-->

رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 18 - 1 - الإثنين 13/1/2025

  

 قراءة رواية لعبة قلب كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر

رواية لعبة قلب 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة علا السعدني

1

الفصل الثامن عشر


تم النشر الإثنين

13/1/2025




كانت مشاعره متضاربة بين الصدمة والغضب كيف تجرأت على الحضور وهي غير مدعوة؟ غير مرغوب فى وجودها  وفى لحظة ضعف منه كأنه شعر بأن قلبه سيلين لها لكنه سرعان ما عاد إلى حالته المتماسكة على الرغم من أن الغضب بدأ يتصاعد داخله

نظر إليها بحدة عيناه تشتعلان بالاستنكار والدهشة اقترب منها ببطء ملامحه جامدة كالصخر وصوته مليء بالسخرية الممزوجة بالغضب المكتوم

- انتى ازاى تجيلك الجرئة انك تيجى هنا وانتى عارفة أن وجودك مش مرغوب فيه ؟! انتى عاوزنى اصدق البوقيين الخايبين دول الثقة اللى عمرى ما منحتها لحد غيرك اتكسرت ومش ممكن ترجع تانى

ترقرت الدموع داخل مقلتيها ونظرت له بحب تحاول استجداء مشاعره وقالت

- بس دى الحقيقة يا مستر (حاتم) أنا بحبك ومش عارفة اعمل ايه عشان تصدقنى قولتلك أن (كريم) مظلوم وانت ظلمته كنت بحاول اخد حقه مكنتش عارفة ان الموضوع هيكبر كده

وقف أمامها لم يهتز له جفن من حديثها ذاك فلم تعد الثقة موجودة بينهم كى يثق بها مجددا ملامحه كانت مزيجًا من خيبة الأمل والتردد كان يحاول استيعاب كلماتها لكن الألم من خيانتها طغى على كل شيء بمرارة كتم غضبه وقال بصوت متهدج

- انتى هتفضلى تكملى فى اللى انتى فيه ده رغم انك عارفة انك اتكشفتى ؟!

كانت تراقبه من بعيد وتشعر بكسره قلبه أمامها وبحبه الذى يشعر به نحوها داخل عينيه اقتربت منه بخطوات هادئة تقدم له الدعم حتى لا يضعف ولا يرضخ أمامها مرة آخرى وصلت إلى هناك لم تعبئ بوجود (حور) ولا بكائها المستمر لذا قالت (أسما) بدلال مصطنع وهى تقف بجوار (حاتم)

- حتومى تعالى ارقص معايا

رمشت (حور) بعينيها عدة مرات وهى تحاول فهم طبيعة العلاقة بينها وبين (حاتم) شعرت بالغضب من تلك الفتاة التى تتدلل عليه بينما لم يكن (حاتم) أقل دهشة من (حور) لكنه ابتسم ل (أسما) وقال بهدوء

- حاضر

ثم عاد لينظر ل (حور) التى كانت ترمق (أسما) بغضب شديد وقال بثبات

- اعتقد وجودك غير مرغوب فيه .. ومش عاوز اسمع منك كلام تانى احنا كل اللى بينا انتهى اتفضلى امشى عشان الحفلة متبوظش

حاولت أن تحافظ على رباطة جأشها قلبها كان ينزف لكنها رفعت رأسها بتحدٍ وهي تحاول أن تسيطر على ارتعاش شفتيها بخطوات بطيئة وثقيلة بدأت تمشي مبتعدة وكأن كل خطوة كانت تثقل كاهلها أكثر ظهرها مشدود لكنها كانت تشعر بثقل نظراته عليها حتى غابت الكلمات خلف سيل المشاعر التي لم تستطع التعبير عنها ..

فى تلك اللحظة نظر (حاتم) إلى (أسما) وهو يقول بهدوء

- تعالى ارقصى يا اوزعة

نظرت له بغيظ شديد لكنها قالت بثقة

- مبرقصش .. أنا بس كنت شايفاك مش عارف تصد ولا ترد قدامها قلت اساعدك

اضيقت عينيه بضيق ملحوظ ثم قال بثقة

- بقى أنا (حاتم الدالى) واحدة زيك تيجى تقولى مش عارف تصد ولا ترد ده انا شغلى كله صد ورد

هزت رأسها بآسى ثم قالت بضيق مصطنع 

- يا عم فلقتنا ب (حاتم الدالى) بتاعتك دى

ثم همت لترحل فسار خلفها وهو يقول بضيق

- تعالى هنا .. انتى خدتى عليا اوى

توقفت للحظة ثم أدرت نفسها فجاءة له وقالت وهى تنظر داخل عينيه و تقول 

- وماخدش عليك ليه ؟! مش ابن عمتى زيك زى (حمزة)

ابتسم لها ابتسامة هادئة ثم قال

- ده شرف ليا انك تحطينى فى مقارنة مع (حمزة)

- لا حمزتى ميتقارنش بحد

- ياء الملكية عملالك أزمة فى حياتك 

ابتسمت وهزت رأسها بآسى فلم تكن تعلم كيف عليها أن تخبره بأنها تحبه وحده ولكن لا تستطيع البوح بمشاعرها ..

بينما كان (مروان) كان يصف سيارته فترجلت (شمس) من السيارة فنظر لها (مروان) بغيظ شديد ثم قال 

- أنا مش فاهم جاية ليه ؟! واحد رايح فرح اخو خطيبته انتى ايه علاقتك بالموضوع

- عاوزة أخرج فيها ايه مش هاجى جنبك وجنب السنيورة بتاعتك متخافش

هز رأسه بآسى ثم صار نحوها وهو يقول

- يلا امشى قدامى

سارت أمامه وهى تشعر بغيظ منه فهو لا يهتم بها ولا يعطيها أولوياته ابدا .. اخذت نفس عميق ودلفت للداخل وظلت تتجول فى الحفلة وهى تبحث عن العريس والعروس ظنا منها أنه (حاتم) كانت تريد أن تجعله فى موقف محرج كما فعل معها سابقا وهى تبحث بعينيها عن مكان العريس وجدت (حاتم) يقف مع صديق له فشعرت بالدهشة أنه يترك عروسه ويقف مع صديقه فتوجهت نحوه وما أن انتهى (حاتم) من الحديث معه حتى قالت له (شمس) بصوت أشبه للهمس

- حد يسيب عروسته ويقف مع صحابه فى ليلة زى دى .. انسان غريب نظرتى متخيبش ابدا يا .. يا خاتم

نظر إليها بدهشة ثم هز رأسه بآسى على تلك المتطفلة وقال

- عروسة مين ؟ انتى بتتكلمى على ايه ؟

نظرت فى عينيه وهى تسئله

- مش انت العريس ؟! (مروان) قالى أن ده فرح اخو (چايدا)

ابتسم بهدوء ثم قال

- اخوها التانى .. أنا لسه سينجل

- مش مكسوف واحد فى سنك يبقى سنجل !!

نظر لها بضيق ثم قال بنبرة يشوبها بعض الضجر

- ايه فى سنك دى ؟! انا لسه عندى ٢٨ سنة

نظرت له وكأنها تقيمه وقالت بمكر

- اوووووه ٢٨ سنة انا قلت عندك ٦٨ سنة

رفع إحدى حاجبيها بدهشة فابتسمت هى على هيئته ثم قالت بهدوء

- خلاص ناخد هدنة ولا انت تتريق عليا ولا أنا اتريق عليك

هز رأسه موافقا إياها وهو يقول 

- ماشى يا ستى 

- تعالى ارقص معايا بقى 

نظر لها بدهشة ثم قال بصوت خافت لم يصل إلى مسامعها

- هى فرة وجتلكوا

- بتقول ايه ؟!

- ولا حاجة تعالى ارقصى 

كانت تتابع ذلك المشهد (أسما) من بعيد فزفرت بضيق فهو لم ولن يشعر بحبها ابدا له وهى ليست مميزة فى حياته  ..

فى تلك الأثناء كان (مروان) يقف مع (چايدا) وهو يتأملها ويتأمل فستانها وهو يقول

- زى القمر النهاردة.. اقولك على سر ؟!

ابتسمت ثم سئلته بفضول

- ايه ؟!

- انتى احلى من العروسة

ابتسمت وهزت رأسها بآسى ثم قالت بمرح

- صحيح القرد فى عين امه او حبيبه غزال

ابتسم عليها ثم قال بنبرة صادقة

- بجد زى القمر يا (چايدا) .. أنا بحسد نفسى عليكى

نظرت فى عينيه الخضراء ثم قالت بهيام

- أنا اللى مكنتش احلم انك حتى تبصلى يا (مروان)

- متقوليش كده .. أنا كنت اعمى من غيرك ومن غير حبك

شعرت بالخجل ونظرت لأسفل ثم قال لها 

- أنا كمان مبسوط بسبب حاجة تانية فى نهاية الأسبوع هلعب ماتش الدكاترة أذنت ليا بأنى اقدر العب دلوقتى

لمعت عينيها من الفرحة وقالت 

- مبروووك يا حبيبى

- يا ... ايه ؟

ابتسمت ثم قالت محذرة

- هى بتطلع مرة واحدة بس .. امشى بقى عاوزة اشوف صحابى

ابتسم وشعر بسعادة وهو يتأملها بينما ابتعدت هى عنه قليلا لتقف بجوار اصدقائها وهو ينظر لها بسعادة ..

انتهى الحفل وخرجت (دنيا) من المنزل وهى تشعر ببعض الألم فى رأسها أمسكت هاتفها لتطلب سيارة لتقوم بإيصالها إلى المنزل ولكنها وجدت سيارة تقف أمامها تطلعت إليها لتجد أنها سيارة (حسام) شعرت بإنه ازداد عدد دقات قلبها فترجل (حسام) من السيارة وهو يقول

- يلا عشان اوصلك

وضعت شعرها خلف أذنها وابتسمت له ابتسامة هادئة لم يقابلها بأى بسمة فشعرت بالضيق لكنها استقلت السيارة وهو بدء فى القيادة فتحدثت هى بصوت خافت

- شكرا عشان انت جيت رغم انى مقولتش ليك .. بس انت عرفت منين ؟!

كم ود أن يقول لها أنه يراقبها بل ويتصل كثيرا من الأحيان بخالته كى تطمئنه عليها فقال بصوت خافت

- كنت بكلم خالتو وعرفت انك بارة فقلت اجى اوصلك عشان الوقت اتأخر

ابتسمت له ونظرت له بإمتنان ثم قالت

- انت ليه مش عاوز تفهمنى يا (حسام) .. أنا بحبك حقيقى والفترة اللى فاتت كانت صعبة عليا

ابتلع ريقه وحاول رسم الجمود على مظهره ثم قال بهدوء

- أنا مش هتكلم فى حاجة بقت ماضى خلاص .. انتى اختارتى انك تسبينى

نظرت له وإلى جموده وشعرت بالحزن وترقرت الدموع داخل مقلتيها فهاهى تعترف له بحبها وهو يقول إنه أصبح من الماضى حاولت مسح دموعها فشعر هو بالآسى عليها فأوقف السيارة ثم قال بهدوء

- انتى شايفة انى بجبرك على كل حاجة .. محدش بيحب حد بيجبره يا (دنيا) أنا فعلا بقيت مش عارف انتى حبيتينى ولا اتعودتى عليا مستحيل ده يكون حب 

صمتت للحظات ثم قالت بهدوء

- اسئل قلبك اكيييد هيقولك اللى أنا حاسة بيه

نظر لها نظرة أخيرة ثم بدء مجددا بقيادة السيارة انتظرت منه رد لكن لم يجيب فشعرت بخيبة أمل كبيرة وصل إلى منزلها فكادت أن تفتح باب السيارة لكنه أوقفها حين قال

- أنا بخاف عليكى يا (دنيا) .. ولو قولتلك ابعدى عن (سارة) هتفتكرى انى عاوز اتحكم فيكى لكن الحقيقة أنا خايف عليكى وعلى مصلحتك عموما انا مش هجبرك وعشان تعرفى انى بحبك فعلا أنا مستعد نرجع زى الاول حتى بعد التغيير انتى بقى موافقة ؟!

ظهرت على شفتيها ابتسامة رائعة ثم هزت رأسها إيجابا وهى تقول

- طبعا يا حوس

هز رأسه بآسى ثم قال

- لا الانفصال ليكى حلال بعد يا حوس دى

ابتسمت وشعرت بسعادة كبيرة بينما هو يدرك تماما أن (دنيا) طيبة القلب وأن ذلك التغيير الطارئ عليها فى يوم سينتهى وعليه أن لا يجبرها بل أن يكون سندا لها نحو التغيير للأفضل فتحت باب السيارة وهى تقول

- تيجى تجبنى بكرة من الجامعة

- شوفيرك أنا بقى ؟!

قالها بنبرة مازحا فابتسمت وهى تقول

- تصبح على خير

- وانتى من أهله

وما أن دلفت داخل العقار حتى بدء بقيادة سيارته مرة آخرى ..


الصفحة التالية