشير اليها بالجلوس قائلا بجديه:

-اتفضلى يا انسه سمر،حضرتك قدمتى بلاغ ضد واحد اسمه فارس محمود بأنه تحرش بيك وحاول يعتدى عليك


اومأت برأسها خجلا ليتابع قائلا:

-تمام ممكن تبصى  على الواقف قدامك ده وتقولى اذا كان هو ولا لأ

اذدردت ريقها توترا من من يطالعها ذهولا قائلا بعصبيه وغضب:

-إنت يا انسه تعرفينى ولا عمرى شوفتك ولا اتعاملت معاك


أخذت نفسا عميقا تتمتم بقلق  تلتفت لمن يتابعهم قائله بثقه:

-ايوه يا فندم هو، وكمان طلب منى إن أزوره فى البيت


بهت وجه ليشير الى نفسه بذهول:

-أنا! حرام عليك يا شيخه أنا عمرى شوفتك، منك لله


ذم شفتيه ليذفر بعد قليل من التفكير مشيرا إليها بالانصراف بعد أن إستمع  لاقوالها:

-اتفضلى إنت يا انسه


صرخ من يتصبب عرقا وقلقا من من تمضى الى  الخارج مردفا:

-حضرتك هتسيبها تمشى والله ما اعرفها ،أنا دكتور محترم عمرى ما أعمل حاجه زى كده ده بتتبلى عليه،والله حرام ده ظلم


تخضب وجه من يطالعه بغضب مشيرا إليه بالتوقف عن الصراخ قائلا بحزم لمن يجاوره:

-اكتب يا بنى قررنا نحن أحمد سامى بحبس المتهم فارس محمود تلات أيام  على ذمه التحقيق مع مراعاه التجديد 


شحب وجهه وهو يطالع من يجذبه من ذراعه بتيه غير مصدق ضياع مستقبله في لمحه من البصر


بالخارج.....

اندفع صديقه بقلق عند رؤيته يخرج وفى يده الاصفاد الحديديه صاح بخوف وتعجب متسائلا بلهفه:

-فارس إيه الى حصل طمنى


طأطأ رأسه  يتمتم بنبره حزينه والعبرات تتلألأ فى عينيه:

-خلاص يا حسام مستقبلى ضاع كان عندك حق إحنا مش قد الناس ده، نفذ تهديده ودخلنى السجن علشان أبعد عن بنته،أنا خايف على أمى يا حسام لو عرفت الى حصل ،خلى بالك منها

جذبه لاحضانه متمتما بقوه  يشد من عضده:

-اجمد يا صاحبى هتخرج إن شاء الله وأنت الى هتخلى بالك منها أوعدك هتخرج قريب


هدر صوت من يجاورهم ليسحبه من ذراع صديقه بقوه قائلا:

-كفايه كده يالا يامتهم


ذم شفتيه حزنا وعينيه تودع من يلوح له بملامح حانقه  يشير اليه بقبضته قائلا:

-إجمد يا صاحبى ،أنا معاك مش هسيبك

...................

علت صياح من يضرب بقبضته على سطح من تطالعه بخوف من حاله الهياج التى تنتابه ليرتفع رنين هاتفها ملتقطه اياه وهى تجيب قائله:

-فى واحد يا فندم مصمم يقابل حضرتك وعمال يزعق،حاضر يا فندم


طالعت من يرمقها بضيق قائلا بنبره هجوميه:

-هدخلينى ولا أصور ليكم قتيل هنا


ذفرت بضيق لتشير إليه قائله:

-اتفضل الباشا منتظرك 

انتفخت أوداجه بغضب ليتقدم بخطوات قويه غاضبه حتى دلف للداخل بعد أن سمح له بالولوج،رمقه من يجلس على كرسيه الوثير يضيق عينيه بتساؤل:

-خير مين انت وعامل هيصه بره ليه


إلتقط أنفاسه الغاضبه ليذفرها بهدوء قائلا  يضغط على أسنانه محاولا التحكم فى غضبه من تكبر وغرور من يجلس أمامه:

-أنا صاحب فارس الى حضرتك رميته في السجن ظلم


رفع حاجبه مشيحا بوجه بغرور:

-ومين قال ليك إن أنا الى عملت كده ما تروح تشوف صاحبك عمل إيه وبعد كده تعالى اتهمنى


قبض علي قبضه يده محاولا تهدئه حاله كى لا ينقض عليه موسعا اياه لكمات غاضبه قائلا بنبره هادئه:

يا باشا حضرتك وأنا عارف إن فارس محترم ومش وش الاتهام إلى متلفقله فبلاش تضيع مستقبل شاب مجتهد زيه فى أول حياته وتحرق قلب أمه عليه واذا كان على صاحبة الصون والعفاف بنتك أوعدك إنه هيبعد عنها ولا كأنه يعرفها ،خلاص هو اتعلم الدرس


حك ذقنه بتفكير والصمت يغلف المكان قائلا بعد قليل بنبره ساخره:

-وأنا مايرضنيش أضيع مستقبله لأنه بصراحه عاجبنى ذكاءه واجتهاده وبما أنه أتعلم الدرس كويس وعرف أنه ماينفعش يجمعه علاقه ببنتى أنا موافق أساعده واتدخل،بس لو لعب بديله تانى 


رفع يده بتأكيد:

 -لا خلاص يا باشا ولا تانى ولا تالت برقبتى  أوعدك إن كل حاجه انتهت


اومأ برأسه بغرور نابع من غطرسته وشعوره بالقوه:

-تمام يبقى كده احنا متفقين اتفضل دلوقت وعلى بليل صاحبك هيكون نايم في بيته

.

.❈-❈-❈

دلف بخطوات حزينه بعد ما عرف ما فعله صديقه من أجله ليشعر بغصه فى قلبه متجها لمن تتمدد على فراشها بوهن،.هرول بخطواته  المرتعشه نحوها يجلس على عقبيه ملتقطا كفها بين يديه  متمتم:

-أمى ردى عليه طمنينى عليك


رفرفت بأهدابها عند استماعها لصوته المحبب لقلبها لتفتح عيناها وهى تبتسم بخفوت:

-حبيبى يا فارس إنت جيت


اومأ برأسه وعبراته تتساقط ضاما يدها لصدره:

-اه يا أمى طمنينى عليك انت كويسه

ابتسمت بحب لتهز رأسها  تشير اليه بالاقتراب منها لتضمه لاحضانها قائله:

-انا كويسه طول ما إنت كويس 


ارتفعت شهقاته وهو يضمها إليه:

-أنا آسف يا أمى سامحينى،أنا السبب في الى حصلك


مسدت على شعره بهدوء وحنان:

-وإنت ذنبك ايه يا حبيبى المهم إن اطمنت عليك ،البوليس كان عايزك ليه ياحبيبى طمنى


اهتزت شفتاها بابتسامه مهزوزه  يكفكف عبراته قائلا بمرح:

-مش كانوا عايزين حاجه يا حبيبتى ،طلع تشابه أسماء والحمد لله قدروا يوصلوا للحقيقه ورجعت ليك أهو


ابتسمت بوهن تربت على يده براحه:

-الحمد لله يا حبيبى، الحمد لله


..........بالخارج....هدر رنين جرس الباب ليتجه اليه حسام ذافرا بضيق لمن تقف بملامح قلقه متسائله بلهفه:

-حسام ،فارس فين طمنى عليه


امتعضت ملامحه عاقدا ذراعيه حول صدره بضيق:

-الحمد لله فارس كويس ،محتاجه حاجه تانى


تهدلت ملامحها تعجبا من نبرته الهجومية التى لم تعتادها من قبل هذا الصديق قائلا بحرج  تفرك يديها:

-كنت عايزه أطمن عليه و أشوفه لو سمحت هو موجود


قبل أن يجيبها بنبره غاضبه إلتف بصمت لمن خرج من غرفه والدته قائلا بنبره بارده:

-استنى يا حسام،اتفضلى يا انسه دارين

قطبت جبينها استنكارا من طريقه حديثه الجافه لتتقدم بارتباك من نظرات من يرمقها بضيق يشيح بوجه متجها الى إحدى الغرف الجانبيه

جلست بتوتر من جفاءه ليتمتم بهدوء:

-خير يا انسه


بلعت ريقها  تقطب جبينها استغرابا متسائله من حاله البرود التى تلبسته قائله:

-فى ايه يا فارس بتكلمنى ليه كده إنت لسه زعلان منى وبعدين فهمنى البوليس قبض عليك ليه طمنى علشان خاطرى


أراح رأسه الي الوراء واضعا ساق فوق الأخرى قائلا ببرود:

-لا ،اطمنى طلع تشابه أسماء


ذفرت بارتياح لتترك مقعدها مقتربه منه بنبره فرحه قائله:

:الحمد لله ،أمال مالك بتكلمنى ببرود كده ليه إنت لسه زعلان منى وما هو أنت السبب  بس خلاص أنا نسيت كل الى حصل وقررت أصالحك بالنيابه عنك


أشاح بعينيه من ملامحها المحببه إليه يضغط على قبضه يده كى يمنع حاله من ذرعها داخل أحضانه متأسفا على ماسيقوله لها قائلا ببرود:

-هو حصل حاجه بينا  يخلينا نزعل من بعض على ما أظن أحنا مش أكتر من زمايل ولا فى حاجه أنا مش واخد بالي منها


شعرت بانشطار قلبها نصفين من تنصله من حبهما قائله بذهول:

-إنت بتقول إيه بعد كل الحب الى فى قلوبنا لبعض بتقول إن مافيش حاجه بينا ،إنت واعى لكلامك


نهض من مقعده يستدير بظهره قائلا ببرود:

-اه واعى جدا وما اظنش أنا وعدتك بحاجه لو على الوقت الى قضيناه مع بعض أنا ماأجبرتكيش فأسف لو كنت فهمتى اهتمامى بيك حب أنا ما أنكرش أن اتشديت ليك فتره بس لما قعدت مع نفسى لقيت أنه ماينفعش نكون مع بعض تفكيرك وطريقه حياتك مختلفه عنى وأنا لسه فى أول طريقى وماعنديش وقت للحب فسامحينى إن أظهرت ليك مشاعر مش حقيقيه وأتمنى لك واحد يحبك بجد لأنك تستاهلى تتحبى


شعرت بطعنه قاتله في صدرها من حديثه السام لقلبها لتتساقط عبراتها  تتراجع للخلف هربا من محيطه غير مصدقه ماتفوه به من كلمات دعستها أرضا....هرولت مسرعه الى الخارج يضم قبضته بغضب وعبره خائنه سقطت على وجنته عند استماعه لصفعها باب المنزل بقوه منفثه عم ما يجيش في صدرها من نيران تحرق الأخضر واليابس

شعر بضمه صديقه إليه ليرتمى فى احضانه  يشهق بالبكاء قائلا بحشرجه مؤلمه:

كسرت قلبها يا حسام بس والله غصب عني


شد من ضمته ليربت علي ظهره بحنان:

-عارف يا صاحبى بس إنت عملت الصح الحب ده ماكنش هيجى من وراه غير وجع القلب،انسى وارمى ورا ضهرك وفكر في مستقبلك هو ده الاهم ..........


هرولت لغرفتها شهقاتها ترتفع غير مصدقه سقوطها من السماء السبع بين ليله وضحاها ..كتمت اهاتها فى وسادتها  تتذكر حديثه لتصرخ بقهر من جرحه لكرامتها ودعسه لها كأنها خرقه باليه لم تكن في يوم نور حياته وبسمتها كما كان يلقبها


....

...........فى اليوم التالى بعد أن مضت عليها ليله عصيبه على قلبها قررت نفض حزنها وأخذ بثأر قلبها كى يعض أصابع الندم على ماتفوه به

دلفت لغرفه والدها بابتسامه شاحبه قائله ببرود:

-دادى،أنا موافقه على السفر والخطوبه


تهللت أسارير من يطالعها ينهض مسرعا يجذبها لاحضانه بفرحه:

-حبيبه بابا الى عمرها ماتخيب ظنى أبدا،برافو عليك هو ده التفكير الصح تمام أنا هبلغ مازن علشان يجهز كل حاجه مش عايزك تقلقى هعملك أحلى حفله في مصر


اهتزت شفتاها بابتسامه مهزوزه لتستدير مسرعه لغرفتها وسط أحزانها وآهاتها التى تثقل قلبها من جرح سيظل ينذف الى مالانهايه

.❈-❈-❈


الفصل الثامن

الحب ياسيدى خنجر مسموم يطعن به العشاق بعضهم بعضا  عند الافتراق 
.......
.ولك فى قلبى مكان لا يعرفه أحد

ارتفعت الموسيقى عند هبوط من تتهادى بخطواتها الهادئه مرتديه فستان زفافها المصمم خصيصا لها فبعد أن أعلن والدها بموافقتها على الارتباط من صديق الطفوله اقترح بأن يحوله زواج ليسافروا سويا كزوجين لشده حبه لها وعدم قدرته على الابتعاد ابتسمت بخفوت لمن تقدم إليها ملتقطا يدها يضمها اليه مقبلا جبينها بحب:
-مبروك يا حبيبتى

تمتمت بنبره حاولت جعلها فرحه ترتد للوراء بعد أن سمح لها:
-الله يبارك فيك

إلتف الأصدقاء حولهم ليجذبوهم سويا كى يتمايلوا على أنغام الموسيقى مشاركين إياهم فرحتهم
...حاولت التملص منهم لشعورها بالاختناق غير مصدقه ما فعلت بحالها والارتباط بشخص آخر غير من ينبض له قلبها نهرت حالها على غبائها وتسرعها الذى أوقعها فى هذا الجحيم وأثناء شرودها فى  فعلتها الحمقاء،شعرت بيده تضم خصرها لتغمض عينيها بأسى متجه معه وسط أصدقائها لكى تشاركهم فرحتهم الزائفه 
........على الجانب الآخر
كتم آهاته بداخل صدره المكلوم وهو يشاهد حفل زفافها على وسائل  التواصل الإعلامية لتتساقط عبراته أنهارا  ينهر ضعفه لتركها تبتعد وجرح قلبه قبل قلبها أغمض عينيه بقوه كى يجبر حاله  لمحو صورتها  التى انطبعت بداخله  وهى بين أحضان زوجها  يشعر بنيران مستعره تحرق روحه  التى فقدها منذ يوم رحيلها
...............
على متن طائرتهم الخاصه لكى تقلهم  إلى بلاد الضباب،شعرت بأنفاسه الساخنه تحرق وجنتيها من قربه المهلك لتذدرد ريقها توترا قائلا بخفوت وخوف:
-مازن ماينفعش كده

ضمها إليه بأنفاس لاهثه متمعنا بوجهها وثغرها الخاطف لعينيه:
-إيه الى مش هينفع ،إحنا لوحدنا وأنا مش قادر أبعد وأنت جنبى بجمالك ده

دفعت يده بلطف بعد أن تسللت حول خصرها لتلتفت حولها بحرج:
-إحنا في الطياره اصبر لما نوصل البيت

هز رأسه رفضا يضمها بقوه جعلها تجفل بقلق من عنفه مردفا بأعين راغبه:
-مش قادر بحبك يا دارين 

ليحملها مسرعا ويتجه بها الى الداخل غير عابئ برجفتها واعتراضها على تهوره وعنفه فى التعبير عن حبه
.....................
مرت أيام ثقال على قلبها الندم ينهش قلبها من تسرعها في خطوه زواجها خاصه بعد رؤيه الجانب الكريه منه فى عنفه وتسلطه غير مصدقه بأنه نفس رفيق الطفوله لتتجرع أحزانها بمفردها محاوله الهروب من قربه وغضبه عند تمنعها من حبه العنيف
.......................
ضمه بحب وهو يربت على ظهره بفخر:
-تروح وترجع بالسلامة يا صاحبى عايزك ترجع أكبر دكتور فى مصر وماتقلقش على الحاجه ده فى عنيه

ابتسم لصديق دربه مربتا علي كتفه بعد أن ارتد قليلا الى الوراء قائلا بتأكيد:
-أنا متأكد أنك هتخلى بالك منها
إلتف لمن تطالعهم بأعين تتلألأ بها العبرات ترفع يدها كى تضمه لصدرها بحب:
-خلى بالك من نفسك وطمنى عليك دايما

رفع يدها لثغره طابعا قبله حب قائلا بحنين :
-هتوحشينى يا أمى خلى بالك من صحتك وأنا أول ما أستقر إن شاء الله هكلمكم كل يوم،ادعيلى يا أمى

مسدت على رأسه بحنان و شفتاها تهتز بابتسامه كى تمنع حالها من البكاء:
-بدعيلك دايما يا نور عيوني المهم تاكل وتلبس كويس بيقولوا الجو ساقعه هناك

ربت علي يدها يضمها مره أخرى  لصدره قبل أن يمضى الى الخارج:
-ماتقلقيش عليه أشوف وشكم بخير

أسرع بخطاه الى الخارج قبل أن تنهار مقاومته من الفراق مقررا أن يبدأ حياه جديده بعيدا عن منبع أحزانه .
.فبعد فتره من الوقت هاتفته إداره الجامعه لتزف اليه خبر موافقتهم على أوراق منحته ليجهز حاله كى يستعد للسفر وإكمال دراسته بالخارج
.......
.مرت السنوات ومازالت القلوب تأن من الفراق لا هو استطاع نسيانها والمضى في حياته خاصه بعد عودته من الخارج وإلتحاقه في أحد المشافى الخاصه ذات السمعه الطيبه لتفوقه وتهافت الجميع عليه.،،ولا هى استطاعت أن تنسى وتتقبل من يسمى زوجها لتشعر بالتيه والوحده فى عالمها الحزين
......
.....بعد يوم مرهق من العمل دلفت لمنزلها  تشعر بالاعياء بسبب الاستيقاظ طوال الليل لتسترق السمع لهمهمات من داخل غرفتها تجذبها للمضى ومعرفه من بالداخل،.أدارت مقبض الباب بقلق لتفتحه على مصراعيه وعينيها تتسع مع شهقه إنطلقت من ثغرها عندما وقعت عيناها  على  من يستلقى بحميميه مع إحدى صديقاتها في العمل صرخت بجزع تتراجع  للوراء كى تهرب مما رأت وحطم كبريائها  مما جعلت من يسبحوا فى خطيئتهم ينتفضوا عند رؤيتها  واستماعهم لصيحتها  إرتدى  ملابسه على عجله  يهرول وراءها مناديا إياها كى تستمع إليه ويشرح لها حقيقه مارأت  وقبل ترجلها من باب المنزل  شعرت بيده تجذبها   يديرها اليه قائلا بأسف:
-دارين أنا اسف، أنا مش عارف أنا عملت كده إزاى،صدقينى أنا أتفاجئت بيها على باب البيت معرفش ده حصل إزاى

نفضت يده بغضب تصرخ بتهكم ملقيه إياه بنظرات اذدراء:
-ابعد عنى أنا بكرهك إنت حقير وماتستاهلش إن أكمل حياتى معاه ،طلقنى يامازن

ضغط على ذراعيها برفض و يتوسل بنبره مذهوله غير مستوعب مانطقت به:
-لا، يا دارين أنا ماأقدرش على بعدك أنا بحبك،وبعدين إنت السبب فى الى إحنا وصلناله أيوه إنت ،إنت عمرك ماحبتينى كنت دايما بحس باشمئزازك منى لما بقرب منك عمرك ما حسيت بحبك لي،أجبرتينى أكون عنيف معاك وأتحول لشخص أنا مش حابه بسبب قلبك الى مليان بغيرى،إنت فاكرانى مش حاسس بيك ولا عياطك كل ليله فى الاوضه التانيه ،إنت السبب إن أخونك

نفضت يده بغضب تدفعه بعيدا  تصرخ وتبكى حالها المكلومه:
-عندك حق أنا السبب إن أختار حيوان زيك أكمل حياتى معاه بعد الى شوفته من أول ليله فى حياتنا أنا قبل ما بكرهك بكره نفسى إن ظلمت قلبى وارتبطت بواحد حقير زيك

لتهرول الى الخارج وعبراتها تغرق وجنتيها تعض أصابع الندم على سنوات عمرها التى أهدرتها مع شخص سام دمر لها حياتها
.......................
تفاجأ والديها بوقوفها أمام المنزل بملامح شاحبه وأعين حمراء من البكاء جذبتها لاحضانها  تصيح بذهول:
-دارين حبيبتى مالك فى إيه

عند شعورها بدفء أحضان والدتها ارتفعت شهقاتها  ترتجف من البكاء مردفه بنبره تقطر ألما:
-ماما 

قادها الاثنان الي غرفتها وهما فى حاله ذهول من هيئتها وحاله البكاء التى انتابتها لتساعدها والدتها على الاستلقاء في فراشها تتمدد بجانبها بعد أن رفضت ترك يدها.. وعلى أطراف الفراش يجلس قبالتهم بملامح متسائله  يمسد على قدمها بحنان:
-حبيبتى طمنينى وفين مازن ازاى سابك تنزلى بالشكل ده
صرخت بغضب منتفضه من أحضان والدتها مردفه بقهر وألم نهشوا قلبها:
-ماحدش يجيب لي سيرته أنا بكرهه بكرهه
قطب جبينه استنكارا ليضيق عينيه بتوجس متسائلا:
-ليه يا حبيبتى زعلك في إيه وأنا هتصرف معاه وبعدين إزاى يسيبك تسافرى لوحدك حتى لو إيه حصل بينكم أنا هقوم أكلمه وأشوف في إيه

صرخت وهى ترتجف بغضب رافضه حديثه قائله:
-لا أنا مش عايزه أشوفه وأسمع صوته تانى أنا مش هفضل على زمته يوم واحد لازم أطلق

بُهت من حولها من حاله الغضب التى اعترتها ليتسائل والدها بخطر وريبه:
-ليه عمل إيه

اعتدلت  تكفكف عبراتها بقوه متشنجه بالبكاء قائله بنبره تحمل بها قهر سنين مرت عليها في ظل هذا الزوج البغيض قاصه  علي مسامعهم حياتها وما مرت به من عذاب جسدى ونفسى لتتوحش ملامح من يستمع إليها يجز على أسنانه غضبا متمتما بوعيد:
-يا حيوان، وغلاوتك لهندمه على كل دمعه نزلت منك

ذادت شهقاتها لتشاركها والدتها البكاء جاذبه إياها لاحضانها ملقيه نظرات غاضبه لمن يرمقهم بحزن على ما أوصل ابنته إليه

........بعد أن غطت فى النوم واطمأنت عليها دلفت لغرفه زوجها ونيران الغضب تحرق قلبها حزنا على ابنتها  صفعت ورائها الباب لترمق من يجلس بملامح حزينه عينيه شارده للأعلى لتصيح بصوت مكتوم كى لا يصل للنائمه فى الغرفه المجاوره لهم  تجز على أسنانها غضبا:
-عاجبك الى حصل ياما قلت ليك ماتجبرهاش تتجوز حد هى مش عايزاه خليها تخوض الطريق إلى قلبها رسمهولها بس ازاى ماتسمعش كلامك وتفرض سيطرتك زى كل حاجه كنت بتجبرها عليها بدافع الحب ،حب ايه الى يخليك تخنقها وتدمر حياتها وياريت جات على كده ده كمان الولد الغلبان ماسلمش من جبروتك وهددته أنه يبعد عنها اتبسطت من حاله بنتك دلوقت والى وصلت ليه ياريت تبقى فرحان وهى بتموت قدامك

ضغط علي يده ويغمض عينيه بأسى وحزن ليتنهد بضيق من حاله:
-ماكنش قصدى أنا كنت بشوف الأصلح ليها دارين ده كل حياتى وأنت عارفه إن بحبها ولما بعدت الولد ده من طريقها لأن كنت شايفه مايستاهلهاش

صاحت بغضب  تلوح بيدها:
-ومازن هو الى يستاهلها حرام عليك يا شيخ اعترف مره واحده إنك غلطت وماكنتش تستاهل منك تكسر قلبها بالشكل ده

لتستدير تاركه إياه يتجرع لحظات الندم وحيدا غير عابئه بحزنه كل ما يهمها ابنتها التى ينهش الحزن قلبها ،شهقت بصدمه لمن تقف أمامها ملامحها جامده ترمقهم بكره  تتمتم بتساؤل وغضب:
 -ليه !ليه تعملوا في كده ده أنا بنتكم الوحيده ليه تكسروا قلبى وتدمرونى بالشكل ده لدرجه ده بتكرهونى

حاولت جذبها لاحضانها وهى تبكى بخوف على حالتها:
-إحنا ما بنكرهكيش ياحبيبتى باباك عمل كده من خوفه عليك كان فاكر أنه كده بيحميك وبيحقق ليك السعاده

ضحكت بتهكم لتضرب كفيها باستهزاء  ترمق من يدنو برأسه خجلا من نظراتها:
-وعرفت تحقق ليه السعاده،عرفت تحمينى من مريض كان بيتلذذ أنه يذلنى،الى أنا شايفاه إنك فشلت وماعرفتش تحقق أى حاجه ،أنا بكرهك،بكرهك

هرولت سريعا إلى الخارج تاركه وراءها من تصرخ بخوف مناديه زوجها الذى انتابته حاله من الجمود قائله بجزع:
-ألحقها يا رفعت لتعمل في نفسها حاجه
صعدت سيارتها لتدعس مقودها بسرعه عاليه تضربه بقبضتها  تصرخ بقهر على حياتها التى أهدر فيها قلبها وذبح من قِبَل أهلها،،أجفلت بخوف  تحاول أن تتفادى السياره الضخمه التى ظهرت لها من العدم  حاولت التحكم فى مقودسيارتها تدعسه بكل قوتها كى تقلل سرعتها حتى إنجرفت منها بعد أن فقدت التحكم بها منقلبه عده مرات  لتصطدم فى عمود ضخم أدى إلى تحطيم سيارتها 
..
............. 
انتفضت الأم على رنين هاتف زوجها المتواصل لتنظر إليه بقلب يرتجف خوفا من سماعها خبر سئ عن ابنتها دققت النظر لملامحه الجافه لتفزع برعب وهى ترى شحوب وجهه قائلا:
-مستشفى إيه جاين حالا

جذبت ذراعه  تهز رأسها بخوف والعبرات تتساقط بإنهيار  متسائله بوجل:
-بنتى مالها رد عليه حصل لها حاجه

اذدرد ريقه لتهتز شفتاه بحشرجه باكيه:
-دارين عملت حادثه وفى المستشفى

 شهقه رعب انطلقت من ثغرها  تضرب صدرها بقوه بعد أن تهاوى قلبها وتفتت لما حدث لابنتها:
-بنتى
..................................
داخل غرفه الطوارئ هرول الأطباء  على قدم وساق حول هذه الحادثة البشعه التى أتت لهم منذ قليل......
داخل إحدى الغرف يغمض عينيه كى  يريح جسده من عناء العمل المتواصل ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن انتفض بإستنكار عند  دلوف إحدى الممرضات بهروله تستدعيه بصوتها المتوتر :
-دكتور فارس بسرعه فى حادثه كبيره بره ومحتاجينك
تنهد بتعب ينهض متمتما بضيق:
-ربنا يسامحك يا ورد فزعتينى مالحقتش أنام

تنحنحت بحرج  تساعده في ارتداء مأزره الطبى متجهين سويا  توصف له ملابسات الحادث وعدد الضحايا
... وأثناء تقدمهم اشار إليه   أحد زملائه بالحضور سريعا لغرفه العمليات توجه لغرفه التعقيم الجانبيه مرتديا قناعه الطبى مع تعقيم يده جيدا قبل الدلوف الى الداخل.بعد أن جهز حاله دلف وهو يتسائل ملتقط الأدوات الجراحيه عن طبيعه الحاله وأثناء شرح من يقابله حالتها توقف عقله عن العمل لتتسع عيناه ذهولا لمن تستلقى أمامه بهيئتها التى سلبت عقله وجعلت قلبه يغوص في بحور حبها يمرر يده فوق وجنتها كى يتأكد بأنها حقيقه أمامه ليست خيال يتهيئها مثل كل ليله منذ لحظه الفراق....ارتعشت أنامله لتتساقط عبراته  يتمتم بخفوت وقلبه يعتصر رعبا للدماء التى تغطى وجهها  ظل فى تييه قليل من الوقت حتى أنتزعه من شروده صراخ من يجاوره قائلا  يصيح بغضب:
-دكتور فوق البنت هتروح مننا

لف رأسه يرمق من يصرخ فى من حوله بأن يسرعوا فى مساعدته قبل أن تدخل في  غيبوبه  ليشير إليه بسبابته لمن تجثو أمامه بتيه وذهول ويديه ترتجف قائلا بتلعثم:
-ده دارين ،دارين يا أحمد

دفعه بعد أن شعر بحاله الفقدان للواقع التى انتابته ليجذبه الى الوراء ويأخذ مكانه في إنقاذ هذه الفتاه التى تبدو أهميتها لمن يقف وراءه يرمقهم بذهول وجسد يرتجف خوفا وعبراته تأبى التوقف عن الانهيار......

بعد كثير من الوقت تنفس الجميع الصعداء ليلتفت المسؤول بعد أن أخذ مكان فارس مثنيا على عملهم في انقاذ من تتمدد أمامهم قائلا:
-برافو يا جماعه الحمد لله الخطر ذال أنقلوها للعنايه علشان نطمن أكتر على مؤشراتها الحيويه
....إلتف لمن يجلس على الأرض عينيه شارده فى من تنام أمامه يساعده على النهوض  يهزه كى يفيق من شروده قائلا:
-دكتور فارس قوم معايا

تمتم ليشير إليه دون أن يحيد نظره عنها قائلا:
-هى عامله إيه

ربت علي كتفه بهدوء بعد أن استقام مردفا:
-الحمد لله الخطر ذال بس مش هنقدر نطمن أكتر إلا لما تفوق،تعالى معايا علشان تستريح شكلك تعبان وأنا هاخد مكانك انهارده
تمسك بيده توسلا وعينيه تلمع بها الحزن:
-عايز أبقى معاها من فضلك مش هقدر أسيبها

اومأ برأسه لتنبت ابتسامه هادئه فوق شفتيه يقوده الى الخارج قائلا بشفقه و رأفه لحاله:
-حاضر كمان ساعه هخليك تدخل تطمن عليها

.............بالخارج
يذرعوا الرواق برعب منتظرين خروج أحد ما ليطمئنهم عن حالة وحيدتهم لتلمحه مستندا على يد صديقه مهروله بفزع  تناديه بخوف وعبراتها تسبق كلماتها:
-دكتور  ،دارين عامله إيه طمنى أبوس ايدك

اومأ برأسه مع ابتسامه صغيره حزينه  يربت على يدها:
 -الحمد لله اطمنى عدينا مرحله الخطر

أجفل على احتضانها إياه متمتمه بصوت يملأه الفرحه:
-ألف حمد وشكر ليك يارب،ربنا يخليك يا دكتور
نبتت ابتسامه صغيره على محياه مربتا علي ظهرها يرمق بضيق من يخفض عينيه ندما غير قادر علي مواجهته بعد ما فعله فى حقهم

مر الوقت بثقله على القلوب ليدلف إليها وقدميه ترتعش من رؤيتها على هذه الهيئه المؤلمه لقلبه ساكنه بهدوء كالملائكه برغم من شحوب وجهها وحاله الضعف التى تسكن جسدها لكنها مازالت ساحره تخطف قلبه من النظره الاولى ...جذب مقعده ليجلس أمامها ملتقطا يدها وقلبه يعتصر حزنا سقطت عبره خائنه على وجنته قائلا بخفوت  وحزن:
-وحشتينى،ياهيادارين إنت ماتعرفيش كنت وحشانى قد إيه من وقت ما بعدتى وأنا بموت مش عارف أستمتع بالحياه من غيرك ،قومى يا حبيبتى ماتستسلميش ،أرجعى نورى دنيتى من تانى

ظل طوال الليل يهمس لها باشتياقه وحبه حتى غفى فى النوم غير عابئ بما حوله كل ما يهمه عودتها وتمتعه برؤياها بعد طول غياب
...........
فى الصباح
استيقظ على دلوف زميله في العمل متعجبا من رؤيته نائما على مقعده أمامها ليتعجب أكثر وتزداد دهشته من ملامح  الشجن والحزن المرسومه فوق وجهه فهذه أول مره يرى صديقه مسلوب الاراده تائه غير قادر علي التحكم فى مشاعره بهذا القدر منذ رؤيتهم لهذه الفتاه ممدده أمامهم ليدرك وقتها بأهميتها فى قلبه
....ابتسم بجديه قائلا لمن يفرك وجهه ومازالت يده الأخرى بين يديها:
-صباح الخير يا دكتور

اومأ برأسه دون أن يحيد نظره عن النائمه أمامه بسكون مردفا:
-صباح الخير

دنى برأسه تجاهها ليفحص مؤشراتها الحيويه والاخر يتابعه باهتمام مراقبا تعابير وجهه قائلا بتوجس:
-طمنى 

حك عنقه بقلق مدوننا بعض الكلمات فى تقريرها قائلا بهدوء:
-هو على العموم الدنيا تمام بس مش  هقدر اتأكد إلا لما تصحى وتحرك جسمها ساعتها هنطمن

ضيق عينيه ليتسائل بخوف   يذدرد ريقه:
-ليه! إنت شاكك في حاجه

اهتزت شفتاه توترا يبعد عينيه عن من يتوغل بداخله بنظراته الثاقبه قائلا بهدوء:
-مش عايزين نسبق الأحداث،أنا هخرج اطمن أهلها وأول ما تفوق بلغنى
بعد كثير من الوقت الذى لم يشعر بمروره  عينيه تأبى الإبتعاد عن التأمل فى ملامحها المحببه لقلبه ،رفرفت بأهدابها لتتأوه بخفوت من الآلام التى غذت جسدها فجأه عند استيقاظها أفاق من تأملاته بفرحه  يهمس كى تستمع إليه قائلا بحنين:
-دارين ،ديرى حبيبتى

بلعت ريقها لتتأمل ما حولها قائله بصوت متحشرج تائه:
-فارس

ابتسم  يضم يدها لصدره بفرحه:
-أيوه فارس ياحبيبه قلبى

صمتت قليلا  بتعجب من كم هذه الاجهزه التى حولها لتقطب جبينها استغرابا متسائله:
-هو إيه الى حصل ،وأنا فين،اه.جسمى بيوجعنى قوى

ربت علي يدها بحنان متأملا عينيها التى افتقد رؤيتهم:
-ما تقلقيش ياحبيبتى شويه وهديك مسكن ومش هتحسى بحاجه،.المهم حاولى تحركى جسمك علشان أطمن عليه

اومأت برأسها لتحرك يديها بخفوت وعند قدميها شعرت بثقلهم لتتسع عيناها رعبا  ترمقه بخوف قائله:
-مش عارفه أحرك رجلى،مش حاسه بيها يا فارس

اذدرد ريقها توترا لتهتز شفتاها بابتسامه حاول جعلها مطمئنه:
-اهدى يا حبيبتى ممكن من أثر البنج  ماتقلقيش،أنا هخرج دلوقت أسأل على حاجه وهدخل أهلك عايزين يطمنوا عليك
هزت رأسها رفضا لتشيح بوجهها بعيدا وبنبره قاسيه:
-لا مش عايزه أشوف حد

مسد على شعرها بحنان مهدهدها بهدوء بعد أن شعر بنبرتها الغاضبه وتشنج جسدها:
-خلاص يا حبيبتى الى إنت عايزاه هخرج دلوقت والممرضه هتدخل تساعدك وشويه وهجيلك

ليستدير مسرعا بخطاه الى الخارج والخوف يعتصر بقلبه قلقا مما سمع منها وماتنبأه من حديثها 
..............
إلتقفه والديها بلهفه متسائلين:
 -دارين عامله إيه دلوقت

هز رأسه بملامح بارده تجاه من يقف أمامه بخزى قائلا:
-الحمد لله فاقت

تهللت أساريرهم لتتوسل بحزن  ترمقه برجاء مردفه بلهفه:
-ممكن أدخل أشوفها

ذم شفتيه  ليحك عنقه بأسف قائلا:
 -اسف هى مش حابه تشوف حد دلوقت

فغرت فاه من تقف أمامه لتتساقط عبراتها  تشهق بحزن وسهام نظراتها الغاضبه تصوبها نحو زوجها:
-بنتى مش عايزه تشوفنى بنتى خلاص كرهتنى
لتنكز من بجانبها تدفعه بقبضتها   القويه 
رامقه إياه بكره وغضب:
-إنت السبب أنا عمرى ما هسامحك لو حصلها حاجه ياريت تكون مبسوط دلوقت من الى عملته ضيعت بنتنا مننا حسبى الله ونعم الوكيل فيك

دنى بعينيه خجلا من نظراتهم القاتله إليه ليشعر بغصه فى قلبه وحزنا على ما اقرفت يداه لم يستطع تحمل نظراتهم ليضطر أن يبتعد ماضيا نحو إحدى المقاعد ينكس رأسه يكوبها بين يديه تاركا الحزن ينهش قلبه
.... بعد أن أبلغهم رسالتها مضى  صوب غرفه صديقه ليلاحظ تجهم وجهه عند مطالعته لبعض التقارير الطبيبه القابعه بين يديه اقترب منه متسائلا:
-أحمد إنت شاكك في حاجه ،احساسى بيقول لي إن فى مشكله وأنت مخبيها

أرخى عينيه ليذم شفتيه قلقا  يقلب مابين يديه قائلا بتوجس من رد فعل من يتقلب على جمر من النار منتظر كلمه تبرد ناره:
-بصراحه يا فارس الحادثه أثرت على الحبل الشوكى وسببت ليها شلل،بس إنت دكتور وعارف الطب كل يوم فى تقدم  ومافيش حاجه بعيده عن ربنا

شرد بتيه غير مستمع لباقى حديثه يشعر بطعنه فى صدره. اهتزت ساقيه  ومادت الأرض اسفله لم يشعر بحاله الا بارتخاء جسده فوق مقعد وراءه جعل من يقابله  ينتفض  مهرولا تجاهه  يربت على كتفه بقوه وصوت أجش كى يفيق ويستمع إليه قائلا:
-فارس أمسك نفسك هى محتاجالك ماينفعش تضعف بالشكل ده  هى محتاجاك قوى  إجمد يا صاحبى 

هز رأسه   يتمتم بتيه وقلب ينزف حزنا:
-دارين اتشلت يا أحمد ،الفراشه الى كانت بتتحرك من مكان لمكان إيدها في إيدى خلاص بقت عاجزه،هبص فى عنيها إزاى وأقول لها إيه ،مش قادر يا أحمد

جذب رأسه إليه  يشد من أزره مربتا عليه بحزن:
-لازم تجمد علشان تقدر تقف جنبها وأنا متفائل إن شاء الله،يالا قوم معايا هى محتاجاك دلوقت

لملم شتات نفسه مزعنا لطلب من يربت فوق كتفه ليساعده على النهوض للذهاب إليها.
..أخذ نفسا عميقا عند دلوفه الى الداخل مع صديقه عيناه تهرب من نظراتها المبتسمه بحياء عند رؤيته ..بدأ الطبيب فى فحصها وسؤالها إذا كانت تستطيع تحريك قدميها لتهز رأسها نفيا ،بادلها ابتسامه هادئه ليدون بعض الكلمات فى تقريرها مختلسا النظر لمن ينظر إليه ويذم شفتيه حزنا...استرعى انتباهها حاله الوجوم التى تنتاب من يهرب بعينيه بعيدا ،لتربت ربتت على يده تدير ذقنه إليها قائله بابتسامه مهزوزه:
'بتهرب من عنيه ليه ،مخبى عنى إيه وخايف تقوله،هموت،وإيه يعنى ما أنا ميته من زمان ،من يوم ما سبتنى لوحدى،خلاص مابقتش الدنيا فارقه معايا

كبح دموعه يضم يدها لصدره قائلا بشجن مقاوما غصه بكاءه:
-بعد الشر عليك يا حبيبتى،أوعى تقولى كده إنت كويسه مافيش حاجه

أخذت نفسا عميقا مبتسمه لنظره الحب المنيره فى عينيه قائله برضا:
-خلاص يبقى زعلان ليه ولزمتها إيه الدموع

تنحنح من يتابعهم بهدوء قائلا بصوت جاد يحاول شرح حالتها بطريقه سلسه:
 -أنا سمعت إنك دكتوره وأكيد هتفهمى الى هقوله علشان تقدرى تساعدى نفسك،بما إن الحادثه كانت كبيره والاصطدام كان قوى فكل ده أثر على الحبل الشوكى وسبب تعب فى رجليك

ابتسمت بسخريه  تكبح عبراتها قائله التى خانتها وتسللت من عينيها عندما أدركت مغزى حديثه:
ما تقول يا دكتور إن اتشليت وبقيت عاجزه،أنا كنت حاسه،ماتقلقش مش هنهار ولاهعمل حاجه مابقتش حاجه مستاهله إن أنهار علشانها ،ممكن تسيبونى لوحدى شويه

ضغط علي يدها يهز رأسه رفضا لتهتز شفتاها بابتسامه مهزوزه:
-معلش محتاجه أكون لوحدى

اومأ برأسه بعد أن تمعن النظر بها كى يتشبع من رؤياها ليسرع إلى الخارج قبل أن تطرف عيناه بالعبرات ويشهق بالبكاء مسببا لها حزنا يضاعف حزنها على حالها
....انتفض من يرابطوا أمام غرفتها عند رؤيتهم يترجلوا من الداخل ليهرول سريعا بعيدا عن توسلاتهم برؤيتها ومعرفه مابها...دلف غرفته يستند على بابه وشهقاته ترتفع بعد أن حاول كتمانها ليصرخ بقهر وعينيه تناجى ربه برجاء بأن يذيل هذه الغمه فقلبه تعب من العذاب.

..........بالخارج
صرخت والدتها  تضرب على صدر من يترنح من هول ما سمع  متمتمه بوعيل:
-منك لله بنتى راحت منى بسببك،إنت السبب دمرتها وجنيت عليها،حرام عليك ياحبيبتى يابنتى 
.........................................
مرت الأيام والصمت أصبح رفيقها تجلس وحيده فى مقعدها المعدنى أمام نافذه غرفتها ترفض مقابله والديها عقابا لهم على ما اقترفوه في حقها.....سقطت بعض من لؤلؤتها الماسيه على وجنتها عند تذكرها لمحات من الماضى فى كنف هذا الزوج المريض فبرغم من محاوله والدها إصلاح ما فعله بإجبار زوجها على الطلاق وحصولها على ورقتها للتخلص منه إلا إنها مازالت لم تتعافى من جروح قلبها عند تذكرها معاناتها.....كفكفت عبراتها سريعا عند دلوف من يبتسم وبيده باقه كبيره من الزهور البيضاء التى تعشقها بجانب دبدوب كبير باللون الأحمر حول رقبته عقد من حلوى الشيكولاته..بادلته الابتسامه يجلس على عقبيه أمامها قائلا بحب  يمد يده إليها بما يحمل:
 -كل سنة وإنت منوره حياتى

نبتت بسمه جانبيه على شفتيها  تضمهم الى صدرها وعبراتها تتساقط
جعلته قطب جبينه استغرابا  من بكائها يكوب يدها بين يديه بعتاب :
-إيه لازمتها الدموع،أنا زعلتك في حاجه

هزت رأسها  تضغط على شفتيها لكى تمنع بكائها قائله بغصه:
-أنا زعلانه من نفسى،.حبيت أعاقبك على الى عملته،عاقبت نفسى بس ماكنتش أعرف أنه بغصب عنك كنت مجبر على البعد أنا اسفه إنك اتعذبت بسببى
اعتدل سريعا يضمها الى صدره بحب أرهق قلبيهما:
-أنا إلى آسف أن ماكنتش قوى كفايه علشان أدافع عن حبنا ،أنا الى بطلب منك تسامحينى

قالت بصوت مكتوم قليلا لكونها تتحدث محتضنه صدره بقوه:
-أنا عمرى مازعلت منك حتى لما جرحتنى قلبى ماأقدرش يزعل منك ،لأن بحبك
ارتد قليلا الى الوراء يسند جبينه على جبينها وأنفاسهم تتقابل باشتياق قائلا بحب توغل بداخلهم:
-وأنا بعشقك يا بسمه حياتى

.❈-❈-❈


من يسكن الروح ....كيف للقلب أن ينساه

فى حبك أشتاقك رغما عن قلبى.....وأهيم بك رغما عن عقلى

يتبع