رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 12 - 1 - الخميس 26/12/2024
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الثاني عشر
1
تم النشر الخميس
26/12/2024
في الحديقة الهادئة لفيلا العائلة حيث كان الجو لطيفًا وأشعة الشمس تتسلل برفق عبر أغصان الأشجار وقت الغروب جلست (ليلى) على أحد المقاعد الحجرية وعيناها تحدقان في الأرض تفكر أنها أصبحت لا تستطيع ترك ذلك المنزل وترك (حمزة) ولكنها أخبرته بالأمس أنها ستغادر عليها الوفاء بحديثها الآن ..
جاء (حمزة) بخطوات بطيئة تجاهها وقد شعر منذ البداية أن هناك ما يشغل بالها لكن لم يكن يتوقع أن حديثها بالأمس كان جادا
اقترب منها وجلس بجانبها بصمت للحظات منتظرًا منها أن تبدأ الكلام أخرجت (ليلى) تنهيدة خافتة قبل أن ترفع رأسها وتلتقي عينيه بنظرة عميقة ممزوجة بالحزن والقرار الحاسم الذى قررته ثم قالت
- (حمزة) أنا جمعت شنطة هدومى وهمشى من هنا
صوتها كان ثابتًا رغم الألم الذي كان يتردد في كلماتها
تجمد (حمزة) في مكانه وكأن الوقت توقف للحظة قبل أن يرد بهدوء محاولًا السيطرة على مشاعره
- ليه يا (ليلى) ؟ إيه اللي حصل لكل ده ؟! كبرتى الموضوع
نظرت فى عينيه بلوم شديد
- انت عارف .. (أسما) كانت بتغظنى وانت معملتش حاجة كأن الموضوع عادى عندك
تنهد بحرارة ثم قال بهدوء عكس الأفكار الثائرة فى رأسه
- أنا مش فاهم انتوا بتعملوا فيا ليه كده ؟! انتى حبيبتى وانا صرحت ليكى بده ومش مضطر اكذب ولا اجاملك واقولك انى بحبك ومفيش مشاعر ليا تجاهك وهى زيها زى (چايدا) انتى كأنك بتقوليلى متكلمش اختك تانى ازاى يعنى يا (ليلى) انتى حاجة وهى حاجة تانية خالص ياريت تفهمى ده
صمتت للحظات وتذكرت حين كان (عمرو) يتضايق من حديثها مع (حمزة) أو (حاتم) وهى كانت تبرر له أنهم اولاد عم وأخوة ليس إلا..
ها هى الآن تفعل مثله وتريد إجبار (حمزة) على التخلى عن (أسما) لاحظ (حمزة) صمتها فسئلها
- روحتى فين يا (ليلى) ؟!
نكست رأسها لأسفل ثم هزت رأسها إيجابا وقالت
- ماشى يا (حمزة)
لم يفهم مغزى حديثها فسئلها مجددا
- وماشى دى معناها ايه ؟!
اخذت (ليلى) نفس عميق ثم قالت وهى تنظر له نصف نظرة
- يعنى ماشى
هز رأسه بآسى فقد فهم مغزى كلامها من نظرتها وخجلها التى تحاول أن تخفيه ولكنه كان يريد الأستماع منها لأى كلمة كى يسكن قلبه الفرح ثم قال
- انتى مستخسرة فيا كلمة حلوة
- موافقة يا (حمزة) خلاص بقى اهدى شوية
قالتها ثم همت لترحل فأمسك يدها مانعا إياها الرحيل وهو يقول
- ايه الكروتة دى
تملصت من يده ثم قالت بهدوء محذرة إياه
- مبحبش ماسكة الأيد دى
اضيقت عيناه بغيظ شديد ثم قال
- اومال كانت حلوة الأحضان لسى (عمرو)
اتسعت عينيها لوقاحته ثم قالت بضيق
- ده كان موقف واحد ومعرفتش اسيطر على نفسى من الحزن اللى كان جوايا انت ازاى تعلق على ده
- عشان وقتها كنت عاوز اموتك .. عموما معاكى حق ده ماضى وراح لحاله
نظرت فى عينيه ولم تستطع أن تطل النظرة ثم قالت
- عن اذنك ..
شعر بخجلها ولم يرد أن يحرجها أكثر من ذلك فتركها تذهب بعيدا وشعر كأنه ملك سعادة الدنيا كلها رغم أنها لم تقل له الكثير ولكن ذلك القليل يكفيه ويكفى قلبه ..
استمع إلى صوت هاتفه فاخرج الهاتف من بنطاله حتى وجد ان المتصل هو (أسما) ازدرد ريقه بصعوبة ثم نظر إلى الخلف كى يتأكد أن (ليلى) قد اتجهت نحو الداخل ثم عاد ببصره للهاتف واجاب على الفور بصوت خافت
- ايوة يا (أسما)
ارتفع حاجب (أسما) وهى تستمع إلى صوته الخافت ذلك الذى يدل انه خائف من شئ ما ومن من يخاف بالطبع من (ليلى) من سيكون غيرها فصرت على أسنانها وهى تقول
- طبعا قاعد تحايل وتصالح فيها وانا اتفلق مش كده يا (حمزة) ؟! لا وكمان خايف تكلمنى بتكلمنى فى السر
امسك (حمزة) رأسه من كثرة الصداع الذى سبباه له تلك الفتاتان ثم قال
- يا (أسما) اهدى .. انا لسه مروح اصلا وهى كانت هتسيب البيت وتمشى كان لازم ارجعها عن قرارها ده ملحقتش حتى اكلمك هى مشيت من هنا انتى اتكلمتى
صمتت (أسما) لبعض الوقت فهى لا تتخيل ان يتغير (حمزة) معها بسبب اى شخص مهما كان لذا قالت ببرود مصطنع
- ماشى مع السلامة .. براحتك اصلا انت حر يا (حمزة)
اخبرها مسرعة
- استنى يا (اسما) .. انا ميهونش عليا انك تزعلى منى برده هى هتفهم علاقتنا بس اصبرى عليها هتاخد وقت بس
صمتت لهلعض الوقت ولم تعرف بماذا عليه ان تجيبه ليتابع هو حديثه قائلا
- انتى شكلك ناوية تبورى بسببى مين بس هيتقبل انه يتجوزك ويتفهم حبك ليا ده
ظهرت على شفتاها ابتسامة عذبة ثم قالت
- لا متقلقش .. اللى عاوز يحبنى هيفهم انت يا حمزتى شئ اساسى فى حياتى وان مفهمش يغور فى داهية مش عاوزه ده انت الماس والباقى نحاس
- كلى بعقلى حلاوة يا بنت
ابتسمت قليلا ثم قالت
- وبعدين لما اتخانق معاه مين هيجبلى حقى منه يا استاذ مش انت
انفعل (حمزة) لمجرد فقط تخيله ان احدهم يقوم بمضايقة (أسما) لذا اجابها قائلا
-طب يجى جنبك بس وانا اطيره من على وش الدنيا
شعرت بسعادة بالغة ثم قالت
- خلاص روح شوف (ليلى) مش زعلانة منك خلاص
- يا سلام عليكى وانتى عاقلة
❈-❈-❈
في غرفة المعيشة الهادئة بمنزل (مروان) كان والده يجلس على الأريكة يتصفح الهاتف الخاص به وبدت على وجهه ملامح التفكير العميق دخلت زوجته (فريدة) جلست بجانبه بحذر تنظر إليه بحنان ممزوج بالقلق شعرت أن الوقت قد حان للحديث الذي حاولت تأجيله لكن إصابة (مروان) الأخيرة جعلت الأمر ضرورة لا مفر منها فقالت والدة (مروان) بهدوء وتردد
- (وليد)... عاوزة أكلمك في موضوع مهم
وضع (وليد) الهاتف جانبًا، ناظرًا إليها بتركيز كان يعلم أن حديثها سيكون عن (مروان) لكن لم يكن مستعدًا تمامًا للنقاش
فقال (وليد)
- عارف إنك هتتكلمي عن (مروان) والجواز إنتى عارفة رأيي في الموضوع ده
إجابته (فريدة) بلطف
- عارفة يا (وليد) بس الوضع دلوقتي مختلف (مروان) مش زي الأول بعد الإصابة اللي حصلت له في الماتش نفسيته مش مرتاحة انت كمان شايف قد إيه تعبان
صمتت لثوانٍ تبحث في ملامح وجهه عن أي تغير في الرأي لكنه ظل صامتًا ينتظر منها الاستمرار فلم تفهم هل لان ام مصرا على رأيه
فتابعت (فريدة) بهدوء
-الولد بيحب (چايدا) وده واضح من اول حتى لما اتعرف عليها
نظر (وليد) بعيدًا وعيناه ملأتهما الحيرة كان يعلم أن ابنه يمر بوقت صعب وأن الحب قد يكون طوق النجاة له لكنه كان يحمل رغبات أخرى لمستقبل (مروان)
فقال بتردد
- بس يا (فريدة) أنا كنت شايف أن جوازه من (شمس) هيكون أحسن بنت عمه ونعرفها ومستواها من مستوانا وكمان أنا واعد اخويا ... وهو مش صغير يقدر يستحمل
إجابته (فريدة) بحزم وهدوء
- (مروان) قلبه ضعيف وانت عارف أنه الاصابه دى بسبب تشتته بينك وبين (چايدا) الولد مش مرتاح نفسيا
هز (وليد) رأسه ببطء، وبدأت الكلمات تتغلغل في قلبه كان يعلم أن زوجته على حق لكنه كان يصارع بين ما يريده هو وبين ما قد يكون الأفضل ل (مروان)
- أنا بس خايف عليه خايف يا (فريدة) إنه ياخد خطوة يندم عليها بعدين
تحدثت (فريدة) بلطف
- (مروان) كبير وعارف هو بيعمل إيه سيبه يختار اللي قلبه بيحبها وصدقني لو كان جوازه من (چايدا) هو اللي هيرجعه لطبيعته يبقى لازم ندعمه حتى نعمله خطوبة هو مش هيتجوز على طول يعنى
بعد لحظات من التفكير أمسك (وليد) بيد زوجته نظر في عينيها، وكأنه أخيرًا اتخذ قراره فقال بهدوء
- طيب، نتكلم مع (مروان) لو هو فعلاً شايف إن ده اللي هيريحه أنا هقف جنبه
ابتسمت (فريدة) بسعادة وشعرت براحة أخيرًا، وهي ترى أن قلب (وليد) بدأ يلين ..
❈-❈-❈
جلس (مروان) على سريره كان هاتفه في يده وهو يشعر بثقل العالم على كتفيه يفكر فى رفض والده للزواج من الفتاة التى لا يتمنى غيرها من الدنيا كما أنه خسر البطولة التى كان يشارك بها وعند تعافيه من تلك الأصابة ستكون انتهت البطولة قاطع أفكاره رنين الهاتف وظهر اسم (چايدا) على الشاشة تردد قليلًا ثم أجاب بصوت خافت ونبرة مجهدة
- إزيك يا (چايدا) ؟
تحدثت (چايدا) بحنان
- أنا كويسة بس إنت مش كويس .. أنا حاسة إنك بعيد عني بقالك شوية في إيه؟
ابتسم (مروان) ابتسامة خفيفة يحاول التظاهر بأن كل شيء طبيعي ثم قال بتردد
- لا مفيش حاجة .. شوية ضغط بسبب الإصابة مش أكتر
لكن (چايدا) لم تقتنع بتلك السهولة فهي تعرفه جيدًا وتدرك أن هناك أمرًا أكبر فحدثته بلطف قائلة
- (مروان) أنا جنبك ومعاك علشانك لو في حاجة مضايقاك قول أنا عارفة إن الإصابات صعبة بس أنا شايفة إنك مش متضايق بس عشان الإصابة
ظل (مروان) صامتًا للحظات غير قادر على الحديث عن رفض والده للزواج منها لم يكن يريد أن يثقل عليها بمشاكله العائلية فتحدث بتنهيدة
ـ الدنيا مش ماشية زي ما كنت عايزها مش بس عشان الإصابة .. فيه حاجات تانية صحيح بس زعلان برده انى خسرت تواجدى فى البطولة يا (چايدا) كانت بطولة مهمة
تحدثت (چايدا) بهدوء
- البطولة ممكن تعوضها فى اى وقت المهم صحتك وانك تخلى بالك من نفسك أنا معاك وعارفة إنك هتتعافى وترجع أحسن من الأول ومش هسيبك تعدي ده لوحدك لأنك احسن لاعب فى الدنيا وبالمناسبة ده مش رأيى لوحدى ده رأى كل اللى يعرفك يا مارو
ابتسم (مروان) قليلاً وهو يستمع لكلماتها لكنه لم يستطع إخبارها عن معارضة والده كانت كلماتها تبث فيه الأمل لكنه كان يعلم أن التحدي الأكبر لا يزال مخفيًا من أجابها بصوت خافت
- شكراً يا (چايدا) .. وجودك بيفرق معايا كتير، بجد
- دايمًا معاك، ودايمًا هفضل معاك
ابتسم ثم تحدث بنبرة حانية
- أنا بحبك ومقدرش اتخيل حياتى وانتى مش فيها
شعرت هى بالخجل من حديثه ثم قالت
- وانا كمان بحبك
أغلق (مروان) الهاتف بعد انتهاء المكالمة وهو يشعر بتناقض داخلي على الرغم من دعم (چايدا) الذي كان يحتاجه كان يعي أن هناك سرًا ثقيلًا يجب عليه مواجهته في يوم من الأيام ..