-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 14 - 1 - الجمعة 3/1/2025

  

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني


الفصل الرابع عشر

1

تم النشر الجمعة

3/1/2025



ظل (كريم) صامتًا للحظات طويلة وكأن عقله يرفض استيعاب ما سمعه للتو عيناه توسعتا بصدمة ولمعتا بمزيج من الغضب والخيانة بعد لحظة انحنى قليلاً للأمام وضغط بكفيه على الطاولة التى تفصل بينهم

- إنتى بتشتغلي مع (حاتم الدالي)؟

 كرر بصوت مختنق وكأنه يحاول التأكد من أن أذنيه لم تخطئا ما سمعته للتو

لم تجب (حور) على الفور اكتفت بالنظر إلى عينيه المليئتين بالاتهام

نهض (كريم) فجأة الكرسي المعدني أحدث صوتًا صاخبًا عندما انزلق على الأرضية وقبضتا يديه ترتجفان ثم قال بغضب جم

- إزاي؟ إزاي تعملي كده وأنا هنا؟ تشتغلي مع الشخص ده بالذات إزاى

ارتفع صوته أكثر مع كل كلمة كانت مشاعره مختلطة من الغضب والخيبة تتسابق في عروقه ..

حاولت (حور)  أن تحافظ على هدوئها لكنها شعرت بالضغط المتزايد في قلبها

- (كريم) أنا مضطرة انت مش فاهم اقعد وانا اكلمك

- تفهمينى !!

 قاطعها بغضب لا يمكن كتمانه ثم اردف قائلا

- إنتي نسيتِ مين السبب في إني هنا؟

- أنا بعمل كده علشانك

أضيقت عيناه بعدم فهم وتراخت اعصاب يديه الممسكة بيده ثم قالت بهدوء

- اقعد متخليش العيون علينا .. اقعد وانا هفهمك

عدل (كريم) الكرسى ثم جلس عليه مرة آخرى وقال

- سامعك

- أنا خسرته لحد دلوقتى قضيتين ... أنا ينتقم منه ..

❈-❈-❈

فى المساء..

كانت (ليلى) جالسة فى غرفة الجلوس بمفردها تنظر للساعة فقد تأخر (حمزة) عن موعده فمنذ الأمس لم يتحدثا منذ أن تركها وذهب ليقضى يومه مع اصدقائه رغم أنه وعدها أنه سيقضى اليوم معها ترقرت الدموع بداخل عينيها فمسحت تلك الدمعة التى كادت أن تسقط حتى استمعت لصوت خطواط أحدهم يقترب منها فمسحت دموعها مسرعة حتى لا يلاحظ أحد بكائها فدلف (حمزة) للغرفة وجدها جالسة على مقعد ما رفعت هى رأسها لتجد أن أمامها (حمزة)  فنهضت عن مقعدها وسارت نحو الخارج تاركة له الغرفة لاحظ (حمزة) أنها تتجنبه ولا تنظر إليه حتى فمسك ذراعها مانعا إياها من الخروج وهو يقول

- استنى فى ايه ؟!

نظرت فى عينيه بلوم شديد ثم قالت

- مش عارف !!!

فهم مغزى حديثها جيدا فأزدرد ريقه ثم قال

- أنا عارف انى وعدتك أننا نقضى يوم جميل مع بعض .. بس أنا مش عارف اقعد معاكى خالص هنا فى البيت يا (أسما) يا (چايدا) بيجوا وبيقطعوا اى وجود بينا .. عارف انى غلطت يا (ليلى) انى سبتك ومشيت

لم يرَ تأثير كلماته  على (ليلى) افلتت قبضة يده الممسكة برسغها وقالت بصوت منخفض وحزين 

- عن اذنك يا (حمزة) عاوزة انام 

تنهد (حمزة) بعمق محاولاً تهدئتها

- ما قصدتش أزعلك (ليلى) .. المرة الجاية نبقى نخطط يوم الجمعة سوا بعيد عن (چايدا) و (أسما) 

نظرت إليه (ليلى) بعينين ممتلئتين باللوم شعرت أن الكلمات التي تسمعها هي مجرد وعود فارغة مثل العديد من المرات السابقة ورددت بسخرية

- المرة الجاية؟

- حقك عليا وعشان اثبتلك أنك من ضمن أولوياتى لو مكنتيش يعنى اهم حد فى حياتى اصلا أنا عاوزك فى موضوع ممكن نتكلم

اخذت (ليلى) نفس عميق ثم عادت لتنظر فى عينيه البنية مرة أخرى لم تستطع الصمود أمام نظراته الهائمة فنظرت لأسفل وهى تقول

- عاوز تقول ايه ؟!

- عاوز اتجوزك

قالها بدون اى تقديمات ولا مبررات ولا اسباب حتى فتحت هى عينيها وهى لا تصدق ثم قالت

- يعنى ايه ؟!

- يعنى أنا شايف أن مفيش مبرر يخلينا نأجل جوازنا أنا بحبك وانتى بتحبينى وانا مش هكون نفسى يعنى  أنا جاهز وانتى جاهزة

كانت كلماته نابعة من قلبه مليئة باليقين نظر إلى (ليلى) بترقب وكأنه ينتظر منها أن ترى الأمور بوضوح كما يراها هو مدركًا أن ما يريده ليس أكثر من أن يكونا معًا في أقرب وقت ابتلعت (ليلى) ريقها بتوتر ثم قالت

- (حمزة) بابا لسه ميت وانا مش هقدر على جواز دلوقتى مش مستعدة

- يا (ليلى) عمّي مات من خمس شهور...

 قالها بصوت هادئ لكنه عميق وكأنه يريد أن يذكّرها بأن الوقت قد مرّ، وأن الحزن الذي كان يحيط بها قد أصبح عبئًا ثقيلاً ولم يعد له مبرر بعد

- وبعدين انتي مش هتعملي حاجة غلط ولا حرام ده جواز! مفيش أي سبب أو داعي إننا نأجل أكتر من كده

توقفت (ليلى) عن أي حركة تراقب (حمزة) وهو يتحدث تلمح في عينيه الصدق الذي تعرفه جيدًا ليقول هو متابعا

- من حقك تفرحي يا (ليلى) كفاية حزن بقى أنا مش عايز أشوفك كده كل يوم محبوسة في حزنك إحنا بنحب بعض وكل حاجة جاهزة ليه نضيع وقت؟

كانت نبرته مليئة بالتفهم لكنه كان واضحًا في إصراره على أن الوقت قد حان لتترك الحزن خلفها تمنى أن تصل كلماته إلى قلبها ليبدأ معًا صفحة جديدة مليئة بالفرح الذي حُرِما منه طيلة الفترة الماضية ابتلعت (ليلى) ريقها ثم هزت رأسها موافقة إياه على حديثه ثم قالت

- مش لازم فرح مش عاوزة فرح كفاية أن أنا وأنت نبقى مع بعض

نظر فى عينيها بلوم شديد ثم قال بهدوء

- ليه يا (ليلى) ده هى ليلة فى العمر وانتى مش ناقصك حاجة عشان مش اعملك فرح من حقك تفرحى زيك زى اى بنت

ترقرت الدموع فى عينيها فشعر هو بالحزن على حالها وود لو يضمها فى صدره لعله يخفف عنها الألم الذى تشعر به لتقول هى

- أنا .. أنا هحس انى مكسورة فى اليوم ده لا اب ولا أم يقفوا جنبى فى اليوم ده هحس انى لوحدى 

شعر (حمزة) بحزن (ليلى) الذي كان يثقل المكان حولهما وكأنه سحابة مظلمة ترافقها أينما ذهبت كان يستطيع أن يرى الألم في عينيها تلك العيون التي كانت تلمع يومًا بالفرح والضحك لكنها الآن مليئة بالحزن لكنه قال مازحا ليخفف عنها ذلك الحزن الذى تربع داخل عينيها

- وأنا روحت فين يا (فرنسا) !!

مسحت (ليلى) دموعها وهى تضحك ثم نظرت داخل عينيه وهى تقول 

- أنا بحبك اوووى يا (حمزة)

ابتلع ريقه فتلك هى أول مرة تعترف له بحبها له شعر وكأن قلبه قد قفز في صدره تجمد في مكانه للحظات عينيه متسعتين من الدهشة كان قد سمعها تتحدث عن مشاعرها من قبل لكن هذه المرة كانت مختلفة هذه المرة كانت الكلمات مليئة بالحقيقة عارية من أي شك أو تردد

لم يستطع أن يخفي ابتسامته فظهرت ابتسامة عريضة ملأت وجهه وهو يشعر بأن اللحظة قد جمعت بين قلبيهما بشكل لم يحدث من قبل اقترب منها أكثر وكأنه يريد أن يحتضن تلك اللحظة ثم همس بصوت هادئ لكنه مليء بالحب

- وأنا بحبك أكتر (ليلى) ... أكتر مما تتخيلي

كانت تلك اللحظة بمثابة تأكيد جديد على علاقتهما لحظة تحمل وعدًا بأن الحب الذي بينهما سيكبر ويتجاوز أي حزن أو ألم ..

❈-❈-❈

في مساء اليوم التالى جلس (حمزة) مع والده (شريف) في غرفة المعيشة ذات الأثاث الفخم والجو الهادئ كان (حمزة) ينظر إلى الأرض واضعًا يديه على ركبتيه كان يبحث عن الكلمات المناسبة ليقولها لكنه يعلم أنه لا مفر من مواجهة ابيه

رفع رأسه ببطء والتقى بعيني والده الذي كان يراقبه بانتظار ليسمع ما لديه

- أنا قررت يا بابا ... انى اتجوز (ليلى)

لمعت عيني (شريف) ببريق فرح مفاجئ لم يستطع إخفاء ابتسامته الواسعة نهض من مقعده بحماس وضرب كتف (حمزة) بحب وهو يقول

- الله! كنت عارف إنك هتاخد القرار الصح يا (حمزة) دي خطوة ممتازة! الميراث مش هيطلع برة العيلة

 نظر (شريف) بعينيه المفعمتين بالسعادة وكأنه يرى أحلامه تتحقق أمامه ..

ولكن (حمزة) لم يشارك والده نفس الحماس شعر بانقباض في قلبه وهو يرى كيف أن والده يهتم فقط بالمال والميراث وليس بسعادته أو سعادة (ليلى)  تنفس بعمق محاولًا إخفاء ضيقه

- بابا...

 قالها (حمزة) بصوت هادئ ولكنه مليء بالتوتر ثم اردف قائلا

- مش كل حاجة لازم تبقى عن الفلوس أنا... أنا مش عايز الجوازة تبقى بسبب الميراث

توقف (شريف) للحظة لكنه لم يستطع فهم ما يدور في ذهن ابنه ابتسم ابتسامة باهتة وقال

- مش مهم يا (حمزة) بتفكر ازاى بس برده إحنا لازم نفكر في المستقبل مش كفاية الحب لوحده العيلة دي ليها اسم واسمنا لازم يفضل قوي

أغمض (حمزة) عينيه للحظة وشعر بثقل أكبر يجثم على صدره كان يعرف أن والده لن يفهم مشاعره واحساسيه وكل ما يفهمه هو لغة المال ..


الصفحة التالية