رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل الأخير - 3 - الأربعاء 7/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الأخير
3
تم النشر يوم الأربعاء
7/8/2024
استشعرت كوثر رغبتها في رفض القبول بالمصالحة و الاصرار على الطلاق، فهتف بحذر
=يا بنتي انا مطوعاكي للنهايه بس بلاش خراب البيت هو غلط مش هنقول حاجه بس اديله فرصه شوفي هيقول إيه لما يعرف اللي فيها ويكشفها، اكيد هيجيبلك حقك منها هو انا اللي هقول لك برده على منذر ؟ ساعه غضب يا بنتي وهتروح لحالها.
ابتسمت بسخرية مريرة ولم تنحسر ملامحها عن حالها بل ظلت تطلعت بعينين حمراوين بألم و وجع لم تعهدهما بنفسها قط، لتقول حاسمة النقاش
=هو انتٍ لسه بعد كل اللي قلتهلك مفكره نفسه منذر بتاع زمان ما خلاص بقى يا ماما، هو اختار حياته واللي عاوز يعيشها بالطريقة اللي هو عاوزها وانا مش هغصبه من حقه يختار بس مش على حسابي ولا حساب ولادي!
لم تستطيع السيطره على أنين قلبها لتنكمش بملامحها تزيد اضطرابا وعذابا، لكنها استرسلت
وهي تردف بانفعال جعل قلبها في صدرها ينبض بتحفز
= وبعدين استني إيه اكتر من كده زمان ما كنتش عارفه اخد موقف عشان مش متاكده من شكوكي ناحيه الست دي؟ وبعد ما اتاكدت واتهنت منها وهو ما سمعنيش ومصمم يصدقها والمصيبه الاكبر انه بيساوبني على انزل الطفل فخلاص ما بقاش في عيشه ولا ينفع.. هو اللي اختار مش انا
تمتمت أمها بصعوبة من بين شفتيها محاولًا امتصاص انفعالها
=يا بنتي خراب البيت بيبقى بسهوله لكن الرجوع صعب، وانتم معاكوا طفلين ذنبهم ايه بس.. انا عارفه ان كل حاجه إلا كرامتك وانا معاكي بس برده خلينا نصبر شويه ونشوف الامور هترسي على ايه
انزعجت ضحي مما يحدث ورغبه والدتها في تجاهل كل ما حدث والعوده من جديد و كأن الاوضاع بهذه السهولة ستحل، فهتفت بصرامة
=انتٍ سامعاني كويس بقول لك طلب مني انزل اللي في بطني! إلا هيسيبني هو؟ يعني مستوعبه التغيير اللي بقى فيه وصل معاه لفين ؟! يعمل كمان حاجه حرام و مش فارقه.. منذر بقى اناني أوي ومش فارق معاه غير مصلحته زمان كنت بقول دي كلمه كبيره أوي عليه والسكينه سارقه وفي يوم هيعرف انه غلط! لكن للاسف هو حابب كده ومش هيتغير وقالها لي اتغيري انتٍ وابقي زيي عشان نمشي حياتنا .
صمتت لحظة تتنفس بمرارة وهي تتذكر كل ما فعلته معه سابقآ فيكون هذا جزاءها بالنهاية
عادت تنظر نحوها واضافت بألم أكبر
=وانا ولا هتغير! ولا هضحي واتنازل اكتر من كده.. ولا ناويه انزل ابني حتى لو وصلت اننا اتطلقنا! يا ريت بقى نقفل على الموضوع ده.. وانا هقوم اشوف بنتي احسن.
نظرت كوثر إليها بتوجس وترددت في إرسال الفيديو إلى منذر كمحاولة أخيرة للمصالحة بينهما. أمسكت هاتفها الذي نسيته على الطاولة وبدأت في إرسال الرسالة عن طريقها بعد أن أرسلتها لها أولاً، ثم وضعته في مكانه بعد فترة.
تحدثت مع نفسها متوجسة لرده الفعل بقلق ظاهرة على تعابير وجهها
=يا رب ما تخلينيش اندم ان عملت حاجه زي كده يا منذر، وربنا يهدي الحال بينكم.
❈-❈-❈
عوده الى شاهين الذي شعر بأن روحه سحبت منه بمجرد سماعه بخبر كذلك وباقي معاناه إبنه الكبير والذي كان جزء منها، كم استحقر نفسه بتلك اللحظه بشده.
بينما نظر له إبنه بأعينه الدامعة دون أن يخجل أو يشعر بالخوف من رده فعله مثل سابقآ، تمتم بازدراء
=وكل ما بتشتكيلك من حاجه كنت بتصدقها هي على طول! ما انا اللي مش مسؤول ومش راجل من وجهه نظرك شفت معاها عذاب بسببك، وبدل ما كان في حياتي واحد بيعايرني بقوا اتنين! لحد ما خلصت منها و طلقتها وده طبعا بعد ما سومتني؟ ولا انا أقول اني شفتها بتخوني في بيتي ولا هي تقول ان مش بعرف... وفضلت قافل على حياتي و خلاص قلت مش هتجوز تاني عشان مفيش واحده تعايرني تاني ولا تفضحني قصادك! و انت من الناحيه الثانيه عمال تضغط عليا ولا عارف حاجه! لحد ما قابلت ضحى وساعدتني كثير ودخلت في دماغي ان ممكن يكون ليا علاج وهنا كانت الصدمه ان انا كنت كده بسبب حالتي النفسيه واللي كنت بشوفه منكم أصلا ..
تخبطت أفكار شاهين من كلماته المريبة تلك. أدرك الآن سبب كل هذه القسوة والرفض. كان يعتقد أنه قد يكون محقًا في معظمها، لكن حديثه الجديد والمفاجئ جعله يدرك جميع تلك الردود العاطفية السلبية التي صدرت منه. ثم أضاف بصوت مكتوم وهو يكبت عبراته بيده
=يا اخي ده انا حتى الدكاتره النفسيه ما نفعتش مع حالتي! وهخسر دلوقتي ضحى بسببك لاني لسه متعقد ولسه مش ناسي حاجه من اللي كانت بتحصل زمان! كل المرات اللى انضربت فيها فكراها كويس كنت ببقى مرعوبه أعمل حاجه غلط و من كتر الرعب بغلط غصب عنى و أفضل احلم بكوابيس انى بنضرب واتهان.. يا اخي دي الحاجه الوحيده اللي كنت بتكسف اقولها لضحى ضربك ليا واحساسي زمان.. انا مش عارف اقول لك ايه ولا ايه لسه ما عملتوش معايا وبتقولي اسامحك.
رفع عيناه نحوه ليرمقه بنظرات معاندة وهو يضيف بألم كبير
= ضحى حامل تاني وانا من خوفي لاكون ظالم زيك واخلي ولادي يحسوا باللي انا كنت بحس بيه زمان بسبب تفريق المعامله قلت لها تنزل الطفل لا نسيب بعض؟ وهي اكيد مش هتموت ابنها عشان واحد زيي معقد وعنده امراض نفسيه قد كده بسبب اهله.. اكبر خساره ليا هتكون هي.. هي الوحيده اللي حضنتني وحسيت معاها بطعم الامان! وكل حاجه كنت محروم منها حققتها لي وحفظت سري.. ومن ناحيه تانيه انتوا بتعيروني والاسم اهل.
بكي منذر بقهر لعجزه عن تفسير مشاعره عن أهمية زوجته له وضرورة طلبه المُلح قبل رحيلها، أشفق عليه الآخر بشده هاتف بتوسل
= إبنك ملوش ذنب وبلاش تعمل اللي..
لكن الآخر قرأ في تعبير وجهه بأنه يريد انصاحه لكنه صاح بصلابة شديدة ونبرة تحذير التقطها الآخر بسهولة
= مش عايزك تتدخل في حياتي تاني دمرتني زمان ومش هسيبك تدمرني تاني.. انا المرة دي بحذرك أنك ترجع منذر بتاع زمان عشان تمارس عليه تحكمك وتسلطك اللي عانيت منه سنين، انا مش لعبة تسيبها وقت ما تحب و تستخدمها وقت ما تحب.. لما صدقت بدات حياه جديده بتحاول تدمرها تاني ليه مش قادر تصدق ان انا صح وانت غلط مش قادر تستوعب ان انت راجل ظالم! مش قادر تتقبل ان طلعت راجل ومسؤول مش زي ما كنت طول الوقت بتسخر مني وانت ولا حاجه .
أدمعت عين شاهين بحزن شديد ماذا! هل صوت تهشم قلبه صدر للتو؟ كيف يواجهه بحقيقة حاول مرارًا وتكرارًا الهرب منها.. وبتلك القسوة! وأنه بالفعل شخص ظالم.
نظر منذر له وعيناه تطلقان شررًا متقدًا فلو كانت المعاناه شخصًا لتجسد ببشاعته ليعكس ما يشعر به بالوقت الحالي، وهو يضيف بصوت معذب يوضح معاناته القاسية
= ما تجرب تحط نفسك مكاني انا فضلت في العذاب ده من وانا طفل صغير فاهم يعني ايه؟ ما لقيتش اهتمام ولا حنيه ولا حب.. خوف بس منكم اي حاجه حلوه ما لقيتهاش! فما تجيش تطلب مني حاجه انت ما اديتهاليش من الأول؟؟ ممكن لو كنت لقت حنية مكنتش عملت في نفسي كده واتغير ولا فضلت حاسس ان انا ضعيف الشخصيه ومش قادر اواجه اي حد بيغلط فيا
سار شاهين الكرسي خطوه للامام بحذر مرددا
بصوت باكياً
= بس ده خلاك اقوى دلوقتي!
نظر له مبتسمًا باستخفاف مزعج غير مصدق رده حقا، وقال متألم بحرقة
= انا مكنتش عايز ابقى اقوي.. انا كنت طفل؟ فاهم يعني ايه طفل بيتقال له انت مش راجل ولا عارف تشيل مسؤوليه اخوك الصغير، وكل ما يغلط انا اللي بتعاقب بدلاً و اضحي! يا اخي انا وصلت لمرحله كنت بدعي على نفسي ان يجيلي مرض وحش عشان تهتموا بيا ربع الاهتمام ده! وتقولي بقيت اقوى!