-->

رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 5 - 2 الأربعاء 3/9/2024

 قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 




رواية حارة الدخاخني

للكاتبة أسماء المصري


قراءة رواية حارة الدخاخني

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة أسماء المصري


الفصل الخامس

2


تم النشر يوم الأربعاء

3/9/2024

❈-❈-❈

بنفس التوقيت استمعت والدة حسن للجيران وهم يهرعون للجهة الأخرى من الحارة ويخبرون بعضهم البعض باحتمالية وقوع مشاجرة عنيفة بين حسن وبين كبيرهم فهلعت وأسرعت تستدع مثيلتها:

-أومي يا أم يوسف نلحق العيال دول شكلهم هيضعيوا نفسهم.


تبعتهم ملك بخطوات ثقيلة وقد خارت قواها بعد أن رأت تلك الحمرة التي لطخت عنقه وعلمت أنها قد فقدته تماما وانتهى الأمر فهمست لنفسها:

-كله راح خلاص.


استمعت لصوت رشوان الجاف والخشن:

-ها يا حسن، جاي معلي صوتك على كبيرك وكبير الحته ليه يا ابن فاروق الوكيل.


قضم شفته بعنف وصرخ به:

-متجبش سيرة أبويا على لسانك الزفر ده.


ضحك رشوان عاليا:

-والله الحارة كلها عارفه الزفارة جايه منين يا حسن.


اقترب منه بوجهه الذي يقطر غضبا وهدر به:

-خلص وقت الهزار يا حسن.


تنفس المعني عاليا وتكلم فور أن وجدها تقترب من جمع الرجال برفقة والدتها ووالدته:

-خلص الهزار يا معلم، نتكلمو في الجد بقى.


صمت ناظرا له بغل وتابع بعد برهة:

-طلبك مرفوض يا معلم.


سأله بنفس نبرة السخرية التي حدثه بها من قبل:

-طلب ايه ده يا ابو علي.


صر على أسنانه وقد شعر بانفجار اوردته وعروق رأسه غضبا:

-ما بلاش لف وتحوير، أنت فاهم كويس انا بتكلم عن ايه.


بالطبع لم يشأ التحدث هكذا وعلانية أمام أهالي المنطقة المتابعون للشجار ولكن رشوان أراد الجميع ان يعلم لسبب ما في نفسه:

-لو تقصد على جوازتي من...


قاطعه صارخا:

-ايوه يا معلم، بذمتك أنت مش مكسوف من نفسك؟


زادت ضحكاته وسخريته وهو يحرك رأسه نافيا:

-وهتكسف من ايه؟ ده شرع ربنا.


هنا لم تصمت والدة ملك وصرخت بقهر:

-هو أنت تعرف ربنا عشان تتكلم في شرعه؟ عيلة من دور عيالك يا واطي.


سبتها له لم تمر هكذا بعد أن تحفز رجاله حوله مستعدون للإنقضاض على الجميع رجالا ونساءا وهتف أحد رجاله بصوت خشن:

-احنا في الخدمة يا معلم.


غمز له رافضا:

-اركن على جنب يا حمو، دول مهما كان تربية ايدي وهيبقو نسايبي.


صاح حسن في الحال هادرا:

-نسايبك يا راجل يا عرة؟ رايح تاخد عيلة من دور عيالك بالغصب وتقول شرع ربنا.


أشار له محذرا بسبابته:

-اوعاك تكون فاكر اني هتهت منك ومن رجالتك اللي حواليك وهرجع لورا، أنا واقفلك واللي عندك أعمله.


على غير المتوقع وقف رشوان بهدوء غريب والتفت ينظر لتلك الباكية تتعلق بذراع والدتها وهز رأسه عدة مرات والتفت ليوسف وسأله:

-اتعامل انك شيلت ايدك وحسن اللي بيتكلم بالنيابه عنك؟


ارتبك الأخير فحسن بمثابة أخيه الأكبر ويحبه ويحترمه ولكن بنفس الوقت لا يعلم هل يستطيع التعامل مع ذلك الثعلب الماكر الذي يعرفه هو حق المعرفة ام لأ؟


أسقط نظراته أرضا بعيدا عن حبيبته التي تنظر من شرفة منزلها وترجوه بنظراتها المتوسلة أن ينتهز الفرصة ليجتمعا سويا وتكلم بغصة علقت بحلقه:

-الكلام مع حسن يا معلم، أخويا الكبير.


وافق رشوان دون أن يزيل بسمته من على وجهه والتفت ناظرا لملك يسألها:

-هترضي بأي حكم واتفاق هيتم بيني وبين وحسن مهما كان؟


ظن الجميع أنه يوجه حديثه لوالدة يوسف ولكنهم تفاجئوا بتلك الصغيرة ترد:

-بس يكون في مصلحة يوسف مش ضده.


وافق دون تعقيب والتفت لحسن يشير له بالتحرك:

-يبقى تعالي نتكلمو في البيت عندهم بدل وقفة الشارع دي.


وافقه وتحرك أمامه ولكن بعد أن أضاف:

-وتاني مرة لما تحب تعمل نمره زي دي متعملهاش مع المعلم رشوان الدخاخني يا بني أنت بدل ما تلاقي نفسك أنت وامك واخوك في الشارع، مفهوم.


وكانه أراد أن يرسل له تلك الرسالة بأن جميعهم أرواحهم وأرزاقهم بيده فعلق عليه:

-الأرواح بايد اللي خالقها والأرزاق كمان يا معلم.


ابتسم له وتحرك صوب منزل يوسف ودلف متنحنا:

-يارب يا ساتر.


دلف الصالة الضيقة للمنزل وجلس بالأريكة المسندة ﻷحد جدرانها فاردا صدره متكئا بأريحية غريبة جلعت الدماء تنفر بعروق الآخر يقف له ندا، ولكنه اضطر أن يصمت على أفعاله حتى لا يرتكب حماقة تجعل أهالي المنطقة يضعون اللوم عليه هو.


نظر رشوان ﻷوجه الجميع وتحدث دون مقدمات:

-طبعا الكل عرف بعملة يوسف وعرف باتفاقي مع ملك وبما انكم رافضين الاتفاق ده فشرطه ونمسح ونعيد من تاني.


وقبل أن يفهم الجميع مقصده أخرج سلاحه من صدره وركز فوهته على رأس يوسف بعد أن وقف قبالته وبدأ يتحدث وسط هلع والدته عليه:

-يوسف مغلطش غلط واحد بس يستحق عليه الموت، ده غلط اكتر من غلطه أولها انه استغفلني ولعب ببنتي من ورايا وخان الامانه اللي بينا ومش بس أمانته على بنتي ده خان أمانة شغله ولعب بديله وعمل شغل لحسابه من ورايا.


صمت يبتلع ريقه وينظر لردات الفعل من حوله وتابع لعد برهة:

-اقل غلط من دول عندي حسابه الموت وهو عارف ده كويس فما بالكم بقى بكم الغلطات دي.


رمق ملك بنظرة مرتكزة وأضاف:

-المرة اللي فاتت الطلقة عدت من جنب راسه بس المرة دي ﻷ.


صرخت ملك ووقفت حائلا بينه وبين رشوان تحميه بذراعيها:

-احنا مش اتفقنا خلاص؟ ليه بتعمل كده تاني؟


هز كتفيه:

-احنا لغينا اتفاقنا يا ملك والكلام دلوقتي مع حسن.


أعطاها نظرة ساخطة وكأنه قرأ تلك المشاعر الخفية بينها وبين ذك الغريم الجديد الذي يحاول الوقوف له ندا بند وتركها ملتفتا لحسن وسأله:

-عندك حاجه تقدمها عشان تحل رقبته يا معلم حسن.


رد الأخير بعد أن فكر قليلا وهو يعلم مع من يتعامل:

-شوف الترضية المناسبه ليك وانا رقبتي سداده.


وافق بحركة طفيفة من رأسه:

-محدش استغفل المعلم رشوان وعاش لتاني يوم عشان يشوف رد فعل الناس ع التغفيلة دي، بس يوسف أنا مربيه عشان كده اديته فرصة يكفر بيها عن غلطه ودلوقتي الكلام معاك فأنا بصراحه مش شايف حل غير الدم أو النسب.


هنا بالتحديد صرخت والدة يوسف:

-يبقى النسب يا معلم.


اقتربت منه بعد أن تفاجئ يوسف وحسن بحديثها ولكن تفاجئهم راح طي النسيان عندما تابعت:

-أنت مش كنت عايز تتجوزني زمان؟ أنا موافقه، نخلصو ربطتي بفتحي ونتجوزو يا معلم.


أمال رأسه للجانب مبتسما ابتسامة سمجة ورد بوقاحة:

-وأنتي لسه شايفه نفسك صبية للجواز والخلفة يا ام يوسف؟ أنا عايز واحدة تخلفلي الولد اللي نفسي فيه مش واحده داخله ع الخمسين.


صاحت به:

-وأنت يعني اللي شاب طِرب أوي ما انت داخل ع الستين أنت كمان.


دفع لسانه ناحيه خده من الداخل ورد بهدوء مصطنع:

-أنا 55 واقدر اتجوز بدل الست 10 بس الشرع محلل 4 بس.


ابعدها يوسف من أمامه وتكلم أخيرا:

-أنا تحت امرك يا معلم في اي حاجه، قولي اشتغل معايا أو موت عشاني هعمل ده بس بلاش أختي.


لم يعترض عليه:

-والله يا يوسف انا موافق على كلامك، بس خلاص بعد خيانتك ليا في الشغل بقى شغلك ميلزمنيش وبس موتك هو اللي يلزمني.


أنهى حديثه موجها فوهة سلاحه لرأس يوسف والأخير أغلق عينيه مستعدا للطلقة النارية التي ستخترق رأسه.


شهق الجميع عندما قام بتلقيم سلاحه فهرعت ملك تتمسك بذراع رشوان وتحدثه بنبرة منكسرة:

-ليه كده يا معلم؟ ابوس ايدك سيبه وانا موافقه ع الجواز.


حاول حسن الاعتراض ولكنها صرخت به:

-أنت مالك ومالي؟ محدش يتدخل وسيبوني في حالي بقى.


صاح حسن:

-الجواز بالغصب عمره ما هينفع يا معلم، لا شرع ولا دين ولا عُرف ممكن يقبل بيه.


لم يعيره اهتماما وظل ينظر لتلك الطفلة التي احتلت أحلامه بالآونة الأخيرة:

-أنا مستني ردك يا ملك وعامل حساب للعشرة، أنا لما اخترت اتجوزك مكانش هو ده الرد اللي يرضيني على عملة أخوكي بس كان حلم نفسي يتحقق من ساعة ما فكيتي الضفاير.


صرخ حسن بسبة نابية:

-يا راجل يا *** طمعان في عيله اصغر من بناتك.


لم يكمل حسن سبابه بعد أن خرجت طلقة طائشة من فوهة مسدسه أصابت حسن بكتفه فسقط أرضا على الفور.

الصفحة التالية