-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 20 - 1 - الأحد 19/1/2025

  

  قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني



الفصل العشرون

1


تم النشر الأحد

19/1/2025



كان (مروان) جالسًا في غرفته وقد طغت مشاعر القلق والغضب على ملامح وجهه يداه ترتجفان وهو يمسك بهاتفه والقلق يتزايد مع كل لحظة تمر عليه بسبب الخبر الذي انتشر عنه يتحدث عن تناوله للمنشطات بدا له الأمر ككابوس يتكرر في ذهنه وبدأ يتساءل كيف يمكن لأحد أن يروج لمثل هذه الأكاذيب عنه ..

ضغط على زر الاتصال بمدير اعماله صوته مرتجفا قليلاً وهو يتحدث بنبرة متوترة

- ألو (عبد الرحمن)؟

- أيوة يا (مروان) شفت الخبر؟

أحس (مروان) بضغط في صدره وكأن هناك حجرًا ثقيلًا يجثم على قلبه ثم قال بغضب عارم

- أيوة شفته! مش معقول إن في حد يكتب عني كده! بيقولوا إني باخد منشطات! أنا عمري ما عملت كده

  شعر بالغضب يتصاعد في داخله مع كل كلمة يتفوه بها يتخيل كيف سيؤثر هذا على سمعته ومستقبله الرياضي حياته مرت أمام عينيه من التدريب الشاق إلى الإنجازات التي حققها وكأن كل ذلك يتعرض للتدمير بسبب شائعة سخيفة

حاول (عبد الرحمن) تهدئته قائلا

- خليك هادي يا (مروان) لازم نتعامل مع الموقف بسرعة أول حاجة هنعمل بيان رسمي ننفي فيه الشائعات دي

نظر (مروان) إلى النافذة قلبه كان مليئًا بالظلام مثل تلك الليلة كيف يمكن أن تكون الحياة قاسية إلى هذه الدرجة؟

- بس يا (عبد الرحمن) الجماهير هتخسر الثقة فيا أنا بشتغل عشان أنا بحب اللعبة مش عشان أشوف شائعات زي دي!

كاد أن يشعر بالدموع تكاد تنفجر في عينيه ولكنه أصر على أن يكون قويًا رغم الألم الذي كان يعاني منه أدرك أن هذه الشائعات قد تؤدي إلى فقدان الدعم من جماهيره

اجابه (عبد الرحمن) بهدوء

- فاهمك جدا لكن الحل هو إننا نوضح الحقيقة هنعمل مؤتمر صحفي وننشر بيان على السوشيال ميديا وكمان لازم تعمل اختبار منشطات

توقف (مروان) لحظة وهو يتنفس بعمق يحاول جمع أفكاره بينما استمع ل (عبد الرحمن) بدأ يشعر ببعض الأمل ربما يمكنه استعادة سمعته بعد كل شيء

- يعني هتأكد إن كل الكلام ده كذب؟

- بالظبط! هنتواصل مع محامي مختص لازم نرد عليهم بسرعة مفيش حد يقدر يشوه سمعتك ومش هخليك تواجه الموضوع ده لوحدك

شعر (مروان) ببعض الطمأنينة في صوت (عبد الرحمن) ولكنه ما زال يشعر بالغضب الذي بداخله أدرك أنه يجب عليه القتال من أجل سمعته من أجل نفسه ..

 أنهى المكالمة شعر بالقوة تتدفق في عروقه كان مصممًا على مواجهة هذه الأزمة مهما كلفه الأمر استعد (مروان) لمواجهة الموقف وعزيمته تتجدد على الدفاع عن نفسه وسمعته ..

استمع إلى صوت هاتفه لينظر إلى الهاتف ليجد أن المتصل هى (چايدا) فأجاب على الفور ليأتيه صوتها بنبرة حانية

- عامل ايه يا (مروان) ؟!

لم يكن بحالة يستطيع تميز نبرة صوتها الحانية لذا سئلها برجاء

- اوعى تكونى مصدقة اللى اتقال 

هزت رأسها نافية وهى تقول

- لا طبعا يا مارو.. أنا واثقة فيك كويس وعارفة أنه لا يمكن تعمل كده

شعر بالسعادة والطمأنينة لثقتها به ثم قال بضيق ملحوظ

- مش عارف اعمل ايه يا (چايدا) كل حاجة بتتدمر بين لحظة وليلة وأنا مش عارف ازاى أواجه الناس

أحست (چايدا) بمدى القلق الذي يعتريه فحاولت تهدئته بقولها

- أنا عارفة إن الموضوع صعب بس لازم تبقى قوي الجمهور اكيد عايز يسمع منك الحقيقة مش من ناس تانية

تنفس (مروان) بعمق محاولًا استجماع أفكاره كان يتمنى أن يجد طريقة للتعبير عن نفسه بطريقة تجعله يستعيد الثقة من الجماهير لكن الخوف من عدم تصديقهم كان يسيطر عليه ..

- بس مش هقدر استحمل لو الناس مصدقتنيش

إجابته (چايدا) بحنان 

- (مروان) الناس اللى فعلاً بتحبك وبتساندك هيفهموا إن ده مجرد كلام فارغ متقلقش انت بس

شعر (مروان) بشعور من الراحة لكن القلق ما زال يعتلى قلبه 

- بس أنا خايف .. خايف أضيع كل حاجة السمعه الشغل كل شيء

- أنت مش لوحدك أنا معاك وأنا مستعدة أساعدك بكل الطرق الممكنة

بدأ الأمل يتسلل إلى قلبه مرة أخرى فتذكر الدعم الذي تلقاه من (چايدا) في الأوقات الصعبة فهى دوما بجانبه

- شكرًا ليك (چايدا) إنتي دائمًا موجودة لما أحتاجك

- أنا دائمًا هنا يا (مروان) خليك مطمئن وكل شيء هيكون كويس

انتهت المكالمة لكن شعور الإيجابية بدأ يتسلل إلى قلب (مروان) أصبح أكثر استعدادًا لمواجهة هذه الأزمة عازمًا على استعادة سمعته وإثبات براءته ..

❈-❈-❈

فى صباح ظهيرة اليوم التالى ..

تألقت أشعة الشمس الذهبية في السماء ونشرت نسيم منعش عبير الأزهار في أرجاء النادي كانت (أسما) جالسة في إحدى الزوايا الهادئة تتناول فنجان قهوة وعينيها تتنقلان بين الوجوه التي تمر من أمامها لم يكن في قلبها شيء سوى التوتر ف (حاتم) تأخر عليها فى أول موعد لهم ..

تذكرت اللحظة التي وعدها فيها بأنه سيأتي في الوقت المحدد زفرت بعمق ووضعت فنجان القهوة جانبًا وهى تفكر هل سيأتى حقا ام أنه سينساها مثلما نساها دوما ..

بعد لحظات اقترب (حاتم) يبدو عليه الارهاق نظرت له نظرة طويلة ثم قالت بغيظ شديد

- لو كانت ست (حور) اللى مدياك ميعاد كنت طبعا جيت من النجمة

قالتها وهو يجلس على المقعد المقابل لها على الطاولة فتجهم وجهه ثم قال

- ايه اللى جاب سيرة (حور) دلوقتى ؟! ليه بتجيبى سيرتها يا (أسما)

شعرت (أسما) أنها قد تهورت بذكر اسمها فابتسمت قليلا ثم قالت

- طب قولى اتأخرت ليه يا حتومى

تجمدت ملامح (حاتم) للحظة متفاجئًا من اسم الدلع الذي استخدمته ففى المرة السابقة فهم أنها استخدمته لإثارة غضب (حور) لكن هذه المرة لا يوجد احد معهم  فتلك اللفظة تدل على قربها منه لكن في نفس الوقت كانت تشير إلى تقلب مزاجها السريع

- حتومى؟!! مش متعود على الاسم ده منك

ابتسمت قليلا ثم قالت بهدوء

- اتعود مادام قررت تقرب منى زى (حمزة) لازم تتعود

هز رأسه بآسى ثم أجابها

- كان عندى محكمة الصبح واتأخرت شوية ممكن نروح نلعب تنس دلوقتى

نهضت عن مقعدها وهى تقول بمرح

- يلا يا حتومى

ذهبت (أسما) كى ترتدى ملابس رياضية مريحة كان شعرها المنسدل يراقص الهواء مع كل خطوة تخطوها بينما كان (حاتم) يرتدي قميصًا أبيض وسروالًا رياضيًا يظهر عليه النشاط والحماس

بدأت (أسما) تشعر بحماسها يتزايد وهي ترى الملعب أمامها تملؤها طاقة الشباب

- مستعد؟ 

ابتسم (حاتم) بلطف ثم قال

- مستعد دايمًا! بس خلي بالك هتخسرى

تبادلا الضحكات وبدأت (أسما) تدور حول الملعب بمرح بينما كان (حاتم) يقوم بتهيئة الكرة كانت الأجواء مفعمة بالحركة وبدا واضحًا أن كليهما يحاولان الاستمتاع بكل لحظة ..

مع بداية المباراة ضرب (حاتم) الكرة بقوة وركضت (أسما) بسرعة لتستعد لاستقبالها استعدت بشكل جيد وعندما وصلت الكرة استطاعت أن تضربها بشكل رائع مما جعل (حاتم) يبتسم بإعجاب 

- ممتاز بس مش هتقدرى عليا برده

تبادلا التمريرات وكلما تقدما في اللعبة كان الضحك يملأ الأجواء لاحظ (حاتم) كيف تلمع عينا (أسما) بالفرح وكانت ضحكاتها تملأ الملعب ..

استمرت اللعبة وكانت حركاتهما تنعكس بين الجدية والمرح حيث كان (حاتم) يحاول التركيز في كل ضربة بينما (أسما) تُظهر خفة حركتها وذكاءها في استغلال كل فرصة بالنهاية فازت عليه ابتسمت بسعادة ثم قالت بمرح وهى تجد علامات الدهشة تعتلى وجهه

- الأوزعة فازت على (حاتم الدالى) مش ده اللى عاوز تقوله

اضيقت عينيه بغيظ واضح ثم قال

- اوزعة ايه بقى ده انتى مصيبة سودة وحطت عليا

ابتسمت (أسما) بمكر ثم قالت بدلال مصطنع

- اخص عليك بقى أنا مصيبة سودا

هز رأسه بآسى ثم قال

- الله يكون فى عونى

- طب روح يا سيدى غير هدومك أنا كمان هبدل هدومى بس تعزمنى على أيس كريم بالشوكولاتة 

- ملكيش عندى حاجة هشربك قهوة سادة على غرورى اللى مات قدامك

ضحكت كثيرا ثم قالت 

- اللى يجى منك احسن منك

ضحك ضحكة هادئة وهو يبتعد ليبدل ثيابه وهى تشعر بسعادة بالغة بأنها قد انتصرت في هذه الجولة بينما حافظ هو على أسلوبه الساخر المعتاد ...

ذهب ليبدل ملابسه وذهبت هى أيضا لتبدل ملابسها وفى غضون دقائق كانت تنتظره على طاولة من أجل أن تحتسى معه القهوة أتى هو الآخر وجلس على الطاولة فابتسمت له ابتسامة هادئة وقالت

- عاوزة اشرب القهوة ولا هتضحك عليكى

- وانتى حد يضحك عليكى

فى تلك اللحظة اتى النادل بكوب من المثلجات بنكهة الشوكولاتة ووضعها أمام (أسما) فنظرت للنادل بدهشة ثم قالت

- بس أنا مطلبتش ايس كريم

- فعلا يا فندم بس فى حد طلبه ليكى ورافض يقول اسمه ليكى

ارتفع حاجب (حاتم) بضيق بينما قالت (أسما)

- معلش خد الأيس كريم ده مش هقدر اقبله من حد معرفوش

حرك النادل رأسه موافقة وأخذ كوب المثلجات مرة أخرى وطلبت منه كوبين من القهوة بينما قال (حاتم)

- هو ازاى يجرؤ يعمل حركة زى دى هو انتى مش معاكى راجل .. ماهو مش راجل اصلا لو كان راجل كان قال اسمه

رمشت (أسما) عينيها عدة مرات ثم قالت

- محصلش حاجة لكل ده يا (حاتم) وانا رفضت أخدها اكيد مش هاخد حاجة من كل من هب ودب

- بس الحركة تضايق ده بيقلل منى ومن وجودى معاكى

هزت رأسها نافية كم كانت تتمنى أن تكون تلك الغيرة عليها 

هى وليست برجولته ولكنها اخذت نفس عميق ثم قالت 

- موضوع تافه يا (حاتم) مش هنتكلم فيه

هز رأسه إيجابا وصمت قليلا فسئلته هى

- نويت تعمل زى ما قولتلك ؟!

- تقصدى ايه ؟!

- تحاول تشوف خطيب (حور) برئ ولا لا

شعر (حاتم) بالارتباك بسبب السؤال خاصةً أنه لم يكن يتوقع أن تسأله عن خطيب (حور) بهذا الشكل المباشر ظهر عليه بعض التردد في البداية ثم تحدث بجدية بعد صمت طويل 

- الموضوع مش بسيط زي ما أنتِ فاكرة... بس لو فيه أي دليل على براءته أكيد هحاول أعمل اللي أقدر عليه

ابتسمت (أسما) وشعرت بسعادة كبيرة وهى تقول

- أنا فخورة بيك يا (حاتم) وعارفة انك قدها


الصفحة التالية