-->

رواية جديدة سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب لخديجة السيد - الفصل 1 - 4 - الأثنين 25/11/2024

  

قراءة رواية سلسلة رغبات ممنوعة قصة ما علاقة هذا الأمر بالحب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


سلسلة رغبات ممنوعة 

قصة 

ما علاقة هذا الأمر بالحب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الأول

4

تم النشر يوم الأثنين

25/11/2024 

مررت أنظارها على وجوههن الضاحكة بعدم تصديق وهي تقول باستنكار نافر


= يعني اهي ما كانتش بتخون جوزها زي ما فهمت! ما يمكن أبوها ده كان بيعامل امها وحش وكانت حابه تشيل قرشين على جنب، حرام تتبهدل من غير ذنب.


أجابتها الأخت الكبيرة مروة قائلة بشرٍ مستطر


= حرمت عليكي عيشتك يا اختي مش كدبت 

هي وامها والله اعلم مخبيين ايه تاني؟ و بعدين انا فارق ليا إيه ان شاء الله حتى بتكون خانت جوزها فعلا  


هوى قلبها في قدماها وهي تردد بصدمةٍ


= انا بتكلم لمصلحتكم انتٍ كده هتشيلي ذنبها، دي حتى لو فعلا كانت بتعمل حاجه وحشه كنا نصحناها ونستر عليها مش نفضحها، ده خراب بيوت 


جزت على أسنانها بسخط وهي تردد بقسوة 


= حرمت عليكي عيشتك يا اختي مش هي اللي بدأت تستاهل.. كانت متنططة عليا شويتين وعملت معاها السليمة 


وقبل ان تتحدث بالمزيد نهضت شقيقتها الأخري ماجدة وهي تهددها علنًا 


= ما لكيش دعوه يا حبيبتي احنا أدري بمصلحتنا، ما تعمليش فيها ست الشيخه علينا ماهو مش معنى إنك مرات اخونا وإننا بنعاملك كويس تتعدي حدودك


كانت تظهر أمامها دائماً بعض الإشارات التي تدل على أن تلك العائلة لم تفدها على الإطلاق، لكنها كانت تصر دائماً على أن محمود مختلف عن عائلته وأنه لا يجب أن تتحمل وزرهم! والأهم من كل ذلك أنها تحبه، وهو دائماً يقف إلى جانبها ويضع حدوداً للجميع. و ماذا يمكن أن تريد أكثر من ذلك؟ ومن وجهة نظرها فإنها سترتبط بشخصه وليس بعائلته أيضاً! لذلك كانت تتجاهل الكثير من الأخطاء التي كانت ظاهره بوضوح أمام عينيها.


❈-❈-❈


حاولت عائلتها التدخل كثيراً لعلها تفتح عيناها على الأخطاء التي دائماً تعمي عيناها عنها، فلم تكن والدتها حنان راضيه ابدأ على خضوع ابنتها لتلك العائله بذلك الشكل الملحوظ، فا

قاطعتها أختها رافعة يدها لها لتكف عن الثرثرة الفارغة والتي ليس لها فائده بعد الآن، 

فقالت عزه بجدية شديدة 


= خلاص يا حنان سيبيها تعمل اللي هي عاوزاه، مستنيه منها إيه اكتر من انها تجاهلت اهانتك في بيتك واهانتها، عشان المحروس اللي هتتجوزه .


هزت رأسها بضيق شديد لتهتف تقي قائلة بقلبٍ واجل ولسانٍ لاهج


= لازمته ايه الكلام ده بس يا خالتي ما محمود جه لحد عندكم واعتذر! يبقى ليه اكبر الموضوع ومش ده كان شرطك ان لازم يعتذر 

عشان كل حاجه ترجع زي الأول .


نبرتها الحادة أزعجتها للغاية، فقالت عزه بوجومٍ


= ما تقولنيش كلام ما قلتوش انا قلت اللي غلط هو اللي يعتذر وامه اللي غلطت! فيكي وفي امك وفي بيتكم كمان، لكن الهانم حماتك اتكبرت ومستحيل طبعا تعتذر عشان كده ابنها جي يلم الليله.. وطالما انتٍ شايفه اللي حصل عادي فبراحتك بس عايزك تكوني متاكده ان لو هو اللي مكانك ما كانش هيستحمل نص كلمه على امه .


قلبت عينها على الاثنين قبل أن يأتيهم جوابها حاسمًا


= يا جماعه انتم مش عايزين تفهموني ليه العيب في امه واخواته يبقى ليه اخده بذنبهم طالما بيعاملني كويس وبيحبني وانا واثقه فيه، هو انا هتجوزه هو ولا عيلته!.. 


استمرت المشاكل في الازدياد وكذلك التجاهلات من جانبها، لأن محمود كان دائمًا معها يدعمها ويدافع عنها ويصدقها، كان يحتوي الكثير من الأحاديث والمواقف التي تعبر عن آلامها، كأنه مسكن لآلامها لذلك حقا بالاول، فوضت أمرها إلى الله، لكن أحيانًا كان يفيض به الكيل ويتجاهل الأمر أو يعتذر لها أو يعبر عن استيائه وإحباطه قائلاً 


= قولتلك ماتحطهومش في دماغك، متركزيش معاهم، إنتي ليكي أنا وبس والحمد لله أنا مش مقصر معاكي، يبقى عاوزة إيه تاني؟!


❈-❈-❈


بعد فتره شعرت نهله فجاه بالتعب الشديد وقد وصلت للمشفى متأخر لانها في ذلك الوقت كانت وحيده بالمنزل وليس معها أحد غير ابنتها الصغيره نهال العمياء ومن ذوي الاحتياجات الخاصه، عندما علمت تقي هرولت خلفهم لتطمئن عليها وتفعل الواجب بعد أن تدهورت حالتها الصحية، فكان وضعها حرجًا ووضعت بالعناية الفائقة لكنها بالنهايه خرجت بصحه جيده، وقد تأكدت تقى من ذلك عندما فاقت واخبرتها بجمود شرس


= ما عملتيش ليه زي اهلك وفضلتي في بيتك ولا عبرتيني، طبعاً جايه تشمتي فيا بس انا قاعده على قلبك.. اكيد طبعا كنتي هتفرحي لما تعرفي اني مت و مش هيبقى ليكي حماه 


انصدمت تقي من حديثها وعندما التفتت نحو زوجها بعتاب فرد بتأفف


= بتهزر معاكي يا تقي ما تبقيش حساسه كده وتزعلي من كل كلمه، وبعدين احنا في ايه ولا في ايه دلوقتي!. 


كان يعرف جيد كيف يقلب الموازين لصالحه، لذلك شعرت بأنها أخطأت بالفعل دون ان تفعل شيء مسيء لهما، رغم كونها قد اعتدت على ردودها الفظة


= عمومًا حمدلله على سلامتك، هاسيبك ترتاحي وهستنى بره.. عن اذنكم.


لم يجيب أحد عليها واستاذنت بعدها تنتظر في الخارج، فهتفت أمه بصوت مجهد 


= شفت اللي حصلي يا محمود يا ابني كنت هموت فضلت ساعه لوحدي واختك ولا عارفه تعمل حاجه ولا عارفه تساعدني واخواتك الاتنين كانوا في بيوتهم، قولي يا ابني لو ما كانش حد من الجيران لحقني كنت زماني دلوقتي هعمل ايه؟ فهمت ليه دلوقتي كنت عايزاك تسكن جنبي ومراتك تاخد بحسي!. 


تنهد بقلق بالغ وهو يقول بصوت متوجس


= الحمد لله يا ماما أنها عدت على خير، ما تقلقيش بعد الجواز هتفق مع تقي انها تنزلك على طول وتشوفك محتاجه حاجه وبخير.


لوت نهلة ثغرها باستهزاء وهي تقول


= ابقى قابلني لو سمعت كلامك انا دلوقتي في مشكله تانيه، البنت الصغيره دي اللي كان هيجرى ليها حاجه وهي ولا عارفه تساعد نفسها ولا فاهمه حاجه في الدنيا وكان ممكن هي اللي يجرا لها حاجه، وغير دلوقتي بعد ما اطلع من المستشفى مين هيخلوا باله منها 


شعر محمود بانها محقه بذلك ولو كان قادرا ان يجلب احد يساعدهم كان فعل ذلك من البدايه لكنه ليس لدي من المال الكثير بالاضافه الى زواجه والمصروفات الكثيره، لكنها حقا بحاجه الى رعاية هذه الفتره، ألتفت نحو اخواته البنات دون ان يتحدث، لتقول أحدهم بتوتر بسرعه


= ايه بتبصلنا كده ليه احنا كفايه علينا عيالنا غير اجوزنا اكيد مش هيوافقوا دي مسؤوليه كبيره ما تشيلنيش حاجه انا مش قدها


والتفت نحو أخته الأخري التي رفعت يدها معترضة قبل أن ينطق بحرف


= ولا أنا يا اخويا احنا مش بنسلك مع بعض ولا بعرف اتصرف معاها، غير ان انا الايام دي  حماتي كل يوم عندي هشوف خدمه البيت بيهم ولا هي كمان.. ومعلش يعني اختك عاوزه معامله عيال صغيره دي ولا بتعرف تأكل ولا تشرب ولا تدخل الحمام حتي لوحدها ولا تعمل اي حاجه غير بمساعده حد. 


كانت في تلك اللحظة واقفة تقي في مكانها بالخارج قريبه من الغرفة، ظلت نظراتها مجمدة عليهن من بعيد وهي ترى جحود قلوبهم على شقيقتهم الصغيره التي بالفعل تحتاج الى معامله خاصه، ضربت كفي بالأخر مبدية حزنها على قسوة الأبناء تجاه اشقائهم خاصة حينما يكون أحدهما بين براثن المرض وبحاجه الى عنايه، تقسم بانها اذا كانت قادره على مسؤوليتها لكان طلبت من زوجها ذلك لكنها حقا مسؤوليها صعبه، والاهم من كل ذلك متاكده بأنها ليست شخص من العيله حتى يطمئنوا عليها معها، هكذا فكرت.


❈-❈-❈


في يوم خروج حماتها من المستشفى تفاجأت بان محمود طلب منها ان تذهب معهم الى المنزل وترى والدتها اذا كانت بحاجه الى مساعده ولم ترفض بكل تاكيد، عندما ولجت للداخل تفاجأت بحماتها تردد 


= يلا همتك اديكي شايفه البيت كله متكركب وما حدش كان بيدخل، عاوزاكي ترويقي البيت وتعملي كمان الغداء... 


نظرت حولها نظرة شاملة إلى محتويات المنزل، فوجدت أن معظم ما فيه فوضوي ويحتاج إلى إعادة تنظيم حقًا. كانت دائمًا تتعجب من أن أشقائه يتركون منازلهم و يأتون هنا، تتساءل ماذا يفعلون إذن ولماذا لا يساعدون والدتهم في ذلك وهم يعلمون أنها ستخرج من المستشفى اليوم.


أحنت رأسها بتعب وأخرجت تنهيدة طويلة من صدرها وفكرت في أنهم تركوا المنزل بهذه الفوضى حتى تقوم هي بتنظيفه حقًا، تصرفاتهم كانت مزعجة ولا يعرفون ما هو الواجب.. حاولت ألا تظهر ضيقها حتى لا تتسبب في خلق مشكلة وشمرت عن ساعديها باستسلام وبدأت في التنظيف.


لكن فجأة، بدأت الأختان في التظاهر بالتعب وإظهار الإرهاق وكل واحدة منهما انشغلت بشيء ما لتترك المسؤولية عليها بالكامل.. اتسعت عينا تقي بصدمة وغيظ، فمن المفترض أن يتعاونوا معًا، لكنهم ألقوا الحمل كله عليها ورحلوا، حتى أنهم تركوا والدتهم المريضة دون أن يطمئنوا عليها أو على أختهم الصغيرة التي تركوها عند الجيران.


❈-❈-❈


= بقول لك ايه يا تقى انا الأيام اللي فاتت عمال افكر في حاجه خصوصا بعد تعب والدتي، بما ان فاضل اسبوعين على فرحنا.. فانا فكرت بعد الجواز ناخد نهال اختي الصغيره تقيم معانا .


ألقي محمود تلك العبارات وصمت بعدها مترقب ردة فعلها، لم تجب الأخري وبقيت في مكانها متجمدة الحواس لا تصدق أنه ألقى عليها الحمل والمسؤوليه التي رفضتها عائله كلها.. فهي لم تنسى عندما استمعت الى قسوه قلوبهم والجميع يرفض أن ياخذها معترفين بأنها مسؤوليه كبيره وتحتاج الى عنايه كبيرة! فكيف ستعلم ما تحتاج إليه وما تريده من علاج ومسكن وطعام وشرب واهتمام فائق .


شعر بالضيق والملل من صمتها الطويل فعاد هاتفا بنفاذ صبر


= ايه يا تقى ساكته ليه ده انا قلت هتفرحي من خبر زي ده خصوصا يعني ان انتٍ بتحبي نهال وبتعتبريها زي اختك ولا انا كنت فاهم غلط .

الصفحة التالية