-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 38 - 1 - الإثنبن 2/9/2024

 


  قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل الثامن والثلاثون 

1

تم النشر يوم الإثنين

2/9/2024


"هذا الطريق كلفنى، كلفني قلبي "

  

جلست على الفراش وبجانبها «مالك» الذى لم يتركها أبداً، اغمضت عينيها وهى تشعر أن رأسها يؤلمها وبقوة، فهى تفكر مراراً وتكراراً بحديث «ياسر»، وهى لم تصدق أنه فعل هذا بها حتى ينفذ حديث «جميلة»، فهى كادت أن تخسر عائلتها الوحيدة، سبب قوتها، وعائلتها هم «بيجاد» و «مالك»  و أبنها، أنها كادت أن تقتل أبنها حتى تبقى معاه، كيف فكر بها هكذا؟؟، كيف خذلها، وخذل قلبها بهذا الشكل القاسي؟؟، هى ماذا فعلت حتى تحصل على هذا الألم الذي تشعر به بداخل قلبها، فهى تشعر بذنب كبير انها سمعت حديثه، وكادت أن تفارق عائلتها والأحبه وكل هذا بسببه هو، فهى كانت تستعد أن تحارب أي شخص يحاول أن يفرقهم، وهو ماذا فعل بها؟؟  . 


ما الذي فعله؟، غير أنه خذلها وطعنها بظهرها؟؟، فهى ماذا فعلت له حتى يأذيها بهذا الشكل القاسي؟؟، دمعت عينيها، وهى تفكر بشرود، ماذا إذا حقاً هربت معه، واجهضت طفلها؟؟، كانت ستخسر طفلها، و زوجها الذى مازال يحبها، وشقيقها الذى مهما ارتكبت بحقه أخطاء يسامحها دائما، كانت ستخسر كل هذه الأشياء، وبدفعة واحدة  . 


التفكير قاسى جداً، التفكير يرهق الجـ ـسد، والعين من قلة النوم، وهي تفكر بالأمر، التفكير يجعلك تقع على حافة الهاوية، تقع من سابع سماء مرتطماً بقسوة  . 


هذه الكلمات فقط كلمات على البعض، ولكنها ليست كلمات على «فريدة»، انما الحقيقة التى تفكر بها، والتى تشعر بهذا الشعور وبقوة، فهي لم تؤذى أحد، غير نفسها، التى أرهقتها فى طريق ليس طريقها، وأحلام غير أحلامها  . 


والأن هى أفاقت من تلك الأحلام، قد عادت من الطريق التي كانت تحارب من أجله، والأن قد عادت منهزمة، لم تكتسب أي شئ  . 


عودة الطريق التي ليس طريقك مهلك ومُتعب، يجعلك كل ما تعود من الطريق وكل خطوه تخطيها، تشعر بالذنب الذى يقتلك وأنت لم تشعر  . 


فهى كادت أن تخسر شقيقها و زوجها وطفلها، كل الأحبة التى يحبونها، كادت أن تخسرهم، بسبب مَن؟؟  . 


شخص لا يحبها، شخص يريد أن يكسر كبريائها، شخص يريد أن يقتـ ـلها ويتلذذ بعذابها؟؟، هل هذا الشخص الذي كنتِ يا «فريدة» أن تخسرى كل الأحبة من أجله؟؟  


يا الله من شعور مُتعب للغاية، كل ما في الأمر أنها أحبت شخص، والأن تكتشف خيانته لها، عليها أن تواجه «ياسر» وتفهم لما فعل ذلك بها؟؟ 


لما طعنها بظهرها و يتلذذ بتعذيبها؟؟، لما؟؟، وكيف جائه قلب أن يفعل هذا معاها هى؟؟  


الأن قد ندمت، انها اعطت الفرصة لشخص هكذا أن يتلاعب بها، كل هذا الذى تشعر به بسببها هى، ليست بسببه، فهى التى اعطت فرصة لـ «ياسر» أن يفعل بها كما يحلو له  . 


فهى الأن تأكدت أن «ياسر» لم يحبها يوما ما، وأن يفعل بها هكذا ينفذ حديث «جميلة» فقط ، ولا يبالى بها على الأطلاق  . 


هو فقط يريد مال، يعشق المال، لم يعشقها يوماً ما، فهذه تصرفات ليس شخص يحُب أبداً، هذه تصرفات شخص مريض نفسي، يتلذذ بعذابها فقط أمام عينيها  . 


شخص يحب المال أكثر من أي شيء، الآن قد تأكدت لما «بيجاد» رفضه، فـ «بيجاد» شقيقها لديه رؤية في الأشخاص الخبيثين، ولذلك هو رفضه، هي كانت عمياء، وتثق بها ثقة عمياء، لدرجة أنه لم ترى خُبثة واللعنة  .. 


قطع خيوط افكارها، يـ ـد «مالك» وهو يعانـ ـق يـ ـديها بحُب، ابتسم لها وهو يهتف بحنان  : 


ـ مالك يا فريدة، بتفكرى فى ايه؟؟  


نظرت له وجدت ملامحه عن قُرب، وهى لما تصدق كيف فعلت به هكذا؟؟، كيف تركته بكل هذه البساطه وتمسكت بشخص خبيث مثل «ياسر»، كيف يا الله؟؟، فهو لما يفعل بها أي شئ، سوىٍ كان حنون معاها فقط، حتى وهو مزعوج منها كان حنوناً ويخاف عليها، فـ إذا العمر تكرر بها للمرة الثانية، لكانت اختارت «مالك» ولا أحد أخر غيره، فهو شخص لما ترى منه الا كل جميلاً، ولكنها فعلت أخطاء كثيرة بحقه، جعلتها  تكره نفسها وتلعن «ياسر» ألف مرة  . 


ياليت الزمن يعود مجدداً، لكانت تغير اشياء كثيره بحياتها، واولهم لم تقابل «ياسر» بحياتها ابداً  . 


هتفت بحيرة وهى تنظر له بهدوء، ولكن عينيه ممتلئة بغيمة دموع  :  


ـ هو أنت ليه بتعمل معايا كده؟؟، ليه يا مالك، ليه؟؟  . 


أجابها بحنان ورقه وهو يعانـ ـق وجهها بيـ ـده، وهو لا يفهم ابداً عما تتحدث عنه  :  


ـ انتِ بتقولي ايه يا حبيبتي، قصدك علي ايه طيب عشان انا مش فاهم   . 



ابتعدت عنه وابعدت وجهها عن يـ ـده التي تعانـ ـق وجهها، وهي تبكي أمامه مثل الطفلة الصغيرة تائهه لا تعرف اللجوء إلى البيت  :   


ـ ليه بتعمل كده، ليه مهما عملت فيك، مش بتكرهني، الايام اللي فاتت قلت انك بتكرهنى، بس لهفتك عليا يومها بتقول عكس كده، ومتقوليش انا بعمل كل ده عشان ابنى، عشان الكلام ده مش صح ابداً، ليه يا مالك مكرهتنيش وطلعتني برا حياتك، كنت سبتني مع ياسر يدمر حياتي، ليه فضلت متمسك بيا مع انى اذيتك، وجتلك أكثر من فرصة انك تدمرني ومعملتش كده، ليه يا مالك ليه؟؟ 


اقترب منها وهو يهتف بنبرة حنان ولكن مزيجه من الخوف عليها  :  


ـ عشان بحبك، هتقولي مجنون، هتقولي اللي انتِ عايزه، بس انا مقدرتش اذيكي يا فريدة، ولا هقدر أذيكي، انا زي الشخص اللي في ايـ ـده فيها قيود، لا أنا عارف اذيكي ولا حتى أكرهك، حاولت كتير اكرهك بس معرفتش، قلبي كان دايماً ينادي اسمك، حتى في عز ما انا متضايق منك، كان في صوت في قلبي كان بيناديكي  . 


اغمضت عينيها وهي لم تلوم نفسها عن ما ارتكبت خطأ بحقه، فهو لا يستطيع أن يؤذي أحد، ومع ذلك هى الذى أذته، فهى كانت تفكر بالهروب من شخص يخاف عليها خوف الجنون، يخاف عليها من نفسها، ومع ذلك يحبها  . 



اقتربت منه وهي تهتف بحزن يجعل قلبه يتألم ونظرت له داخل عينيه ومازالت تبكى  : 


ـ اسمع يا مالك، أنت لو كرهتنى انا مش هلومك، و لو عايز حتى ان احنا نتطلق ا…. 


قطع حديثها قبـ ـله علي شفتـ ـيه يمنعها عن الحديث بهذا الأمر، فهو لن يتخلى عنها، هى له وستظل له، وملكه هو و زوجته هو، فهو حتى قلبه يتألم عندما يسمع حديث الأنفصال، انه سوف تنفصل عنه و الى الأبد، لم ولن يجعل هذه الفكرة برأسها، ولا برأس «بيجاد»، فهى ملكاً له وانتهى الأمر على ذلك  .. 


❈-❈-❈


وصل الى بيت «ملك» وجد سيارات شرطة تحاوط المكان بأكمله، مما خفق قلبه خوفاً على حبيبه قلبه وأيامه، مما نزل بسرعة من السيارة، وهو يسأل ضابط يقف بجانبه  :  


ـ هو ايه اللي حصل هنا؟؟  . 


نظر له الضابط بدقة وهو يهتف ببساطة  : 


ـ فى جريمة قتل حصلت هنا، واحنا هنا بنشوف شُغلنا فى حاجه؟؟؟  . 


نظر له بهدوء وهتف بنبرة مقلقة على زوجته  :  


ـ لا لا مفيش، بس مين اللي اتقتل؟؟  . 


نظر الضابط أمامه مكان الحادث وهو يهتف بهدوء  :  


ـ ملك السباعى، اتقتلت النهاردة واللى قتلتها هى سلا الغمارى  . 


جحظت عينيه بصدمة، عقله توقف، وقلبه ينبض بجنون، كيف «سلا» قتلت صديقتها؟؟،«سلا» زوجته حتى انها لم تقتل حشرة صغيرة، والآن هو يقول له أن زوجته قتلت؟؟، ومَن مٰن صديقتها المقربة؟؟  . 



❈-❈-❈

ـ خير يا ياسمين، جايبني علي ماله وشي كده ليه، خير؟؟ 

نظرت له «ياسمين» بعصبيه مكبوتة وهى تهتف بنبرة شبه بالصراخ  :  

ـ هو انت ليه بتتكلم معايا بالطريقة دى؟؟، مع أنه أنا و أنت مصلحتنا واحدة  . 

نظر لها بسخرية وابتسم ابتسامة مثل نظراته وهتف بمزاح  :  

ـ لا يا شيخه، بتكلمى جد، شكرا للمعلومة المفيدة دى، مقولتليش برضوا جايبني ليه  . 

اقتربت منه وهى تهتف بحدة بعد ما طفح بها الكيل من بروده وسخريته  :  

ـ شريف بطل تستفزني  . 

رفع حاجبيه بمكر وهو يبتسم بخبث أثار غضبها وبقوة  :  

ـ ولو مبطلتش، هتعملي ايه؟؟  . 

ابتسمت هي واقتربت منه اقتراب مخيف ولكن هذا الأقتراب لم يجعله يخاف ابداً  :  

ـ هقتلك زي ما قتلت ملك  . 

ابتسم بسخرية وهو يهتف بنبرة مثل ابتسامته تماماً، وقد ظن انها تمزح معه او تفعل هذا الشئ حتى يخاف منها  :  

ـ حلو النكتة دي، دمك خفيف اوى  . 

ختم جملته ونظر الى ملامحها وجدها جادة، حتى انها لم تبتسم؟؟، اختفت الأبتسامة على وجهه وهو يقترب منها بكرسيه المتحرك الذي كان جالساً عليه  :  

ـ انتِ مش بتهزري؟؟، ده بجد؟  . 

ابتسمت ابتسامة مخيفة على ثغره وهي تهتف بحده  :  

ـ مهو أنت لو كنت سمعتني من الاول مكنش ده حصلك، واه بجد، اضطريت اقتلها، هي عرفت حقيقتي، عرفت حقيقتي كلها و…  

قطعها هو بعصبيه وهو لا يصدق انه فعلت هذا الشئ بصديقتها  :  

ـ اضطريتي ايه وزفت ايه يا ياسمين، انتِ قتلتي ملك؟؟، قتلتي صحبتك اللى كانت بتحبك؟، واللي كانت هتبيع اصحابها كلهم عشانك، دي كانت بتعمل اي حاجه ترضيكي، كانت بتعمل ليكي كل سنه مفاجأة في عيد ميلادك، دي لما بتشوفك زعلانه، بيبقي هاين عليها تديلك عيونها عشان متزعليش، وفي الأخر قتلتيها؟؟، ملك اللي كانت بدافع عنك قدام فريدة وسلا، وفي الأخر ردت عليها بالقتل؟؟؟  . 

مسكت رأسها بلا مبالاه وهى تهتف ببرود جعلت «شريف» يشيط من الغضب أكثر  :  

ـ بقولك ايه يا شريف أنا دماغى وجعانى، مش ناقصه فلسفتك دلوقتى، وبعدان ملك مين اللي بتتكلم عليها، دي حيلة حته بت ملهاش لازمه، وهى كشفتني، عايزني اروح اوديها الملاهي مثلا؟؟، ولا اوديها القسم واقولها اتفضلي روحي بلغي عني، فوق انا عملت كل ده عشان احنا الاتنين  . 

نظر لها باشمئزاز وكرهه وهو يهتف بعصبيه وقد طفح به الكيل  :  

ـ لا يا ياسمين، انتي عملتي كده عشان نفسك وبس، انتِ مش بتحبي غير نفسك يا ياسمين، وعملتي كل ده عشان نفسك وبس، انا لو اضطرك فعلا كنتِ قتلتيني زيها، اللى زيك متعرفش يعني ايه حُب يا ياسمين، ولا حُب الاهالى، ولا الصحاب، ولا حتى حُبك لشريك حياتك  . 

ختم جملته وسرعان ما مسكت السكين التي كان بجانبها بجانب طبق الفواكهه، وبلمح البصر رفعت السكين نحو عنـ ـقه، وهى تهتف بنبرة فحيح ممتلئة بالشر الذي بداخلها  :  

ـ اوعى تستفزنى يا شريف، اوعى تعمل كده، عشان انا بزعل، وانت عارف أن زعلى وحش، واكبر دليل على كلامى، قعدتك للكرسى ده  .

صمت وهو ينظر لها بصدمة وقلبه خفق بقوة كأن شخص طعنه خلف ظهره، بينما أكملت وهي تبتسم بشر  :   

ـ ايوا انا اللي عملت كده، مش مازن، انا اللي خليتك تبقى عاجز، كنت فاكر لما تقول السر لـ سلا أن تمارا بتكون اختها، تفتكر هعديهالك، ولا المجهول التالت هعديها بالساهل، فـ قررنا أنا وهى ندفعك التمن، ودفعنهولك، كفايه لما تبص لـ المراية شايف عجزك قدام عينك، ولتاني مره متستفزنيش يا شريف  . 

ختمت جملتها ونظرت له بخاصتها التي تملأ الحدة ليس أكثر، لم تبالي بنظرات الصدمة التي كان ينظر لهم، فهو لا يصدق حد الآن أنها نزلت لهذا المستوى!!!  . 

الأن قد أدرك انها لم تُحب احد أبدا غير نفسها، الآن أدرك أن هذه المرأة ليس لديها شفقة او رحمة حتى!!، فهو كان يراها صديقته ويصدق كل شئ تقوله كالأحمق، الآن قد أدرك انه أحمق كبيراً بالفعل.. 

فهو ترك عائلته وترك كل شئ خلفه وذهب معاها، وعمل معاها بكل جُهد، وبقى قريب منها وقريب الى قلبها، ولكن بالنهاية كانت تريد أن تقتله؟؟، فهو وثق بها واللعنة تريد أن تقتله، يا إلهى من امرأة محتالة، خبيثة، لا يهمها شئ غير نفسها وعملها.. 

انزل يـ ـده على الكرسي وأخذ يذهب بعيداً، بعيداً عنها، الأن هى خسرته، خسرته بالفعل، وخسرت حتى صديقتها التى تُحبها من كل قلبها، ضحك بسخرية وأخذ يذهب بالكرسي المتحرك، ولكن توقف وهو يفكر بكل هدوء، بأن يجب عليه أن يجعل حياته القديمة تعود من جديد، ويجب أن يصلح بعض من الأمور اولاً.. 

خرج من القصر، وكاد رجاله أن يحملوه ويضعه في السيارة من الخلف ولكن اجابهم بحده  :  

ـ ركبونى قدام انا اللى هسوق، ومش عايز حد معايا، انتوا تعالوا في العربيه اللى ورايا  . 

وبالفعل نفذوا أمره وضعوه فى الكرسي القيادة، وبعد ذلك ذهبوا خلفه واخذوا كرسى المتحرك معهم، وفي ثوانى معدوده تحرك بسيارته بسرعة، وأخذ يخرج هاتف أخر غير هاتفه، وأخذ يتصل على رقم مجهول، ولكن لم يرد، أخذ بعض من الدقائق اتصل عليه مرة خلف مرة خلف مرة، ولكن لم يرد، مما زمجر بعصبيه ومازال ينظر الى الأمام ومازال يقود سيارته  :  

ـ رد بقى عليا ومتتغباش، ارجوك رد  . 

ختم جملته و رن عليه ولكن لم يرد، مما أخفى هاتفه فى جيوب قميصه المخفية، وبعد ما انتهى، أخرج يـ ـده من جيوبه وسرعان ما ضرب يـ ـده نحو القيادة بعصبيه وهو يصرخ بجنون  . 


❈-❈-❈

خرج من قسم الشرطة وهو فى حالة لم يرثى لها على الإطلاق، فـ الأن زوجته موجودة في قسم الشرطة، وهو لم يستطيع فعل أي شئ غير الانتظار، فهو تحدث مع الشرطي قال له انه لم يستطيع أن يخرجها الأن، فـ الحادثة مازالت يتم التحقيق فيها، وهما لا يصدروا اي حكم، بعد تشريح الجثة، فهو لم يتوقع أن «سلا» حبيبه قلبه الأن في قسم الشرطة وهو لم يستطيع فعل أي شيء لها، غير الأنتظار، تحدث مع أكثر من محامى ولكن قال له يجب عليه أن ينتظر، كيف عليها أن ينتظر واللعنة.. 

فـ قلبه يحترق الف مرة وهو يفكر فى زوجته، كيف هي؟؟، وكيف حالها؟؟، وكيف تشعر الآن؟؟، اهى خائفة؟؟، اما حزينة على موت صديقتها؟؟، الأنتظار يأكل قلبه، و يقطع قلبه الى اشلاء صغيرة لا تُرحم ابداً.. 

النار الذى بداخله تشتعل، تشتعل من الأنتقام، يريد أن ينتقم الأن على ما فعلوه بـ حبيبة قلبه، النار الذى كانت بداخله هما الذي اشعلوها، اشعلوا قلبه، وأدركوا نقطة ضعفه جيداً، وهي «سلا»، لن يسامحهم مهما فعلوا، الأن قد بدأت الحرب، فـ عليهم أن يستعدوا جيداً له.. 

كان واقفاً شارداً ولم يلاحظ وجود «مازن» ابداً، نظر له «مازن» بقلق مُفرط على شقيقته  :  

ـ سلا لسه قاعده جوا ولا مشيت؟؟  . 

كان شقيقها يتمني أن يجاوب «بيجاد» عليها بأنها غادرت ولكن ظل ينظر الى ملامح وجهه جيداً ويبدو انه شارداً وليس معه ، رفع يـ ـده «مازن» وأخذ يربت على كتف «بيجاد» بوهن علي الاقل يفيق من هذا الشرود، وبالفعل آفاق«بيجاد» ونظر له بهدوء بدون أن يتحدث، نظر له «مازن» بقلق، فهو الآن أدرك الاجابة من خلال وجهه «بيجاد»، الذي لم يكن وجهه على ما يرام ابداً  :  

ـ عملت ايه؟؟  . 

نظر الى قسم الشرطة وهتف ببرود ولكن في داخله ليست سوىٍ عاصفة تستعد لمواجهة أن تأخذ كل ما يروق لها  :  

ـ كلمت كذا حد من المحامين، وكلمت كذا حد جواه، بس قالوا لازم استنى تحليل تشريح الجثة  . 

نظر لها بحده وهو يهتف بعصبيه، فقد طفح بها الكيل، فهو كان في السابق يحاول أن يبقى هادئا حتى يعرف أن يسيطر على الموقف ولكن يبدو أن كل شئ خرج عن السيطرة  :  

ـ ازاي يعني سلا تبات في الحبس، ازاي يا بيجاد، انت لازم تعمل حاجه و…. 

قطع حديثه صوت «بيجاد» الذى صاح بها بحدة وهو يرمقه بنظرة نـ ـارية، فهو حد الآن يرفض أن «سلا» في السجن، وليست معه، هذه الفكرة تجعل عقله يتوقف عن التفكير، وقلبه يتوقف عن النبض  :  

ـ مازن اسكت خالص، انا بحاول افكر في حل، مسمعش نفسك نهائي لحد ما احل المشكله دي، مش ناقص كلام أنا، انا فيا اللي مكفيني، فاكرنى قاعد حاطط رجل على رجل، انا واقف هنا بحاول افكر في حل، عشان كده انا مش ناقصك، ولا ناقص كلامك  .  

وضع يـ ـده على وجهه يحاول أن يفيق ولو قليلاً، يجب أن يفكر اولاً ما الذي يجب أن يفعله غير الانتظار، يجب أن يفكر في حل حتى يخرج «سلا» من السجن الأن  … 

افاق من شروده على حديث «مازن» الذى يهتف بـ أفعى سام تليق به جيداً  :  

ـ هي مفيش غيرها اللى تتجرأ وتعمل كده، ياسمين العقربة، ولله لقتلها واخلص من البشرية كلها منها  . 

كاد أن يذهب ولكن توقف حين قبض «بيجاد» على يـ ـده بقسوة  :  

ـ موتها هيكون على ايدي، بس قبل ما تموت هعذبها، هخليها تتمني الموت ومش هطوله منى  . 

نظر الى عين «بيجاد» وجدها تبرق من نـ ـار الأنتقام، وجد جحيم يحرق العالم ليس البلدان، فهي ضغطت على أكبر نقطه ضعف لـ «بيجاد»، والآن يا اعزائي سوف ترون وجهه «بيجاد» الأخر، أو بالأخص جحيمة الذي بدأ للتو