رواية جديدة لعبة قلب لعلا السعدني - الفصل 21 - 1 - الثلاثاء 21/1/2025
قراءة رواية لعبة قلب كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية لعبة قلب
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة علا السعدني
الفصل الواحد والعشرون
1
تم النشر الثلاثاء
21/1/2025
ارتعشت يدها ووقعت منها مفاتيح سيارتها وهى تراه يتقدم نحوها ولكنها حاولت أن تكون ثابته قوية حاولت بكل ما فى وسعها أن لا تظهر ضعفها رفعت رأسها بقوة ولمعة من التحدي في عينيها وكأنها تتحدى خوفها أخذت نفسًا عميقًا ووقفت مستقيمة رغم اضطراب قلبها حاولت أن تقنع نفسها أن بإمكانها التحكم في الموقف وأن الخوف لن يسيطر عليها نظرت إليه بثبات وقالت
- عاوز ايه يا (عمرو) ؟!
هز كتفيه بلا مبالاة وقال
- وحشتينى زى ما قولتلك .. وجيت اعرف قدرتى تنسى حبى ليكى ازاى
نظرت له وقالت بثقة وكأنها لا تهتم لوجوده
- زى مانت قدرت تكسر الثقة بينا .. الثقة اللى طالما مش موجودة عمر ما حياتنا كانت هتكمل مع بعض .. انت دمرتنى ودمرت قلبى ودمرت شغلى كمان
نظر لها بذهول وهو لا يصدق وقال
- بتحاسبينى على حبى وخوفى عليكى .. خوفى من انك يجرالك حاجة كنتى عاوزنى اتفرج عليكى وانتى بتضيعى منى
شعرت بأن الحديث ليس مجدى الآن فقالت ببساطة
- الكلام ده مبقاش وقته يا (عمرو) وكلامك مش هيغير شئ أنا بحب واحد تانى دلوقتى وعلى ذمته كمان فكلامنا ملوش اى معنى ولا ليه لازمة
وقف (عمرو) في مكانه للحظات وكأن الكلمات التي قالتها أصابته في الصميم شعر ببرودة تسري في جسده وكأن الأرض اختفت من تحته عينيه و ضاق صدره وكأنه يعاني من نقص في الهواء كان يحاول استيعاب كلامها لكن كل جملة كانت تضربه كسهم مسموم تزداد ثقله على قلبه لكنه قال وهو يحاول أن يثبت لنفسه أنها مازالت تحبه
- انتى بتعاندينى بس يا (ليلى) .. انتى عاوزة تنتقمى منى اتجوزتى اكتر واحد كنت بضايق من وجوده معاكى عشان تضايقنى
هزت رأسها بآسى وهى لا تصدق حديثه ذاك ثم قالت بثبات
- لا أنا بحب (حمزة) يا (عمرو) .. بحبه فعلا
لحظات من الصمت مرت و(عمرو) يشعر بالعجز كيف يمكن أن تبتعد عنه بهذه البساطة؟ كيف انتهت كل تلك الذكريات والمشاعر التي عاشاها معًا؟ قلبه كان ينبض بسرعة ودموع لم يتمكن من السيطرة عليها بدأت تتجمع في عينيه حاول أن يتماسك لكنه شعر أن كل شيء خرج عن سيطرته ثم قال
- وانا مش هسيبك يا (ليلى) .. انتى ليا أنا وبس لأنك فى الأصل كنتى بتاعتى هو اللى سرقك منى
قالها ثم غادر المكتب فشعرت (ليلى) بإهتزاز فى قدميها فجلست على المقعد فى محاولة منها من أن تهدئ أعصابها ثم نزلت من عيونها دموع هل ظلمته حقا ؟! هى لا تتحمل أن تظلم شخص ولكن الثقة بينهم تحطمت هل لو كان (حمزة) مكانه كانت سامحته هزت رأسها نافيا ف (حمزة) لا مثيل له ولا تثق بأحد سواه فهو لم ولن يكون مثل (عمرو) حتى الحب الذى اكتشفته على يد (حمزة) لم تشعر به من قبل تجاه (عمرو) أو رجل غيره لملمت شتات نفسها وقررت أن تذهب إلى المنزل تنتظر (حمزة) حتى تقص له ما حدث ليبث فى روحها الطمأنينة كما يفعل دائما ..
❈-❈-❈
فى المساء ..
جلس (حاتم) على مكتبه محاطًا بالأوراق والمستندات عقله لا يتوقف عن التفكير في تطورات القضية كان الليل قد بدأ ينسدل وأضواء المكتب الهادئة تعكس ظلالًا على وجهه المرهق تنفس بعمق وأمسك بهاتفه عينيه تراقبان الشاشة للحظة قبل أن يضغط على رقم (حور) للأتصال بها
- أيوة يا (حور) ... أنا محتاج أقابلك
صمت لحظة وكأن الكلمات تخرج من فمه بتردد وبصعوبة بالغة
تفاجأت (حور) من مكالمته ومن أنه يريد مقابلتها وابتسمت ثم قالت بصوت رقيق
- أخيرًا .. كنت مستنية منك تكلم
تنفست بعمق وهي تشعر بمزيج من الأمل والتوتر ظنت أنه بدأ يشعر بشيء تجاهها من جديد ليصدمها صوت (حاتم) بطريقة عملية قائلا
- إحنا لازم نتكلم بخصوص قضية (كريم)
تغير صوت (حور) من اللهفة والسعادة لخيبة أمل كبيرة
- آه... (كريم)
شعرت بخيبة الأمل تسري في أوصالها وكأن الثقل الذي أزيح قليلًا عن قلبها عاد ليخنقها مجددًا ليأتيها صوت (حاتم) قائلا
- شوفي محتاج معلومات أكتر وفيه تفاصيل لازم أوضحها عشان نقدر نتحرك صح هقابلك في المكتب بكره الساعة ٤
صمتت (حور) للحظات ولكنها أجابته بالنهاية
- حاضر
اغلق هو الهاتف وهي تحاول أن تسيطر على مشاعرها المتضاربة كانت تتمنى أن تكون المكالمة تحمل شيئًا أكثر من مجرد العمل وضعت الهاتف ببطء على الطاولة تشعر بأن الأمل الذي بدأ ينمو في قلبها قد تحطم أمام الحقيقة ..
❈-❈-❈
نظرت (ليلى) للهاتف الموجود أعلى الكومود وجدتها الساعة الثامنة مساءا ومازال (حمزة) لم يأتى بعد لم ترد أن تحدثه عبر الهاتف حتى لا تقلقه ولكنها كانت بحاجة للحديث معه فهو الوحيد الذى يستطيع إزاحة كل ذلك الهم والخوف الذى سيطر على قلبها ترقرت الدموع فى عينيها استمعت إلى صوت باب الغرفة يفتح فنهضت من أعلى الفراش وركضت نحوه كى تحتضنه وتستمد منه الأمان اندهش (حمزة) من تصرفها ذاك ولكنه بدالها الاحتضان ثم قال بقلق
- مالك يا حبيبتى فى ايه ؟! مش معقول اكون وحشتك اوووى للدرجة
قالها بنبرة مرحة لتبتعد هى عنه وتضربه فى صدره بخفة ثم تقول
- انت عارف انك بتوحشنى طول الوقت بس مش ده السبب انت معاك حق
نظر لها باهتمام وقال وهو يحدثها على الحديث
- مالك يا حبيبتى فى ايه ؟!
أمسكت يده وسحبها نحو الأريكة الموجودة فى منتصف الغرفة ليجلسا سويا ثم قالت
- (عمرو) جالى الشغل النهاردة بعد ما كلمتك فى التليفون وقالى كلام ضايقني
صمت (حمزة) للحظات وهو يشعر بتمزق قلبه ولكن بدئت (ليلى) بأن تقص عليه كل شئ حدث بينها وبين (عمرو) وكيف هددها مرة آخرى بأنه لن يتركها انتظرت منه إجابة لطمأنتها ولكنه كان صامت لم يتحدث فسئلته بقلق
- (حمزة) انت ليه مش بترد عليا ؟! انا مضايقة من الكلام اللى قاله ومحتاجلك جنبى متسبنيش يا (حمزة)
نظر لها بغضب ثم قال
- المفروض ابقى عامل ازاى وواحد جاى يقول لمراتى بحبك ووحشتينى ومش هسيبك المفروض شكلى يبقى عامل ازاى قوليلى المفروض ان ده عادى
ابتلعت ريقها ثم نظرت فى عينيه وهى تقول
- أنا مش قصدى .. أنا بس مش بعرف اخبى عليك حاجة و ..
زفر بضيق وقاطع حديثها بغضب
- لا خبى عليا يا (ليلى) متقوليش ليا حاجة زى دى مش عاوز اسمع حاجة تخص (عمرو) خااالص ... نهائى سامعة (عمرو) صفحة واتقفلت خلاص
اندهشت من رد فعله فهذا ما لم تكن تنتظره من (حمزة) ابدا بل كانت تنتظر أن يشعرها بالأمان والطمأنينة بأنه لا احد يستطيع تفريقهم عن بعض فترقرت الدموع فى عينيها ونهضت عن الأريكة وهى تتجه نحو الفراش فأمسك يدها مانعا إياها الرحيل وهو يقول بحنانه الذى انتظرته منه
- استنى بتعيطى ليه دلوقتى ؟!
مسحت دموعها وهى تقول
- مفيش حاجة أنا عاوز انام
جعلها تجلس بجوارها رغما عنها وقال
- قولى كل اللى نفسك فيه يا (ليلى) .. أنا بس مش حابب انك تشوفى (عمرو) ومن بكرة هاجى اخدك بنفسى ولو حتى ورايا شغل هوصلك الاول وبعدين ارجع الشغل تانى
نظرت فى عينيه ثم قالت
- مش ده اللى أنا عاوزه يا (حمزة) .. انت عارف انى صريحة ومش بعرف اخبى عليك حاجة ولازم كنت اقولك عشان متسمعش من بارة أنه جاه الشركة والشك يدخل قلبك أنا بس كنت عاوزة دعمك أنا لما بسمع حد يقول إنه ممكن يفرقنى عنك بحس احساس عمرى ما حسيته قبل كده بحس بضعف أنا مقدرش اعيش من غيرك يا (حمزة)
هدء (حمزة) قليلا لكنه بداخله بركان ثائر وعاصفة لا تهدء اثر حديثها ذاك ماذا لو علمت بما يخفيه عليها ابتلع ريقه ثم قال
- ولا أنا أقدر اتخيل ثانية واحدة من غيرك انا تعبت لحد ما بقيتى مراتى ومش هسمح لحد أن يفرقنا
نظرت فى عينيه ثم قامت بأحتضانه وهى تقول
- هو ده اللى كنت محتاجة اسمعه منك
ربت على ظهرها بحنان ثم أبعدها قليلا لينظر فى عينيها فسئلته هى
- تفتكر انى ظلمته يا (حمزة) .. انى مدتلوش فرصة كفاية ولا فرصة تانية
نظر فى عينيها وهو لا يصدق سؤالها ذاك ثم قال
- كنتى عاوزة تديله فرصة تانية ؟
هزت رأسها نافية ثم قالت
- اطلاقا بس عاوزة اعرف أنا صح ولا لا هل ظلمته أنا بالنسبة ليا لما الثقة بتتكسر مبيبقاش فى وجود للحب من تانى وصدقنى مفيش اى مشاعر بحسها دلوقتى ناحيته حتى الكره مش حساه
ضم (حمزة) قبضة يده وشعر بغضب كبير يعتريه فسئلها
- يعنى لو مثلا يعنى أنا خبيت عليكى حاجة هتتخلى عنى ببساطة يا (ليلى) ؟!
ابتسمت ثم قرصته فى وجنته وهى تقول
- أنا عارفة انك عمرك ما تخبى عليا حاجة يا (حمزة) عشان الثقة اللى بينا ملهاش نهاية فمش هفترض شئ مش هيحصل ابدا أنا معاك ممكن امشى عامية وعارفة انك مش هتأذينى
نهض (حمزة) عن الأريكة وهو يقول بغضب
- كفاية يا (ليلى)
لم تفهم ما أصابه لكنها ظنت أنه يشعر بالغيرة من أجل (عمرو) فقالت
- أنا لما سئلتك أنا ظلمته ولالا مش عشان حاسة بالذنب ناحيته بس عشان عاوزة افهم أنا غلطت ولا لا .. اعرف غلطت فى الماضى ولالا إنما أنا ميهمنيش غير الحاضر اللى هو معاك
اغمض (حمزة) عينيه وهو يعطى لها ظهره ثم قال بنبرة تحمل الم كبير وهو يقول
- مغلطيش .. مغلطيش يا (ليلى)
ابتسمت (ليلى) وشعرت بسعادة كبيرة ثم قالت
- هروح احضر لينا العشا أنا اصلا متغدتش قلت استناك .. ثوانى وجاية
قالتها ثم خرجت من الغرفة ليجلس مرة أخرى على الأريكة وهو يمرر أصابع يده فى شعره وهو يشعر بهم كبير على صدره لا يستطيع البوح به فزمن البوح قد فات ومر كان عليه أن يعلمها قبل الزواج كى تختار هى لكنه لم يفعل فلا فائدة من مصارحته لها الآن ....