رواية جديد وللرجال فيما يعشقون مذاهب لنور إسماعيل - الفصل 22 - 2 - الثلاثاء 24/12/2024
قراءة رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية وللرجال فيما يعشقون مذاهب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نور إسماعيل
الفصل الثاني والعشرون
2
تم النشر الثلاثاء
24/12/2024
ومرّت شهور..
وكانت تجلس زمزم مع شقيقتها عبلة تطعم صغيرها عمار بوجبة البطاطا المهروسه ويتحدثا ببهو المنزل وأمامهم كوبان من الشاى ..
_معرفش ياعبلة ، حسيت بكل الاعراض دى وعملت الاختبار طلعش حاچه واصل
بيدى عبلة فى فم الصغير تطعمه وهى تتحدث
_لاه ،عيتهيألك ..مدام الاختبار طلع سالب يبجى فيش حمل وألاعراض الل جولتِ عليها ممكن تعب مثلا ولا جلة نوم
شردت زمزم حزينه ف استطردت عبلة حديثها
_مِش چوزك زين معاكِ يابت ونسى مخفية الإسم والصورة الل إسمها حبيبة؟
رفعت زمزم بصرها إلى شقيقتها وقالت
_بصراحة! عمّار زين جوى جوى معاى ، وعمره م جصّر دنا ساعات عحس إنى مجصرة وياه
زين فكلامه زين فطريجته ، أنا الل خايفه يابت أبوى
أطعمت عبلة الصغير ومسحت فمه بالمنديل المبلل ووضعته جانباً بمقعده المخصص وأمسكت كوب الشاى وقالت
_ليا خايفه بس، هو أى مرار طافح على راسك لازم تشيليه؟
_عحبه جوى، وخايفه نطول فحكاية الحمل ديتى ، يجوزوه علىّ
عمك عبدالرحمن واعر ،ودا ولده الوحيد وعاوزين له ذُرية
دا لو چدة دهب جاعدة كانت چمعت له عروسه من سادس شهر وانا ع ذمته وأنت ِ حملتِ وأنا لاه
أحتست عبلة من كوب الشاى وهى تستمع الى شقيقتها ومن ثم قالت لها
_إسمعى يا زمزم ، چوزك الل فدماغه عيعمله واديك ِ شوفتيه زمان حارب الكل عشان السنيورة بت عمك درويش ..يعنى هيعملش غير الل فدماغه
لا أبوه ولا أمه .. وإنت ِ بطلى رط فاضى هو هيتچوزش عليكِ
وطالت ولا جصرت هتخلفى منه وتملى البيت عيال ، تعالى شوفى المرار الل أنا فيه من ساعه م چه الاستاذ
قالتها وهى تشير إلى الصغير عمار ، فحملته زمزم بحنو وهى تقبل وجنتيه السمينتين وتردف
_حرام عليكِ دا عسل، دا جلب خالتو زمزم ديتى
_جلب خالتو عشان ولد أختها ولا عشان إسمه عمااار!
قالتها عبلة بنظره خبث ماكرة جعلت شقيقتها تضحك
❈-❈-❈
تداعب الصغير وتقبله بكل مكان بجسده ووجهه.
_دا العادى بتاعك يا وليد ،وميتى كُنت صفيان وبعرف عنك حاچه؟
ترك وليد الحاسوب إثر جلوسهم سويا بمكتبهم المشترك وهتف إلى عمار
_وأنا عمرى خبيت حاچه عليك ياعمار؟
طرق عمار بيده إلى المكتب طرقه قوية بعصبيه بالغه منه وهو يردف
_على طول مخبي، على طول أنا آخر من يعلم وممكن معرفش عادى برضك
_جصدك عالشغل؟! أنا خدت القرار على آساس أنا وأنت واحد ياولد عمى
أدار عمار جسده ناحيه عمار وأردف
_مش بس الشغل، الشغل وبرة الشغل ..أنا كُلى أول ب أول معاك وإنت مفيش بيييير غويط ولا أعرفلك قرار
عَلم وليد على ماذا يرمى عمار بحديثه ف أردف
_رغم أن الموضوع إنت الل جافله من جبل م ينفتح من كام شهر، لكن نفتحوه ونفضوا يا أبو أخوه
نظر عمار إلى وليد نظره عميقه مصوب عيناه إلى مقلتيه وأردف عابساً بحاجبيه
_أنهى موضوع يا وليد
جلس وليد ناحيته وأردف
_تعالا نتكلموا برة الشغل يا عمار ، موضوع حبيية وحُبي لحبيبة والل إتجال من يومها للنهاردة وإنت عمال تجفل عليه ، أيوة ياعمار كنت نحبها ..سامعنى كُنت نحبها حب عاطفى
وكنت عاوزها مرتى وحلالى، وجبل م اتجدم كنت إنت سبجت وروحت
أبوى جالى اجفل على خشمك واجفل على جلبك ، دا أخوك
ولو درويش وافج هتبجالك مرت أخوك ، مكدبش عليك كنت نبعت چوابات عاوزها تعرف إنى عنحبها
كنت نبعتها مع أم بَخيته وأجوم عاطيلها فلوس مجابل ديتى، لحد م حفصه كشفت الحكاية
كُنت فالمراهقه وأول بنت نشوفها ونلعب معاها ونحس ناحيتها بمشاعر ، أجمل بنت فنچعنا
فعيلتى كنت أنا الأصغر، لكن أما چت حبيبة خدت منى الدلع الل كنت عاوز ندلعه لحد يكون منى
بس والله والله كمان مرة ،دلوك أنا ترجمت مشاعرى
بعد الچواز والشغل والخِلفه يا ولد عمى ، عرفت إنى متعلج ب حبيبة أختى الصغيرة وبتى وبس
بحب إحساسي إنى سندها وأمانها ، بحب رجتها يمكن مشوفتهاش على بِنته كاتير
هدوء طباعها ، لكن دلوك يعلم ربنا مافى فجلبي شئ ليها من العاطفة
أختى وبس وبحب اشوفها بخير واتطمن عليها ..صدجت وأمنت بالله؟
تنهد عمار بعمق وأردف له برصانته المعهودة
_وليه مجولتليش؟ ليه خبيت ؟
_أنا عمرى م خبيت حاچه عليك ياعمار، بس الموضوع دا بالذات مجدرش
خوفت يفرج مابينا ، إنت عتحبها وعتموت فالهوا الل عتتنفسه هى
وسافرت وچيت وعاركت وبهدلت الدنيا عشانها، يمكن دا الل عرفنى إنك عتحبها صوح
لكن أنا كانت مچرد مشاعر ملخبطه وف أولها ..
عرفت الفرج بينى وبينك فحُبنا ليها ..هجولك ليه؟
وإيه هيفيد ، أنا استغربت لما هى فتحت الموضوع يوم الفرح
زفر عمار وأردف ينظر إلى وليد
_كانت فاكره إنى عارف، بما إن أنا وإنت واحد زى م كل الناس عارفه
نهض وليد من مكانه وربت الى كتف عمار
_أنا مش جصدى حاچه لما خبيت، ويعلم ربنا بصدج كلامى ..مش عاوزك تشيل فجلبك منى كل ديتى
جول وإتكلم
صمت عمار ف استطرد وليد حديثه
_عتفكر ف إيه؟
تنهد عمار وذهب نجو الحاسوب وفتحه وأردف الى وليد
_ولا حاچه ، بس من يومها وأنا مشغول عليها وجلجان وخايف
_لسه عتحبها؟!
ترك عمار الحاسوب وإبتسم ساخرا بجانب شفتيه وأردف
_وهو الحُب بيتنسى ؟
_طب ومرتك ؟!
أراح عمار جسده إلى الخلف على المقعد وأردف ناظرا إلى الفضاء أمامه
_منكرش ،زمزم حاچه كابيرة لىّ..منعرفش نستغنى عنها ،بس حبيبة !
حبيبة دى جلبي!
جلس وليد إلى أقرب مقعد وتصنع العمل وبداخله الف سؤال لم يفصح عنه إلى عمار
هل هى بخير حقاً، هو يخاف عليها منذ ذلك اليوم ومنذ تصريحاتها المقتضبه هذه
اينعم لم يفهموا منها شيئاً بس من الواضح ب أنها غير سعيدة وبداخلها سر كبيير تُخفيه عن الجميع .
وعلى الناحية الاخرى، تحاول أمنية زميلتها معرفه هذا السر ، فلحقت بها حينما كانت بمراحيض الكُليه
وعلى حوض غسيل الوجه كانت تغسل حبيبة وجهها رافعه نقابها ، ورأت أمنية مالم تتوقعه
شهقت ووضعت يدها على فمها ، ف إنتبهت لها حبيبة
_ايه دا!!
شعرت حبيبة بالخوف والتوتر ،وأغلقت باب المرحاض خوفاً من أن يسمع حارسها الذى بالخارج
وأردفت إلى أمنيه بصوت خافت
_ايه دا إنتِ، بتتجسسى علّيا ليه ، ومتبعانى فكل حته ..سيبينى فحالى بقا
أقتربت أمنية منها وقالت بتحدِ لها
_لاء مش هسيبك فحالك ، وشك متبهدل وكُله علامات ضرب!
قوليلى مين بيعمل كدا فيكِ، مين مخليكِ خايفه وباعتلك حارس وراكِ فكل خطوة وبيعرضك للأذى بالشكل دا
باباكِ؟ أخوكِ ...جوزك!
وضعت حبيبة كلتا يداها على فم أمنية وقالت
_بااااس بااااس أبوس إيدك ، لو سمع الراجل الل برة دا مش هيجبنى الكلية تانى
أرجوكِ سيبينى فحالى
تركتها حبيبة وهرولت ناحية باب المرحاض ، ف وقفت أمنية أمامها مُصممة على موقفها
_قوليلى وأنا أوعدك هحميكِ وهطلعك من الموضوع من غير أذى ليكِ ولا حرمان من الجامعه
ارجوكٌ وثقى فيّا .. أرجوك ِ يا حبيبة..
نظرت لها حبيبة ب إمعام، هى تنتظر المعجزة منذ الكثير من الوقت
تنتظر وتحسب لها ألف حساب، لكن حسابات وتدابير الله حسابات أخرى.
نظرت حبيبة ناحية الباب المغلق وأردفت وهى تدنو من أذن أمنية
_هقولك كل حاجه ، بس مش دلوقتِ ،أى يوم بعد أى محاضرة فيه فاصل بينها وبين محاضرة تانيه
هنتكلم جوا المدرج ..ودلوقت سيبينى امشى
تركتها ورحلت ، وقفت أمنية فقد تأكدت شكوكها هذه الفتاة تعانى، والآن هى ب إنتظار الوقت المقرر فيه البوح ومعرفه كل شئ كى تبدء رحلة الإنقاذ..
❈-❈-❈
تُطوى صحائفُ العُمر تذهب وتترك آثرها فينا ، وتبقى أنتَ الثابتُ الوحيد ، الظل الوحيد الذي إن حضرَّ خيمَ على قلبي وإن غاب ضاع نصفُ ظِلي إلى الأبد ..
اعلم أنّ العمرَ دربُ موحشُ إلا إليك ، أن طريقي لا يُزهر إلا بخُطاكَ ، أنك المُتسعُ الوحيدُ الذي أهربُ إليه من ضيق نفسي وأنه حيثما أوليَّ قلبي فثم وجهك ، وأنني ولو بلغتُ القرنَ عمراً سأظلُ أحبك.
بيدها حفصه كانت تهز همام وهو نائم كى توقظه ففتح عيناه لتردف إليه هى
_إصحى يا ميسو ، إصحى يالا العيال ع وصول
أعتدل همام من نومته وأردف لها
_يامساء العسل ، الساعه كام دلوك
_جوم أغسل وشك واتوضى على بال م اعملك كوباية الشاى بالنعناع
وانزل عشان تبدء حصصك ،وانا هنزل ننضف المندرة ونظبط الكراسى والترابيزة والسبورة لحديت م الطلاب ييچو
إبتسم همام ونظر إلى وجه حفصه براحه بالغه وأردف
_إن شالله يارب يخليكِ لىّ ياحفصه يارب ومايحرمنى منك ابداً
إمتعضت حفصه بوجهها بطريقة مضحكه وإلتوت شفتيها وقالت له
_أهو الكلام الل عيچيب مغص وتبلُك معوى الل عحبوش
ضحك همام وأردف ممسكاً كفى يدها وأردف بنبرة صوته الهادئه كالعادة وسماحه ملامح وجهه
_عارفه ياحفصه، زمان لما كنت عاوز نخطبك ..جولت لهم عاوز حفصه منّاع
أمى رغم انها أخت خالتى چمالات مرت أبوك ِ جالتى كابيرة عليك وفاتها الجطر
تمتمت حفصه بِسرها وأردفت بصوت مسموع نسبياً
_الله يستر أصلها
_انا جولتلها لاه ، عاوزها يعنى عاوزها مفيش حاچه تعيب حفصه وجلبي أختارها
كُنت حاسس أنى هشوف السعد معاكِ، كنت حاسس بالخير كله على جدومك ياغالية
إبتسمت حفصه وقالت له
_شالله يخليك ياخوى
عادت لعبوسها مرة أخرى
_بجى مرت عمى جالتلك كابيرة وداخل عليها دم ومعرفش ايه، طب مااااشى يا مَنونة ماااشى
قهقه همام وهو ينهض من فراشه يرتدى خُفيه ويذهب نجو المرحاض وهى تتحدث
_خلص حمامك وصلاتك أكون عدلت المندرة تحت ،تتلكعش
هبطت حفصه ترتب المكان كله حتى يكون مُهيأ لإعطاء الدرس للطلاب ، حتى طرقوا الباب فتحت
لتجد فتيات طالبات زوجها، يافعات ..جميلات ،يرتدين ملابس صيحه هذا العام
لم يصبح النجع نجع بالصعيد وله عاداته ، فالعالم اصبح قرية صغيرة مفتوحه ..
نظرت لهم شذراً حتى جلسوا ،وسمعت همهمتهم ب تساؤلهم هل هذه زوجه مسيو همام ؟
هو أجمل منها ؟ وجهه مُبتسم عنها ..صوت ضحكاتهن الرقيعه والمستهزءه
أنهت ترتيبها وصعدت على الفور لتجد همام ثد انتهى من صلاته وممسك بيده اقلامه وأوراقه فقال لها
_الشاى يا حفصه الله يرضى عنك
_إسمع ، بلا شاى بلا جهوة دلوك
تعجب همام منها وأردف
_خبر أيا فيه إيه؟
_البِنته الچلعانه الل عتديهم درس تحت دول بنات جلالاة رباية وعيبصبصو وچايينش يتعلموا
آخر حصة ليهم إنهاردة، وبعد كديتى تدى دروس ل وِلد وبس سامع
ي إما أنا الل همشى من البيت والله
أمسكها همام من ذراعيها وشرع بتهدئتها وحاول أن يتفهم الأمر
_أيا فيه ل دا كُله ؟ حصل إيه
_أهو زى م سمعت، جال هى دى مرت مسيو بطيخ ايوة هى
هو أحلى هو داخل عليه السريع هى داخل عليها الحامى
ينفعنيش شغل المسخرة ديتى ، ي أنزل اجلب التربيزة بالطباشير بالاقلام فوج روسهم
سامع ولالاه!
حاول همام أن يكتم ضحكاته ف أردف لها
_طب بس إهدى،كل الل عاوزاه هيتعمل والله تزعليش نفسك
عتغيرى ياحفصه ؟
هنا أمسكته من جلبابه ودفعته أمامها وفتحت باب الشقه وهى تردف
_يابوى غور إتجلب شوف وكل عيشك تموت فالمسخرة والكلام الفاضى وعتغيرى يا حفصه
وعتتلكمى ي لكمه
دفعته وأغلقت الباب وهى تتمتم بسخط كالعادة
_دا كلام شفنهوش ياربي جبل كديتى ، بنات ممربياش ولا كُنا بنات
جبر أما يلم العفش
❈-❈-❈
وردة حمراء ...ووردة بيضاء واخرى زرقاء واخرى ذات لون أورجوانى
يلتقطهم عمار من الأرض واحدة تلو الأخرى ويضعهم ب سلة يحملها بكتفه
يضعهم بحرص وعلى وجهه بسمته المشرقه التى تُظهر جمال عيناه .
قام بجمع المزيد من الورود ، وهرول ناحية مكان ب آخرة بحر أزرق تجلس عليه حبيبة شاردة
أعطاها السلة وأردف
_إتوحشتك جوى