رواية جديدة سرداب الغرام لندا حسن - الفصل 7 - 4 - السبت 14/12/2024
قراءة رواية سرداب الغرام كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سرداب الغرام
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة ندا حسن
الفصل السابع
4
تم النشر يوم السبت
14/12/2024
نظر إليها ثم وضع يده على قلبه في حركة درامية نابعه منه ليست ساخرة:
-يخربيت جمالك اللي قاتل قلبي
أقتربت بدلال ورقة قائلة:
-بعد الشر عن قلبك
أشار إلى نفسه وهو يلتقط خصرها بين يديه محيطًا إياها بذراعيه ناظرًا إليها بشغف:
-الجمال ده كله ملكي أنا
وضعت يدها على صدره قائلة بنبرة ذات مغزى ولكنها جعلتها ساخرة مرحة:
-شوفت.. على الله بقى عينك دي تزوغ أو يعني شيطانك يوزك يقولك استفيد
ضغط بيده على خصرها يقربها إليه مُجيبًا بشغف وصدق أغرقها به:
-أنتي أكتر واحدة عارفه أن عيني عمرها ما تزوغ على غيرك وعمر شيطاني ما وزني استفيد
مال عليها يستنشق أنفاسها قائلًا أمام وجهها مباشرة:
-دا أنتي مهرة قلبي.. عارفه يعني ايه يعني قلبي ده موجود علشان مهرة بس غير كده مافيش قلب أصلًا
ضربت بخفة على صدره بيدها:
-خلاص حلاوة كلامك غلبتني
-يابت
أومأت إليه ضاحكة:
-آه والله
أبتعد يتقدم إلى الداخل قائلًا بجدية:
-هغير وجايلك.. انزلي افتحي الاكياس اللي تحت في مطبخ جنب الاوضه وحضريلنا الأكل من ايدك الحلوة
تسائلت من باب الفضول:
-اكل ايه ده
أجابها بفخر وغرور ووقف يتابعها:
-فسيخ
أردفت بعنف غير مصدقة:
-ايه؟
أومأ إليها بهدوء:
-والله جايب فسيخ ورنجة وبطارخ وكمان سردين علشان عيون مهرة قلبي.. النهاردة اليوم كله بتاعك وتحت أمرك وكمان ياستي كله مخلي يعني مش هتتعبي نفسك
أقتربت منه سريعًا تلقي نفسها عليه:
-أنت إزاي حلو كده.. ايه القمر ده
طبعت على وجنته قبلة سريعة حماسية ثم لم تعطي إليه الفرصة لفعل شيء بل تركته وذهبت سريعًا لترى تلك الأطعمة المحببة إلى قلبها الذي أتى إليها بها..
بعد تناول الطعام ومرور وقتًا عليهما وقفت بين ذراعيه في الأمام تشاهد المظهر، جمال البحر والسماء المحيطين بها من كل الاتجاهات بعد أن أبتعد كل البعد عن الشاطئ وبقي في عمق البحر..
-تعرف أنا ممكن أعيش هنا العمر كله معاك بين البحر والسما
جعلها تستدير إليه لتبقى أمامه يبحر ببحر عينيها:
-ياريت يا مهرة.. ياريت اخطفك من الدنيا كلها وأفضل معاكي لوحدك
ابتسمت بهدوء ولمعت عينيها بغرابة وكأنها تخطط لشيء ما ثم قالت:
-قريب أوي هيحصل كده حتى لو مش مخططين
سألها مستغربًا تغيرها:
-اشمعنى بقى
قالت بتعقل وأجابته إجابة مقنعة:
-ربنا أكيد مش هيفرقنا إحنا حبنا لبعض نقي وصافي، أنت متعرفش تعيش من غيري ولا أنا مقدرش اسيبك لحظة
أومأ إليها زافرًا برفق:
-إن شاء الله خير.. خير
سألها بحماس وهو يجذبها:
-تيجي ننزل الماية!
أردفت برفض مُتخفي بعدم خبرتها أو حتى معرفتها السطحية للسباحة:
-أنت عارف أنا مش بعرف أعوم
-وأنا بعمل ايه معاكي؟
-لأ لأ بلاش
أصر عليها وهو يجذب يدها ليهبط بها إلى المياة:
-تعالي بس بلا
أمسكت هي الأخرى يده لتعيده يقف أمامها تكمل برفضها القاطع:
-لأ بجد مش عايزة يا يوسف لأ
سألها مستغربًا على الرغم من استمتاعها الكبير بالاجواء حولها:
-ليه الله
أكمل وهو يبتعد بحماس:
-طب هنزل أنا
جذبته بقوة رافضة نزوله المياة هو الآخر والخوف يلعب على أوتار قلبها:
-لأ بردو لأ خليك معايا
تابعها بهدوء وفهم ما الذي تشعر به فسألها:
-أنتي خايفة
هربت من الإجابة بكلمات أخرى قائلة بقوة وهي تتعلق به:
-علشان خاطري بقى أنت قولت اليوم بتاعي أنا.. ولا أنت ولا أنا هننزل الماية
أومأ إليها برفق مستمعًا إلى حديثها وموافقًا عليه:
-خلاص طالما مش هننزل الماية نعمل حاجه أهم
ثم مال وانحنى إلى الأسفل ليأخذها بين ذراعيه رافعًا إياها غامزًا إليها بعينيه وهو يذهب إلى الغرفة التي بالاعلى ليقضي بقية الوقت معها بينما تقابله بكل الحب والرضا لكل ما يحب ويرضا..
دومًا تكن أسلم الحلول في حرب خاسرة هي الانسحاب، هنا تكمن الجرأة بقلبها منذ اللحظة التي فكرت بها بالتخلي عن قرار كان بينهم مما أدى إلى وقوفها في منتصف الساحة وحدها تحارب..
انتهى اليوم بهما في المساء وعاد بها إلى القاهرة مرة أخرى، بدل السيارات وأوصلها إلى الشقة ثم ودعها وذهب بعدما قضى اليوم بأكمله في الخارج دون أن يخبر أي أحد أين هو وكان مغلق هاتفه، عليه العودة إلى المنزل لأن هناك أعين خفية أصبحت متربصة له ولكل خطأ يقع به قد يؤدي إلى انكشاف وجودها.. أعين أبلاه بها والده..
"مساء اليوم التالي"
جالسًا على الفراش في الغرفة بالداخل يضع الحاسوب على قدميه الممدة أمامه وبيده سيجارة يدخن تبغها، دلفت إليه "مهرة" قائلة بصوتٍ حاد:
-ما تبطل السجاير دي أنا كنت نسيتها
نفث الدخان ورفع رأسه مجيبًا ببراءة مصطنعة:
-دي واحدة
ضيقت عينيها عليه صائحة:
-كداب
دق جرس الباب قبل أن تتيح له الفرصة للرد، اعتدل ليذهب يفتحه ولكنها تحدثت بجدية وهي تذهب:
-خليك دي زمانها مرات البواب جايبه الحاجه
أومأ إليها وعاد مرة أخرى بجلسته المريحة بينما ذهبت هي فتحت درج الكومود المجاور للباب تأخذ منه نقود ثم فتحته معتقدة أنها زوجة بواب العمارة ولكنها تغيرت ملامحها وتفاجات حتى أن الرجفة أصابت قلبها قبل جسدها وهي تنظر إليه..
من أكل الشيب خصلات شعره البيضاء وجعد الزمن ملامحه والتي تحمل القسوة والتجبر الذي يظهر إليها فقط من خلال رأيتها له ولنظرات عيناه..
عادت للخلف تقبض على ملابسها بيدها المرتعشة تنظر إليه برعب بينما هو دفع الباب وتقدم للداخل ينظر إليها بغلظة والحدة تقطر من نظراته..
وضعت يدها على بطنها بخوف وهلع رآه بوضوح واستوعب تلك الحركة في ثوانٍ تبتعد للداخل وهو يقترب دون أي حديث فقط نظرات تختلف مئة وثمانون درجة من الخوف والهلع إلى القسوة والجبروت..
استمعت إلى صوت زوجها الذي بدأ أن يهتف باسمها ولكنها لا تستطيع الإجابة الصدمة ألجمت لسانها إلى أن وجدته يضع يده بجيب جاكيت بدلته يخرج منه مسدس ناري فأنطلقت صرختها باسمه عاليًا:
-يــوســف
وجه السلاح عليها دون أي تغيرات على ملامحه بل كان التحدي يقوده، رأت بعينه حديثًا كثير وأول ما فهمته أنه لن يرحمهم لما فعلوه دون علمه..
خرج "يوسف" من الغرفة بعد صرختها مستغربًا ما الذي يحدث ليجد والده يقف رافعًا سلاحه عليها وهي في مواجهته لم يستطع أن يأخذ الوقت الذي يستوعب به ما الذي يحدث بل فقط بعد أن رآهم في أقل من الثانية وجه إليه والده نظرة بقسوة وتحدي وعاد إليها مع خروج طلقة نارية وحيدة اخترقت صدرها..
لم يسعفه فعل أي شيء سوى أنه صرخ باسمها صرخة واحدة قطعت أحباله الصوتية ولم يكن تعبير مجازي بل بالفعل قطع صوته من بعدها..
واخترق قلبه ذلك الألم الذي كان يخافه دومًا.. الألم الذي لم يستوعبه قلبه فوقع قتيلًا بجانبها..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ندا حسن، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية