-->

رواية جديدة طُياب الحبايب مكتملة لرضوى جاويش - الفصل 14 - 1 - الجمعة 31/1/2025

 

قراءة رواية طُياب الحبايب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية طُياب الحبايب

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة رضوى جاويش



الفصل الرابع عشر

1

تم النشر الجمعة

31/1/2025

ورطة كبيرة

الرسلانية ١٩١٨.. دار رسلان..

دخل سعد لحجرته ليجد أنس تهدهد فضل لكنها لم تكن على عادتها وقد لاحظ ذلك منذ عدة أيام، اقترب منها ملقيا التحية، متسائلا في هوادة: فيكي حاچة متغيرة من كام ليلة، إنتي زينة!

هزت أنس رأسها في تأكيد: أنا الحمد لله سعد بيه، بأتم صحة وحال، لكن.. 

انتفض سعد مستفسرا، وهو يتطلع لولده: الواد فضل فيه حاچة! 

أكدت أنس مطمئنة: لا سعد بيه، فضل ابننا بخير، فقط أنا أشعر بالذنب.. 

تطلع نحوها سعد قلقا: ذنب!.. ذنب ايه بعد الشر عنك!.. 

أكدت أنس وقد بدأت دموعها تسيل في رقة: والدنا كاظم باشا مريض سعد بيه، وقد يرحل وهو غير راض عني.. 

تنهد سعد ولم يعقب بحرف، لتستطرد أنس الوجود متفهمة: أنا عارفة مدى المعاناة اللي عشتها في عملك أنت واخونا رستم بسبب قرار زواجنا مع معارضة والدنا، وما فعل لتقف أرباح تجارتكم.. أنا أعرف.. لكنه والدنا، وعلى حافة الموت.. ولا أقدر على تحمل ذنب رحيله وهو غير راضي عني سعد بيه.. لا أقدر.. 

بدأت أنس في البكاء، ما دفع سعد لتهدئتها، متسائلا: طب أني ف يدي ايه اعمله! جولي وأني تحت أمرك يا حبة العين.. 

همست أنس: أسافر لوالدنا مع ولدنا فضل، أنا متأكدة أنه سيسامحني ما أن يرى ولدنا، ويرحل غير غاضب، وانال رضاه سعد بيه.. 

هتف سعد مستنكرا: سفر! لاه.. الدنيا لسه مش تمام.. 

هتفت أنس في محاولة لإقناعه: الحرب انتهت سعد بيه، وأقدر أسافر بالباخرة كما أتيت بكل سهولة، فالملاحة أصبحت متاحة، سألت رستم أخونا وأكد لي أن الأمور استقرت لحد كبير.. 

هتف سعد مصرا: طب هسافر معاكم! ومفيهاش كلام.. 

تنهدت أنس مؤكدة: ليت الأمر بهذه البساطة سعد بيه! أنا معرفتي برد فعل والدنا عند معرفته بقدومك تؤكد لي أن بقاءك هنا أفضل خشية عليك.. كما أني لست وحيدة، أنا معي نازك.. 

هتف سعد معترضا: لاه، كده الموضوع فيه خوف عليكم انتوا كمان، بلاها يا هانم.. 

هتفت أنس مؤكدة: أنا أعرف ومتأكدة أن رؤية والدنا لي مع فضل ابننا ستلين قلبه.. مهما كان أنا ابنته ولن يفكر في أن يؤذيني، والدنا قاس سعد بيه ويفعل ما يعتقد أنه في مصلحتي كابنة، لكنه ليس وحشا صدقني، لكن في وجودك، قد يوجعني بإلحاق الضرر بك، وهذا ما لا اتحمل، أنا في ورطة كبيرة، ما بين تركك والسفر، وما بين بقاءي بعقدة ذنب قد أحملها طوال عمري إذا ما رحل والدنا وهو غير راض عني.. ورطة كبيرة سعد بيه.. 

تفهم سعد مقصد أنس الوجود، لكنه ما كان راض عن اقتراحها بالسفر وولدهما وحيدين دونه، كان يعلم أنها ورطة كبيرة بحق، لكن كيف له الخروج منها!.. 

❈-❈-❈

الرسلانية ١٩١٨.. دار الحرانية.. 

خرج الطبيب من حجرة توحيد بعد أن فحصها، فقد كانت نوبات الغثيان التي تنتابها غير طبيعية، ما دفع وهدان لاستدعاء الطبيب رغبة في الاطمئنان على حالها، والذي سأل الطبيب ما هل خارجا من الغرفة: خير يا باشحكيم، هي زينة! 

ابتسم الطبيب مؤكدا: زي الفل متفلقش خالص، هي بس تهتم بنفسها كويس لأنها حملت مع الرضاعة.. 

هتف وهدان في فرح: حبلى! الله أكبر.. 

ابتسم الطبيب هاتفا: ربنا يقومها بالسلامة، بس لازم الاهتمام بالراحة، والغذا المظبوط.. 

رحل الطبيب واندفع وهدان لداخل الحجرة في فرحة غامرة، لتستقبله توحيد متسائلة في نبرة تقطر دلالا: الواد التاني چاي يا وهدان! فكرك ربنا يكرمك بواد تاني مني! 

هتف وهدان ووجه يشع بشرا: واد ولا بت ولا حتى عفريت ازرج، كل اللي ياچيني منك مراضيني يا ست الناس.. 

همست توحيد في غنج: يخليك ليا ولا يحرمنيش من دخلتك عليا، ولا سماع حسك أبدا.. 

هم وهدان بالاندفاع كالعادة متصدقا، ما أن يأتيه خبر مفرح، لكن توحيد استوقفته مقترحة: بجولك يا سي وهدان! ما بلاها نجول على خبر الحبل دلوجت! 

عاد إليها وهدان متسائلا، وقد هم بالخروج من الغرفة أمرا بنحر الذبائح: ليه طاب! وهي دي فرحة تدارى برضك!

همست توحيد في نبرة تقطر قلقا: معرفاش يا سي وهدان، أني ليه مش مطمنة! حاسة جلبي مجبوض، وحاسة إن بعيد الشر عنك وعن كل الحبايب، في حاچة هتحصل مش تمام!.. 

هتف وهدان متعجبا: لاه، ليه كده! ربك كبير.. وب رُب الحبل تاعبك، وده اللي خلاكي مش مطمنة.. 

وابتسم في محاولة لنزع الخوف من داخلها هاتفا في نبرة ماجنة: بس ما هو برضك لكي حج تخافي، الله أكبر عليكي، الواد مكملش كام شهر على يدك، والتاني چاي فالسكة، واعرة دي يا توحيد!.. كنك مش هينة! 

ضربت توحيد على كتف وهدان في رقة، وقد ارتفعت قهقهاتها صادحة: متكسفنيش بجى يا سي وهدان، وهو بكيفي! ده ربك اللي رايد، بس ادعي كده أجوم بالسلامة.. 

هتف وهدان فرحا: هتجومي بإذن الله، ولچل خاطرك هصبر هبابة مش هجول دلوجت، هروح أنبه ع ال.. 

ارتفعت الزغاريد القادمة من الأسفل من خدم توحيد، يبشروا الجميع بالنبأ السعيد، ما جعل وهدان يتطلع إليها باسما: جلتش حاچة أني!.. مفيش فرحة بتدارى!.. واهم جاموا بالواچب تحت،  مبدهاش بجى.. 

ابتسمت توحيد، وهزت رأسها موافقة، ضامة مختار ولدها لصدرها، وهي تتابع وهدان الذي خرج يأمر بنحر الذبائح فرحا.. 


الصفحة التالية