-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5 -2 - الأربعاء 16/10/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

من يقع بنفسه لا يبكي 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الخامس

2

تم النشر يوم الأربعاء 

16/10/2024 

أحست ندى بكل صفعة تخرج من كلماته متضامنة مع جراح قديمة ظنت أنها إندملت وشفيت إلى أن أتى القدر وأعادها لنقطة البداية وهو الشعور بالذنب بالخيانه...عندها فقط لم تقم أي وزن لمشاعرها أو حالتها النفسية لكن ما اغضبها والمها اكثر أن لا يوجد أبداً مكان للتعاطف مع أمثالها بالمجتمع انما الرجال يوجد تسامح بمنتهى البساطه...


فا تُعد عادات وتقاليد المجتمع والرجل الشرقي من أعقد الألغاز ورغم هذا تعتبر شيئاً ثابتاً غير قابل للتعديل.. خاصةً عندما تُشكل ماضينا و حاضرنا ولكن يبقى السؤال هل نستطيع بسهولة التغيير ومحي ذلك المرار المؤلم بما يحمله من كل كسر ونزيف بسبب تلك الأفكار؟. فما يعني بأن خيانه الرجل غير المرأة!. 


تعلم جيداً مقدار هذا الذنب والخطيئه التي تبني حائطاً سداً لتدمير العلاقة و ماضينا المروع فتلك الأفكار جاعلة إيانا عالقين في عالم مظلم ليس منه فرار... تجبرنا على الخوف دائما أكثر من نهايه الحساب بالاخره لذلك نفكر في الناس وتلك العادات اكثر من ديننا.. فربما نجد خلفها أسوأ كوابيسنا إذا ازال ستر الله علينا، لذا نظل صامتين خائفين من كشف ذلك الضياع الخفي مُظهراً أمام أعيننا مستقبل أكثر ارتياعاً وضياعاً! .........


طال صمتها المريب ولم يقاوم نفسه أن يمد كفه ويمسك ذراعها بتشدد فاقداً سيطرته و انتظام أنفاسه من ملامستها التي تشبه قطرة ماء باردة حلوة وجدها تائه في صحراء مقفرة وهو لا يريد خسارة كل ذلك النعيم بعد أن تذوقه، فقال سريعاً بتوتر


= ندى انتٍ ما بترديش عليا ليه انتٍ مصدقاني صح؟ والله ما بكدب عليكي في كلمه انا ما لمستهاش تاني طب عاوزه احلفلك بايه عشان تصدقي بس بلاش نرجع زي زمان، انا لما صدقت أمورنا بدأت تتعدل! خليكي أحسن مني جنبي مهما عملت عشان ما ضعفش للطريق ده تاني.. فهماني .


❈-❈-❈


في العمل عند وصول مصعب أمسكت نرمين حقيبتها الأنثوية وحقيبة أخرى تخص بعض المستندات بالعمل ثم نوت المرور من جواره هاربه لكنه وقف أمامها لتقول بابتسامة مستفزه


= خير مراتك سبتك تاني ونزلت مصر و رجعلي زي العيال تعيط وتتحايل عليا عشان ابص في وشك وارضي عنك 


نظر لها مطولاً باحتقار قبل أن يرد بهدوء حازم


= لا يا نرمين مراتي لسه موجوده هنا جنبي وسامحتني وهتنسى غلطتي واني في يوم من الأيام كنت بعك مع واحده رخيصه ذيك.. انا جايلك هنا عشان اقول لك كلمتين ابعدي عني وعن حياتي بدل ما اخليكي تندمي!. 


حاولت رسم إبتسامة هادئة وهي تجيب بثبات إنفعالي


= وايه كمان بقى؟ ده انت بتهددني وش طب لو ما سمعتش كلامك هتعمل ايه ؟. 


أخذ نفساً عميقاً ثم تحدث بلهجة باردة مع تهديد صريح 


= عارفه الفيديو الحلو اللي انتٍ بعتيه ومبينه وشك ووشي عشان توقعي بيني وبين امي و مراتي اهو ده دليل ضدك دلوقتي! بسبب غبائك ما فكرتيش ان ممكن برده ابعت الفيديو ده لاهلك في مصر وهم كمان يتصرفوا معاكي؟ وانتٍ اكثر العارفين الراجل غير الست في المواضيع دي.. يعني انا لقيت اللي يسامحني لكن انتٍ هتلاقي اللي يقتلك او اقلهم يغصبك على جوازه مش على هواكي عشان تتربي هناك صح.. 


اتسعت عيناها بصدمة بينما تقدم نحوها حتى أصبح لا يفصل بينهما إلا خطوة واحدة ثم أضاف باقتضاب


= وانا مش عاوز اعمل كده عشان ما اشيلش ذنب واحده زيك لكن لو قربتي من عيلتي تاني ولا مراتي مش هفكر في كل ده وتولعي على اليوم اللي عرفتك فيه ومش هتفرق معايا كلبه وراحت، فلاخر مره بقولها لك ما لكيش دعوه بيا وشوفيلك واحد من عينتك لكن انا لا... غلطه ومش هكررها تاني.. أنا لما صدقت الحمد لله حياتي بدات تتظبط و هبداها على نظافه مع مراتي مش واحده بتبيع نفسها للي يسوى و ما يسواش.


رمشت بعينيها بخوف من تهديده و هجومه ثم قالت بصوت بارد حاد 


= تهديد اهبل وعبيط لان ممكن ببساطه اقول اني مش انا او اهرب منهم، بس خلاص ما بقتش تلزمني عارف ليه؟ لاني مش داخل دماغي حكايه مراتك اللي سامحتك بالسرعه دي وحتى بعد كلامي امبارح معاها.. فاللي زي دي ملهاش غير حلين؟ انها ملهاش أهل ولا حد غيرك وما بتعرفش تشتغل ولا تصرف على نفسها.. لكن اللي اعرفه ان مراتك كانت تشتغل في مصر واهلها موجودين.. 


تقوس فمه بالقسوة وهو يعتدل من على إطار الباب وتقدم واضعاً يده في جيبي بنطاله ثم تحدث ببطئ حمل التهديد بين طياته


= رغم انك كدابه وخفتي من تهديتي بس هكبر دماغي طالما هتبعدي عني بس ايه التخمين الثاني بقى اللي مخليكي مش مصدقه أن مراتي سامحتني وهتكمل معايا رغم خيانتي.


مالت تهمس بجانب أذنه بفحيح وهي تتابع بخ سمها مثل الحيه 


= الحل الثاني أنها كانت مقرطسك يا كروديا وتعرف غيرك ولما اتكشفت قالت زي بعضه ما انا كمان عكيت وهو عك فبقينا رخاص زي بعض فملوش داعي لو رجعنا الشمل والبيت 

ما يتخربش.. عشان ما فيش ست مهما كان مبررها تسامح وتكبر دماغها ان جوزها ممكن يخونها بسهوله كده.


أهتزت إبتسامة أثر كلماتها ولكنه أجبر نفسه أن يقول بثقة 


= احترمي نفسك يا واطيه هو انتٍ مفكره الناس كلها زيك انا مراتي اشرف منك؟ و مستحيل تعمل كده وانا واثق فيها، صحيح في يوم من الأيام عكيت مع واحده زيك واطيه لكن هي لا... ندى متربيه كويس ومهما كانت اغلاط اللي قدامها عمرها ما ترد الغلط بالغلط او حتى تفكر تكلم راجل من ورايا رغم انها كانت بتقابل كثير في شغلها حاجات زي كده لكن كانت بتصدها حتى من غير ما تقولي.. 


وكأنها كانت أكثر رجاحة وتفرس في فهم ندى عبر لقاء واحد أو بحديثه عنها، ورغم لا صلة قوية تجمعهم بعد لكنها شكت بها أو ربما كالعادة تطلق أحكاماً ظالمة متسرعة وهي تردد بتشفي 


= وانت فاكر لو حاجه حصلت زي كده هتيجي تقول لك ما انت لسه قايلها من شويه غلطه الراجل غير الست، عارف لو كانت خدت وقت اكتر من سنه علي الأقل عشان تسامحك كانت هتدخل دماغي بس مع واحده مستقله زيها وليها شغل واهل و واثقه كمان ان حماتها وانت هتدفعوا مصاريف العيال وانت ما عندكش مشكله في كده ما انت طول عمرك بتدفع وهي تربي.. يبقى ايه اللي يغصبها الا لو ... 


لم يرد مصعب بشيء فقط جسده تصلب كليا وملامحه أظلمت وبدأ يكتم جل غضبه بأعجوبة وهو يتخيل اذا كان ذلك صحيح...

لكنه تكلم باتراً الكلام من بين شفتيه بقرف


= هو انتٍ مش هتخرسي ولا تحبي امد ايدي عليكي قدام الزملاء هنا اتلمي وعدي يومك! 

بدل ما افضحك.. ليكي حق ما اول مره تشوفي واحده نظيفه ومتربيه مش زيك مع اي راجل تقابله يشاور لها تروحله.. ما تلعبيش معايا الالعاب القذره دي انا فهمك كويس عاوزه تشككيني في مراتي عشان توقعي بيني وبينها تاني، لكن ده مش هيحصل بالعند فيكي 


بهتت ملامح مصعب كلياً لا إردياً لكنه هز رأسه برفض لكن الشك اقتحم قلبه أثر كلماتها بينما هي نظرت إليه بكل ثقة العالم وهي تنطق متحدية 


= وانا قلت لك مش عاوزه اوقع بينكم طالما ربنا خدلي حقي ولقيت اللي استقرطك، بالشفاء اشرب! لكن بقولها لك تاني مراتك 100% كانت تعرف واحد لان اللي شفتها امبارح و وقفت تدافع عنك رغم وسختك مش شخصيه ضعيفه وعارفه كويس انها لو بعدت عنك هتقدر تربي العيال ما هي جربت المسؤوليه قبل كده فايه الصعب.. ما تجرب تفكر كده فيها بينك وبين نفسك كده وانت هتلاقي الحقيقه قدامك..


كاد أن يهتف باعتراض ولكن ما جعله يتصلب حقاً تلك الكلمات الخبيثه التي خرجت منها كنصل سكين باردة مرت عبر قلبه عندما أضافت 


= سبتها اكتر من خمس سنين واتعودت على الفراق وانها تربي العيال لوحدهم، يعني جربت وشالت قبل كده المسؤوليه لوحدها! ومجربه كمان الشغل بجانب كل ده تعرف تطلع قرش و عارفه ومتاكده ان انت مش ندل وهتبعتلها فلوس حتى لو اتطلقتوا زي ما كنت بتعمل.. و مش شخصيه ضعيفه وليها اهل، انا ست زيها وفاهمه لما الواحده بتطلق اول حاجه بتفكر فيها الحاجات دي كلها... وطالما لقيتها متاحه يبقى ايه اللي يخليها تقبل واحد زيك خاين؟ وتسامح بالسرعه دي.. الا لو الحكايه فيها إن وانت لبستها خلاص.


توسعت إبتسامة بلهاء على فم نرمين قبل أن تتابع بصوت ماكر


= ايه عمرك ما فكرت أن زي ما انت فضلت ست سنين عايش على أمل أنها تجيلك يا ترى هي كمان ما تعرفتش زيك واحد غيرك؟!. ولا كانت بتعمل ايه في الغربه وانت هنا؟ ولا انت فاكر بس إللي بيدوروا على احتياجاتهم بره مع غيرهم الرجاله بس.. ما هي صعبه برده ست تفضل كده من غير كلمه حلوه ولا لمسه !. 


لم يستطع أن يسيطر على نفسه عندما مد يده يمسك ذراعها بقسوة وهو يقول باشمئزاز


= حقيرة و مقرفه!. 


أجابت بنبرة صوتها التي خرجت مستنكرة يتلبسها البرود العاصف والوقاحة المتعمدة


= مقبوله منك عشان ما فرقتش حاجه عني! ولا حتي مراتك فما تعملش عليا الشريف وانتم مقضيينها.. بس الفرق بيني وبينكم ان انا واضحه عنكم، مش بعك في الدري واعمل فيها الطاهره الشريفه.. لان احتمال تكون مراتك لسه مقرطساك وبتكلم اللي خنته معاك لحد دلوقتي اصلا بس بالحالتين تستاهل.


❈-❈-❈


دخل مصعب من باب المنزل بتعب واضح ليجد الجميع يجلس في غرفة المعيشة يتحدثون مع والدته عبرا الهاتف فيديو! أسرع يحيي يركض تجاه وهو يصيح بحماس 


= بابي جي هيييه، تعالي يا بابي كلم معانا تيته في التليفون صوت وصوره . 


نظر مصعب نحوه والدته عبر الهاتف وهو يردف برجاء 


= ازيك يا ماما عامله ايه و ايه اخبارك.. طب لما انتٍ أهو بتتصلي وتردي علي غيري ما بترديش عليا ليه؟!. مش ناوي بقى تسامحيني هتفضلي زعلانه مني كتير كده .

الصفحة التالية