-->

رواية جديدة أنا لست هي مكتملة لبسمة بدران - الفصل 12 - 1 - الجمعة 4/10/2024

 


 قراءة رواية أنا لست هي كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية أنا لست هي

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران


الفصل الثاني عشر

1


تم النشر يوم الجمعة

4/10/2024 



وقفت أمامه بعد أن ارتدت فستان باللون البيج تدور حول نفسها وسعادة عارمة تحتل قلبها الصغير ثم وقفت قبالته تسأله باهتمام: ها ايه رأيك بقى يا سالم ما تقولش عليه حاجة انا زهقت من كتر ما غيرت الفساتين عارف اكتر حاجة باكرهها وما بحبش انزل اشتري هدوم بسببها هو اللحظة دي لحظة ما بقعد اقلع والبس.


 منحها ابتسامة صغيرة ثم تفحصها بنظرة شمولية هاتفا بهدوء: هو ديق شوية بس ماشي ما فيش مشكلة يا ندوش يلا روحي غيري وانا مستنيكي. 


بادلته الابتسام ثم ولجت إلى غرفة تبديل الملابس وهي تدندن بسعادة تاركة إياه ينظر مكانها بوله شديد

 تنهد بحرارة ثم غمغم بسعادة: واخيرا هتبقي ملكي يا ندوش. 


بعد وقت قصير دلفت ثم جذبته من يده بعد أن ناولت العاملة الفستان: يلا بينا نحاسب واقرا الفاتحة لاحسن يطلع غالي ولا حاجة.


 أطلق ضحكة مرحة ثم همس في أذنها: فداكي كل الفلوس اللي في الدنيا يا ندوشي.


 تطلعت إليه بزهول ثم صاحت بصوت مرتفع:  يا لهوي! طب ما انت بتعرف تقول كلام حلو اهو امال ليه ساكت طول الوقت ده.


 وضع يده على فيها هاتفا وهو ينظر بعينيه يمينا ويسارا: وطي صوتك ده هتفضحينا.


 ابعدت يده عن فاهها ثم استطردت حديثها وهي تنظر إلى عينيه: انا عارفة انك بتتكسف بس يعني انا زي خطيبتك برضو.


 للمرة الثانية يضحك بقوة خطيبته خفيفة الظل وهذه الصفة بالتحديد يعشقها الرجال خاصة وهم معتادون على المرأة المسماة بالنكدية


❈-❈-❈


سقط الهاتف من يدها وبقيت يدها معلقة في الهواء وهي متسعة العينين فاغرة الفاه 

شعرت نور بالقلق عليها فمدت يدها تهزها بخفة من منكبها: مالك يا ليلى فيه ايه؟


 تأملتها بتفحص فيبدو أنها لم تستمع إلى حديثها وكأنها ذهبت إلى عالم آخر مما جعلها تهزها  مرة أخرى أقوى من سابقاتها وهي تهتف بصوت مرتفع: ليلى ما لك!؟


 تداركت ليلى ما يحدث ثم هتفت بضياع: سيلا طلعت قتـ الة قـ تلا.


 أطلقت نور صرخة مدوية: ايه بتقولي ايه ازاي الكلام ده!


 وضعت ليلى كفها الصغير على فيها وهي تهتف بهدوء عكس الرعب الذي يعتمر في صـ درها: وطي صوتك يا نور وخلينا نفكر هنعمل ايه في المصيبة دي الزفت وليد بيهددني وقايل ان هو مصور فيديو وسيلا بتقـ تل صاحبتها مين صاحبتكم دي يا نور؟


 هزت نور رأسها بخوف هاتفة بسرعة: ما اعرفش والله ما اعرف حاجة عن الموضوع ده يا ليلى هي وصلت للقـ تل كمان ازاي سيلا الرقيقة الجميلة تعمل كده!


 غمغمت ليلى بمرارة: اللي تشرب خمرة وتز ني سهل اوي انها تقـ تل ما شاء الله صاحبتك ما سابتش حاجة من الكبائر إلا وعملتها. 


تمسكت بيد نور بقوة ثم تابعت حديثها: ارجوك فكري معايا وقولي لي هنعمل ايه انا اخاف اروح لوليد ده بنفسي استحالة اقبل انه يلمـ سني او اقعد معاه في مكان مقفول فكري معايا ارجوك يا نور مش انت وعدتيني ان انت مش هتسيبيني.


 شعرت نور بالحزن الشديد على تلك الفتاة البريئة التي لا علاقة لها  بكل ما يحدث معها فربطت على يدها بمؤازرة هاتفة بإصرار: ما تخافيش يا ليلى انا هفضل جنبك لحد الآخر اما بقى بالنسبة للسيد وليد ده فانت مش هتروحي له لوحدك احنا نروح الساعة سبعة ونشوفه عايز ايه وهنحاول انها تكون اخر مرة واهو بالمرة نعرف مين البنت اللي اتقـ تلت دي لأن الفيديو ده يوصلك حبل المشنقة قصدي يعني يوصل سيلا خلينا بقى نفكر ازاي هنقنع طنط نهال ان احنا نخرج خصوصا انها مش عايزة تسيبك من ساعة ما رجعتي.


 صمتت ليلى تفكر ثم هتفت: انا هقول لها ان انا مخنوقة وانت هتقولي لها خلينا نخرج نتمشى شوية على النيل ونشم هوا سوا هي مش هترفض خصوصا ان انا ما خرجتش من ساعة ما رجعت من المستشفى قصدي يعني ما سيلا رجعت من المستشفى قصدي يعني.


 ابتسمت نور رغما عنها بسبب التخبط الذي تشعر به تلك المسكينة ثم هتفت بعد أن استقامت واقفة: فهماكي فهماكي يلا تعالي بس حاولي انك تفردي وشك شوية وما تبينيش اي حاجة للناس اللي تحت عمتك زكية جدا ولماحة ولو نزلتي وانت متوترة كده هتشك فينا. 


 اومأت لها ثم أخذت نفسا عميقا وبعدها دلفت للخارج تتبعها نور التي تشعر بعدم الراحة من كل ما يحدث مع تلك المسكينة داعية الله أن تكون العواقب سليمة


❈-❈-❈


ممددة فوق الأريكة تضع رأسها فوق فخـ ذيه ممسكة بيده طابعة قبـ لة طويلة عليها ثم تطلعت إليه بهيام: قللي يا حسن مبسوط معي؟


 بادلها النظرات العاشقة وغمغم بخفوت: انت الحاجة الحلوة في حياتي والله يا ماجي من ساعة ما دخلتي حياتي وانتي خليتي لها طعم بعد ما كنت يعتبر زاهد الدنيا. 


اتسعت ابتسامتها ثم هتفت بجدية مغيرة دفة الحديث: وايه اخبار البنت اللي اخدت مكان سيلا؟


 تنهد بحرارة ثم أجاب: اهي ماشي حالها بس سبحان الله يا ماجي البنت نسخة طبق الأصل خصوصا بعد ما ركبت العدسات اللي نور جبتهلها وصبغت شعرها

 بس فيه حاجة وحيدة مختلفة بيتهيأ لي لسه ما حدش واخد باله منها.


 تطلعت إليه باهتمام؟

 استطرد: الصوت البنت دي عندها بحة صوت مميزة بس يمكن عشان هي قليلة الكلام ما حدش اخد باله.


 قاطعته بسرعة: هاي دي مشكلة كيف راح تحلا هاي كمان؟


 صمت قليلا يفكر ثم هتف: هسأل الدكتور واشوفه هيقول لي ايه بس لازم حل والاجابة تكون مقنعة عشان ما حدش يشك وخصوصا رائف لأن البنت دي مجبرة على اللي هي بتعمله ولو اتزنقت ممكن تقول كل حاجة عادي وده اللي انا مش عايزه دلوقتي خالص.


مال بجذعه طابعا قبـ لة طويلة على جبينها ثم اعتدل هاتفا: يلا انا هقوم امشي بقى عشان ما اتأخرش عليهم في البيت رانيا بتقعد تعمل لي سين وجيم خلي بالك على ابني واتغذي كويس مفهوم؟


 اومأت له بسعادة ثم اعتدلت بعد أن عاونها وهب واقفا منحنيا طابعا قبـ لة على منابت شعرها واتجه للخارج وهو يدندن بسعادة 

تاركة إياه تاركا اياها تتابعه بنظرات عاشقة


❈-❈-❈


بعد أن ابتاعوا بعض الثياب عادوا إلى المنزل وهم يشعرون بالسعادة من أجل خطبة ابنتهم ندى الصغيرة 

ألقى الحاج ربيع جـ سده فوق الأريكة وفعلت زوجته بالمثل هاتفة بتذمر: الهدوم بقت غالية اوي.


 قاطعها فضل الذي استقل أحد المقاعد: عندك حق يا امي بس هي الهدوم بس كل حاجة بقت غالية مش عارف الناس هتلاقيها منين ولا منين!


 أيد الحاج ربيع حديثهما ثم خاطب إبنه بجدية: فضل يا ابني.


اعتدل ثم تابع الحاج ربيع: اختك وهتتخطب وانت عايزين نفرح بيك يا ابني انا مش عايز افرض عليك حد معين بس البنات حوالينا هنا في الحارة كتير وكويسين يعني مثلا لبنى بنت حسن البقال أو…


 قاطعته والدته بسرعة: أو حسناء بنت كمال الخضري محترمة وزي القمر وعلى قد ايدينا. 


هتف فضل بجدية: اللي قلته عليهم كويسين بس انا صدقوني ما بفكرش في الموضوع ده دلوقتي. 


تحدثت والدته بحدة: نعم يا اخويا امال هتفكر امتى دا اللي زيك بقى عندهم عيال في مدارس دلوقتي هتفضل قاعد لحد امتى يا واد!

 اسمع بقى وديني لو ما تسمع الكلام وتختار واحدة لأكون رايحة مختارة لك انا على زوقي وحطاك قدام الأمر الواقع وابقى صغرني بقى انا وابوك.


 قاطعها زوجها بحدة: مش كده الكلام يبقى يا ام فضل.


 هتفت وهي تستقيم واقفة: يا اخويا بقى هتفضل مدلعهم لحد امتى خليك فاكر يا فضل ان اللي قلته هنفزه ماشي فأحسن لك يا ابني تختار انت بنفسك أما اروح اسخن الغدا.


 تابعها زوجها بناظريه حتى اختفت بداخل المطبخ ثم أشار لابنه الذي دنا منه جالسا بجواره هاتفا بهدوء: يا حاج صدقني انا…


 قاطعه والده بهدوء مماثل: فاهم يا ابني اللي جواك بس خلاص ليلى ما بقتش تجوز لك وكمان احنا ما نعرفش هي راحت فين الناس اللي حوالينا بيقولوا ان ابوها وستها خدوها وعزلوا من الحارة كلها نشوف حالنا بقى يا ابني وما نفكرش فيها عشان دي اختك وانت طول عمرك عارف ربنا يا فضل يا ابني. 


اومأ فضل برأسه 

فاستطرد والده: شف لك واحدة بنت حلال واستخير ربنا ومش كل جواز بيتبني على حب الأول يا ابني ممكن تحبها بعد كده وفي حاجة أقوى من الحب هي العشرة خصوصا لو البنت كويسة وبنت حلال فهمني؟


 أجابه فضل بهدوء: فهمك يا حاج ربيع حاضر اوعدك اني هفكر بس انا حاليا ما فيش في دماغي حد.


 ربط والده على يده مغمغما: ربنا يكتب لك الصالح يا باشمهندس وعموما يعني خد وقتك وفكر الجواز مش مجرد جواز عشان فرح ودبلتين وزغاريط لأ ده ميساق يا ابني هتتسأل عنه قدام ربنا سبحانه وتعالى فاهمني؟


 اومأ له فضل ثانية

 فهتف الحاج ربيع: يلا قوم نغير هدومنا على ما مامتك تجهز لنا الغدا


❈-❈-❈


تفحصتها بنظرة شمولية ثم سألتها بفظاظة: اسمك ايه يا بت؟


 أجابتها بخفوت: نرجس اسمي نرجس يا حاجة.


اممم نرجس ومين اللي باعتك هنا يا نرجس؟


 نظرت إليها ثم أجابت: انا بشتغل عند الدكتور فؤاد اللي فوقيكم يومين في الاسبوع والبيه ابن حضرتك طلب منه يشوف له حد يشتغل ويساعدكم هنا في البيت فالدكتور رشحني له وطلب مني بعد ما اخلص اني انزل عندكم.


 اومأت لها بتفهم ثم سألتها: وعندك كم سنة؟


 خمسة وعشرين يا حاجة.


 ومتجوزة؟


 هزت نرجس رأسها مغمغمة: مطلقة يا حاجة هو انا لو كنت متجوزة كان زماني متبهدلة البهدلة دي نهايته قولي لي حضرتك اعمل ايه وايه المطلوب مني بالظبط؟


 خرج مختار من غرفته وهو يتفحص تلك الفتاة بعينيه الجائعتين فقد كانت فتاة طويلة القامة رشيقة الجـ سد جميلة الوجه: يا اهلا يا اهلا مين دي يا اما؟


 فتحت نرجس فمها للحديث إلا أن والدته سبقتها: دي الشغالة الجديدة الدكتور اللي فوقينا بعتها عشان تشتغل عندنا.


 ابتسم مختار بقوة ثم رحب بها بحفاوة 

فشعرت والدته بالانزعاج هاتفة بدراما: جرى ايه يا مختار خش اوضتك خلي البت تشوف شغلها.


 تنحنح مختار بحرج ثم انصاع لرغبة والدته 

فراحت الأخرى تبتسم بقوة فبغتتها بحدة: انت لسة واقفة عندك بتعملي ايه يلا روحي شطبي المطبخ وتعالي.


 اومأت لها بالموافقة ثم صارت من الطريق الذي أشارت إليها به.



❈-❈-❈


بصعوبة شديدة أقنعت والدتها وعمتها بالخروج مع نورسين فوافقت والدتها على مد بينما عمتها شعرت بالخوف فسيلا ما زالت مريضة وعليها أن ترتاح لكنها أخيرا انصاعت لرغبة ابنة شقيقها 

ذهبت ترتدي ثيابها تاركة والدتها وعمتها جالستان سويا هتفت هيام بهدوء: نهال انت ما لاحظتيش حاجة في سيلا؟


  نظرت إليها نهال بفضول؟

 فتابعت هيام: صوتها صوتها متغير شوية.


 اومأت لها نهال بالموافقة فهي ايضا لاحظت ذلك منذ أن تحدثت ابنتها معها لكنها بررت لنفسها بأن هذا ربما يكون من أثر الحادث أو بالأحرى هي لم تهتم فيكفي عندها أن ابنتها عادت إليها سالمة

 لكن هيام شعرت بشيء غريب ايضا تصرفاتها غريبة لا تمت لسيلا القديمة بصلة لكنها حاولت طرد تلك الأفكار من رأسها عازمة على التحدث مع شقيقها ريثما يعود فهي لا تريد أن تقلق ابنة عمها فيكفيها ما تمر به


الصفحة التالية