نوفيلا جديدة مازال قلبي ينبض بحبك لإيمي الرفاعي - الفصل 7 و 8 - السبت 27/7/2024
قراءة نوفيلا مازال قلبي ينبض بحبك كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
نوفيلا جديدة مازال قلبي ينبض بحبك
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة إيمي الرفاعي
الفصل السابع والثامن
تم النشر يوم السبت
27/7/2024
الفصل السابع
ستدور فى رحى الحياه ترفعك أحيانا وتلقى بك أحيانا أخرى كل ما عليك فعله بأن تنتظر بأى أرض سترسى
اضطربت ضربات قلبه من هذا الاتصال ملتقطا أنفاسه المبعثره لينهر حاله على هذا الخوف الغير مبرر فمهما حاول تجنب هذا اللقاء سيأتي يوم يضطر فيه للمواجهه....
.على أعتاب باب هذا المكتب الضخم تقدمته سكرتيره حسناء تشير إليه بعد أن سمح لها من بالداخل بالدلوف
..تقدم بخطى قلقه عينيه تتأمل ماحوله من فخامه ورقى فى التصميم ،أجفل على صوت من يجلس على كرسيه الوثير يشير اليه بالجلوس قائلا بنبره قويه بها مسحه ترحيب زائف:
-أهلا يا دكتور فارس اتفضل
بعد أن استقر فوق مقعده باغته بالسؤال:
-تحب تشرب إيه
نقى صوته من ارتباكه يبتسم ابتسامه مهزوزه:
-أى حاجه يا فندم
ضغط علي زر بجانبه حتى أتى إليه صوت سكرتيرته ليردف بنبره خشنه:
-عايزين اتنين قهوه
ليرفع عينيه لمن يتابعه متسائلا:
-مظبوطه
اومأ الاخر برأسه ليتابع قائلا:
-مظبوطه
بعد أن أنهى طلبه اعتدل في جلسته متفحصا من يفرك فى يديه لمعرفه سبب هذا اللقاء تنحنح يرمقه بابتسامه لم تتعدى عينيه مستطردا:
-المقابله ده كانت المفروض تبقى من بدرى بس كل شئ وله أوان،من وقت لما دارين عرفتنى عليك وقد إيه إنك شاب مجتهد وعصامى فكرت إنك من الشباب الى الواحد يحب يقف جنبه ويساعده لأنه يستاهل،إنت تعرف إن بجانب البيزنس بتاعى بساعد شباب زيك وببقى الوكيل والمسؤول عن مشاريع حياتهم في مقابل إنهم يبقوا وجه اعلانيه لشركاتى وأنا حابب إنك تنضم ليهم يعنى هساعدك تكمل دراسه بره وتوصل لكل الى نفسك فيه وحتى لما ترجع هشغلك فى أكبر مستشفيات أنا بملكها إيه رأيك
قطب جبينه استغرابا ليضيق عينيه متسائلا بريبه:
-والمقابل،أكيد مش هتعمل كل ده لله فى لله وبرده مش علشان أكون وجه اعلانى لأن ولا ممثل ولا لعيب كوره يبقى أكيد في سبب تانى
ابتسم بخفه يشير اليه بأعجاب:
-بدأت تعجبنى أنا نظرتى مابتخيبش وقلت إنك ذكى،يبقى نتكلم بصراحه،أنا عايزك تبعد عن دارين ،أنا مقدر مشاعرك وحبكم لبعض بس ماينفعش
ذم شفتيه يقطب حاجبيه استنكارا وهو يتسائل:
-ليه ماينفعش هو إحنا مش من حقنا نحب
نفث من دخان سيجاره الذى أشعله منذ قليل يذفره بلامبالاه لمشاعر من يتلوى من الحزن أمامه:
-من حقك طبعا بس مش مع بنتى، إنتم ماتنفعوش لبعض فى فرق كبير مش بقلل منك ولا حاجه بس خلينا واقعين مهما اشتغلت عمرك ماهتقدر تعيشها ملكه زى ما أنا بعمل، مهما وصلت هيفضل فى فرق بينكم وفى أقل موقف كل ده هيظهر فأنا بختصر الطريق من الأول قبل ماتجرحوا بعض
فرك وجه بضيق و يرمق من يلقيه بنظرات بارده قائلا:
-وليه حضرتك بتسبق الأحداث وبتتنبأ بالسئ ليه ماتقتنعش إن حبنا هيساعدنا نعدى الصعاب وهيخلينا نواجه كل حاجه
ذم شفتيه مقلبا قلمه بين يديه وبسمه ساخره رسمت فوق ثغره:
-أنا طول عمرى راجل عملى ومابسيبش حياتى دايما من غير تخطيط وتفكير للمستقبل، بركن مشاعرى على جنب وده نصيحه ليك لو عايز تبقى دكتور ناجح حدد أهدافك الأول واشتغل عليها بعقلك أما قلبك بعدين لما تكون حققت الى إنت عايزه،.المهم دلوقت أنا بقدم ليك عرض ماتحلمش بيه مقابل تبعد عنها خليها ترتبط بحد يقدرها ويعرف قيمتها
انتفض بضيق يضغط على أسنانه محاولا التحكم فى غضبه متمتما برفض:
-وإن رفضت
رفع حاجبه بسخريه يبتسم بتهكم:
-طبعا أنا مش هقدر أغصبك بس أنا برده هحاول بكل الطرق أحمى بنتى من غبائها وياريت ماتزعلش منى من الى هعمله ،كل الطرق مباحه فى الحرب وبرده أنا عند وعدى طلعت ذكى وفكرت في مصلحتك عرضى هيفضل موجود
ارتفعت وتيره أنفاسه الحانقه يرمقه بنظره غاضبه مردفا:
-عن اذنك يا باشا
استدار الى الخارج بخطوات غاضبه تحرق ماتحتها من قوتها وقبل أن يخرج إلتفت نحو من تمتم ببرود قبل أن يترجل من الغرفه:
-ياريت الى حصل بينا ده مايوصلش لدارين
لوى شفتيه بابتسامه ساخره قبل أن يسرع الى الخارج ملتقطا أنفاسه بعد أن شعر بالاختناق والضيق الذى قبض علي قلبه من هذا اللقاء الكارثى
ظل يتخبط فى طريقه والنار تستعر فى قلبه من هذا الرفض القاطع من قبل والد حبيبته ...بعد كثير من الوقت شعر بالوهن ليتجه بخطى مرهقه تجاه مقعد معدنى أمام البحر دنى برأسه ليدفن وجه بكفيه أنفاسه تتسارع يشعر بغصه تحرق قلبه،بين نارين كل منهما أشد من الاخرى،،إذا اقترب سيضطر أسفا بأبعادها عن أهلها ومواجهة رفض والدها والدخول في صراع هو فى غنى عنه وهو مازال في أول الطريق، واذا ابتعد سيحترق بنار الفراق فكل الطرق ستؤدى لعذاب قلبه
انتشله رنين هاتفه من الصراع الدائر بداخله ليلتقطه مجيبا اياه بنبره هادئه:
-السلام عليكم
الطرف الآخر:
-وعليكم السلام إحنا من اداره الجامعه المتخصصه في منح الطلاب وبنتأسف ليك طلبك اترفض ونتمنى ليك فرصه تانيه
أنهى معه الاتصال وسط العبرات التى تلألأت فى مقلتيه لضياع حلم من أحلامه ...ليهز رأسه تهكما وعينيه جاحظه للأعلى متمتما لحاله بضيق:
....ها قد بدأ أول خطوه من عقاب والدها له بتدمير أحلامه
كتم حزنه بداخله مقررا عدم الاستسلام ورفض الخنوع لتسلطه مقررا التمسك بها بكل قوه ،استقام بعد أن أخذ نفسا عميقا به لمحه من القوه متجها إلى عمله فى إحدى عيادات بعض الأطباء كى يهدأ ويعيد تفكير فى ما سيفعله في المستقبل
...........................
فى الليل أثناء عمله المسائي رن هاتفه ليلتقطه مجيبا بعد أن جفف يده من الماء العالق به ،إلتقطت أذنيه صوتها المحبب الى قلبه تعاتبه بمحبه قائله:
-أنا لسه زعلانه منك بس بصراحه وحشتنى يا أبو قلب قاسى
ابتسم وهو يتجه بخطواته الى الخارج كى يتحدث بأريحيه قائلا بحب:
-وأنت كمان وحشتينى،أنا اسف ماكنش قصدى أزعلك شوف الترضيه الى عايزاها علشان أصالحك
صمتت قليلا لتفكر تحك ذقنها بعمق لتبتسم بمرح مردفه:
-بما إنك حارمنى منك بقالى فتره فأنا مش هتنازل عن يوم لي لوحدى نخرج مع بعض
اومأ برأسه كأنها تراه قائلا بنبره تملأها العشق:
-وأنا تحت أمر حبيبتى هحاول أخد أجازه علشان خاطر عيونك
وأثناءحديثهم.استرق السمع لصوت ضوضاء حولها ليتسائل بتعجب قائلا:
-حبيبتى إيه الدوشه الى عندك ده، إنت فين
ابتسمت تلوح له من أحد المقاعد المقابله له قائلا:
-شوفتنى،اعمل إيه وحشتنى وكان لازم أشوفك حتى لو من بعيد
إلتف إليها يضم شفتيه كى يمنع ابتسامته في الظهور من رؤيه وجهها المحبب الى قلبه قائلا بمعاتبه طفيفه:
-إنت كمان وحشتينى بس مش إحنا اتفقنا مافيش خروج بليل لوحدك
أسبلت جفنيها ببراءه تطالعه بحب:
-عارفه يا حبيبى بس مااقدرتش أقاوم اشتياقى ليك هقعد وقت صغير مع صاحبتى وبالمره أعاكس حبيبى وهمشى علطول
ضحك على مشاكستها له ليحذرها بسبابته برفق:
-شويه صغيرين وتمشى علطول
أشارت لعينيها تلقى له قبله فى الهواء:
-من عنيه
هز رأسه على تصرفاتها الطفوليه مبتسما قبل أن يعاود للداخل مكملا عمله
..........إلتفتت لمن تجاورها يتسامرون سويا لتقطب جبينها استغرابا ب عند دلوف مازن وباقى أصدقائهم لفت برأسها متسائله بخفوت:
-هما إيه الى جابهم
هزت كتفيها تتسع ابتسامتها عند رؤيه من تتمنى نظره رضا منه قائله بفرحه:
-تامر معاهم
لوت شفتيها استنكارا لتهمس بضيق:
-إتقلى شويه ياتاليا طول ما إنت كده مش هيعبرك
تنهدت بنبره حزينه تتأمله بحب:
-أعمل إيه فى قلبى إلى مش قادر يحب غيره بس هو حمار ومش واخد باله
ضحكت بخفوت حتى لايستمع إليها من من جلسوا بجانبهم قائله:
-ماهو علشان حمار
جلس الجميع بجانبهم ليبتسم من يجاورها قائلا وعينيه تتمعن النظر بها بعد فتره غياب:
-إيه المفاجأه الحلوه ده أنا لوكنت أعرف أن هلاقيك هنا كنت جيت من بدرى
نبتت ابتسامه صغيره على محياها تبلع ريقها توترا من قربه قائله:
-حمد لله على السلامة خرجت إمتى
فرد ذراعه على طول المقعد الجالسه عليه يبتسم بشوق:
-من يومين وبالمناسبه ده تامر قرر إنه يحتفل بسلامتى وجينا هنا،المهم إنت عامله ايه وحشتينى من آخر مره كنا فيها مع بعض
خفضت عينيها هربا من نظراته لتهز رأسها:
-الحمد لله
لمحت من بعيد من يرمقها بضيق يشير إليها بعينيه كى تنتظره بالخارج بلعت ريقهاقلقا من نظراته لتتنحنح بخفوت وهى تنهض بقلق مردفه:
-عن اذنكم هدخل التويلت
تابع ابتعادها يضيق عينيه بخبث ملتفتا لمن حوله غير منتبهين لما وضعه في كوبها لانشغالهم بالتمايل مع الموسيقى وعينيه تلمع بالمكر لما سيحدث بعد قليل
بالخارج......
يجز علي اسنانه بغيظ يرمق من تتقدم إليه بخطوات قلقه لترتعش شفتاها ببسمه صغيره حتى باغتها متمتم يجز على أسنانه بقوه بعد ان جذب معصمها يضغط عليه بعنف:
-هو ده الى جايه تشوفينى حضرتك بتستغفلينى ومتفقه تخرجى معاهم وأنا إلى صدقتك وافتكرت إنك بتحبينى وبتسمعى الكلام
تأوت بخفوت من قبضه يده لتترقرق الدموع في عينيها تحاول جذب يدها من قبضته:
-والله ماكنتش أعرف إنهم جاين ،أنا خارجه أنا وصاحبتى لوحدنا وكمان علشان أشوفك هو ده جزاه حبى ليك بتشك فيه كده كتير أنا تعبت
شد شعره يذفر أنفاسه الغاضبه عند رؤيه عبراتها تحرقه تسلل الضيق لقلبه من حاله لتسببه في حزنها قائلا بنبره حاول صبغها بالهدوء:
-ياحبيبتى أنا مش قصدى أشك فيك بس أنا بغير ومابقدرش أتحمل قربه منك،أنا اسف سامحينى
ذمت شفتيها تشيح بوجهها وهى تعقد يديها حول صدرها بغضب:
-وأنا مش قابله اسفك مش كل مره تتهمنى عن حاجه خارجه عن غير ارادتى وعقابا ليك هسهر معاهم وهروح متأخر
لتستدير ماضيه الى الداخل غير عابئه بمن يحترق غيظا من عنادها
بالداخل....
جلست بجسد يرتجف غضبا مشيحه بوجهها بعيدا عنه حتى لا تاخذها الرأفه به من نظراته المعتذره...تجرعت كأسها دفعه واحده تتمايل على أنغام الموسيقى تشارك صديقتها فى الغناء بمرح زائف وقلب يعتصر حزنا على ما وصلوا إليه من شجار دائم
ابتسم بخبث عند رؤيه ثقل رأسها ليلتفت إليها باهتمام ذائف:
-مالك يا ديرى
ضغطت على جبهتها بقوه تهز رأسها تحاول إلتقاط أنفاسها:
-مش عارفه حاسه بصداع فظيع،أنا لازم أروح
رفعت رأسها المترنحه بفعل ماتناولته نحو صديقتها الشارده مقابل لها مردفه بلسان ثقيل :
-تاليا تعالى وصلينى
أفاقت من شرودها تومأ برأسها كى تنهض معها ليشير إليها بجديه مقدما مساعدته لمن تترنح بتعب بعد أن إستقامت:
-خليك إنت يا تاليا كملى سهرتك أنا هوصلها
جلست مره أخرى ليجذب ذراعها كى يساعدها متجها بها الى الخارج تحت أنظار من يتابعهم بتجهم وقلب يغلى نارا لو أراد لأحرقت من يطالعه بخبث وابتسامه ساخره تزين ثغره
....ضم خصرها بيده حتى وصلوا لسيارتها ملتقطا مفاتيح السياره من حقيبتها ولكى يساعدها فى الجلوس فوق مقعدها إلتف لمقعد السائق وعينيه تتابع من يتبعهم لمعرفه مايحدث من خلال مرآه السياره عندما شعر بأغفائها وخمول جسدها إقترب يمرر يده فوق خصلات شعرها جاذبا إياها لاحضانه ليشبع شوقه منها مغمضا عينيه وبسمته الخبيثه مرسومه فوق ثغره بعد أن أوصل رسالته لمن يراقبهم أبعدها قليلا كى يعتدل ومازالت رأسها فى محيط كتفه ليدير سيارتها متجها بها الى المنزل
.....فى جانب متوارى أغمض عينيه بأسى والنيران تستعر بقلبه غير مصدق ما رأت عيناه
..................................
داخل غرفته ينزوى على فراشه ضام ساقيه لصدره يعصر عينيه كى يمنع عبراته فى السقوط عندما لاحت أمام ناظره صورتها وهى بين أحضان غريمه،لم يتحرك وينبس ببنت شفه عند اقتحام صديقه لغرفته بزوبعته المزعجه قائلا:
-مسا مسا على الناس الكويسه
لم يرفع رأسه مع استمرار تنهيداته الحزينه ليقطب حاجبيه استغرابا من حالته مقتربا منه ينكزه فى كتفه ضاحكا:
-مالك يابنى عامل زى الى فدانه غرق مايه،فى إيه احكيلى
أخذ نفسا عميقا يذفره بضيق متمتما بحزن:
-الجامعه رفضت سفرى للمنحه
ذم شفتيه ضيقا لحال صديقه مربتا علي كتفه:
-و لا يهمك ماحدش عارف الخير فين بكره ربنا يعوضك بأحسن منها
لوى شفتيه امتعاضا غير مقتنع بحديثه ليتابع الآخر ضاحكا:
-فكها بقى أقول لك كلم المزه خليها تفرفشك بضحكتين منها
اعتصر جفنيه يشيح عينيه بعيدا كى لا يرى بحور عينيه من الحزن مردفا بتنهيده حزينه:
-خلاص خلصت
اعتدل في جلسته يربع قدميه متسائلا بتعجب ولهفه:
-هى إيه الى خلصت أنا مش فاهم حاجه فارس فى إيه احكيلى ياصاحبى طمنى عليك
صمت قليلا ملتقط أنفاسه ليبدأ في سرد عليه كل ماحدث معه
.طأطأ رأسه بحزن يذم شفتيه ضيقا متمتما:
-أنا من الأول حذرتك بلاش تنجرف في طريق الحب مافيش وراه غير وجع القلب ونبهتك أن أهلها استحاله يوافقوا على علاقتكم
نهض من مرقده متجها إلى شرفته المفتوحه على مصراعيها مستنشقا نسيم المساء يذفره بتعب أرهق قلبه ليتمتم بحزن:
-هو كان بأيدى ياحسام..ما إنت عارف مافيش سلطان على القلب بس أنا تعبت وخايف لأكون اتسرعت في حبها
هز رأسه رفضا لحديثه مثنيا عليها من مواقفها وحبها الظاهر في عينيها تجاهه:
-لا ماتقولش كده دارين بتحبك وباين من عنيها إنت بس من كلام أبوها ثقتك اتهزت في حبكم لازم تتكلم معاها بصراحه وتفهم منها الى حصل مش ممكن علشان تعاقبك على الى عملته إنها تعمل تصرف ذى ده،لا مش ممكن فى حاجه غلط،الولا ده مش مريح وأكيد عمل لها حاجه على غير ارادتها بما إنك بتقول عليه شيطان وعايز يفرقكم
قطب جبينه استنكارا ليلتف لمن يشير لنفسه بثقه قائلا:
-صدقنى فى حاجه مش مظبوطه من تعاملى معاها لمست إنها بنت كويسه بس محتاجه حد يوجهها
ارتاح قلبه بعد أن هدأت روحه قليلا يقلب حديث صديقه فى رأسه شاعرا بوجود خطب ما فمهما حدث بينهم لن تقدم على مثل هذا الفعل الغير أخلاقى،ليقرر بين حاله مهاتفتها لاستيضاح ماحدث حتى لايجرفه تيار الشك ويسقط فيه بدون رجعه
وأثناء حديثهم ارتفعت طرقات عاليه فوق الباب الرئيسى للمنزل انتفض كل منهما مهرولين للخارج لمعرفه مايحدث...فتحت والدته الباب بقلب يرتجف من هذه الطرقات لتصرخ فجأه عند اقتحام بعض من قوات الشرطه منزلهم صاح أحد منهم متسائلا:
-مين فيكم فارس محمود
تقدم بخطى قلقه مشيرا لنفسه قائلا:
-أنا يا فندم خير فى إيه
رفع رأسه بشموخ مشيرا لأحد الحراس بإحضاره قائلا بحزم:
-مطلوب القبض عليك
صرخت من تتابع مايحدث لتضرب على صدرها تولول بجزع:
-ابنى حبيبى واخدينه على فين
لم يهتم بصراخها وحاله الذهول التى انتابتهم ليقود من يلتف برأسه للباكيه بهدوء قائلا:
-اهدى يا أمى أكيد في سوء تفاهم ماتقلقيش واهدى علشان صحتك
إلتف لصديقه التى انتابته حاله من الذهول قائلا بهدوء عكس ما يعتريه من الخوف:
-خليك جنب أمى وإن شاء الله هيكون سوء تفاهم
ليمضى الى الخارج وسط صرخات من تولول على فلذه كبدها تشعر بانسحاب الهواء من صدرها وتسقط فاقده الوعى
....داخل أروقه مركز الشرطه دلف الى مكتب رئيس المباحث يقوده أحد الحراس حتى أشار إليه بالانصراف ليبقى بمفرده معه،،بعد السؤال عن اسمه وعمره وبعض الأحاديث الجانبيه صمت قليلا متفحصا من يقف أمامه يفرك يديه توترا:
-ما رأيك في ما منسوب إليك من اتهام إحدى الفتيات باعتدائك والتحرش بها مستغلا عملك في إحدى عيادات الأطباء
فغر فاهه يهز رأسه بذهول متمتما بنبره قويه لا تحمل الشك:
-كدابه يا فندم أنا علاقتى بالمترددين على العياده إن بكتب اسمهم وميعاد الحجز وأدخلهم للدكتور أكتر من كده مابعملش ،ياريت يا فندم تجيبها قدامى وأنا هثبت ليك إنها كدابه
اومأ برأسه مشيرا لمن بجانبه بأن يحضر المجنى عليها
.......... بعد لحظات قليله دلفت فتاه متوسطه الطول مرتديه ثوب طويل باللون الأسود فوقه حجاب باللون الأبيض به وردات سمراء تقدمت على استحياء بملامح تشع براءه مزيفه تخفض عيناها توترا من نظرات المحيطين بها،عند شعوره بدلوفها إلتف إليها على عجل متمعنا بها يضيق عينيه محاولا تذكر رؤيتها من قبل
تنحنح من يجلس مراقبا لتعابير وجههم ليشير اليها بالجلوس قائلا بجديه:
-اتفضلى يا انسه سمر،حضرتك قدمتى بلاغ ضد واحد اسمه فارس محمود بأنه تحرش بيك وحاول يعتدى عليك
اومأت برأسها خجلا ليتابع قائلا:
-تمام ممكن تبصى على الواقف قدامك ده وتقولى اذا كان هو ولا لأ
اذدردت ريقها توترا من من يطالعها ذهولا قائلا بعصبيه وغضب:
-إنت يا انسه تعرفينى ولا عمرى شوفتك ولا اتعاملت معاك
أخذت نفسا عميقا تتمتم بقلق تلتفت لمن يتابعهم قائله بثقه:
-ايوه يا فندم هو، وكمان طلب منى إن أزوره فى البيت
بهت وجه ليشير الى نفسه بذهول:
-أنا! حرام عليك يا شيخه أنا عمرى شوفتك، منك لله
ذم شفتيه ليذفر بعد قليل من التفكير مشيرا إليها بالانصراف بعد أن إستمع لاقوالها:
-اتفضلى إنت يا انسه
صرخ من يتصبب عرقا وقلقا من من تمضى الى الخارج مردفا:
-حضرتك هتسيبها تمشى والله ما اعرفها ،أنا دكتور محترم عمرى ما أعمل حاجه زى كده ده بتتبلى عليه،والله حرام ده ظلم
تخضب وجه من يطالعه بغضب مشيرا إليه بالتوقف عن الصراخ قائلا بحزم لمن يجاوره:
-اكتب يا بنى قررنا نحن أحمد سامى بحبس المتهم فارس محمود تلات أيام على ذمه التحقيق مع مراعاه التجديد
شحب وجهه وهو يطالع من يجذبه من ذراعه بتيه غير مصدق ضياع مستقبله في لمحه من البصر
بالخارج.....
اندفع صديقه بقلق عند رؤيته يخرج وفى يده الاصفاد الحديديه صاح بخوف وتعجب متسائلا بلهفه:
-فارس إيه الى حصل طمنى
طأطأ رأسه يتمتم بنبره حزينه والعبرات تتلألأ فى عينيه:
-خلاص يا حسام مستقبلى ضاع كان عندك حق إحنا مش قد الناس ده، نفذ تهديده ودخلنى السجن علشان أبعد عن بنته،أنا خايف على أمى يا حسام لو عرفت الى حصل ،خلى بالك منها
جذبه لاحضانه متمتما بقوه يشد من عضده:
-اجمد يا صاحبى هتخرج إن شاء الله وأنت الى هتخلى بالك منها أوعدك هتخرج قريب
هدر صوت من يجاورهم ليسحبه من ذراع صديقه بقوه قائلا:
-كفايه كده يالا يامتهم
ذم شفتيه حزنا وعينيه تودع من يلوح له بملامح حانقه يشير اليه بقبضته قائلا:
-إجمد يا صاحبى ،أنا معاك مش هسيبك
...................
علت صياح من يضرب بقبضته على سطح من تطالعه بخوف من حاله الهياج التى تنتابه ليرتفع رنين هاتفها ملتقطه اياه وهى تجيب قائله:
-فى واحد يا فندم مصمم يقابل حضرتك وعمال يزعق،حاضر يا فندم
طالعت من يرمقها بضيق قائلا بنبره هجوميه:
-هدخلينى ولا أصور ليكم قتيل هنا
ذفرت بضيق لتشير إليه قائله:
-اتفضل الباشا منتظرك
انتفخت أوداجه بغضب ليتقدم بخطوات قويه غاضبه حتى دلف للداخل بعد أن سمح له بالولوج،رمقه من يجلس على كرسيه الوثير يضيق عينيه بتساؤل:
-خير مين انت وعامل هيصه بره ليه
إلتقط أنفاسه الغاضبه ليذفرها بهدوء قائلا يضغط على أسنانه محاولا التحكم فى غضبه من تكبر وغرور من يجلس أمامه:
-أنا صاحب فارس الى حضرتك رميته في السجن ظلم
رفع حاجبه مشيحا بوجه بغرور:
-ومين قال ليك إن أنا الى عملت كده ما تروح تشوف صاحبك عمل إيه وبعد كده تعالى اتهمنى
قبض علي قبضه يده محاولا تهدئه حاله كى لا ينقض عليه موسعا اياه لكمات غاضبه قائلا بنبره هادئه:
يا باشا حضرتك وأنا عارف إن فارس محترم ومش وش الاتهام إلى متلفقله فبلاش تضيع مستقبل شاب مجتهد زيه فى أول حياته وتحرق قلب أمه عليه واذا كان على صاحبة الصون والعفاف بنتك أوعدك إنه هيبعد عنها ولا كأنه يعرفها ،خلاص هو اتعلم الدرس
حك ذقنه بتفكير والصمت يغلف المكان قائلا بعد قليل بنبره ساخره:
-وأنا مايرضنيش أضيع مستقبله لأنه بصراحه عاجبنى ذكاءه واجتهاده وبما أنه أتعلم الدرس كويس وعرف أنه ماينفعش يجمعه علاقه ببنتى أنا موافق أساعده واتدخل،بس لو لعب بديله تانى
رفع يده بتأكيد:
-لا خلاص يا باشا ولا تانى ولا تالت برقبتى أوعدك إن كل حاجه انتهت
اومأ برأسه بغرور نابع من غطرسته وشعوره بالقوه:
-تمام يبقى كده احنا متفقين اتفضل دلوقت وعلى بليل صاحبك هيكون نايم في بيته
.
.❈-❈-❈
دلف بخطوات حزينه بعد ما عرف ما فعله صديقه من أجله ليشعر بغصه فى قلبه متجها لمن تتمدد على فراشها بوهن،.هرول بخطواته المرتعشه نحوها يجلس على عقبيه ملتقطا كفها بين يديه متمتم:
-أمى ردى عليه طمنينى عليك
رفرفت بأهدابها عند استماعها لصوته المحبب لقلبها لتفتح عيناها وهى تبتسم بخفوت:
-حبيبى يا فارس إنت جيت
اومأ برأسه وعبراته تتساقط ضاما يدها لصدره:
-اه يا أمى طمنينى عليك انت كويسه
ابتسمت بحب لتهز رأسها تشير اليه بالاقتراب منها لتضمه لاحضانها قائله:
-انا كويسه طول ما إنت كويس
ارتفعت شهقاته وهو يضمها إليه:
-أنا آسف يا أمى سامحينى،أنا السبب في الى حصلك
مسدت على شعره بهدوء وحنان:
-وإنت ذنبك ايه يا حبيبى المهم إن اطمنت عليك ،البوليس كان عايزك ليه ياحبيبى طمنى
اهتزت شفتاها بابتسامه مهزوزه يكفكف عبراته قائلا بمرح:
-مش كانوا عايزين حاجه يا حبيبتى ،طلع تشابه أسماء والحمد لله قدروا يوصلوا للحقيقه ورجعت ليك أهو
ابتسمت بوهن تربت على يده براحه:
-الحمد لله يا حبيبى، الحمد لله
..........بالخارج....هدر رنين جرس الباب ليتجه اليه حسام ذافرا بضيق لمن تقف بملامح قلقه متسائله بلهفه:
-حسام ،فارس فين طمنى عليه
امتعضت ملامحه عاقدا ذراعيه حول صدره بضيق:
-الحمد لله فارس كويس ،محتاجه حاجه تانى
تهدلت ملامحها تعجبا من نبرته الهجومية التى لم تعتادها من قبل هذا الصديق قائلا بحرج تفرك يديها:
-كنت عايزه أطمن عليه و أشوفه لو سمحت هو موجود
قبل أن يجيبها بنبره غاضبه إلتف بصمت لمن خرج من غرفه والدته قائلا بنبره بارده:
-استنى يا حسام،اتفضلى يا انسه دارين
قطبت جبينها استنكارا من طريقه حديثه الجافه لتتقدم بارتباك من نظرات من يرمقها بضيق يشيح بوجه متجها الى إحدى الغرف الجانبيه
جلست بتوتر من جفاءه ليتمتم بهدوء:
-خير يا انسه
بلعت ريقها تقطب جبينها استغرابا متسائله من حاله البرود التى تلبسته قائله:
-فى ايه يا فارس بتكلمنى ليه كده إنت لسه زعلان منى وبعدين فهمنى البوليس قبض عليك ليه طمنى علشان خاطرى
أراح رأسه الي الوراء واضعا ساق فوق الأخرى قائلا ببرود:
-لا ،اطمنى طلع تشابه أسماء
ذفرت بارتياح لتترك مقعدها مقتربه منه بنبره فرحه قائله:
:الحمد لله ،أمال مالك بتكلمنى ببرود كده ليه إنت لسه زعلان منى وما هو أنت السبب بس خلاص أنا نسيت كل الى حصل وقررت أصالحك بالنيابه عنك
أشاح بعينيه من ملامحها المحببه إليه يضغط على قبضه يده كى يمنع حاله من ذرعها داخل أحضانه متأسفا على ماسيقوله لها قائلا ببرود:
-هو حصل حاجه بينا يخلينا نزعل من بعض على ما أظن أحنا مش أكتر من زمايل ولا فى حاجه أنا مش واخد بالي منها
شعرت بانشطار قلبها نصفين من تنصله من حبهما قائله بذهول:
-إنت بتقول إيه بعد كل الحب الى فى قلوبنا لبعض بتقول إن مافيش حاجه بينا ،إنت واعى لكلامك
نهض من مقعده يستدير بظهره قائلا ببرود:
-اه واعى جدا وما اظنش أنا وعدتك بحاجه لو على الوقت الى قضيناه مع بعض أنا ماأجبرتكيش فأسف لو كنت فهمتى اهتمامى بيك حب أنا ما أنكرش أن اتشديت ليك فتره بس لما قعدت مع نفسى لقيت أنه ماينفعش نكون مع بعض تفكيرك وطريقه حياتك مختلفه عنى وأنا لسه فى أول طريقى وماعنديش وقت للحب فسامحينى إن أظهرت ليك مشاعر مش حقيقيه وأتمنى لك واحد يحبك بجد لأنك تستاهلى تتحبى
شعرت بطعنه قاتله في صدرها من حديثه السام لقلبها لتتساقط عبراتها تتراجع للخلف هربا من محيطه غير مصدقه ماتفوه به من كلمات دعستها أرضا....هرولت مسرعه الى الخارج يضم قبضته بغضب وعبره خائنه سقطت على وجنته عند استماعه لصفعها باب المنزل بقوه منفثه عم ما يجيش في صدرها من نيران تحرق الأخضر واليابس
شعر بضمه صديقه إليه ليرتمى فى احضانه يشهق بالبكاء قائلا بحشرجه مؤلمه:
كسرت قلبها يا حسام بس والله غصب عني
شد من ضمته ليربت علي ظهره بحنان:
-عارف يا صاحبى بس إنت عملت الصح الحب ده ماكنش هيجى من وراه غير وجع القلب،انسى وارمى ورا ضهرك وفكر في مستقبلك هو ده الاهم ..........
هرولت لغرفتها شهقاتها ترتفع غير مصدقه سقوطها من السماء السبع بين ليله وضحاها ..كتمت اهاتها فى وسادتها تتذكر حديثه لتصرخ بقهر من جرحه لكرامتها ودعسه لها كأنها خرقه باليه لم تكن في يوم نور حياته وبسمتها كما كان يلقبها
....
...........فى اليوم التالى بعد أن مضت عليها ليله عصيبه على قلبها قررت نفض حزنها وأخذ بثأر قلبها كى يعض أصابع الندم على ماتفوه به
دلفت لغرفه والدها بابتسامه شاحبه قائله ببرود:
-دادى،أنا موافقه على السفر والخطوبه
تهللت أسارير من يطالعها ينهض مسرعا يجذبها لاحضانه بفرحه:
-حبيبه بابا الى عمرها ماتخيب ظنى أبدا،برافو عليك هو ده التفكير الصح تمام أنا هبلغ مازن علشان يجهز كل حاجه مش عايزك تقلقى هعملك أحلى حفله في مصر
اهتزت شفتاها بابتسامه مهزوزه لتستدير مسرعه لغرفتها وسط أحزانها وآهاتها التى تثقل قلبها من جرح سيظل ينذف الى مالانهايه
.❈-❈-❈
.❈-❈-❈
يتبع