رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي لخديجة السيد - اقتباس الفصل 5 -3 - الأربعاء 16/10/2024
قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة من يقع بنفسه لا يبكي كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
سلسلة رغبات ممنوعة
قصة
من يقع بنفسه لا يبكي
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الخامس
3
تم النشر يوم الأربعاء
16/10/2024
لكن مديحة لم تهتم به وأغلقت المكالمه على الفور قبل ان تردد بجفاء بارد متعمداً
= طب يا ندى يا حبيبتي سلام بقى روحي انتٍ شوفي جوزك وعيالك وانا هبقى اكلمكم بعدين سلام.
تنهد مصعب بزعل بقله حيله،بينما هزت ندى كتفيها متحدثة وهي تضع هاتفها أعلي الطاوله باهمال
= أنا هقوم احضر لك الغداء، عقبال ما تغير هدومك .
وعلي طاوله الطعام وضعت ندى قطعه اللحمه والأرز في طبق زوجها بينما هو كان يتابعها بغموض وكلمات نرمين تتردد داخله و فجاه سألها باهتمام بالغ
= عملتي ايه في يومك النهارده؟ قصدي يعني نزلتي ولا رحتي في حته ولا كلمتي حد
عقدت حاجيبها باستغراب وهي ترد بابتسامة بسيطه
= إيه كل الاسئله دي؟ عادي ولا نزلت ولا جيت وبعدين ما انا اكيد لو نزلت هقول لك قبلها زي ما اتفقنا لما جينا هنا علي النظام الجديد غير اللي هناك كان في مصر وانت مش موجود..
توقف عن تناول الطعام واستدار إليها مبتسماً يتأملها بنفس تلك النظرة الغامضة التي تربكها قبل أن يقول بحده طفيف
= آه صح فعلا اتفقنا على كده طب عملتي ايه يعني طول اليوم انتٍ والأولاد .. اكيد ما عملتيش حاجه غير انك تكلمي ماما وبس، عملتي إيه تانيه ؟.
ببطء كانت ندى تحاول أن تفهم ما يقصده من وراء كل تلك الاسئله وبدأت تجيب عليه
=ولا حاجه جهزت الاولاد للمدرسه واستنينا الباص عشان انزلهم و جهزت الغدا اللي قدامك عقبال ما رجعوا ولما رجعوا خلصنا الواجب بتاعهم وكل الحاجات اللي وراهم وبعد كده قالوا نفسهم يكلموا جدتهم عشان وحشتهم
إضجع على مقعده قبل أن يقول بغضب بان علي ملامحه
= ممم يعني نزلت اهو وديتي الولاد الباص امال ليه قلتلي ما نزلتيش
لانت ملامحها قليلاً ثم قالت بحيرة
= عشان انا فعلا ما نزلتش اللي اقصده بنزولي أن اروح اشتري شويه حاجات مثلا من اي مكان لكن انا يا دوبك نزلت اول ما الباص جي و وديتهم وطلعت على طول فا فين النزول في كده.. ثم انك عمال تسالني الاسئله دي كلها ليه هو في حاجه؟
لم يبدو على مصعب أي ردة فعل بل البرود التام هو ما غطى ملامحه قبل أن يقول باستفسار حاد
= هو لازم يكون في حاجه عشان اسال مراتي بتروح وتيجي منين عادي انا ما كنتش اعرف كل تحركاتك في مصر لكن انتٍ دلوقتي قدامي ولازم اعرف كل حاجه عنك، مش كفايه كل يوم والتاني بعرف عن ولادي كل حاجه بالصدفه.. وبعدين بعد كده اطلبي من البواب خليه هو ينزل الاولاد مش لازم انتٍ تنزلي هو راجل كبير وانا واثق فيه بقيله كتير هنا معانا وما شفناش منه حاجه وحشه ولا اقول لك اسهل مراته نتفق معاها تطلع تاخد الاولاد منك وتوديهم هي للباص وحتى لوازم البيت نفس الحكايه
نظرت إليه مطولاً ثم ببطء وضعت المعلقه والسكينه جانب وتحدثت بغضب خفيف
= هو ليه كل ده هيعملوا حذر تجول هنا وانا مش واخده بالي يعني ولا ايه؟ ليه ما نزلش وحتى لو كام دور اودي الولاد واطلع تاني وحاجات البيت برده نفس الحكايه هو انت عاوز تحبسني يعني هنا ولا ايه ؟
حدق فيها بعينين منفعلتين ثم قال دون ذرة تفكير
= وليه بتسميها حبس عاوزه اريحك عادي! مش كنتي طول الوقت بتشتكي ان انا مش شايل المسؤوليه عنك اديني بشيلها أهو.. و أصلا لو مش ميعاد شغلي مع الاولاد كنت انا اللي وديتها هو انتٍ ولا عاجبك كده ولا عاجبك كده .
رفعت حاجبيها بإستنكار وهي تردد بتهكم
= هو انت مفكر بقى المسؤوليه اللي انا كنت بكلمك عليها كل السنين دي كلها انك تودي الولاد المدرسه وتجيبهم وحاجه البيت البواب اللي يجيبها ولا مراته، هو ده كل اللي فهمته مش شكوتي.. لا المسؤوليه إللي بجد انك تكون موجود جنب ولادك وتحسسني بوجودك معنويا قبل ماديا ولو عاوز تعرف كل حاجه عن ولادك يبقى تقرب منهم بانك تقعد معاهم وتشاركهم هوياتهم وتتكلموا مش تشوف مين يوديهم المدرسه..
صمت لبرهة مبتلعاً مرارته وشعر بأنه تسرع بتلك الاستجابات بالأخص عندما نهضت وهي تردد بصوت ساخراً
= انا شبعت ويا ريت لما تخلص اكل تحط المواعين في غساله الطباق ما هي دي برده من ضمن المسؤوليه اللي انت بتتكلم عنها و عاوز تشيلها.
❈-❈-❈
وقف مصعب يأخذ أنفاساً طويلة يتلفت هنا وهناك بالغرفة يعاتب نفسه بشده علي شكه بزوجته وتصديق تلك الخبيثة، ثم التفت نحو الفراش ليجد ندي تمثل النوم فوقه، اقترب منها قبل أن يهمس برقة مهلكة بجانب أذنها
= ندى ممكن تقومي عاوز اتكلم معاكي شويه
انا على فكره الكلام اللي قلته على الغداء ما قصدوش انا بس كنت راجع متضايق شويه
وفي نفس الوقت عاوز بجد اقرب منكم و اشيل المسؤوليه معاكي بس يمكن ما فهمتيش قصدي صح.
هزت رأسها بنوع من المرارة وهي تقول
= لا انا فهمت قصدك صح! تحب اقول لك ان انت كلامك بره كنت بتحاول تحبسني هنا عشان خايف اعمل زيك واخونك! ما هو صحيح اللي بيعمل كده مفكر كل الناس زيه.. الغريبه ان انت من كام يوم كنت بتكلمني على الثقه وانك بتثق فيا قد ايه.. ايه اللي اتغير .
تجرأ ومد كفيه يمسك كتفيها برفق ثم أدارها نحوه وأعاد ببطء يتحدث بصوت متوتراً
= آآ لا مش كده علي فكره كل الحكايه ان انا عاوز اريحك فعلا و انتٍ هنا ما تعرفيش حد وقلتي الكلام ده بنفسك وانك مش عاوزه تختلطي بالناس وتفضلي مع نفسك، فطبيعي هخاف واقلق عليكي لما تنزلي وتقابلي حد وانا مش عارف نيته ايه لكن انا واثق فيكي بجد.. خلاص انسى كلامي عايزه تنزلي براحتك اعملي اللي انتٍ عاوزاه .
انتفضت محاولة الإبتعاد عنه وهي تقول من بين أسنانه وتملكها الغضب وهي تهتف به بشك
= ما تخليك صريح معايا في ايه؟ انت يعني كنت شفت مني حاجه ولا حد قال لك حاجه ليه فجاه قلبت كده وبعد كده رجعت في كلامك
لم يهتم بمقاومتها العنيفة وذراعه يتشدد أكثر حولها ساحقها على صدره ثم قال من بين أنفاسه الحاده
= ما فيش حاجه يا ندى قلتلك انسي الموضوع مش عاوز اتكلم فيه خلاص او ما فيش موضوع اصلا، حاجه كده هبله وانا اللي غلطان فيها وحقك عليا خلاص .
عضت طرف شفتها بقوة وهي تهز رأسها نافية ثم تجهمت ملامحها وبان الامتعاض في نبرة صوتها وهي تقول
= تمام بس بمناسبه الخروج، مدام حنان مرات صاحبك اللي عرفتني عليها اتصلت بيا الصبح قالتلي يعني عاوزين نرتب وقت ونخرج مع بعض لوحدنا.. وانا قلت لها ان انت مرحب بالفكره اصلا وانت اللي عرفتني عليها فمش هتمانع.. بس بما انك بقيت بتحسبلي الرايحه والجايه فشكلي كده هرجع في كلامي واعتذر وابقي أقول لها اي حاجه .
اضطرب للحظات قبل أن يقول بصوت جاد
= لا لا خلاص روحي هي شكلها ست محترمه وانا كمان واثق في جوزها، وبعدين انا قلتلك عاوزك تاخدي على الجو هنا وتكوني صداقات وطالما حد انا اللي عرفتك عليه يبقى واثق فيه.. روح واتبسطي براحتك بس حاولي ترجعي قبل ميعاد شغلي عشان خلاص اتعودت ارجع من بره الاقيكم واتعودت كمان على الاكل البيت من ايدك تمام .
هزت رأسها بقله حيله وعدم فهم من تقلباته الغريبة وهتفت بالموافقه
= تمام من غير ما تقول انا اتفقت معاها مش هتاخر وبالمره عاوزها تعرفني على اماكن هنا للبس وللاكل اكيد تعرف طالما هي هنا في البلد قبل مني بفتره طويله .
❈-❈-❈
في أحد المولات الكبرى، كانت ندى تسير جانب حنان التي كانت تشاهد الثياب امامها وجانبها عربة الأطفال المزينة والتي وضعت فيها صغيريها النائمين بسلام ثم قالت ندى بإعجاب
=المكان هنا فعلا حلو أوي انتٍ عرفتي المول ده منين ده في كل حاجه تقريبا.. انا كنت عامله حسابي هتفرج وبس ومش هلاقي حاجات كده حلوه تنفع للولاد
تهللت ملامحها وضحكت عينيها وهي تقول بثقه
= عيب عليكي يعني بقيلي هنا اكتر من 10 سنين وما اعرفش كل الاماكن اي حاجه قوليلي عليها وانا هجيبها لك المول هنا فعلا يجنن وهتلاقي كل حاجه محتاجها.. و عادي لو مش عامله حسابك ممكن تاخدي مني ونتحاسب بعدين
نفت ندى سريعاً ثم قالت بخفوت
= لا خالص مصعب الصبح اداني واحده من الفيز اللي معاه وقالي عشان لو حاجه عجبتك جيبيها براحتك مش بيقبلوا هنا فيزا عادي.. انا بس كنت عايزه اجيب شويه حاجات للمدارس للولاد .
اعتدلت وهي تمسك احد الثياب بيديها تقيمها ثم ابتسمت بخبث وهمستها بمعاكسة ممتعة عابثة
=ايوه طبعا اكيد بيقبلوا فيزا براحتك، وبعدين هو اللي لفت نظرك بس حاجات للولاد يا بنتي قمصان النوم و اللانجري هنا فظيعه واحلى حاجه هنا في المول جربي وهتدعيلي.. ده دي هي اللي مخليه ابو ريان زي الخاتم في صباعي وكل طلباتي مجابه.
ارتبكت وإحمرت ملامحها ونهرتها قائلة بابتسامة محرجة
= ده انتٍ فظيعه يا حنان بجد، بس انا فعلا لاحظت كام حاجه وعجبوني يبقى نشتريهم بعدين
هزت رأسها باعتراض وهي تقول بصوت ماكر
= بعدين ايه دلوقتي حالا الحاجات دي بتتاخد هوا.. تعالي بس واشتريلك دسته على ضمانتي ولو ما جبتيش العيل الثالث ما بقاش انا أسمي حنان .
إرتعشت إبتسامة على شفتيها قبل أن تقول
= ثالث ايه فال الله ولا فالك لا انا كده كويسه جدآ لسه هعيده ثاني واربي، وبعدين هو كفايه قميص واحد وخلاص انا اصلا مش عارفه ازاي هلبس الحاجات دي قدامه ولا هقوله انا اشتريتها مخصوص عشانه ازاي.. مش متعوده على المواضيع دي معاه اصلا وحاسه كأننا لسه متجوزين وبنتعرف على بعض .
أدارت رأسها تنظر نحو حنان التي غمزت لها بعينيها وهي تحرك يدها مشجعة
= انتم مش متجوزين من ست سنين برده يبقي لسه بتتعرفوا على بعض ازاي؟ امال معلش في كلمه العيالين اللي معاك دول جم ازاي؟ ولا عمرك لبستي الحاجات دي خلال الست سنين خالص.. مش راجل يا حبيبتي وانتٍ ست لازم تدلعوا علي بعض امال لو ما عملتلوش الحاجات دي يبقى هتعملوها أمتي، خلي بالك من جوزك وحاوطي عليه يا حبيبتي بدل ما يلاقي إللي تلبسله الحاجات دي وتدلعه .
لوت شفتاها بتهكم مرير وهي تردد بهمس
= هو لسه ما لقاش اللي تدلعه اكتر من كده،
ما خلاص جت اللي سبقتني