-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 14 - 1 - الجمعة 18/10/2024

 قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الرابع عشر

1


تم النشر يوم الجمعة

18/10/2024 


 توالت الأيام وجاء اسعد يوم بالنسبة لندى والتي وقفت أمام المرآة تتطلع بانبهار إلى نفسها

 ألقت قبـ لة لنفسها في الهواء ثم استدارت تهتف بسعادة: تسلم ايدك يا روان الميكب يجنن ده انا ما عرفتش نفسي والله.


 منحتها روان ابتسامة خفيفة مجيبة إياها وهي تلملم اشياءها: انت اللي زي القمر يا ندوش  ربنا يسعدك يا حبيبتي أما اطلع بقى اقول لهم ان انت خلاص بقيتي جاهزة. 


تنهدت ندى بوله لاحظته روان التي دنت منها توكزها بلطف: اتقالي يا بت مش كده الواد يقول عليك ايه!


 اجابتها بسعادة: يقول اللي يقوله ما خلاص اتدبس وهيخطبني. 


هزت روان رأسها بيأس ثم دلفت للخارج وابتسامة واسعة تزين وجهها. 


دقائق وكان والدها يهبط بها الدرج ليسلمها لخطيبها الذي منحها ابتسامة واسعة ثم امسك بيدها مما جعل القشعريرة تسري في جـ سدها هامسا في أذنها: طالعة زي القمر يا ندوش. 


خفق قلبها بجنون فلأول مرة تستمع منه اثراء كهذا.

 لاحظ هو ارتباكها الممزوج بسعادة كبيرة ففضل ألا يحرجها أكثر من ذلك. 


اصطحبها إلى المكان المخصص للعروسين ثم ساعدها في الجلوس وجلس بجوارها.

 ثواني وتعالت الزغاريد والأغاني المسماة بالمهرجانات ليشتعل الحفل بالرقص والتسفيق 


 وعلى الرغم من سعادة ندى البادية للعيان إلا أنها كانت تشعر بسعادة ناقصة بسبب غياب شقيقتها وصديقتها المقربة لكن ما باليد حيلة فماذا عساها أن تفعل وهي بحثت عنها كثيرا هي وعائلتها لكن ولم يجدوا لهم اثرا


❈-❈-❈


كده برضو يا نورسين تغيبي المدة دي كلها وما تسأليش عني وانا اللي كنت محتاجة لك اوي. 


اجابتها نورسين باعتذار: حقك عليا والله يا ليلى بس كنت بظبط شوية حاجات كده عشان الدراسة بقى لي فترة مهملاها وما بروحش الجامعة وكمان عايزة اكلم uncle حسن يجيب لك موبايل عشان اقدر اتواصل معاكي ما هو مش معقول هفضل مقيمة عندكم هنا يعني

 المهم قولي لي ايه اللي حصل معاكي وامورك ماشية ازاي هنا؟


 أخذت ليلى نفس عميق وزفرته على مهل ثم قصت على مسامع نور ما حدث بينها وبين رائف والقرار الذي اتخذته

وبعد ان انتهت سألتها باهتمام: ها ايه رأيك؟


 تطلعت إليها نور مليا ثم اجابتها بابتسامة: وهان عليك تضربي القمر ده!


 تطلعت إليها ليلى بغضب: والله يستاهل مش هو اللي اتجرأ وبسني يعني ده يحمد ربنا اني…


 قطعتها نور بضحكات مرتفعة: خلاص خلاص كفاية عليه القلم اللي خده انت هتقوليلي كنتي قطـ عتيه حتت والحاجات دي عموما جدعة

 بصي انا ما عرفش ايه اللي كان بيدور بين رائف وسيلا بس اللي كنت عارفاه ان رائد كان بيموت فيها لكن سيلا ما كنتش بتحبه وسيلا قالت لي ان هو ما كانش بيرضى يقرب منها عشان خاطر بيحافظ عليها ومأجل كل حاجة بينهم لحد ما يتجوزوا.


 على الرغم من حقد ليلى على رائف إلا أنها شعرت بالتقدير حياله بسبب هذا الكلام الذي استمعت إليه للتو وايقنت بأن رائف حقا كان يعشق سيلا وهي بغبائها ضيعته من يدها وجعلته يفقد الثقة في كل من حوله فهي تعلم جيدا بأن الرجل إذا عشق امرأة يحافظ عليها بشتى الطرق وهذا بالضبط ما فعله رائف معها 


وكزت نور ليلى هاتفة: ايه سرحتي فين خليك معايا هنا.


 انا معاكي اهو قولي لي يا نور ليه سيلا ما كانتش بتحب رائف وهو كان بيحبها اوي كده؟


 اجابتها بهدوء: ما اعرفش بس زي ما قلت لك سيلا كانت غريبة شويتين المهم انت عملت كل ده عشان تحاولي تتعاملي على انك ليلى مش سيلا صح؟


 اومأت ليلى لها بالموافقة

 فاستطردت نور: برافو عليك انا معاكي جدا بس واحدة واحدة عشان ما حدش يشك فيكي يعني الاول حاولي تبيني لهم انك عيزة تبقي كده بالتدريج وخلي فكرة الحجاب دي آخر حاجة فهماني يا ليلى

 وانا هساعدك وهحاول الفت نظرهم بانك ابتديتي تتغيري وابتديتي تصلي وقربتي من ربنا وساعتها اي خطوة تاخديها بعد كده هيتقبلوها من غير اسئلة.


 شعرت ليلى براحة كبيرة بعد حديث نور فدنت منها وعانقتها بقوة وهي تهتف بصدق: مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه كنت عملت ايه بجد وجودك فارق معايا اوي يا نورسين.


 ابعدت ساعدها برفق هاتفة بمرح: اوعي كده ما لك قفشة فيا كده ليه فاكراني سي رائف ولا ايه لا فوقي يا حلوة.


 تطلعت إليها ليلى بغضب وسرعان ما قفزت فوقها تضـ ربها بقوة

 والأخرى تصرخ: خلاص خلاص احنا اسفين يا صلاح يخرب بيتك  الواحد مش بيعرف يهزر معاكي خالص.


 هتفت ليلى وهي تضربها: بايخ اوي يا زفتة متهزريش معايا بالطريقة دي تاني.


 ابتعدت عنها ثم استرسلت حديثها الغاضب: وياللا امشي انا اللي غلطانة اني قعدت معاكي. 


اجابتها نورسين بحزن مصطنع: كده برضه تاخدي غرضك مني وبعدين تكرشيني طب حتى ادفعي اللي عليكي. 


لم تستطع ليلى كبت ضحكاتها فانفـ جرت ضاحكة وظلت سهرتهما مستمرة بين الحديث والمرح.


❈-❈-❈


استقبلته بعناق دافئ كعادتها ثم اصطحبته ليتناول بصحبتها وجبة العشاء وبعد أن انتهى جلست فوق الأريكة وجعلته يتسطح واضعا رأسه فوقه فخـ ذيها كعادته ثم سألته وهي تداعب فروة رأسه بنعومة: يلا قل لي شو الاخبار؟


 تنهد بقوة وراح يقص على مسامعها تفاصيل الأيام الماضية وخاصة حديثه مع رائف 


وبعد أن انتهى هتفت بشرود: رح يجي يوم والحقيقة بتظهر يا حبيبي وقتا راح تواجه مشاكل كتير صعبة.


 عارف يا ماجي بس كنت هعمل ايه يعني اهي نهال لسه ما بتتكلمش لحد دلوقتي واخويا كان ممكن يروح فيها قولي لي كان ايه قدامي اعمله وما عملتهوش هقول لهم بنتكم مدمنة وبين الحياة والموت اللي انتم ما لكوش غيرها قولي لي اعمل ايه انا لما سألت رائف انت سمعت عنها حاجة خفت يقول لي اه سمعت وعارف بس الحمد لله ما طلعش عارف حاجة

 فكرت حد قال له ان هي مدمنة هيروين او ان اللي حصلها كان جرعة زيادة مكنتش حادثة.


 صمتت قليلا ثم تحدثت بهدوء: كل شي راح يصير منيح بس انت قول يا رب.


 يا رب.


 تمتم بها السيد حسن بتضرع.

 فهتفت ماجي: ما بدك تروح اليوم؟


 هز رأسه نفيا ثم سحب يدها التي كانت تداعب رأسه وقبلها بنعومة هاتفا: لأ انا هابات عندك النهاردة.


 شعرت ماجي بفرحة كبيرة ثم سألته باهتمام: ليش؟


 اجابها بعد أن استقام جالسا وهو يتطلع إلى عينيها الجميلتين: وحشتيني انشغلت عنك الايام اللي فاتت عشان كان عندنا شغل كتير اوي فقلت اعوض الغياب ده.


 قالها وهو يغمز لها بعينيه مما جعلها تضحك بقوة.

 تأمل وجهها الجميل بابتسامة مغمغما بكلمات اطربت اذنها: والله انت احلى حاجة حصلت لي في حياتي يا ماجي مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه.


❈-❈-❈


في إحدى الملاهي الليلية الكبيرة يجلس برفقة صديقه الذي كان يتابعه بغيظ وهو يرتشف الكثير منه الكحول فهتف باستنكار: كفاية كده بقى يا رائف مش هتقدر تسوق العربية.


 اجابه بابتسامة بلهاء: مش مهم ما انت موجود. 


وضع الكأس من يده ثم امسك بالزجاجة وشرب ما بها دفعة واحدة 


فهب رحيم واقفا بعد أن التقط منه زجاجة الخمر وألقاها جانبا: يلا اتفضل قوم عشان نروح هو انت ما بتتعبش طول النهار في الشركة وبالليل شرب ومسخرة.


تحدث بصوت مرتفع: مسخرة هو انت لسه شفت مسخرة استنى.


 استقام واقفا وهو يترنح حتى صار باتجاه إحدى الفتيات الساقطات وأشار لها بيده 

فركضت باتجاهه تهتف بعـ هر: امرك يا باشا. 


امسكها رائف من ذراعها مغمغما بلسان ثمل: ده انت اللي باشا يا باشا.


 أطلقت الفتاة ضحكة رقيعة ثم هتفت وهو يصطحبها للخارج: الظاهر ان للتنا صباحي النهاردة.


 دور العربية يا رحيم.


 هذا رأسه بعدم تصديق مما يفعله صديقه وهتف بخفوت: يا نهار اسود ومنيل ده انا بقيت اريل لا بس الموضوع ده ما يتسكتش عليه بجد لازم اتكلم معاه واحط حد للمهزلة دي.


❈-❈-❈


بغضب شديد ولجت إلى منزلها يتبعها زوجها وابنها الذي هتف مهدئا اياها: ما تزعليش يا ماما عشان خاطر ندى.


 صاحت بحدة: هو كل واحد فيكم يقول لي عشان خاطر ندى عشان خاطر ندى ما تولع ندى عاجبها الوضع الزفت اللي احنا اتحطينا فيه ده!


 هتف الحاج ربيع وهو يجلس فوق أحد المقاعد: ما تكبريش الموضوع يا ام فضل.


 لوت شدقها بعدم رضا مغمغمة: هو الموضوع كبير يا حاج الولية العقربة قاعدة طول الخطوبة لاوية بوزها وبتبص لنا بقرف وانت تقول لي ما تكبريش الموضوع هي مفكرة نفسها مين ام قويق دي

 والله يا حاجة لولا اني خفت ابوظ على البت فرحتها لكنت قمت جبتها من شعرها ومسحت بيها الحارة كلها عشان تنضف ويا ريتها هتنضف هتفضل طول عمرها سودا من جوة.


 كبت فضل ضحكاته بينما هتف الحاج ربيع: معلش سيبك منها اعتبري…


 قاطعته بحدة: ما اعتبرش والولية دي يا تحترم نفسها معانا يا إما وديني اكون فسخة الخطوبة ما هو احنا يا اخويا ما نجيش على كرامتنا عشان خاطر ندى وانت يعني فاكر انها مبسوطة اوي بندى ما هي مش طايقاها

 آه كمان راحت سلمت عليها بس قدام الناس عشان خاطر شكلهم يا ساتر يا رب دي لاوية بوزها طول الفرح ألا ما ضحكت لحد.


 صمت الحاج ربيع فهو على يقين بأن زوجته محقة لكن عليه أن يهدئها تماما حتى يتثنى له الحديث مع والد سالم فهو لا يريد أن يفسد خطبة ابنته وهو يعلم بأنها تميل إلى ذلك الشاب فهتف: ما خلاص بقى يا ام فضل وانا هتصرف. 


هبت واقفة متجهة إلى غرفة نومها: لما نشوف. 


جلس فضل ووالده مغمغما: شغل الحموات بدأ يا ابو فضل ولا ايه؟


 تحدث الحاج ربيع بهدوء: امك عندها حق في كل كلمة قالتها بس انا هتكلم مع ابو سالم ونشوف هو ايه النظام بالظبط هم عايزين البت ولا مش عايزينها ما تنساش ان البت هتقعد في نفس البيت فاهمني يا فاضل.


 اومأ له فضل

 فتابع الحاج ربيع: وانت بقى ما فكرتش في الكلام اللي قلنا عليه؟


 اطرق رأسه ولم يعقب فربط والده فوق منكبه بهدوء خد وقتك يا ابني بس صدقني الكلام اللي احنا بنقوله عين العقل وانا عارفك يا فضل يلا قوم خلينا ننام.


 قاطعه فضل بهدوء: انام ازاي يا بابا انت ناسي ان ندى خرجت تتعشى مع سالم لوحدهم هستناها لما ترجع.


 منحه والده ابتسامة راضية ثم هب واقفا يهتف بتضرع: ربنا ما يحرمناش منك ابدا يا فضل.



الصفحة التالية