-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 3 - 1 - الجمعة 29/11/2024

  

قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الثالث

1

تم النشر الجمعة

29/11/2024



لم تصدق ما سمعته للتو هل حقا فقدت والدها اخر شخص لها على وجه الدنيا ركضت نحو الغرفة الخاصة ب (سليم) وفتحت الباب لتجد أن جميع الخدم يبكون لفراقه ومعهم طبيب يبدو وأنه كان يفحصه أسرعت نحو الفراش واحتضنته وهى تنهار من البكاء لم تكن تريد أن تترك حضنه ولا تستطيع تخيل أن ذلك هو الحضن الأخير .. دلف (حمزة) إلى الداخل وهو لا يصدق خبر وفاة (سليم) كانت الدموع تنهمر من عيونه بهدوء ووجد (ليلى) أمامه متشبسة بحضن والداها منهارة لا تريد تركه فتحدث مع إحدى الخادمات وأخبارها أن تخرج (ليلى) لخارج الغرفة كى يستطيع أن يقوم بإجراءات الدفن حاولت الخادمة أن تبعد (ليلى) عنه بكل قوتها لكنها أبت أن تتحرك وأن تترك حضن والداها اقترب منها (حمزة) وآشار للخادمة كى تبتعد عنها ثم ركع واقفا أمام (ليلى) وقال بنبرة حانية

- (ليلى) اللى انتى بتعمليه ده غلط .. ارجوكى خلينا نشوف اللى ورانا.. مينفعش تفضلى بالحالة دى

تركت والداها وهى تنظر إلى (حمزة) وقالت بين شهاقتها

- مش قادرة اصدق

شعر بالحزن على حالها وحاول تهدئتها وهو يقول

- أنتى مؤمنة يا (ليلى) وعارفة أن لابد وأن اليوم ده يجى

مسحت دموعها بيدها ثم نهضت من على الفراش وهى تقول

- أنا هروح اوضتى

- (چايدا) زمانها على وصول هتيجى تاخدك .. عشان العزاء هيكون عندنا فى البيت .. مينفعش تقعدى لوحدك هنا

لم تصدق ما تسمعه عزاء !! وأى عزاء .. عزاء والداها الحبيب لم تكن تريد أن تسمع تلك الكلمات هى لا تصدق أن بعد قليل سيوارى جسده التراب انهرت من البكاء ثم ركضت نحو غرفتها لتحمى نفسها فهى لا تريد تركه منزلها ولا تريد أن تصدق أن ما حدث قد حدث ..

وصلا كلا من (چايدا) و (حاتم) بالسيارة الخاصة به إلى الڤيلا الخاصة ب (سليم) كانت (چايدا) منهارة من البكاء ولا تصدق انها فقدت عمها الحبيب والوحيد فلقد كان احن عليها من والداها فى فترات كثيرة امسك (حاتم) يدها وربت عليها بحنان وهو يقول

- ممكن تهدى يا (چايدا) ؟

نظرت فى عينيه والدموع تتلألأ من عينيها وهى تقول

- مودعتوش .. كان نفسى أودعه يا (حاتم) كان احن علينا حتى من ابونا

ازدرد (حاتم) ريقه بصعوبة وكان يعلم جيدا انها محقة ثم قام بإحتضانها وهو يقول بحنان

- ادعيله يا (چايدا) هو محتاج دعاكى دلوقتى

بادلته الأحتضان وهى تحاول جاهدة أن تهدئ نفسها ثم قالت

- يا ترى (ليلى) حاسة بإيه دلوقتى ؟! لازم اطلع اشوفها

ابتعد عنها برفق ثم قال بهدوء

- اطلعى وانا هروح اخلص الأجراءات مع (حمزة)

هزت رأسها إيجابا ثم ترجلت من السيارة وهى تمسح دموعها صعدت للأعلى وقررت أن ترى عمها الحبيب اولا كى تودعه وبعد أن رأته وودعته اتجهت نحو غرفة (ليلى) وظلت تطرق باب الغرفة ولكن لم يأذن لها أحد بالدخول ففتحت الباب وجدتها جالسة على الفراش شاردة فى نقطة بعيدة وكأنها ليست تعى ما حولها فركضت نحوها وقامت بإحتضانها فتشبست بها (ليلى) كأنها طفلة صغيرة كل ما تريده هو أن تشعر بالأمان ربتت (چايدا) على ظهرها بحنو فانهارات (ليلى) من البكاء أكثر واكثر لم تستطع (چايدا) التماسك أكثر فانهارات معها بالبكاء هى الآخرى وكأن كل واحدة منهم تهون على الآخرى ما حدث بعض بضع دقائق ابتعدت عنها (چايدا) وقامت بمسح دموعها وهى تقول

- يلا عشان تيجى معايا .. مينفعش تقعدى لوحدك هنا

هزت (ليلى) رأسها نافية ثم قالت

- لا أنا مش هسيب بيت بابا .. مش ممكن اسيب البيت

أمسكت يدها بحنان ثم قالت

- مينفعش يا (ليلى) .. وبعدين بابا قالى لازم اجيبك تقعدى وسطنا حتى بس لو فى الفترة الأولى وبعدين يا ستى تبقى تقعدى فى المكان اللى يريحك 

قالت جملتها الآخيرة وهى كاذبة فوالداها لم يطلب منها شئ بل إنه (حمزة) من طلب منها ذلك .. ابتلعت (ليلى) ريقها بصعوبة ثم توجهت نحو الخزانة لتأخذ فستان أسود ودلفت للحمام لكى ترتديه وتخرج مع (چايدا) بإستسلام ..

❈-❈-❈

فى المساء ..

كان يقف كلا من والد (حمزة) و (حمزة) و (حاتم) بالعزاء من أجل استقبال التعازى وصوت القرآن الكريم يغلف المكان بأكمله والحزن يخيم على المكان اقترب (عمرو) منهم وقام بالعزاء ثم وقف بجوارهم هو الآخر ليستقبل التعازى ..

اقترب والد (حمزة) من أذنه وهو ينظر فى الساعة التى بيده وقال بصوت خافت

- فى عشاء عمل دلوقتى لازم اروحه .. خليك انت هنا يا (حمزة) وخد بالك من الكل

نظر له (حمزة) وهو لا يصدق ما يسمعه للتو ثم اجابه بنفس النبرة الخافتة

- بابا وده معقول ؟! هتسيب عزاء اخوك عشان شغل .. ما كنت إجلته

اجابه ببرود

- البركة فيك وفى اخوك .. يلا عشان محدش يحس .. سلام أنا

عض (حمزة) على شفتيه بغضب ولكنه لن يستطيع أن يمنعه بالنهاية تركه يذهب ووقف هو و (حاتم) كى يستقبلوا التعازى ..

بينما كانت (ليلى) بالداخل تستقبل التعازى من النساء وهى فى دنيا غير الدنيا كانت تريد أن تخبرهم أن يكفوا عن مواساتها فلا شئ يعوض غياب الأب ومهما قالوا لن يستطيعوا مواساتها فقد ترك فراغا لا يملأ واحلامها مثقلة بالذكريات تشعر بالحنين لكل ذكرى معه فقد كان الأمان وتشعر اليوم بالضياع بدونه فقد كان وحده من يستطيع مسح دموعها واليوم لن يستطيع أحد فعلها فصحيح هى بالغرفة معهم ولكن قلبها بمكان آخر حيث يوجد والداها ..

انتهى العزاء تقريبا فقام (عمرو) بالأتصال ب (ليلى) قبل أن يرحل كى يطمئن عليها فهو لم يراها منذ الأمس ويعلم كم كانت متعلقة بوجود والداها فلا يستطيع أن يتخيل حالتها المزرية الآن وفى خلال ثوان جائه صوتها الضعيف وهو يقول

- الو

شعر بأن قلبه يتمزق وهو يسمع صوتها بتلك الحالة فأجابها

- أنا موجود بارة لو حابة تطلعى تتكلمى معايا أنا مستنيكى

- أنا محتاجلك اووووى يا (عمرو)

قالتها بنبرة حزينة للغاية فاعتصر قلبه حزنا عليها ثم قال

- أنا مستنيكى بارة مش همشى غير لما تبقى كويسة 

أغلقت معه الهاتف وتوجهت نحو الخارج وما أن وجدته أمامها حتى ارتمت فى أحضانه دون أن تشعر وهى تبكى بشدة مسد على ظهرها بحنان وهو يقول

- اهدى يا (ليلى) .. أنا معاكى متخافيش

إجابته بين شهاقتها وهى مازالت متشبسة به

- مش قادرة اتخيل انى مش هشوفه تانى

كان يتابع (حمزة) ذلك المشهد من بعيد فضم ققبضة يده بغضب ثم اتجه نحوها بهدوء عكس البركان الثائر الذى بداخله وقال بصوت خافت بعض الشئ لهما

- ميصحش كده يا (ليلى) .. فى ناس لسه ممشيتش وده خطيبك مش جوزك

نظر له (عمرو) ببرود وكأنه يريد قول له ما يعنيك وما دخلك بذلك الشئ بينما شعرت (ليلى) بالخجل من نفسها فابتعدت عن احضان (عمرو) وهى تمسح دموعها وهى تقول

- أنا تعبانة اوووى

شعر (حمزة) بالشفقة على حالها ثم قال

- اطلعى اوضة (چايدا) نامى دلوقتى يا (ليلى) وبكرة ربنا يحلها

هزت رأسها إيجابا ثم قالت بصوت خافت

- عن اذنكم

ثم تركتهم وعادت للداخل بينما ظل (عمرو) يرمق (حمزة) بنظرات نارية فلا يعلم لما لا يطيق قربه من (ليلى) مع أنه يتعامل معها بحدود ولكن شئ ما بداخله يخبره عكس ذلك ..