-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب لخديجة السيد - الفصل 3 - 2 - الأربعاء 11/9/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة البحث عن عريس صالح للإنجاب  

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثالث

2


تم النشر يوم الأربعاء

11/9/2024

هز رأسه بالايجاب مبتسماً وجلس مكانه ثم وضع وجنتيه فوق راحتيه يرسم فرحتها بعيناه وذبذبات بقلبه تعلن تمردها للعلن.. 


❈-❈-❈


أفعال جنونيه لم تظن يومًا أنها ستفعلها، حتى

هو لم يكن يُدرك أنه يمتلك روح المرح.. بدأت تلهي معه وتخرج إلي أماكن كثيره احببتها بصحبته فقط.. وفي ذلك الإثنان أقترب أحمد منها مبتسماً ثم قال 


= اتفضلي وادي جوز الدوره بس اكتر من كده مش هينفع عشان ما تتعبيش! معلش ان شاء الله لما تخفي هاكلك كل الحاجات اللي وعدتك بيها بس عشان معدتك مش هتستحمل وبعدين اكيد مش متعوده على الاكل ده يعني.


اخذتها منه مع تزايد وتيرة دقاتها وهي ترى نفسها محل إعجابه بل ومرغوبة واصبحت مسؤوليته ومهتمه منه، حتى مع شكها الملازم لهذه الحقيقة.. رفعت يدها عن صدرها هاتفة 

بشرود حزين


= تعرف الانسان ده عجيب ما بيحسش بقيمه الحاجه الا لما تروح منه يعني الاكل والشرب والخروج كانت بالنسبه لي حاجات مرفهه وآخر حاجه أفكر فيها رغم انها كانت قدامي طول الوقت بس اول ما اتمنعت منها حسيت ان انا محتاجاها أوي 


عقد حاجيبة باهتمام وهو يقول باستغراب


= هو انتٍ للدرجه دي الشغل كان واخد كل وقتك و معلش يعني والدك كان بيهرب من حاجه عشان يعودك على كده ويكون حياته كده هو كمان وتحسسوا نفسكم كانكم في عالم لوحدكم شغل وبس! 


اضطربت حدقتي نانسي بعذاب لتردد بنفي 


= لا خالص بالعكس ما كانش عندنا عقده ولا حاجه هو شاف ان حياته كده كويسه كان بيحب الشغل جدآ وناجح فيه وانا كمان لما نجحت اكتر منه في شغلي بعد ما مسكته خليته كل حياتي زيه، و كنا بنتعامل أن النجاح هو ده سندنا الوحيده اللي هتفضل لينا في الحياه ، طب اديني هموت اهو الشغل ولا النجاح فايدني بايه .


رسم ابتسامة صغيرة وهو يقول بحنو


= بعد الشر عليكي ان شاء الله هتبقي كويسه، بس كل واحد بيبقيله احتياج غير التاني في الحياه ويمكن كانت احتياجات العمل وبس.. ليكم.


تطلعت له عابسة و شعرت بالحزن على حالها الذي ضاع دون تحقيق جميع احلامها وهي  

تتحدث هادرة 


= بس انا متاكده ان احنا لو كنا جربنا جنب  الشغل ده باقي الحاجات اللي حوالينا زي الخروج والفسح واننا نتمتع بالدنيا كنا هنعرف قيمتها بجد وان في حاجات احسن وافضل لازم نعملها.. زي دلوقتي ما تعرفش مبسوطه قد ايه بالاجواء اللي انا عايشاها دي ومش زعلانه ان انا بأجل حاجات كتير في شغلي حتى لو ناجح ليا، ولا هروبي في وسط اليوم عشان اروحلك واستناك في الفيلا.. كل دي مغامرات ما كنتش في دماغي ممكن اعملها   


هنا فقط استطاعت أن تنجح بجعل ملامحه تضطرب إلا أنه لم يعقب عليها بل قام من مكانه يقف مقابلها هاتفا باستنكار 


= بجد يعني انتٍ مبسوطه بالحياه الجديده دي؟ وأننا مع بعض 


مسحت دمعات هاربة قبل أن تخرج الكلمات منها بتردد وهي غير مصدقه نفسها من الأساس 


= الصراحه أيوه! مستغربه نفسي أوي مع اني ما كانش باين عليا اني محتاجه كل الحاجات دي في حياتي إلا لما جربتها؟ بس مبسوطه ومش عارفه هكون ببالغ ولا لا لو قلتلك اني مش زعلانه دلوقتي ان انا بقيت عيانه بالمرض ده يمكن الحاجه الوحيده اللي مخوفيني اني ما الحقش اخلف 


انتبهت على نظرات زوجها المهتمة لها لتناظره بتوتر حرج لتغيرا الموضوع 


= وبعدين تعالى هنا انت إيه البصه اللي بصيتهالي واحنا واقفين بنشتري الدره لما  عرضت عليكي ادفع عادي بصيتلي جامد وقلتلي روحي هناك اقعدي وبلاش هبل. 


ذهُل في البداية من سؤالها ثم جلس جانبها مجدداً ورسم ابتسامة رجولية هاتفا بصوتٍ مثقل 


=عادي وبتقوليها تاني؟ هو انتٍ عمرك ما عدي عليكي رجاله بجد ولا معلش يعني من كتر ما انتٍ قافله على نفسك ما تعرفيش يعني ايه رجوله! هو عادي انك تكوني خارجه في مكان و معاكي راجل وانتٍ اللي تدفعي كفايه اصلا ان انا مستحمل حكايه قعدتك في بيتك وانك بتصرفي على نفسك .


عادت تتسائل ببراءة منقاضة للعبث الذي يتجلى على ملامحها 


= ايه عاوزني اروح اقعد معاك في شقه والدتك واستناك ترجع من الشغل واكون مجاهزهلك الأكل والميه السخنه عشان اغسل

رجليك واستناك تديني مصروفي. 


تقوست شفتا أحمد للأسفل بضيق وشك وطالع بها متحدثاً بصوت صام


= مش عارف بتتريقي ولا بتتكلمي بجد بس هي دي الحياه فعلا الزوجيه العاديه، ما عدا يعني تغسليلي رجلي بلاش افوره عشان حسيت الموضوع كبير عليكي، بس انا عارف ان جوازنا مؤقت وان شاء الله حتى لما تقومي بالسلامه اكيد هتطلبي الطلاق عشان مش هتستحملي عيشتي! في فرق كبير طبعاً.


وقبل أن تتحدث وتشرح قصدها، نهض يأمرها قائلاً بوجه محتقن 


= ما تيلا عشان نمشي الوقت أتأخر هوصلك وبعد كده هروح .


بعد مرور وقت اوصلها للمنزل وتنهد متنفسا بعنف بينما وجهه شاحباً.. تقدم للأمام ليسألها باقتضاب وهو ينقل عينيه بينها وبين بوابة الفيلا 


=محتاجه حاجه قبل ما امشي .


ازدردت ريقها ولم يعد هناك وقت لرحيله من هنا، فنكست رأسها بذنب وقالت موضحة 


=هاه! آه اقصد لا بس كنت عاوزه اقول لك ما تضايقش من كلامي انا كنت بهزر على فكره انت اللي اخذت فجاه الموضوع جد.. انا مش شايفه عيشتك وحشه وان في فرق بينا عادي انا عمري ما اتعملت اصلا مع حد بتعالي رغم نجاحي واللي انا فيه.. بس من كلامك عن عيشتك ووالدتك انا حبيت حياتك دي و حساها جميله وهاديه على الاقل مبسوط و ده كفايه ومش عايش لوحدك.


شردت عسلية عينيه وهو يقول بكلمات مثقلة بالعشق


= انتٍ كمان ما بقيتيش عايشه لوحدك على فكره وانا موجود يعني في اي وقت هتطلبيني هتلاقيني! وقت ما تحتاجي مساعده ولا تعبانه انا هكون اول واحد جنبك.  


أومأت رأسها بادراك ثم رسمت ابتسامة وهي تقول لأحمد بلهفة


= بجد يا أحمد انت مش هتسيبني لوحدي خالص حتى لو حملت في اي وقت مش هتبعد وتقولي مهمتي كده خلاص خلصت وانا عندي التزامات اهم 


هز رأسه برفض وهتف بقرار محتم عليهما معًا


=لا طبعا من قال كده انا هفضل جنبك، سواء حصل حمل ولا لا حتى وقت العمليه هتلاقيني اول واحد موجود 


نظرت إليه مبتسمة بإجهاد هادرة بحزن 


= انا من كتر خوفي من الوحده واللحظات دي اللي كنت بهرب منها، بقيت بحلم ان لما اموت محدش هيحس بيا وجثتي هتعفن والناس ساعتها هتعرف هنا أن مت! مش بقول لك الانسان ده غريب كنت بختار الوحده وببعد بمزاجي دلوقتي انا خايفه منها رغم انها كانت باختياري 


أمسك ذقنها حتى لا تبعد نظراتها المضطربة عنه ليقول بحنان 


= انتٍ اللي مخوفه نفسك ليه كل كلمه لازم تحشري فيها موتك مع ان الدكتوره بنفسها قالتلك في امل انتٍ اللي بصة على النسبه القليله بس، زي ما بتحلمي انك هتموتي احلمي كمان انك هيبقى عندك فرصه ثانيه وهتخلفي وهتربي بنتك او ابنك بنفسك وهتعملي معاهم ذكريات حلوه!  


حركة عنقها الأبيض و ابتلعت ريقها توتراً لكنها نفضت يده لتقول بصوت متألم بحرقة 


= مش عارفه ممكن الاجواء اللي حواليا مخلياني كده رغم ان مكمله عادي بس جوايا خوف كبير، انا اول مره اتكلم مع حد حتى في الموضوع ده ومكسوفه ان بقول خايفه حتى كأنها حاجه مش من حقي اقولها.


تقدم منها مجدداً وأمسك بوجهها بين كفيه يمسح دموعها الجارية تارة بإبهاميه وتارة بشفتيه، يخفف عنها بصوته المبحوح


=لا طبعا من حقك او حتى من حقك تقوليلي انا بصفتي جوزك! حتى لو جوازنا مؤقت.. يلا بقى عشان محدش يشوفنا ادخلي وما تفكريش في حاجه .


أمسك بيدها يجتذبها لصدره معانقا إياها بقوة رغم تعنتها ورفضها في البداية وتسرب له بوجدانه ألم دون قصد منه دفنت وجهها في صدره تبكي لدقائق.. خفتت شهقاتها إلا من نشيج خافت لتدرك بصدمة أنه يضمها إليه كأنه يواسيها فتراجعت بملامح منقبضة وعيون زائغة وهو تركها دون مقاومة.. 


تحركت من مكانها لتدخل المنزل، لينظر حوله بتشتت قبل أن يرتفع صوته بصوت متردد 


= أستاذة نانسـ.. نانسي مش محتاجة اقعد معاك النهارده لو عاوزه ما عنديش مانع! وهتصل بماما هقول لها ان في شغل جالي فجاه و مضطر ابات.. لو عاوزه يعني؟!. 


نظرت نانسي له من بعيداً بابتسامة لطيفة 

به شيء يجذبها له لكن لا تستطيع معرفته، 

بادلها الإبتسامة عندما استدارت له وفي داخله تمنى ألا ترفض عرضه.. وبالفعل هزت رأسها بالايجاب بكل لهفة وشوق !. 


بينما لن ينتبه احد على نظرات ذلك الواقف الذي كان يراقب كل تحركاتهم حتى دخلوا إلي الفيلا، وكان ذكي ليقول بابتسامة عريضة لا تبشر بالخير


= بقي كل ده يطلع منك يا أحمد؟ عامل فيها  بتاع ربنا وعمال ينصح فيا وهو مقضيها مع السكان هنا! بس وقع على واحده ايه عرف يوقعها ازاي إبن الذين.. ده انت طلعت مش سهل! 


❈-❈-❈


في منزل أحمد، غمغمت له أمه بامتعاض وهي ترشقه بنظرات الازدراء 


= مش ملاحظ خروجتك كثرت الايام دي كتير ده غير انك ساعات بتبات وما بتجيليش غير ثاني يوم! ولا الخروج بالليل اللي كل شويه ده مش عارفه ليه؟ ولا مكالماتك اللي مش بتخلص وعلى طول ماسك التليفون 


اتسعت عينا أحمد وتلجم لسانه للحظة ثم قال بخشونةٍ مضطربًا


= في ايه يا ماما مالك بالراحه عليا، ما انا بقول لك رايحه وجي فين و حتى لو ورايا مشوار ولا ببات في الشغل برجعلك اطمن عليكي نص ساعه واديكي العلاج وامشي هو انا برده هقدر اقصر معاكي. 


نظرت له مطولاً بعينيها المتعبتان بلمحة من الشك لتقول بصرامة


=انا ما قلتش يا ابني مقصر معايا بس تغيراتك فجاه دي قلقاني ومش لاقيه ليها مبرر! وما تقعدش تقولي الشغل وغصب عني انت فيك حاجه متغيره؟ ويا رب ما يطلعش إلا في دماغي .


ابتعد قليلاً عن الهاتف ليتركه بعنف حتى أنه قال بغضب مكتوم 


=وايه اللي في دماغك بقى يا ماما ما تفهميني قلبي عليا القلبه دي كلها ليه؟ ايه يعني لما اخرج شويه افك عن نفسي سواء مع اصحابي ولا شغل ده يضايقك في ايه 


اقتربت بالكرسي بحذر من أبنها ترفع يدها له وهي تتساءل بصوتٍ غاضب 


= لو شغل ما ضايقنيش ولو رايح تفك مع اصحابك شويه برده مش هزعل وهفرحلك بدل ما كنت قاعد جنبي طول الوقت! انما لو في سكه تاني لغتك ومشيت فيها اهو ده بقى اللي لازم اتكلم فيه وازعل..حوارات التليفونات والرسائل إللي بتقعد تبعتها مع حد و فاكرني مش واخده بالي منها لازم اعرف ده ايه.. تكونش بتحبي يا واد .


اهتزت عينا أحمد الزائغتين بصدمة، يصوب بصره بحيرة من شكوكها ثم همس بلا تصديق


= طب لو نفرض فيها ايه مالك برده زعلانه ليه 


ردت تقول بإصرار وعناد صلب


= لو من توبك ومن نفس عيشتنا هفرحلك ومش بعيد من السعاده أقوم ارقصلك كمان، لكن شكلك كده باصص في العالي واللي مش من مقامك وانا لازم اصحيك بدل ما تقع فوق دماغك في الآخر انت مش ناقص وجع قلب تاني كفايه اللي سابتك زمان وراحت اتجوزت وخلفت

الصفحة التالية