رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 16 - 1 - الثلاثاء 7/1/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل السادس عشر
1
تم النشر الثلاثاء
7/1/2025
قاد (حاتم) السيارة بجنون وكأن السرعة قد تخفف من ثقل مشاعره المتفجرة وصل إلى بيته أوقف السيارة بعنف ثم خرج بخطوات سريعة فتح باب المنزل بقوة ودخل كأنه لا يرى أمامه شيئًا كل ما كان يشغل تفكيره هو الكذب والخداع الذي عاشه طوال تلك الفترة الماضية ..
توجه نحو غرفته واوصد الباب عليه نظر حوله للحظات رأى كل شيء حوله وكأنه غريب الغضب اشتعل في داخل عينيه توجه نحو المكتب الخاص به في منتصف الغرفة واوقع كل ما عليه تناثرت الكتب والأوراق في كل مكان الصوت الصاخب لم يكن كافيًا لإخماد النار المشتعلة داخله ..
ركل الكرسي بقدمه ليصطدم بالحائط ثم التقط مزهرية صغيرة وقذف بها على الأرض دون تفكير ارتطمت وتهشمت والزجاج تفرق في كل مكان لكنه لم يتوقف مشى بخطوات ثقيلة نحو المكتبةالخاصة به التى توجد خلف مكتبه وأمسك بأحد الأرفف وأسقط كل ما عليه ..
جلس أخيرًا على الأرض بين الفوضى التي أحدثها عينيه مليئتان بالغضب والمشاعر المتناقضة لم يكن يصدق كيف تحول كل شيء في لحظة كيف سقطت الأقنعة لا مكان لحبها فى قلبه ولا مجال لوجودها فى حياته بعد الآن كل ما تبقى هو غضب خانق ورغبة عارمة في الهروب من هذا الواقع المؤلم ..
نزلت دمعة حارقة من عينيه على كل ذلك الحب الذى شعر به تجاهها ولم تكن هى تكن له سوى مشاعر الكره والانتقام فلم يدخل قلبه انثى غيرها كيف غدرت به بتلك السهولة ..
فى ذلك الوقت كانت (ليلى) عائدة للمنزل لتأخذ بعض الأوراق المهمة من مكتبها فى الغرفة الخاصة بها لكنها استمعت إلى أصوات الفوضى تنبعت من غرفة (حاتم) شعرت بالقلق عليه فطرقت باب الغرفة عدة مرات لم يأتيها رد لتفتح باب الغرفة وتصدم من هول منظر الغرفة وتلك الفوضى التى موجودة بكل مكان و (حاتم) يجلس على الأرضية وهو يبكى شعرت بالقلق عليه واقتربت منه وسئلته
- (حاتم) انت كويس ؟
لم يجيب عليها وكأنه ليس على قيد الحياة شارد فى نقطة فى الفراغ بعيدة لا يجيب ولا ينظر لها وكأنه لا يشعر حتى بوجودها وضعت يدها على فمها ثم اخذت هاتفها من الحقيبة واتصلت على الفور ب (حمزة) الذى ما أن أجاب حتى قال مشاكسا لها
- لحقت اوحشك ؟
ازدرادت ريقها بصعوبة ثم قالت بنبرة خائفة
- الحقنى يا (حمزة)
شعر (حمزة) بالقلق عليها ثم قال
- فى ايه مالك ؟
- (ح..حاتم) .. (حاتم) فى شكله غريب مبيردش عليا ومكسر الأوضة كلها وقاعد يعيط
اتسعت عينان (حمزة) بفزع ثم قال
- خليكى معاه يا (ليلى) متسبهوش .. أنا مسافة السكة واكون عندكوا
هزت رأسها إيجابا وقالت
- ح..حاضر
أغلقت الهاتف ووضعته فى الحقيبة مرة أخرى ثم قالت وهى تنظر ل (حاتم) وتهزه من كتفيه بقلق واضح
- مالك يا (حاتم) ؟! انطق فيك ايه ؟!
نظرت في وجهه بقلق تنتظر أجابة منه علّها تجد أي إشارة أو تفسير لما يمر به لكنها لم تجد سوى ملامح صارمة كأنها حجارة لا تتحرك حتى قال اخيرا بنبرة مبحوحة
- سبينى لوحدى يا (ليلى)
صمتت (ليلى) ثم جلست بجواره صامته لا تحدثه وهى تنظر له وتشعر بالحزن هل هذا (حاتم) الواثق من نفسه دائما يبكى وبمنتهى السهولة بالتأكيد يوجد أمر كبير ليبكى هكذا ..
مرت عليهم ربع ساعة هو صامت شارد وهى تشعر بالشفقة على حاله حتى دلف (حمزة) داخل الغرفة لينظر بذهول لحال الغرفة التى أصبحت فى حالة من الفوضى نظر تجاه (حاتم) وجده فى حالة يرثى لها اقترب منه مسرعا ثم جلس بجواره وهو يقول
- ايه اللى حصل لكل ده ؟!
لم يجيب (حاتم) فشعرت (ليلى) بإنه عليها أن تتركهم بمفردهم حتى يتحدثوا براحة فنهضت من جوار (حاتم) ثم وجهت حديثها إلى (حمزة) قائلة
- ابقى كلمنى وطمنى عليه
هز (حمزة) رأسه إيجابا فخرجت (ليلى) من الغرفة لينظر (حمزة) مجددا نحو (حاتم) وقال مجددا
- حصل ايه لكل ده ؟!
اغمض (حاتم) عينيه بآسى ثم نظر إلى وجه شقيقه وقال بصوت ضعيف
- سبنى يا (حمزة) مش قادر اتكلم دلوقتى
شعر (حمزة) بالأسى على شقيقه فأمسك يده وهو يجعله ينهض يقول
- تعالى معايا الأوضة بتاعتى
- سبنى يا (حمزة) مش قادر
- تعالى نام فى اوضتى متعملش حاجة تانى مش هنتكلم بس ريح نفسك ومتفكرش فى حاجة
نهض (حاتم) على مضض تابعه إلى غرفته وهو لا يتحدث اتجه نحو الغرفة دلفا الغرفة سويا ثم اتجه نحو الفراش ونام فوقه كأنه يلقى بجميع همومه وحموله عليه ليشعر براحة جسده ولكن قلبه ممتلئ بالهموم والحزن نظر (حمزة) إلى حاله وشعر بإنه يريد أن يعرف ما به لكنه يعلم (حاتم) جيدا لن يخرج كافة ما فى جعبته الآن لذا اغلق الأضواء ليتركه يرتاح قليلا بينما جلس هو على الأريكة وهو يفكر بالتأكيد أن السبب تلك الفتاة التى يحبها ولكنها رفضته ما سيحدث له اسوء من ذلك ؟! نظر إليه نظرة أخيرة وشعر بالآسى عليه ..
❈-❈-❈
بعد انتهاء يومها الدراسي كانت (چايدا) تخرج من محاضرتها الأخيرة وهي تشعر بالإرهاق الشديد الشمس كانت تميل نحو الغروب والجامعة قد بدأت تخلو من الطلاب تدريجياً كانت
تسير نحو بوابة الجامعة بجانب (دنيا) التى تتحدث معها وهى تقول
- قوليلى بقى مش ناوية انتى و (حسام) ترجعوا لبعض
اخذت (دنيا) نفس عميق ثم قالت
- هو اتغير معايا بقى كل حاجة يعملها أداء واجب معايا خلاص حاسة أنه بطل يحبنى
هزت (چايدا) رأسها نافية ثم قالت
- لا انتى اللى اتغيرتى يا (دنيا) واتغيرتى كتير من ساعة ما قربتى ل (سارة) اكتر واكتر وانا من واجبى انى انبهك
- هى معملتش حاجة أنا قلعت الحجاب عن اقتناع مش عشان حد اصلا (حسام) وبابا اجبرونى عليه وانا خلاص قررت أن مش كل حياتى هقضيها بالٱجبار
توقفت (چايدا) عن السير قليلا ثم نظرت فى عينان (دنيا) وقالت
- بصيلى فى عينى وقولى أن (سارة) مش هى السبب فى اللى بيحصل بينك وبين (حسام) دلوقتى
لم تستطع (دنيا) الصمود للنظر داخل عينان (چايدا) فقالت بهدوء
- تمام .. تمام يا (چايدا) انتى الفترة الأخيرة كنتى مشغولة مع (مروان) ومكنتيش بتدينى من اهتمامك زى زمان وانا مقدرة خدت رأى (سارة) فى اللى حصل بينى وبين (حسام) وهى شجعتنى شجعتنى ابعد عنه عشان متحكم وشجعتنى أن اخلع الحجاب عشان هو اصلا مش فرض
اضيقت عينان (چايدا) بعدم فهم ثم قالت
- مين قالك كده ؟ وازاى اقنعتك بكده ؟
زفرت (دنيا) بضيق ثم قالت
- يوووووه بقى هو استجواب يا (چايدا) ؟!
- اه يا (دنيا) وقولى بقى عشان أنا خايفة عليكى وعلى مصلحتك
شردت (دنيا) بعيدا ثم قالت
- يعنى أن الحجاب مفيش أية صريحة بيه وأنه كان ايام النبى بس ومش شرط يكون فى كل زمان كان عادة عند العرب زمان ومش من الدين اصلا وان زمان فى الستينات شيوخ الأزهر زوجاتهم وبناتهم مكنوش محجبين ومأنكروش ده عليهم
ربتت (چايدا) على كتفها بحنان ثم قالت بهدوء
- لينا قعدة كبيرة يا (دنيا) بس مش دلوقتى
تفاجأت (چايدا) برؤية سيارة مألوفة تقف بالقرب من المدخل توقفت لوهلة عيناها تتسعان دهشة عندما رأت (مروان) يخرج من السيارة مرتديًا قميصًا أبيض أنيقًا وبنطلون جينز داكن بابتسامة مشرقة تملأ وجهه لم تكن تتوقع ظهوره هنا على الإطلاق لتقول (دنيا)
- طيب همشى أنا دلوقتى هبقى اكلمك بليل
- ماشى يا حبيبتى هستنى مكالمتك
اقتربت (چايدا) من (مروان) ثم قالت بسعادة
- (مروان)؟! إيه المفاجأة الحلوة دى بس ايه اللى جابك هنا ؟
ابتسم (مروان) وهو يتأمل ملامح وجهها الذى اشتاق له
- إيه يعني؟ مش من حقي آجي أخد خطيبتى من الجامعة ولا ايه ؟
شعرت (چايدا) بسعادة ثم قالت بهدوء
- مكانش في داعي كنت هروح لوحدي .. انا عارفة انك بتضايق من الزحمة والأماكن العامة
فتح (مروان) لها باب السيارة ثم قال
- أنا عارف انك تقدرى تروحى لوحدك بس حبيت أفاجئك وبعدين كنت بخاف عليكى من وجودى معاكى فى أماكن عامة دلوقتى لا الكل عارف انك خطيبتى
شعرت (چايدا) بالخجل ثم جلست في المقعد الأمامي ما زالت تشعر بالدهشة من هذه اللفتة الرومانسية قبل أن يستقل (مروان) السيارة ظهر فجأة أحد الطلاب بعدما تعرف على (مروان) واقترب منه بحماس
- كابتن (مروان) ! ممكن أتصور معاك؟ أنا من أكتر الناس اللي بيتابعوك، ومتحمس لرجوعك للملاعب بعد الأصابة
ابتسم (مروان) ابتسامة دبلوماسية ثم قال
- أكيد تعالى نتصور
التقط المعجب الصورة بسعادة وشكر (مروان) قبل أن يرحل فاستقل (مروان) السيارة والتفت إلى (چايدا) مبتسمًا ثم قال
- طبعا لو كانت بنت كنتى دبحتينى
ضحكت (چايدا) ثم قالت
- مش للدرجة وبعدين أنا متفهمة بس أنا فخورة بيك
مسك (مروان) يدها بلطف وهو يقود السيارة ويقول بنبرة هادئة
- وأنا مبسوط إنك معايا وفى حياتى
ضربت يده الممسكة بيدها بخفة ثم قالت
- بقيت تستهبل كتير
ابتسم (مروان) وهو ينظر لها تارة والطريق تارة أخرى ثم قال
- اعمل ايه على ايديك انحرفت .. أنا حتى اكتر حاجة بحبها اللى هى الكورة وانى بلعب .. دلوقتى مصاب ومش بلعب ومع ذلك مش هاممننى عشان انتى جنبى
ابتسمت وهى تشعر بسعادة بالغة ثم قالت
- ربنا يخليك ليا
- ويخليك ليا يا قلبى ..
❈-❈-❈
لم ينم ولكنه ظل محدقا فى الفراغ شاردا وكان (حمزة) بجواره يحترم قراره فى عدم البوح فيما حدث له ظل (حمزة) بجواره حاول أن يجعله يتناول الطعام لكنه رفض رفض قاطع جلس (حمزة) على الأريكة حتى خيم الليل وغفى على الأريكة بينما (حاتم) ظل مستيقظا لم ينم ولم يرمش له جفن ..
في الصباح الباكر استيقظ (حمزة) وهو يشعر بشيء مفقود التف بسرعة إلى الجهة الأخرى من السرير لكنه لم يجد (حاتم) على الفراش فنهض من السرير بخطواته المسرعة وتوجه نحو غرفة (حاتم) باحثا عنه ..
عندما اقترب من الباب كان الضوء الخافت يتسلل من أسفل الباب مما أكد له أن (حاتم) مازال مستيقظ فتح الباب ببطء ليجد (حاتم) جالسًا بجانب النافذة يدخن سيجارة وعينيه تائهتان في الأفق
وقف (حمزة) على باب الغرفة بنبرة متعجبة وهو ينظر للسيجارة التى بيده
ـ انت مش كنت بطلت القرف ده ايه رجعك تانى ؟
لم يلتفت إليه (حاتم) فقط نفث دخان السيجارة بهدوء وقال بصوت منخفض وكأنه يتحدث لنفسه
ـ مش قادر أنام يا (حمزة) ومش عارف
تقدم (حمزة) خطوة تجاهه وهو يقول بحنان
ـ مالك يا (حاتم) مالك مش على بعضك حصل حاجة بسبب (حور) مش كده
ظل (حاتم) صامتًا لوهلة ثم أخذ نفسًا عميقًا من السيجارة قبل أن يلقيها على الأرض ويدهسها بحذائه ثم قال
ـ في بلاوى يا (حمزة) فى انى اغبى واحد على الدنيا دى
جلس (حمزة) بجواره على طرف السرير وقال بصوت هادي
ـ إنت دايمًا كنت بتقول إنك تقدر تحل أي مشكلة إيه اللي اتغير دلوقتي؟ وهى عملت ايه ؟
ابتسم (حاتم) بسخرية ثم قال
ـ مش كل حاجة بتتحل يا (حمزة) ساعات الحل بيبقى أصعب من المشكلة نفسها .. المفروض انى أوجهها وانا مش قادر اعمل ده حاسس بنار فى قلبى
وضع (حمزة) يده على كتفه وقال
ـ لو في حاجة تقدر تتكلم فيها أنا موجود إنت مش لوحدك
رفع (حاتم) رأسه ثم نظر ل (حمزة) كأنه يبحث على كلمات يقولها ومن اين يبدء ثم بدء بقص كل شئ عليه فاتسعت عينان (حمزة) من الصدمة فلم يكن يتوقع أن شقيقه عانى كل ذلك وتحمل ذلك الألم فى قلبه فربت على كتفه بحنان ثم قال
- احمد ربنا أن الظروف خلتك تعرف الحقيقة كلها قبل ما تتعلق بيها اكتر من كده
نظر له وقد نزلت من عينيه دمعة حارقة وقال بصوت مبحوح
- وانا كده متعلقتش بيها .. أنا قلبى كان ملكها كل ما املك كنت مستعد احطه تحت رجلها بس .. بس هى كانت بتفكر ازاى تذلنى
أقترب منه (حمزة) وقام بإحتضانه وظل يهون عليه ما مر به وهو يقول
- انت تستاهل واحدة تحبك بجد .. واحدة تحبك من كل قلبها انت بس اللى اختارت غلط
نزلت دموع صامته من أعين (حاتم) فشعر (حمزة) بالأسى عليه ثم قال
- انت هتعديها أنا واثق من كده مش دايما تقول انك (حاتم الدالى) أنا واثق انك هتعديها ..