رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 15 - 3 - الإثنين 14/10/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل الخامس عشر
3
تم النشر يوم الإثنين
14/10/2024
شركه عسرانكو للإستيراد والتصدير ...
بمكتب فخم يليق بمكانة المستشار "خالد دويدار" جلس يدون بعض النقاط بأحد الملزمات الخاصة بالملاحظات فقد بدأ عمله الجديد كمستشار قانوني لتلك الشركة للتو وعليه متابعة العقود المبرمة بين الشركة ومثيلاتها للتأكد من صحة البنود من الناحية الفنية والقانونية ...
عملًا جديدًا دخل حيز إهتمامه ليخرجه من حالة الملل التي كان يشعر بها بعد تقاعده ، لكن يومه لم يكن بالحافل ليتغاضى عن تلك المكالمة الهامة والإطمئنان على أحوال رفيقة عمره "منار" ....
- إيه زهقانه لوحدك ...؟؟!!
أجابته "منار" بتقبل تام لقرارها الذي إتخذته ...
- لا أبدًا .... ده أنا حتى من بعد ما جيت من المستشفى قعدت مع "غدير" شوية قبل ما تنزل ... ما تقلقش يا "خالد" أصلًا الراحة مطلوبة ...
بتفهم لهذا القرار الذي لم يكن ديكتاتوريًا بالمرة ، بل كان بالتفاهم والتواصل بينهم ليجيبها بنفس هادئة ...
- أنا كنت قلقان أحسن تزعلي إننا أجرنا العيادة ...
- لا خالص ... (أجابته "منار" بدون أدنى تردد لتستكمل موضحة )...
- أنا كده مرتاحة جدًا .... كفاية عليا شغل المستشفى ... وهو برضه الدكتور "أمين" مشغل العيادة بشكل كويس ....
أومأ "خالد" بتفهم كما لو كانت تراه بأعينها مؤكدًا حديثها ...
- فعلًا ... أنا شايف إن كده كان أحسن حل ليكي وللعيادة ...
- عندك حق ...
تساءل "خالد" بفضوله المعتاد للإلمام بأحوال عائلته ومعرفة ظروفهم المحيطة ...
- مشغولة في إيه دلوقتِ ...؟!!
جلست "منار" وهي تتابع "أم مجدي" التي تساعدها بالمطبخ مستكملة حديثها معه ...
- أبدًا بنجهز العشا لحد ما ترجعوا .... تعرف يا "خالد" البيت كئيب أوي من غير "غدير" ....
تساءل "خالد" عن غياب "غدير" اليوم على غير العادة ...
-هي فين أمال مش عوايدها تسيبنا كده ....؟؟!؟
بمزيج من الإشفاق والمحبه أجابته "منار" ...
- تقريبا راحت عند "موده" .... بقى لها كم يوم ما راحتش هناك علشان كانت تعبانه
.. البنت دي بتصعب عليا أوي يا "خالد" ...
ضم "خالد" شفتيه وهو يحرك رأسه بخفة إيجابًا ...
- فعلًا يا "منار" البنت دي دايمًا وحيدة ... بس مش بإيدينا نعمل حاجة ...
نظر "خالد" لساعة يده متابع عقاربها حين أردف بإنهاء المكالمة ....
- عمومًا أنا حتصل بـ"عيسى" أشوف أخباره إيه علشان نرجع سوا ....
- كويس خالص حتى نكون أنا و"أم مجدي" خلصنا العشا ونتجمع كلنا زي كل يوم ...
أنهى "خالد" مكالمته مع "منار" ليدون بعض النقاط بملزمته قبل أن يتصل بـ"عيسى" للا؟تفاق معهم على المرور به و إصطحابه بطريق عودته ...
❈-❈-❈
مكتب عيسى للمحاماة ....
إنشغال شديد مع أحد الموكلين الجدد الذي حضر لمكتبه للتو كان "عيسى" بمنتهى الجدية والمهنية يطرح أسئلته لفهم محتوى القضيه التي بصدد أن يوكلونه بها ....
- الأستاذ "رمزي" كانت متورط معاهم فعلًا .. ؟!!
سألهم "عيسى" وهو يحاول أن يستشف مدى صدقهم بالأمر ليجيبه العميل بنفي قاطع ...
- لا يا متر ..... أخويا ولا ليه في الطور ولا في الطحين .... أخويا غلبان و إتاخد في الرجلين والله ... ده كان كبش فداء ....
لم يكن "عيسى" من الشخصيات سريعي تكوين رأي عن الشخص الذى يقابله من مجرد كلمات ، فهو بطبعه متوجس يرتاب بالأمور قبل أن يتيقن منها تمام اليقين فهو لا يأمن بسهولة ...
- عمومًا حنشوف يا أستاذ "عطيه" لأن أنا مش بترافع عن حد إلا لو واقع عليه ظلم وبس ... أنا مش بدافع عن الخارجين القانون ... ولا عن المجرمين ... أنا راجل صاحب مبدأ ...
أجابه "عطيه" بما يطمئن قلبه مؤكدًا صدق حديثه عن أخيه ...
- والله يا متر أخويا مظلوم وما تقلقش إحنا ناس نضاف ما لناش في السكك دي ... وحتتأكد بنفسك ...
بعد عدة أسئله متتالية أخذ "عيسى" يحاور "عطيه" عن هذا الإتهام الذي وقع على أخيه "رمزي" وملابسات القضيه لتكوين رأي قاطع بها ...
أخذ "عيسى" يتطلع إلى ملف القضية متفحصًا جميع بنودها حتى يمتلئ قلبه باليقين أولًا ثم أردف ببعض الراحة ...
- عمومًا يا أستاذ "عطيه" أنا مبدئيًا قبلت القضيه دي .. لكن لو ظهر أي دليل على عكس كده .... أنا آسف جدًا مش حقدر أكمل .. وبرده أنا لسه حدرسها أكثر من كده عشان أشوف نقط القوة والضعف فيها ...
ردد الرجل بيقين تام ...
- احنا واثقين فيك يا متر ... وباذن الله حتكون براءة أخويا على إيديك ...
نهض "عيسى" مودعًا إياهم معلنه نهاية جلسة المناقشه بينهم ...
- بإذن الله خير ... مع السلامة يا أستاذ "عطيه" ...
غادر "عطيه" المكتب بعد أن إنتهى من مناقشة قضية أخيه مع هذا المحامي ذائع الصيط متأملًا أن يكون وتدًا قويًا بترسيخ حُجتهم ببراءة أخيه من تلك التهمة ...
بطبعها الماكر جلست "سندس" تستمع للحوار القائم بين "عيسى" وهذا الموكل الجديد بكل إهتمام والتي إنتظرت حتى مغادرة "عطيه" المكتب ثم دلفت مباشرة لمكتب "عيسى" قائله بحماس ...
- برافو عليك يا أستاذ "عيسى" ... القضية دي لو إنت كسبتها ممكن ترفع من المكتب بصورة فظيعة ... إنت عارف كمان دي ممكن تكون قضيه رأي عام ...
رمقها "عيسى" بنظرات غاضبة ، فرغم مهارتها وذكائها الحاد إلا أن عيوبها أصبحت تضيق الخناق حول رقبته بوجودها لينهرها بصرامة ...
- أنا مش مِنبه عليكِ ... آخر مرة تتصنتي عليا وأنا في المكتب ...!!! أنا لو كنت عاوز أبلغك بتفاصيل القضية دي ... كنت جبتك عندي هنا ... وخليتك تحضري النقاش ... لكن أظن أنا ما طلبتكيش ...!!!!!
بهتت "سندس" وهي توبخ من "عيسى" على إستراقها السمع بتلجلج قائله بحرج شديد ..
- أسفه يا أستاذ "عيسى" بس أصل صوتكم كان عالي جدًا ... مش أنا اللي سمعته ... هو صوتكم كان واصل لبره ...
إستطرد "عيسى" بإشمئزاز ....
- إتفضلي إطلعي بره ... وبعد كده صوتي مش هيبقى عالي عشان يطلع لك .... أظن الفكرة واضحة ... خليكِ في شغلك بس لو سمحتي ما تدخليش في اللي ما لكيش فيه ...
خرجت "سندس" وهي تقضم شفتيها بقوة فهي تتمنى ولو لمرة أن تُظهر وجودها ومساندتها له فربما يشعر بعشقها المتيم الذي فاض به الكيل بداخل قلبها ...
صدح رنين هاتف "عيسى" برقم والده لينهض من خلف مكتبه أولًا مغلقًا الباب بقوة حتى يمنع "سندس" تمامًا من إستراق السمع إليه ....
- سيادة المستشار ... ده إيه النور ده كله ...
بإمتنان لتوقير ولده له إبتسم "خالد" بخفة بينما أردف ...
- إيه يا متر مطول لسه في المكتب ولا إيه...؟!!!
نظر "عيسى" إلى ساعته ثم أجاب والده ...
- لا مش كتير نص ساعة وأكون خلصت إللي ورايا ...
- طيب كويس ... خلاص خلص مكتبك وعدي عليا في الشركه نروح سوا ...
هام "عيسى" بأفكاره بشرود فقد تغيبت عن يومه تلك مسببة الحياة والتي تمده بطاقتها وأنفاسها التي تعطيه القوة على الإستكمال ، فمنذ متى وهي تغيب عن فكره فهي أمام عيناه سواء بوجودها أو بغيابها ليقحم سيرتها على الفور بحديثهم مع والده ...
- طيب يا بابا أنا حكلم "غدير" علشان ممكن أخدها من عند "موده" هي كمان ونروح كلنا سوا ...
بإيمائة خفيفة أجابه "خالد" بترحاب شديد ...
- أكيد طبعًا ... ده هي إللي بتدي الروح للبيت ... ما ينفعش نروح البيت وما نلاقيهاش ...
إبتسم "عيسى" بخفة فقد أصاب والده عين الحقيقة ...
- فعلًا يا بابا ... إنت بتقول فيها ... عمومًا أنا حكلم "غدير" على طول علشان نروح سوا ونقضي السهره كلنا عندكم ...
- تمام خلص شغلك وكلمني أنا مستنيك ...
رؤيتها هي الحافز الذي ينهي به يوم يتلقى مكافأته بوجودها بحياته أسرع منهيًا تلك النقاط التي يريد تحضيرها قبل الإستعداد لمغادرة المكتب لكن عليه الإتصال بـ"غدير" أولًا ...
❈-❈-❈
شقه موده ...
جلست "غدير" على غير عادتها تمط شفتيها بإستياء وهي تطالع أختها الصامته التي ضاقت ملامحها اللطيفة بإقتضاب وضيق بصورة مبالغ فيها حتى هي لم تكن بعادتها كأختها تمامًا ...
بعد فترة من التحديق هتفت "غدير" بأختها بإستياء ...
- بس لو تقولي لي من ساعة ما جيت وإنتِ ضاربه لي البوز كده ليه ... ؟؟! مش إنتِ إللي أصريتي تسيبي الشغل ...؟؟!!
مطت "موده" شفتيها الرقيقتان بضيق لتتنهد قليلًا قبل أن تجيبها إجابه غير مقنعة لكي تخفي الحقيقه خلفها ..
- عندي إمتحانات ومش عارفه أوفق بين الشغل والإمتحانات والمذاكرة ...
مالت "غدير" برأسها للأمام محدقة بعينيها الواسعتين وهي لا تصدقها بالمرة ...
- كداااااابه .... قري وإعترفي أحسن أدعي عليكِ في ليلة القدر ...
رغم أنها تهددها إلا أن "موده" تبسمت بخفة لطرافة أختها خفيفة الظل ، لكن الأمر مازال ثقيلًا على قلبها الضعيف فماذا ستخبرها ، أتخبرها بأنها تركت العمل حتى لا ينظر لها "رؤوف" نظرة دونية كما قالت "نيره" التي قللت من شأنها أمامه ؟؟ ، أتخبرها أنها تعشق أخو زوجها المرتبط ..؟؟!
كيف ستجرؤ على قول ذلك لتكتفي بسببها الواهي بالوقت الحالي ...
- لا عشان الإمتحانات ... وكمان الشغل ما بقاش مساعدني وفلوسه قليلة ...