رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 11 - 1 - الثلاثاء 24/12/2024
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الحادي عشر
1
تم النشر الثلاثاء
24/12/2024
صمت للحظات فلم يكن يتوقع سؤالها ذاك فلما سيكذب عليها ان كان مهتم ب (أسما) ولكنه أجابها بهدوء
- انتى عارفة أنها بنت خالى
هزت رأسها نافية رافضة حديثه ذاك وهى تقول
- لا مش ده اللى باين .. اللى يشوفكوا يحسكوا اتنين مرتبطين .. وكلامك انك بتحبنى فجأنى بصراحة أنا مش فاهمك منين بتحبنى ومنين بتثق فى (أسما) وقريب منها كل القرب ده
ابتسم بهدوء ثم قال
- (أسما) زيها زى (چايدا) عندى بالظبط .. إنما انتى بحبك ولو أنا فى مشاعر فى قلبى تجاه (أسما) هجيلك انتى ليه اكيد بحبك انتى
نظرت له بنصف عين ثم سئلته مباشرة
- (حمزة) أنت بتفكر فى التعدد ؟!
انفجر ضاحكاً ثم هز رأسه نافيا وهو يقول
- لا طبعا .. انتى ايه الإسئلة الغريبة اللى بتسئليها دى وبعدين هرجع واقولك تانى لو فى مشاعر عندى ل (أسما) كان زمانى متجوزها من زمان .. وبعدين انتى بتلفى وتدورى ليه ؟! انتى فى مشاعر موجودة ليا يا (ليلى)
اخذت (ليلى) نفس عميق ثم قالت بهدوء شديد
- أنا .. أنا مش عارفة بس فى حاجة حلوة حساها ناحيتك مشاعر لسه بتتولد بس مش عارفة ايه هى بصراحة ..
صمت (حمزة) للحظات ولكنه ابتسم قليلا وقال
- طيب ده شئ كويس جدا وانا مستني رأيك النهائى فى أى لحظة وصدقينى مفيش فى قلبى غيرك وموضوع (أسما) ده زيها زى (چايدا) بالظبط متفكريش فيه اصلا
نظرت له بعدم تصديق ثم قالت
- مش عارفة أنا مقلقة منك الصراحة
وضع يديه فى جيب بنطاله وهو يقول بثقة
- يا ستى قولى أيوة وأنا اتجوزك من النهاردة بليل لو تحبى اعتقد مفيش إثبات اكتر من كده على حبى ليكى
ابتسمت بخجل ونظرت إلى أسفل ثم قالت
- سبنى شوية افكر .. مش عاوزة اتسرع
- أنا صبرت كتير يا (ليلى) بس معنديش مشكلة اصبر تانى لأجل عيونك
❈-❈-❈
شعر (مروان) بإرتباك كبير وهو متجه نحو مكتب والده ليحدثه فى أمر (چايدا) فهو يعلم جيدا رأيه مسبقا فى ذلك الموضوع ولكنه حاول جمع شجاعته وطرق باب غرفه مكتبه حتى استمع لأذن والده بالدخول ففتح الباب ودلف إلى الداخل وجد والده يعمل فى بعض الأوراق فابتلع ريقه ثم قال
- ممكن اتكلم معاك شوية يا بابا
نظر والده إليه وابتسم على هيئته الخائفة تلك ثم سئله
- مالك عامل زى ما تكون اللى ساقط فى امتحان وخايف تقولى كده ليه ؟
جلس (مروان) على المقعد المقابل لمكتب والده ثم قال بهدوء
- بابا أنا عاوز اتجوز
ترك والده الأوراق التى فى يده ثم قال سئله باهتمام
- اللى سمعته ده صح ؟! يعنى اكلم عمك
هز (مروان) رأسه نافيا مسرعا ثم قال
- لا يا بابا .. أنا عاوز اتجوز بنت معايا فى الجامعة أنا بحبها وهى بتحبنى ومش ناقص غير انى اتكلم مع اهلها
تجهم وجه والده واغلق الملف الذى بيده وهو يسئله
- يعنى ايه ؟! طب و (شمس)
هز (مروان) كتفيه بلا مبالاة وهو يقول
- بابا أنا موعدتش (شمس) بحاجة وافتكر انى كنت صريح معاك من البداية أن (شمس) أنا مش بفكر فيها هى اختى وبنت عمى وبس وحضرتك عارف ان المشاعر محدش يقدر يتحكم فيها ودى حاجة مش بأيدى
- بس أنا كنت واعد عمك انى هجوزك ل (شمس)
زفر (مروان) بضيق ثم قال
- أنا مش مسئول عن وعودك ليهم أنا بحب إنسانة تانية وعدتها انى هتجوزها دى بس الأنسانة اللى أنا مسئول عنها
شرد والده بعيدا فلم يكن يعلم بماذا عليه أن يجيبه فأردف (مروان) قائلا
- أنا مستحيل اتجوز غير (چايدا) مهما حصل يابابا
ضرب والده يده أعلى المكتب بغضب وهو يقول
- انت بتعلى صوتك عليا يا ولد ؟!
ازدرد (مروان) ريقه بصعوبة ثم قال
- أنا بشرحلك الوضع يا بابا أنه مفيش بديل فى مشاعرى
- طب امشى دلوقتى وسبنى افكر فى الموضوع
نهض (مروان) من مقعده واتجه نحو خارج المكتب وهو يدعو الله أن يوافق والده فهو لا يريد خسارة والده فى أى حال من الأحوال ولكنه لن يتخلى أيضا عن (چايدا) ..
❈-❈-❈
فى صباح اليوم التالى ..
دخلت (أسما) المكتب بعدما قررت أخيراً قبول عرض العمل مع (حمزة) حيث كان المكتب مليء بالخرائط الهندسية والملفات الضخمة التي تتعلق بالمشاريع وقف (حمزة) أمام لوحة كبيرة معلقة على الجدار وهو يشير إلى تصميم مبنى معقد ليقول (حمزة) وهو مبتسما
- أهلاً أهلاً بالمهندسة (أسما) جاهزة لدخول عالم الإنشاءات ولا لسه مترددة؟
نظرت (أسما) حولها إلى الخرائط المعقدة والمعدات الهندسية المبعثرة في المكتب وابتسمت بتوتر ثم قالت بنبرة ساخرة
- شكله مش عالم إنشاءات ده، دى شكلها ورشة حدادة!
ضحك (حمزة) وهو يضع القلم على الطاولة ثم قال
- إحنا بنبدأ كده شوية فوضى لكن في الآخر بنطلع مشاريع تُدرس!
تقدمت (أسما) نحو لوحة التصميم وتفحصتها بعناية، ثم اشارت إلى جزء معقد في الرسم
- لا واضح يا بشمهندس ... أنها بداية مبشرة بالعمل معاك فى مكان واحد
ابتسم (حمزة) ابتسامة هادئة ثم قال وهو يتجه نحو الإريكة التى فى مكتبه
- تعالى اقعدى عاوزك فى موضوع بخصوص (ليلى)
مطت شفتيها بضيق ثم قالت ساخرة
- احكيلى يا مجنون (ليلى) .. متهيئلى (قيس) كان عاقل عنك بكتير
ضحك كثيرا فجلست هى بجواره على الأريكة وقص عليها أنه اعترف لها بحبه لها اخيرا وهى الآن تفكر فى جدية الارتباط به كما أنها تشعر بالغيرة منها رفعت (أسما) إحدى حاجبيها ثم قالت
- والله !!! وانت حضرتك بقى ناوى تبعد عنى عشانها ولا ايه ؟!
نظر لها وهو لا يصدق ما تفوهت به للتو
- وانا اقدر برده يا سمسمة ده انتى اختى التانية وهى لازم تفهم العلاقة بينا أنا مستحيل أضحى بحد فيكوا ابدا انتوا الاتنين أساسى فى حياتى
نظرت له نظرة محذرة وقالت
- اصلا لو عملت غير كده هدبحك يا (حمزة) .. لا ماهو أنا مش ممكن استغنى عنك فى حياتى ابدا حتى لو اتجوزت
وضع (حمزة) يده على عنقه وهو يتحسسها ثم قال بنبرة هادئة
- صلى على النبى يا (اسما) .. الكل عارف أننا اخوات وان علاقتنا مهمة عند بعض
عقدت يدها عند صدرها وهى تقول
- عليه افضل الصلاة والسلام
فى تلك اللحظة فتحت (ليلى) باب المكتب فجاءة فوجدت كلا من (حمزة) و (أسما) بجوار بعضهم البعض ويتحدثون فاضيقت عينيها فاندهش (حمزة) من وجود (ليلى) فى مكتبه فى الشركة الخاصة به فعادة هو من يذهب للعمل معها فى شركتها فابتعد (حمزة) مسرعا عن (أسما) قليلا وقال
- (ليلى) !! فى حاجة يا حبيبتى ؟!
عضت شفتيها بغيظ فهى أتت لتتأكد أن كانت (اسما) ستعمل معه حقا ام أنها صرفت نظر ولكن من الواضح أن ظنونها قد خابت وأن (أسما) ستعمل معه فسئلها (حمزة) مرة آخرى
- فى حاجة يا حبيبتى ؟!
ابتسمت بإنتصار حين قال لها (حبيبتى) وهى تنظر ل (أسما) كأنها تقول لها فهو يحبنى أنا وحدى فهمت (أسما) نظرتها المتملكة فرفعت حاجبيها بشر ثم نظرت إلى (حمزة) قائلة
- أنا هروح بقى على مكتبى يا حمزتى .. عاوز حاجة ؟!
- لا يا سمسمة
صرت (ليلى) على أسنانها وشاهدت (أسما) وهى تخرج ببرود فلاحظت أن عينان (حمزة) معلقة عليها حتى خرجت فاقتربت منه ثم فركت أصابعها فى بعضها البعض لتصدر صوتا
- ايه فوق ولا تحب نخلى مكتبها جنب مكتبك
ابتسم (حمزة) وهز رأسه بآسى عليها ثم قال
- ايه اللى جابك ؟!
- أنا اجى وقت ما احب على فكرة
قالتها بإنفعال واضح ليقول لها
- طب اهدى يا مجنونة .. والله كل اللى بينا إخوة انتى مش عاوزة تصدقى ليه ؟!
- دى بتغظنى يا (حمزة) دى .. دى كيادة بتقولك يا حمزتى قدامى عشان تضايقنى .. المفروض ان ده طبيعى .. الحال ده ميعجبنيش ابدا ولو علاقتكوا دى هتفضل كده انا مضطرة أخرج من حياتك ومش من حياتك بس لا من بيت عمى كمان أنا هرجع بيتى من النهاردة ومفيش نقاش
ثم خرجت خارج المكتب وهى تسرع فى خطواتها بينما خرج هو خلفها وهو يقول
- (ليلى) استنى يا (ليلى) ..... (ليلى)
لم تعبء بحديثه ذاك وهمت لترحل بينما هو ابتلع خجله أمام موظفينه الذين كانوا ينظرون له وهى لا تجيبه فهندم ملابسه وازدرد ريقه بصعوبة ثم توجه مرة أخرى نحو مكتبه وهو يفكر كيف سيتصرف مع اثنتيهم ...