رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 19 - 2 - الأربعاء 18/12/2024
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل التاسع عشر
2
تم النشر الأربعاء
18/12/2024
لم تكن تراعي إنني طفلة ما زلت أرهب ساعات الليل وظـُلمة الغرفة ..وأصوات التنفس العالية التي أشعر بها بالإضافة للزفارات الحارة التي كان يقشعر بدني أثرها ..
الآن ظهرت لي أخيراً ..ظهرت لى على حقيقتك البشعه.
بعد فوضي مشاعري البلهاء ..كُنت اظن لوهله إنك خلاصى الوحيد.
المكان ما زال مظلماً وساعات الليل متوقفه، بل الساعات متوقفه ليلاً ونهاراً!
ارى المكان مظلما حتى وإن كانت الشمس تنتصف بمنتصف المنزل طول اليوم.
لم يكن يرعبني مظهره كما تُرعبني نظرة عيناه...
كونّ إن هناك أحدهم ينظر لعيناك،لأفعالك،لتصرفاتك..يراقب كل فعلٍ لك ويثبت إنه حقيقة يمكنك الشعور بها ،او اللاشعور كلاهما واحد عندى.
تختلف ملامح السخرية عن ملامح الخوف ..!
مازال قلبي ينبض بقوة عندما أسمع هسيسه خلفي ، صوت أنفاسه الكريهه
لكني حاربت للنظر حاربت الاحساس....
لن انظر !!
لن أنظر !!
ظلت أردد هذا داخلي كثيراً ربما ساعات ..مع إغماضي لعيني ..
يمكنني تخيل الآن أنني في الملاهي .. أو أعود بذاكرتى قديماً واتخيل يوماً قد سُعد فيه قلبي حقاً!
ل كلمه أحدهم ،او لفعل مقتحم اسعد قلبي ولو لدقائق!
لكن كل ما كُنت به كان الأسوأ حقاً! فتحتُ عيناي مـُجبرة ..
مازال لم يسأم من أفعاله معى ،أظنها النهاية ..!
ألن تشرق الشمس أبداً ..!
وضعت يداي علي عيني وانا أنظر لنافذة غرفتي مع مرور أول شعاع للضوء،شعرت ب الجوع كاد يلتهمتى ويحطم أنسجة معدتى الداخليه، نظرت إلى قطعة الكيك الجافه التى بجانبي
ومن ثم دلف إلياس سجانى ،هرولت ناحيته ب آخر ما عندى من قوة
_إلياس،، أنا جعانه
دفعها بعيداً عنه ودلف إلى غرفته وفحص بعض الأوراق وجلب منها البعض وترجل منصرفاً مرة أخرى إلى الخارج
أمسكته حبيبه وقالت ب وهن شديد
_أبوس ايدك هموت من الجوع ،إنت بتعمل معايا كدا ليه ؟ أنا مش بقيت بعمل كل الل يرضيك
أمسكها إلياس من معصمها وقال بعنف وهو يهز جسدها بقوة
_عندك الأكل جوا ،إطفحيه ومتوجعيش دماغى
_حرام عليك أكل إيه الل أكله ؟ دى بتاعت كيك ونشفت ومن امبارح
هنا انفاس الغضب من إلياس تصاعدت ،أمسكها بقوة من أطراف ثوبها
وأقترب منها جدآ كادت أنفاسه الكريهه لها تحرق وجهها وملامحه
وأردف بشراسته المعهودة
_عشان مش عايزة تكونى عبدة ليّا ياحبيبة ، لسه بتعاندى أوامرى لسه بتتمردى
هفضل أذلّك لحد م تركعى تحت رجلى
سامعااااه !
ترقرقت الدمعه بعيناها وجثت تحت قدماه تقبلهم بحرارة وهى تبكِ بشدة وتتوسل له ، لم تكن تعلم أن تلك الأفعال تجعله يشعر بالنشوة أكثر ،بالانتصار ،بالفخر،بأحساسيس تخصّه وتخصّ مرضه النادر
ضحك إلياس ضحكاته الهيسترية، رفعها إليه وهرول بها إلى الفراش ومن ثم قذفها عليه بقوة ،مزق ثيابها كعادتة بوحشية ..وبدأت مغامرة من مغامراته معها المُقززة من جديد.
❈-❈-❈
مرّت فترة ..
أقنعت حفصه عمها درويش بالسفر إلى حبيبة للإطمئنان إلى حالها ، تريد أن تراها وجهاً لوجه
تريد ان تشعر بعناقها ، بأنفاسها
ترى عيناها وهى تتحدث ..تشعر بها ،تطمئن وحسب !
بالإتفاق مع زاهية شقيقته ووالدة الياس ، سافر درويش إلى القاهرة
ذهب أولا ً الى شقيقته ورحبت بهم بحفاوة ومن ثم ذهب جميعهم إلى إلياس وحبيبة !
وما إن فتح الباب لهم
_يا أهلاً اهلا ياخالو ، حمدلله عالسلامه
رمقت حفصه حبيبة تقف بالخلف ، تخطت وقفه إلياس وبسرعه البرق
هرولت إليها وقامت بعناقها بقوة كادت أن تفتت عظامها من شدة الاشتياق!
_كان جلبي هيوجف لو فضلت عارفاش أشوفك أكتر من كديتى !
سنه يا حبيبة!
على صمتها حبيبة لا تعلم بماذا تجيب، رحبت ب والدها وقبلت يده على مضض
رحبت بحماتها زاهيه وجلس جميعهن
كانت ترتدى وشاحها حتى لا يروا شعرها القصير المقصوص بشكل رث!
تقمص إلياس شخصيته الثانيه ، أخذ يرحب ويقدم الضيافه لهم ويبتسم لهم وإلى إلياس ولكن مازال قلب حفصه غير مطمئن حتى قالت
_عن إذنك يا ولد عمتى ، هناخدها بس چوا فالأوضه
اعتبرنى أمها وعاوزة نتكلمو معاها
نظر الياس نظرة توعد مُحذراً عبلة ،نظره تحفظها هى عن ظهر قلب ومن ثم أردف إلى حفصه
_إتفضلوا طبعا البيت بيتكم!
ولجت حفصه إلى غرفه نوم حبيبه ،وأوصدت الباب وقامت ب إحتضانها مرة أخرى ،فخارت مشاعر حبيبه وكأنها كانت حبيسه ..بكت بحرارة ب أحضانها كطفله ضائعه واخيىاً وجدت أمها!
_فيكِ إيه يابتى؟!
حاولت حبيبة عدم التحدث،فهى تعلم العقاب
_مفيش ،بس ماصدقت أشوفك وحشتينى أوى
_والله ما أكتر منى ،إتوحشتك جوى جوى ويعلم ربي أبوك من ميتى اجوله ننزل
طمنينى عليكِ زين معاكِ چوزك ولا مش زين ؟
والكُليه وزملاتك ! طمنينى يابت عمى
وبالرغم من ألمى الذي فاق ألمها الآف المرات إلا انها هي الحقيقة الوحيده في حياةٍ ملأها الزيف والنفاق والقسوة ،ستظل حفصه ،ستظل أمى !
_أنا كويسه متقلقيش عليا
هبط الوشاح رغماً عنها ف رأت حفصه منظر شعرها الغريب ، هلعت ووضعت يدها على فمها وقالت
_إيا دى يا حبيبة! ايا الل حصل لشعرك
تلعثمت حبيبه ووضعت الوشاح ثانية وأردفت
_لاء ماهو ..هو ، هو كان بيقع لوحده ومعرفتش حل غير إنى اقصه
كانت تنظر حفصه بحزن لها ولحالها الغير مطمئن وقالت
_تجصيه مش تچدريه! دا كان يا محلى شعرياتك يا حبيبة برضو ديتى كلام !
إقتربت حبيبة منها وأمسكت يدى حفصه ب حب وأردفت لها
_سيبك منى ، إحكيلى عنك عاملة ايه واخبارهم ايه فالبلد
انا حاسه أنى بقيت فكوكب تانى
صمتت حفصه وإبتسمت وشعور الخجل يختلجها لأول مرة وأردفت تنظر لأسفل
_إنى اتخطبت يا حبيبة!
إتسعت حدقه حبيبه فرحاً وقامت ب إحتضانها بقوة وتقبيلها وأردفت
_بجد! بجد بجد يا حفصه!! أخيراً مين هاه
_همام كرم ..نعمل ايه بجا جدرى
ضحكت حبيبة بشدة وأردفت لها
_أقولك ع حاجه ،كنت حاسه كان بيبان عليه وانتِ تديله فجنابه وهو راضى
ضحكا الاثنتين ،ف أكملت حبيبة
_والجواز أمتى ؟
_لسه جدامنا شوية ، دم يدخل عليه مش خبط لزج كويس إنى وافجت من الأساس
تعمقت حبيبه بعيناها الحميلتان بمقلتى حفصه وقالت بخبث مضحك
_وإيشمعنا دا الل وافقت ِ عليه يا حفووووصه !! رغم أنه أصغر منك
وكنتِ كل ما تشوفيه تشبعيه كلام
تنهدت حفصه بعدما قضمت شفاتها السفلى خجلاً وقالت شاردة
_معرفش يا حبيبة ،والله مانعرف ..ايوة عزعج له وعنديله فالكلام
بس غلبان وطيب ،وحسيت أنه ممكن يكون عيحبنى صوح وشارينى
وممكن يعوضنى
إبتسمت حبيبة وقالت لها
_طب وإنتِ؟
_إنى ! بس يابت بطلى جلة أدب اومال الچواز علمك جلة الحيا ياك !
ضحكا الاثنين وأردفت حبيبة
_عمارووليد عاملين إيه؟!
هنا دب قلب حفصه،هل ستخبرها ..لابد من إخبارها فهو أمر سيعرف بالتأكيد
فهما ابناء عمومه زوجها ،ومن عائلتها
بعد تفكير قالت لها
_خطبوا الاتنين بنات محسب زمزم وعبله،والچواز باين بعد كام شهر
على نظرتهاحبيبة إلى حفصه حتى إمتلأت عيناها بالدمع ، بكت فى صمت وهبطت عبراتها
ف قامت حفصه بتهدئتها وربتت على كتفها قائله
_كانوا هيعملوا ايه يابت عمى بس! سُنة الحياه
مسحت حبيبة دمعتها وهى تتحدث بصوت متهدج ووجهها أحمر وأنفها
_مش زعلانه انهم هيتجوزوا ، أنا زعلانه ان خلاص كلكم هتبقالكم حياتكم
وأنا هنا هفضل لوحدى ،خلاص هتنسونى يا حفصه
_ووحدك ليه يابتى ،ما معاكى چوزك ..اينعم انا عجبلوش
بس هو چوزك بردك وزين معاكِ ،مش صوح ؟!
قالتها حفصه فشردت حبيبة ونظرت الجهة الأخرى وفى نفس اللحظة كان وليد أمام خزانته
يُخرج قميصاً لارتداؤه فتذكر ،ذات مرة أثناء إحتفالهم ب ليلة حِنة إحدى شقيقاته
وقد رأى حبيبة ويرتدى نفس القميص ، فكانت هى تقوم بغسل يدها من اثار الحنه الخضراء
رأته وبعد القاء السلام قالت
_على فكرة ، جميص نبيتى ميمشيش مع بنطلون بنى
نظر وليد إلى نفسه وأردف لها
_أومال ينفع عليه إيه
_شوف انا مش بخرچ كاتير ، بس بحس أن بنعرف فالذوج
قميصك يمشى عليه بنطلون ابيض ، اسود
إبتسم وليد وأردف لها
_خلاص ماشى نغيروه
ضحكت حبيبة
_صح هتغيره ؟!
_طبعاً،حبيبة أمرت !!